|
أمة في مهب الريح ...؟؟؟
بوزيان حجوط
الحوار المتمدن-العدد: 1994 - 2007 / 8 / 1 - 06:19
المحور:
كتابات ساخرة
- أحيانا أكاد أفقد صواب عقلي حين أفكر في أحوال هذه ..الأمة..؟!- هنا .. يغيب ويغيب العقل ؟ وقوة سطوع المنطق ، وتغيب الحريات ، ومفاهيم حقوق الإنسان ، ويسود منطق البطش ،والبعث ، واللاجدوى بكميات هائلة ..؟!. هنا .. يكثر الموت بكل أشكاله ، وحشود الموتى بالآلاف ، هنا يكثر نعيم كسل الجهل المطبق ! وجنة التواكل ومقولات لا نستطيع ...وليس بيدينا حيلة و..و. هنا .. يكتسح العبث كل المساحات ، يستوطن كل الأحداق ، هنا يسود القهر وبشاعة القوة غير المنصفة ، القهر بآلياته المتعددة المنفرة للوجود الجميل . هنا كل شيء يحتظر ، ينتظر حدوث شيء ما ..!! ومنذ ألف عام أو يزيد ، ما يزالون ينتظرون بدون جدوى أبصارهم شاخصة في الفراغ .. يترقبون ملء أحداقهم حصول معجزة ما ! الكل في استرخاء تام ، تراهم يتحسسون مقاعد لهم ولمؤخراتهم المهترئة من كثرة الخمول المزمن ! نفس القيلولة ، نفس عبثية الإنتظار ، ومنذ خمسين عاما ونيف ، أبا عن جد ..!! يتسكعون في قلب الشمس في انتظار الذي يأتي والذي لن يأتي قطعا ..!وكودو من هناك يسخر ويقهقه عاليا!! كل هذا يحدث فوق رقعة إسمنتية صلدة ، خشنة النتوءات ، محدوببة التشكل والمظهر. أسميها مجازا : -العالم العربي المشتت - ! طوائف من كل نوع ، طوائف ترغد وتزبد ! خليط من شوائب شتى ، وكل ما لايخطر على البال ...سماتهم ..كثرة الضجيج ،والصراخ المدوي والفوضى العارمة دون أية نتيجة . أوضاعهم كارثية بكل مقاييس سلم الزلازل العنيفة .تناقظات مريعة تدمي القلب والعين لتكتسح الروح تباعا ! أوضاع كابوسية بامتياز ، بطعم لون المأسآة ، أو في أجزاء من مشاهد حريق نيرون المعتوه . كل يوم يمر ، وأنا أبصر بأم عيني .. تصدعات هائلة وشروخ تكاد لاتنتهي ،لاتتوقف. ونزيف الشعوب متواصل ....يدمي كل قلب مخلص . وزنازن تحتشد كالفطر فوق كل شبر من هذي الأو.....طان ؟؟؟!! . هكذا الأشياء تمر أمامي ، فيما العقل يرقد بعيدا .. وترقد الآف الأحلام القومية و العظيمة . هنا يبسط الجلادون الكرهون قوانينهم الغابوية !جوا وبحرا وبرا . هنا الآف الجثث البريئة, وجبال من جماجم كانت قبل قليل تصدح بالحياة ، وتفور متدفقة بالأمل ، وبإشراقة شمس الحرية . هنا .. تكثر رائحة الموتى ، وغيوم الدمار المنتشر فوق كل بقعة ضوء . أوفوق كل خفقة قلب ساطع . هل ياترى سأكفر بهذه العروبة التي لم تعد تثير أحدا ، أو أتجرد من الهوية حتى ! التي لم تعد هي الأخرى تثير شهيتي كما المعتاد . ومن يدري قد أتخلى في أقصى عصياني وتمردي المشروع على الإنتماء ، إنتمائي لهذا العالم العربي المثير للشفقة القصوى ، وأحيانا أخرى للعنات القاسية والحارقة عسى ولعل يستيقظ من هول سباته الكارثي ! ويعود لرشده . أكثر من مئة مليون إنسان أو يزيد .. بلا ضمير ، بلا كرامة ، بلا هدف واضح ،بلا أحلام ساطعة ، بلا قلب غيور بلا.... الجميع يتلذذ وهو يتفرج ،يكتفي بمشاهدة فصول الجريمة . فيما الآف الصواريخ تتساقط كالجراد العابر للقارات ! يلتهم الحياة ، يدمر ويحرق كل شيء أمامه . صواريخ تتساقط وجولات من الموت النظيف جدا !!الذي يبشر به بوش هولاكو العصر الجديد ، موت دقيق أمريكي بامتياز ، موت لايصيب إلا الأبرياء ، وأطفالنا الآمنين الحالمين في أسرتهم بغد مشرق . صواريخ لاتصيب إلا حقولنا الخضراء الباسمة . قالوا لنا .. سيعقدون قمة عربية طارئة أو طازجة لافرق !! أو إستثنائية حتى ! بعد شهر أو بعد عام !!ربما بعد أن تحصد صواريخ أولمرت وشارون الكسيح هذه الأيام ..تحصد ما تبقى من نسلنا الشريف جدا !!في لبنان وفلسطين والعراق ، ونصبح في خبر كان ! وتصبح هذه الأمة في مهب الريح ..؟! صدقوني مهما انعقدت هذه القمم العربية الفخمة والمجللة والمزلزلة !! ستبقى في المحصلة النهائية عند الشعوب ،لاتساوي جناح بعوضة !! هذه الحقيقة المرة والمخزية والدامية .. وماذا بعد !! ولو عقدتم ألف قمة عربية جديدة ..لاشيء على الإطلاق ، كالسراب الهائم ، كقبض كمشة من هواء !! كأحلام اليقظة ليس إلا .....وماذا بعد ..هكذا سيتفوه بها ساخرا أصغر طفل في أي رقعة من وطننا العربي العجيب !!؟؟.وماذا بعد .....! لم يبق لي سوى بعض ماء وجهي ، وبعض الغضب لأقول : وداعا هيأة الأمم ! وداعا الضمير العالمي ! وداعا خرافات الديموقراطية ، ديموقراطيتكم الزائفة ! وداعا جامعة العجول المجنونة العربية وداعا وسحقا للقمم الهتشكوكية القومية جدا ! وداعا للشعوب الأبية والحرة ! هل المطلوب منا ، أن نكون من جنس الحامدين واللطفاء جدا ! ونكتفي بترديد أحد خصالنا العظيمة أن نكون عند حسن الظن !!رغم مئات الصواريخ الموجهة نحو صدورنا العارية وبإحكم شديد .ونردد أجمعين مهللين : الصبر كمييـــــــل!؟. هل المطلوب منا أن نكون عند حسن الظن رغم الآف القنابل العنقودية بين أفخاذ زوجلتنا ، دون أن نصرخ أو نحتج أو نستكر أو نقول .. آه آه حتى !! هل من المفروض أن نلتزم بنصائح حكامنا ومسؤولينا الأجلاء بمختلف عواصم هذا الشرق الذي تأبى أن تشرق منه شموس الحرية– برباطة الجحش ! عفوا أقصد رباطة الجأش ولو تبللت سراويلنا للمرة العاشرة !؟ من شدة القصف المكثف وعلى دفعات فوق رؤوسنا مرة اخرى كل ليلة . هل من المفروض أن نكون طائعين جدا ومأدبين جدا كي يفخروا بنا في كل المحافل الدولية عن حسن سلوكنا المثير للإشفاق !!وأن نصبح طائعين جدا ، هادئين كثيرا ، ورزنين للغاية ! وقبل ذلك عقلاء وغير مندفعين ، وغير عاطفيين بالمرة ! رغم سيل وكميات الصواريخ المتهاطلة ، سواء الذكية منها أو الغبية أو الموجهة أو الطائشة التي تسقط فوق رؤوسنا مثلما المطر وكأننا أصبحا قواعد عسكرية !!هل هل هل .....؟؟!! رجاء أكاد أجن ......أوقفوا جنونكم هذا!!أوقفوا عبثكم هذا!! أوقفوا حرائقكم رجاء .... إني لا أكاد أحتمل كل هذا الخراب الممتد من المحيط الى الخليج ..!. ملحوظة : نص مستوحى من تراجيديا حرب لبنان الأخيرة والمواقف العربية الجبانة تجاه إسرائيل ، وتجاه نجدة لبنان الجريح ومقاومته البطولية . وهو درس للتاريخ قبل كل شيء ... *ملحوظة هامة : هذا النص مكتوب حصريا لموقع الحوان المتمدن ----------------- الكاتب : مبدع من المغرب
#بوزيان_حجوط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زاعما سرقة فكرته.. المخرج المصري البنداري يحذر من التعامل مع
...
-
جرأة محفوفة بالمخاطر.. شهادات علنية لضحايا اعتداء جنسي تتحدى
...
-
الفرانكو- جزائري يخرج عن صمته ويعلق بشأن -فضيحة حوريات-
-
نافذة جديدة على العالم.. مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة ا
...
-
شون بين يتحدث في مراكش عن قناعاته وتجربته في السينما
-
تكريم مؤثر للفنانة المغربية الراحلة نعيمة المشرقي في مهرجان
...
-
بوتين يتذكر مناسبة مع شرودر ويعلق على رجل أعمال ألماني سأله
...
-
على طريقة أفلام الأكشن.. فرار 9 سجناء من مركز اعتقال في نيس
...
-
-الجائزة الكبرى للشعر الأجنبي- في فرنسا لنجوان درويش
-
الخنجر.. فيلم من إنتاج RT يعرض في مسقط
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|