|
الملف الفلسطيني بين - لافروف - و - رايس -
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 1995 - 2007 / 8 / 2 - 11:19
المحور:
القضية الفلسطينية
بين " لافروف " و" رايس " يبدو ان روسيا تحاول أن تستعيد جزءاً من دورها وهيبتها في منطقة الشرق الأوسط، ولذلك رأينا كيف أن روسيا ميزت موقفها عن المواقف الأمريكية والأوربية ، وقد لمسنا هذا التميز في الإنتخابات التشريعية الفلسطينية، حيث رفضت روسيا المشاركة في الحصار الظالم الذي فرضته أمريكيا وأوروبا على الشعب الفلسطيني، وكذلك رفضت إعتبار حماس وفق التصنيف الأمر- أوروبي منظمة " إرهابية "، وفي حينها إستقبلت وفداً قيادياً من حماس، وأبقت على إتصالاتها وعلاقاتها مع الحكومة الفلسطينية بقيادة حماس، وبعد التطورات المتسارعة والمتلاحقة إقليمياً ومحلياً، وخصوصاً بعد ما أقدمت عليه حماس من حسم عسكري في قطاع غزة، وما تلاه من إجراءات إدارية وقانونية أقدم عليها الرئيس الفلسطيني من طرف واحد ن ووصول الأمور إلى حد القطعية بين قطبي الصراع الفلسطيني ( فتح وحماس )، هذه القطيعة التي تغذيها إسرائيل وأمريكيا بشكل خاص، ومعها دول أوروبا الغربية ومحور دول ما يسمى بالإعتدال العربي، هذه التغذية لها علاقة بالرؤيا والنهج والأهداف والمصالح الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة، والتي مجمل التطورات تشير ألى أنها تأتي في إطار محاصرة وضرب وتصفية قوى الممانعة والمقاومة والمعارضة العربية والإسلامية بدءاً من باكستان ومروراً في أفغانستان وإيران والعراق وسوريا ولبنان وإنتهاءاً بفلسطين، هذه التطورات التي من شأنها أن توجه ضربة قاصمة للمصالح الروسية، والتي قد تمكن أمريكيا إذا ما نجحت في تدمير قدرات إيران العسكرية والنووية، من نشر جيوشها بالقرب من الحدود الروسية، وخسارتها لمصالحها في إيران ويجعلها تحت رحمة أمريكيا في مجال الطاقة والبترول، ويبدو أن القيادة الروسية، أخذت تعي جيداً المرامي والمقاصد الأمريكية، والتي سعت لنشر وإقامة قواعد أمريكية في دول أوروبا الشرقية، وبما تشكله من مخاطر جدية على الأمن الروسي، وبدون الخوض التفصيلي في هذا الجانب، نرى أن التحرك الروسي وبالتعاون والتنسيق مع القيادة السورية لإعادة اللحمة والوحدة إلى البيت الفلسطيني يندرج في هذا الإطا، ولكن كل المعطيات والمؤشرات تؤكد أن الإدارة الأمريكية ، لن تسمج بإدارة حوار داخلي فلسطيني، قبل أن تقوم بترتيب أوراقها والقيام بفعل عسكري ضد دول وحلقات الفعل الممانع والمقاوم والمعترض على الوجود والمشاريع الأمريكية في المنطقة، ولعل زيارة وزيرة الخارجية ووزير الدفاع الأمريكيين إلى المنطقة، لها علاقة مباشرة في هذا الموضوع، وما تقوم به الدبلوماسية الأمريكية والأوروبية واللجنة الرباعية يصب في هذا الهدف والإتجاه، فعلى سبيل المثال ، عادت "رايس " لطرح الإسطوانة المشروخة، الإلتزام برؤية "بوش"، إقامة دولة فلسطينية قبل نهاية ولاية الرئيس الأمريكي الحالي، وهذا الألتزام ستكون جدية ممارسته وتطبيقه رهن بالتطورات العسكرية وما قد تسفر عنه من نتائج، وما تهدف له زيارة " رايس وغيتس " الحالية في المنطقة، هو التمهيد والترتيب لهذا العمل العسكري، من خلال إقامة حلف أمني عسكري سياسي أمريكي – إسرائيلي – عربي ( دول محور الإعتدال )، ولعل الإعلان عن صفقات الأسلحة الأمريكية الضخمة مع دول الخليج ، وكذلك المساعدات لمصر، والدعم اللامحدود مالياً وعسكرياً لإسرائيل لضمان تفوقها النوعي على العرب ، هو في صلب الترتيبات الأمريكية، وهذا يعني بالملموس وحتى يأخذ هذا التحالف طريقه للنور، ضرورة إيجاد حل للقضية الفلسطينية وعزل المسار الفلسطيني عن المسارين اللبناني والسوري، وهذا واضح من خلال دعوة الرئيس الأمريكي "بوش" لعقد مؤتمر إقليمي لحل القضية الفلسطينية، وكذلك تحركات "بلير" ممثل الرباعية وتحديداً في الإطار الإقتصادي، تحسين الظروف الإقتصادية للشعب الفلسطيني، لتخليصه من جين " الإرهاب "، وهذا يتطلب ممارسة الضغط على الجانب الفلسطيني من أجل منع إقامة أي حوار داخلي فلسطيني، قبل أن تقوم الإدارة الأمريكية وإسرائيل بعملهما العسكري، ضد دول وقوى الممانعة والمقاومة والمعارضة العربية والإسلامية،لأن من شأن ذلك إعاقة الترتيبات الأمريكية الجارية، و"رايس" في جولتها الحالية، ولضمان نجاح مهمتها وضمان مشاركة محور دول الإعتدال في خطتها، فإنها ستحاول الضغط على الجانب الإسرائيلي من أجل التعاطي الإيجابي مع مبادرة السلام العربية، والتركيز على المخاطر التي تشكلها الدول والقوى المتطرفة على أمن المنطقة، وبالتحديد إيران وسوريا وحزب الله وحماس وغيرها، هذه القوى التي تلعب دوراً بارزاً ومهماً في منع تبلور الشرق الأوسط الكبير، المأتمر بإمرة أمريكيا وتقوده إسرائيل، أصبح التعايش معها مستحيلاً، فهو لم تستجب لا لسياسة العصا ولا لسياسة الجزرة، والمرحلة الآن تتطلب إستخدام الجزرة، قبل أن يتصلب هذا المحور ويخلق له إمتدادات وحواضن إقليمية ودولية، وقد قرأت أمريكيا وإسرائيل مخاطر هذا المحور في لقاءات الرئيس الإيراني أحمد نجاد مع قادة سوريا وقوى المقاومة الفلسطينية وحزب الله ز إذاً أمريكيا وجدت في التطورات الأخيرة على الساحة الفلسطينية، فرصتها في فكفكة حلقات التحالف الممانع والمقاوم والرافض لسياساتها، من خلال كسر الحلقة الفلسطينية وعزلها، وبما يمكنها من الإنتقال إلى خياراتها العسكرية، وبتحالف واسع وعريض أمني وسياسي وعسكري مع إسرائيل ودول محور الإعتدال العربي، وروسيا تسابق وتصارع من أجل منع وقوع منطقة الشرق الأوسط وإيران والعراق تحت القبضة والهيمنة الأمريكية الكاملة، والتي يشكل سقوطها مخاطر جدية وحقيقة، ليس على المصالح الروسية في منطقة الشرق الأوسط وإيران، بل وعلى أبواب عقر دارها، ولذلك تأتي مساعي القيادة الروسية من أجل إعادة اللحمة والوحدة إلى الساحة الفلسطينية، والتنسيق مع القيادة السورية ، من أجل إعاقة الإندفاع الأمريكي، والذي بات قادته مقتنعين، أنه لا بد من توجيه ضربه عسكريه لإيران، تحد وتشل قدراتها النووية، وتمنع تمددها وتحولها إلى قوة إقليمية كبرى، تلعب في الملعب الأمريكي، من خلال تأثيراتها الواضحة في أكثر من ساحة، بدءاً من العراق ومروراً بلبنان وانتهاءاً بفلسطين، ويبدو أن الصحوة الروسية ستكون متأخرة ، وسيكون حظها في لجم التغول والتوحش الأمريكي، ليس كبيراً وقوى المقاومة والممانعة والمعارضة العربية، إذا لم ترتب أوراقها بشكل جيد وتمتلك هامش كبير من المناورة والتكتيك، والإلتصاق بالجماهير والقيام بحملة تعبئة وتحريض واسعتين لها ، فإنها ستتعرض إلى ضربة مؤلمة وستنجح أمريكيا بفرض هيمنتها وسيطرتها على المنطقة بالكامل، وستعم الفوضى الخالقة كامل المنطقة ، والتي سيعاد رسم جغرافيتها وفق المصالح الأمريكية، والتي تضمن لها إستمرار إحتجاز تطور المنطقة لعشرات السنين، والإستمرار في نهب خيراتها وثرواته ، وتقتيل أبناء شعوبها عبر الحروب المذهبية والعرقية والطائفية والجهوية والعشائرية والقبلية .
راسم عبيدات القدس – فلسطين 1/8/2007
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أعراس - للفشخرة - والجاه الإجتماعي
-
دور مؤسسات المجتمع المدني في الخروج من المأزق الفلسطيني الحا
...
-
حسن النوايا / تمخض الجبل فولد فأراً
-
فلسطينياً / المطلوب توحيد الجهد المبادراتي
-
من مالكي بغداد إلى مالكي رام الله
-
لا يجوز الإستقواء بمؤسسات فاقدة لشرعيتها
-
بعد تحرير - آلن جونستون - المطلوب جمع سلاح العشائر و- طخيخة
...
-
-أولمرت - وملف الأسرى الفلسطينيون
-
قمة العقبة لم تزل حاجز العوجا ، وقمة شرم الشيخ لن تزل حاجز ح
...
-
سياسة العصا والجزرة التي قوضت أوسلو ، هل تقوض حكومة الطوارىء
...
-
شرعية ولا شرعية حكومة فتحسطين وحكومة حماسستان
-
غزة والسيناريوهات المحتملة
-
رسائل - أولمرت - لبشار الأسد
-
الصيف يزداد سخونة على الجبهة السورية..
-
القدس بين مطرقة الإحنلال وسنديانة الإهمال الفلسطيني
-
هل تمهد اللقاءات الأمريكية - الإيرانية ، إلى إنفراج في الساح
...
-
من فتاوي الجوع الجنسي إلى فتاوي الشعوذة والتكفير والتخوين
-
إعتصموا بشعبكم وقضيتكم لا بأحزابكم وتنظيماتكم وحركاتكم وعشائ
...
-
عصابات فتح الإسلام والتوقيت والدور المشبوه
-
هذا العبث والجنون يمهد لأجندات وسيناريوهات غير فلسطينية
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|