أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سالم جبران - دولة يهودية وعنصرية














المزيد.....

دولة يهودية وعنصرية


سالم جبران

الحوار المتمدن-العدد: 1990 - 2007 / 7 / 28 - 11:25
المحور: القضية الفلسطينية
    


قال أحد الأدباء اليهود البارزين، سامي ميخائيل، وهو يهودي من أصل عراقي ذات مرة: إسرائيل دولة عجيبة، اليهود فيها أكثرية ولكنهم مسكونون بهلع الأقلية والعرب فيها أقلية ولكنهم مسكونون بشعور الأكثرية.
ولعل هذا القول غير السياسي أصلاً، يجسد حقيقة الواقع الإسرائيلي الغريب، ويجسد الأسباب الحقيقية للهلع الصهيوني من الزيادة الطبيعية العالية للعرب مواطني دولة إسرائيل.
ذات مرة قلت مخاطباً اليهود بحضور رئيس الدولة ورئيس محكمة العدل العليا : أسألكم بصراحة، هل تعتقدون أن العربي عندما يولد له ولد جديد أو ابنة جديدة يأخذ الآلة الحاسبة ليعدل نسبة العرب في الدولة. عندما يولد للعربي ولد يفرح، نحن نحب الأولاد، مثل كل الناس. ألم يقل المغني اليهودي المغربي شلومو بار: الأولاد بركة، الأولاد فرحة، لماذا تعتقدون أن الأولاد فرحة لليهود فقط؟
ولكن كل محاولاتنا لطمأنة المؤسسة اليهودية لا تنفع. عندما يتزوج شاب فلسطيني من الجليل أو المثلث أو عكا أو حيفا من فتاة فلسطينية من الضفة الغربية فليست هناك قوة في العالم تضمن بطاقة هوية إسرائيلية للصبية من الضفة. وبصفاقة عنصرية يسأل موظف وزارة الداخلية العريس العربي: لماذا لا تذهب أنت وتسكن في رام الله أو بيت لحم أو نابلس.
لا نعرف إذا كان سوف يأتي يوم يصبح فيه مجرد زواج العربي أو العربية في إسرائيل سبباً للشك في إخلاصهما للدولة!! وقديماً قال المثل الفلاحي الفلسطيني القديم:"الذي أكل اللحم النيء ، معدته تكركع "!!
لنعد إلى موضوعنا الأصلي.
هذا الأسبوع أقرت الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) بأكثرية ساحقة من أعضاء الكنيست، قانوناً اسمه "قانون الصندوق القومي اليهودي". وهذا القانون ينص أن الأراضي التابعة للصندوق القومي اليهودي (الكيرن كييمت) لا تباع ولا تؤجر ولا تنتقل ملكيتها إلى ...غير اليهود!! وكما هو معروف عالمياً، فالعربي، داخل إسرائيل لم يعد اسمه "عربياً" بل.. "غير يهودي" نحن لا نستحق صفة عادية، إنسانية، بل صفتنا أننا.. غير يهود!!
الكيرن كييمت تملك 17 بالمائة من أراضي دولة إسرائيل، ولكن نسأل اليهود: مَن مَلَك هذه الأرض قبل أن تشتروها من الإقطاعيين وتطردوا الفلاحين الأقنان الذين عملوا فيها إلى حيفا ويافا بحثاً عن العمل؟
كما يعرف القاصي والداني فإن دولة إسرائيل صادرت كل أراضي اللاجئين الفلسطينيين وأقامت عليها المستوطنات والمدن اليهودية. والمفارقة المأساوية أن ربع المليون فلسطيني المواطنين في دولة إسرائيل هم "لاجئون" رُحِّلوا سنة 1948 ولم يُسمح لهم بالعودة وأرضهم غير بعيدة عنهم، ولكنها "أرض دولة"، لا أرض أصحابها.
هناك ألوف يعيشون في مدينة الناصرة هم "لاجئون " من صفورية والمجيدل ومعلول هذه القرى البعيدة عدة كيلومترات عن الناصرة ولكنهم محرومون من العودة. وأرضهم .. ليست لهم. بحكم نظام قراقوش الصهيوني!!
لو كان في إسرائيل منطق وعدل، لقلنا للدولة: أراضي الكيرن كييمت هي للكيرن كييمت ولكن لماذا لا تكون أراضي الفلسطينيين مواطني دولة إسرائيل ملكاً لأصحابها، ولماذا تسمونها أملاك غائبين بينما أصحابها هنا؟!
إن الدولة تتصرف كما لو كنا، نحن السكان الأصليين . أصحاب الأرض منذ بدء الخليقة، غرباء، وليس صدفة أنه خلال الستين سنة الماضية أقيمت في إسرائيل 750 مدينة وقرية ومستوطنة (لليهود فقط!!) بينما لم تقم قرية أو مدينة عربية واحدة، مع أن السكان العرب زادوا خلال ستين عاماً من 150 ألف نسمة إلى مليون و250 ألف نسمة.
ليس صدفة أننا بعد 60 عاماً تحولنا من مجتمع زراعي إلى مجتمع يشتري الزغتر والعلت في السوق وقطَّع النظام الإسرائيلي أوصال علاقتنا مع الزراعة.
والآن يتشاطرون علينا، لم يكتفوا بكل ما نهبوه، بل فوق هذا يسنون قانوناً يمنع استخدامنا لأراضي "الكيرن كييمت" .
إن هذا القانون الجديد لن يزيد الضرر لنا أصحاب الأرض الأصليين، فالضرر واقع ومن غير الممكن زيادته. ولكن هذا القانون يكشف عن العنصرية المعادية للعرب التي لم تعد تحاول أن تتستر، ولم تعد تحاول أن تناور، ولم تعد تحاول أن تلبس "القناع الديمقراطي".
لذلك فإن الصحيفة العبرية اللبرالية المحترمة "هآرتس" أنشأت يوم الجمعة(20/7/2007) افتتاحية جريئة تحت عنوان "دولة يهودية وعنصرية" كما نشرت كاريكاتوراً صارخاً يجمع بين القبضة على خلفية نجمة داوود، شعار حركة كهانا العنصرية وبين شعار الكيرن كييمت لإسرائيل.
الصحيفة تقول للدولة، للمؤسسة، للمجتمع الإسرائيلي، لا تريدون أن يسمينا مجتمع الأمم دولة عنصرية، وتريدون في الوقت نفسه ممارسة العنصرية بشكل فظ ووقح ومكشوف.
لو كان الفلسطينيون، شعباً ومؤسسات، والعرب عموماً قادرين على مخاطبة العالم لكان عليهم أن يفضحوا هذا القانون العنصري المكشوف ويُطلعوا الأمم المتحدة وجمعيات حقوق الإنسان بالأبعاد الصارخة لهذا القانون . ولكن "الدولة الفلسطينية على الطريق" والدول العربية جميعاً تتراكض وتتسابق لمغازلة النظام الإسرائيلي ومعانقته.
إبك يا وطني الحبيب!!




#سالم_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الغرابة أن الأدب العبري أكثر رواجاً في العالم من الأدب ال ...
- الديمقراطية وحرية الشعوب- شرط لنهضة العرب
- كونوا على حذر من حكومة ضعيفة!
- لماذا تراجع التنوير العربي وتقدّمت الظلامية الإرهابية
- فضيحة إسرائيل كبيرة وفضيحة العرب- أكبر
- القدس العربية: ساحات القدس فارغة؟!
- العرب الفلسطينيون مواطنو دولة إسرائيل- نحو استراتيجية مبدئية ...
- انتخاب الجنرال المليونير رئيساً لحزب العمل
- مشعل في دمشق وايران في غزة
- كتاب أبراهام بورغ يتحول إلى عاصفة!
- الورطة الديموغرافية لإسرائيل-في القدس
- أنظمة الحزب الواحد والحاكم الأوحد حوَّلت شعوبنا إلى أسرى وأو ...
- متى تحاسب الشعوب العربية حكامها كما يحاسب الشعب الإسرائيلي ح ...
- كتاب ضخم، لائحة اتهام ضد النظام السياسي-الاجتماعي الإسرائيلي
- إسرائيل: من الحلم القومي إلى عبادة البورصة والدولار!
- الأخطار الاستراتيجية التي تواجهها دولة إسرائيل
- الوطني الحقيقي- إنساني بالضرورة
- هل نأخذ مصيرنا بأيادينا ونصنع مستقبلنا أم نواصل رقصة العجز و ...
- هل دم العربي أقل قيمة؟
- دولة عندها مخابرات أم مخابرات عندها دولة؟!


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سالم جبران - دولة يهودية وعنصرية