أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نور الدين بدران - أجندات الخير والشر














المزيد.....


أجندات الخير والشر


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1991 - 2007 / 7 / 29 - 13:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أقرأ البيانات الرسمية أو السلطوية بالأصح وأتقيأ.
أتصفح الكتابات المعارضة ويعتري نفسي الشعور عينه.
أنظمة الشرق وسلطاته ومعارضاته مبنى ومعنى تحمل كل أشكال الإنتاج الآسيوي.
روائح الطائفية وبقايا العشائرية وطرائق الاستبداد.. تعيد إنتاج نفسها مختلطة بنتف من حداثة ممسوخة.هذه النتف لا تستطيع أن تشكل لذاتها وبذاتها أدنى حضور مستقل.
(2)
وجود سمة طائفية - لو كانت بارزة وفظة – لا تجعل من حاملها منظومة طائفية.سواء كان الحامل نظاما أو سلطة حاكمة أو حزبا معارضا مسربلا بالحديد والقمع.
كما أن وجود سمة حضارية في ذينك البناءين (السلطوي والمعارضي) لا تجعل من أي منهما تكوينا سياسيا حديثا.
ثمة ما يفقأ العين من الأمثلة من المغرب إلى المشرق ومن الشمال إلى الجنوب.عربا وباكستانيين وأفغانا وفرسا.
(3)
لا تستأثر المقدمات وحدها بهذا الوضوح..للنتائج حصة كبيرة منه...
حين ينفجر مجمع ما مدنيا أو عسكريا.بغض النظر عن الأسباب.طبيعية أو غير طبيعية.فإن القتلى والجرحى ليسوا ولن يكونوا يوما من منطقة معينة بل من جميع المناطق.تماما كما هو حال السلطة الحاكمة والمعارضة المحكومة.
هذه بديهيات...لكنها بحاجة إلى التأكيد أو التذكير على الأقل.
كما الكارثة المادية تشمل بعنايتها التنوع المفروض رغم الجيتوات والزواريب..تفعل الكارثة الفكرية والثقافية
(4)
مازالت أقرب مسافة بين التخلف والحداثة بعيدة.ربما أقرب نقطتين بين الزمنين الفكريين تحتاج إلى مقياس يعتمد القرون كوحدة قياس.هذا مثال من آلاف:الكاتب المرموق صبحي حديدي بكل بساطة وخفة يشلف السياسة السورية ببسماركية مزعومة...ببساطة :"لقد استنوق الجمل".بذلك يصبح أصحاب السياسة السورية مدينين بالشكر لمن منحهم هذا الشرف مجانا رغم أنه قصد الهجاء وليس المديح وهنا أحد تجليات الطامة الفكرية لدى المثقف الآسيوي.
لماذا؟لأن بسمارك كان عصب وذراع ودماغ الوحدة الألمانية .بينما من نالوا بخفة سمة البسماركية لم يثبتوا أية قدرة على توحيد ما هو أقل من ذلك بكثير.
صحيح أنه مثال بسيط لكنه يعني الكثير..في أحد وجوهه يعني أن المثقف الشرقي العربي الآسيوي...إلخ رغم حياته المديدة في الغرب مازال قاصرا جداً عن فهم أبسط المسائل الفكرية لتلك الحضارة...يترتب على ذلك الكثير...من هذا الكثير المعارضة الدوغمائية لكل ما هو غربي على أسس بالغة الجمود ووفق مساطر إيديولوجية من مخلفات الحرب الباردة...وحتى منذ أيام سقيفة بني ساعدة وهنا بالذات أقصد آخرين وليس بالضرورة صاحب المثال.
بالرجوع إلى المثال السابق.كان ببساطة يجب عدم ذكر بسمارك أو البسماركية في ذلك المقام..أو على الأقل كان من الواجب الحديث عن تجليات الوقائع التاريخية أو الشخصيات التاريخية بطوري المأساة والمسخرة المتكاملتين تعبيريا أو أدبياً في الضفيرة الهيغيلية والماركسية...هذا على الأقل ومع بغض الطرف عن الدقة في ذلك المقام...
أما إذا توخينا الدقة فلا شبه بين النسخة البسماركية وواقع اليوم أكثر من الشبه بين الإنسان وجده حسب خط النسب الدارويني.
توقفي عند هذا المثال فقط لأني أحترم صاحبه وأقدر كثيرا من أفكاره وكتاباته...
أما مثقفو السقيفة وهم يملؤون الصحافة المطبوعة وغير المطبوعة ولم أجد ما يستحق الوقوف عنده.
(5)
العام موجود حكماً وبالضرورة في الخاص وهذا الأخير موجود حكما وبالضرورة في الوحيد.
الطائفية والاستبداد والعداء للفكر المختلف موجود حكما وبالضرورة في كل مكونات التشكيلة الاجتماعية الاقتصادية الثقافية العامة....يمكن ويجب الاختلاف حول نسبة تركيز المحلول في هذه العينة أو تلك..
السلطة تقهر المعارضة كيلا تحل مكانها فتقهرها.
المعارضة تهاجم السلطة لتقهرها وتلغيها.
تغيير هذه المعادلة التبادلية بامتياز لن يكون بإعادة إنتاجها والحال أن كلا طرفيها لا يقوم لأي منهما إلا بإعادة إنتاجها.
الصراع بين الطرفين هو نمط أو شكل أو مجرى عملية التغيير التي هي من فعل البنية كلها وليس برسم هذا الطرف أو ذاك...وهذه عملية طويلة ومعقدة تحتاج إلى شروط يبدو أنها لم تنضج...لكن أول علائم نضجها تفسخ هذه الأطراف وولادة قوى جديدة لا تتكلم عن دور الماضي (وبالحري عن استلهامه)بل عن مستقبل براعمه التي عقدت أزرارها الآن وهنا...للأسف لا شيء من هذا في الأفق...
من سخريات هذه الأزمة أن كلا الطرفين (السلطة والمعارضة) يتبرأ من دوره في الأزمة ويتهم الطرف الآخر بالمسؤولية الكاملة عنها..ومن سخرية السخرية أن الطرفين محقان بشرط واحد هو أن نجمعها معا في سلة واحدة جنبا إلى جنب كما هما في الواقع وليس كما هما في تصوراتهما لأنفسهم ومع كامل أجندات الأوهام والاتهام.
(6)
ثنائيات العقل المهترئ:السلطة والمعارضة...الداخل والخارج...مدد خطوطها البيانية تصل إلى الخير والشر و...إلخ.
حتى في مختبرات أفلاطون أخفقت كل التجارب لتقطير قطرة واحدة صافية من الخير ...وكذلك الشر.


نور الدين بدران....






#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخوف...الخوف...الخوف.
- لن أهديكِ أقل
- الاستبداد والغزو وجهان لكارثة واحدة.
- نقطة بلا سطر
- غابة الطبع الأخضر
- تخذلني حنايا القلب
- بديهيات موقوتة
- تكاد أن تكون توائم
- الحد الأدنى.....!!
- النفشة المباغتة
- شمس الانتظار
- أهل القصر وأهل الكهف.
- ما لا تطول عصور
- حين يلامس صوتك.....
- حماقة الانتظار
- تجاوز إحباطي المحيط
- بعد انثقاب القربة
- بلاد الموت أوطاني...
- أكثر من حياة
- أيلول انتصف....


المزيد.....




- لا تقللوا من شأنهم أبدا.. ماذا نعلم عن جنود كوريا الشمالية ف ...
- أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك مجددًا.. ما القصة؟
- روسيا تعتقل شخصا بقضية اغتيال جنرالها المسؤول عن الحماية الإ ...
- تحديد مواقعها وعدد الضحايا.. مدير المنظمة السورية للطوارئ يك ...
- -العقيد- و100 يوم من الإبادة الجماعية!
- محامي بدرية طلبة يعلق على مزاعم تورطها في قتل زوجها
- زيلينسكي: ليس لدينا لا القوة ولا القدرة على استرجاع دونباس و ...
- في اليوم العالمي للغة العربية.. ما علاقة لغة الضاد بالذكاء ا ...
- النرويجي غير بيدرسون.. المبعوث الأممي إلى سوريا
- الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يتخلف عن المثول أمام القضاء


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نور الدين بدران - أجندات الخير والشر