أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى كاظم صادق - على حافة الابداع














المزيد.....

على حافة الابداع


مثنى كاظم صادق

الحوار المتمدن-العدد: 1996 - 2007 / 8 / 3 - 09:00
المحور: الادب والفن
    


ضاق صدر الفرزدق في احدى ليلي الصيف التي خالها دون نهاية بعد ان استعصى عليه الشعر فصعد الى مكان مرتفع صارخا بأعلى صوته (اخاكم ابا ليلى اخاكم ابا ليلى) فمن هو ابو ليلى هذا وما قصته؟
لاريب ان العرب قد اعطوا اهتماما جما للشعر فهو ديوانهم الذي يتغنون به في حلهم وترحالهم ولقدسية الشعر عندهم ولمكانته العالية جعلهم ذلك يعتقدون ان الجن والشياطين قد شاركت او تدخلت في انتاجه على لسان الشعراء اذ جعلوا لكل شاعر شيطانا من الجن ينفث على لسانه الشعر ويلهمه قوله ولقد اسموا الوادي الذي تتجمع فيه هذه الشياطين بوادي ( عبقر) ومنه اشتقت كلمة عبقري التي تطلق على الانسان المبدع ولقد بات هذا الامر مسلما به حتى انهم فاخروا بشياطين شعرهم فقال احدهم :( اني وكل شاعر من البشر / شيطانه انثى وشيطاني ذكر ) ولقد هدد ابو نواس بعض الشعراء من خصومه بشيطان شعره فقال :( فاحذروا صولتي وموقع شعري / واتقوا ان يزوركم شيطاني ) واذا قلبت صفحات الادب تجد من هذا الشيء الكثير حتى وصل الامر بهم بتاليف الكتب والرسائل فيها مثل رسالة ابن شهيد الاندلسي (التوابع والزوابع ) ويقصد بالتوابع توابع الكتاب من الشياطين والزوابع هم شياطين الشعراء!! الذين يعينوهم على نظم الشعر ولقد اطلق العرب اسماءا على هذه مثل ( لاقط بن لافظ / مسحل / هادر / هبيد / ..... ) ولقد تحدث بن شهيد في هذا الكتاب عن رحلته الخيالية وكيف التقى بشياطين الشعراء وبشيطانه المسمى ( زهير بن نمير) ولقد اطلق اسم ( عتيبة بن نوفل ) على شيطان امريء القيس وهكذا دواليك . وقد اختلف الشعراء في كيفية جلب هذه الشياطين لتنفث في لسانهم الشعر فنجد ابا تمام الطائي يضع نفسه في صهريج من الماء عندما يستعصي عليه قول الشعر اما جرير فيتمرغ في التراب عدة مرات عندما لا يجد ما يقوله ولامن يلهمه الشعر وهكذا نجد ان لكل شاعر طريقته لأستدعاء شيطانه وماهذا الشيطان سوى الالهام وهو اذا ازداد ونما عد شكلا من اشكال الابداع الذي هو موهبة من الله تعالى لذا فالالهام ابداع فطري تتداخل فيه الموهبة والابتكار وتنمية كليهما بالدربة والممارسة . والإلهام في علم النفس احدى العمليات العقلية التي تحدث بعد التهيئة ووجود قرائن وان اللحظة التي يلهم فيها هذا الانسان تسمى لحظة التجلي او التنوير (الإشراق) او لحظة الالهام وان مفهوم هذه اللحظة قديم جدا فنجدها عند هوميروس الذي استهل (الإلياذة) بعملية استجداء واضحة لربات الشعر اللواتي انعمن عليه بهذه اللحظة او اللحظات وكان ( ابولو ) عندهم هو اله الشعر ... يعتقد الكثير من الناس ان اللحظة الابداعية تحدث فجأة وهذا خطأ شائع فالشخص يمر بحالة اختمار ذهني متوقد اذ تتم العملية الإبداعية او اللحظة التي يلهم فيها الشخص وفق ما يتميز به من موهبة أي ان ما يلهم به من أمور وأشياء تكون ذات مصير واتجاه واحد مع ما يتميز به من اختصاص او مهنة او وظيفة كي تتم عملية الإستجابة لهذه اللحظة الاشراقية او التنويرية بصورة فعلية ومفيدة وتسييرها ضمن الإتجاه الصحيح ووفق مايناسبها من توظيف في العملية الإبداعية . إن العملية الابداعية هي اعلى عملية تفكير للأنسان اذ من الممكن اكتشافها عند البشر جميعا وتنمية مايتميزون به من مواهب فنية وعلمية وتهيأة الظروف الملائمة لها واحاطتهم بالرعاية الخاصة اذ ان الناس الأسوياء جميعا لديهم امكانية الأبداع ولكن الامر المهم هو تشخيص هذا الابداع لكل فرد او جماعة وتطوير هذه الأمكانات لديهم . ان دراسة سير المبدعين لاتكفي للخروج بنتيجة مرضية يمكن من خلالها وضع قانون ثابت نسير عليه اذ ان سيرهم مختلفة عن بعضها البعض . لكن من الملاحظ عنهم انهم اشتركوا في شيء واحد هو المعاناة والصراع الداخلي والمآسي التي مروا بها والتي جعلت منهم اناسا مبدعين وجعلت غيرهم اناسا عصابيين يائسين .



#مثنى_كاظم_صادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسألة الزنبورية
- الجامعة العراقية اليوم تعطي شهادة ولاتعطي علما
- السرد في قصة صاحب الاسمال
- خارج نطاق التغطية
- الأستشهاد الثقافي القضية والراي
- جدلية الأسم والمسمى
- الاستشهاد الثقافي القضية والراي
- السرد في صاحب الاسمال
- نيرون لم يحرق روما مسرحية من مشهد واحد
- اسم الوردة رواية ناجحة لفيلم ناجح
- السيجارة في الادب العربي
- نظرة حول ظاهرة البكاء في الشعر العربي
- استجابة المتلقي للنثعيرة
- نحو مقالة عراقية ساخرة
- هل غادر الشعراء؟
- الغائب عن ذهن الشاعر
- تحذير
- يوتوبيا المعري
- السجن في الرواية العربية المعاصرة
- إشكالية القيادة بين المثقف والجاهل في المنطقة العربية العرا ...


المزيد.....




- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى كاظم صادق - على حافة الابداع