|
غزة تتعرى بكفن الفوضى ... والاهمال
طلعت الصفدى
الحوار المتمدن-العدد: 1991 - 2007 / 7 / 29 - 04:34
المحور:
القضية الفلسطينية
لا أسمع.. لا أرى.. لا أتكلم.. أضع أصابع يدي وقدمي على أذني.. على عيني.. امسك بلساني خوفا من زلة اللسان..فكاتم الصوت بالمرصاد .. فالرعب.. والتصفية.. في الليل .. في النهار.. يتربص بك.. يستدعونك.. بلباس غير وطني .. إلى من ليس لهم شرعية .. شرعيتهم الرصاص والتعذيب ، وموضة دق المسامير في أنحاء الجسم ، وشاهد الزور جاهز دون حلف اليمين .. المختطف والمحقق والجلاد والحاكم والفقيه سلطة غير شرعية ، انتهاك للقانون السماوي والوضعي .. وبأدوات غير شرعية ..... والتحريض والشعوذة والسحر أسلحة تضليل وتزوير .. لا تقترب من نوافذ بيتك الصدئة .. فالرصاص لا يرحم.. يصوبون بنادقهم إلى اليمين فتخرج الرصاصات إلى اليسار .. ويصوبون إلى اليسار فتصيب اليمين .. لا أمان!! تفاجئك الرصاصات وأنت على سرير الموت .. والضحايا دوما أطفال وفتيات ومناضلون .. والرصاصات مصوبة نحو منظمة التحرير الفلسطينية ، وفصائلها ، وفرض فكرهم الأحادي الجانب ، فهذا مشروعهم التالي بعد استيلائهم على السلطة والمجلس التشريعي في غزة .... هذا الهدوء النسبي لا يعكس الواقع ، فالأرض حبلى بالتمرد والرفض . فما معنى قتل ثلاث فتيات بعمر الزهور ؟؟ لا تنظروا إلى السطح ... بل إلى العمق . فالتحريض والكذب هي بضاعتهم كبيع السجائر المصادرة في معبر رفح .. الفوضى .. هدم للحضارة الكنعانية ، وللقيم الوطنية والمجتمعية .. للتاريخ النضالي الفلسطيني .. ..التحلل من التراث والفلكلور الفلسطيني .والعتابا ومواويل المطر والزرع والحصاد ، وأغنيات الصيادين ، وكل الأمثال الشعبية الفلسطينية .. هدم للعلاقات الرفاقية والأخوية التي رسخت بين كافة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية عبر معارك النضال الوطني والاجتماعي والديمقراطي ( وحدة وصراع الأضداد ) .. وإعادة بنائها على الصراع التناحرى، وتجاهل التعددية السياسية . . طيلة قرن من الكفاح الوطني ، فشل الاحتلال فى هدم قلعة الوطن، وكسر إرادة الشعب . يجرى ألان هدم هذه القيم . تطوع البعض وتعهد بتنفيذ خطة الفوضى الخلاقة ، والخطة الأحادية للانسحاب من غزة .. ؟؟؟ وانقضوا على الرموز الوطنية ، والوحدة الوطنية .. لمصلحة من ما يجرى ؟ وبمن يستقوون على الشعب والوطن ؟؟ هل يعملون سماسرة لحسابات إقليمية ، وأجندات خارجية ؟؟؟ لا زالت صور رفع الايادى للظلامية الجديدة ماثلة برعب في نفوس المواطنين .. لن يمحوها اعتذار أو صلح عشائري أو قانوني .وستبقى جريمتهم تلاحقهم حتى الأبد ..فالجروح كبيرة ولن تمح من الذاكرة كل مبررات الخطوة الاضطرارية التي يزعمون بها .. لقد تدرجوا بخطواتهم الاضطرارية وبمخططهم ، أما أنتم فلا تهتز لكم قصبة !! وبقيت شعاراتكم لا تسمن ولا تغنى من جوع !!! بدأوا بعملياتهم الاستشهادية ، وقتل المدنيين، ووصم شعبنا بالإرهاب ، وممارسة عمليات التسلل وتهريب السلاح عبر الأنفاق ، وبإضعاف الأجهزة الأمنية ، وبملاحقة المناضلين وضباط الأمن الفلسطيني ، وافتعال الأحداث ، وباتفاق القاهرة 2005 ، ومشاركتهم في الانتخابات البلدية والمحلية ، والانتخابات التشريعية ، ودخولهم النظام السياسي الفلسطيني ، وموافقتهم على وثيقة الوفاق الوطني ، واتفاق مكة ، وترأسهم لحكومة الوحدة الوطنية، ثم بانقلابهم عليها، وبإنزال العلم الوطني ، وتحطيم نصب الجندي المجهول ، واستيلائهم على المواقع الأمنية ، ومصادرة السلاح الشرعي ، وسيارات السلطة الشرعية ، مرورا باحتلال مقرات الوزارات والبلديات والمحافظات والنقابات العمالية ، وشركة الكهرباء ، واستبدال موظفين بآخرين من لونهم وطينتهم ، وإغلاق الإذاعات المحلية ، وتغييب الإعلام الحقيقي ، وإطلاق النيران على المتظاهرين ، ونواب الشعب ، واستبدال مكتب النيابة العامة بلجان قضاء شرعي ، وتعزيز دور كتائبهم المسلحة في الشارع ، والقيام ببعض الإجراءات على الأرض لتقنع المواطن أنهم الأكثر حرصا على مصالحهم من سلطتهم الشرعية ، ولم يمتنعوا للحظة عن مغازلة الاحتلال ، وتوجيه رسائل لمن يهمه الأمر ، وباستطاعتهم ضبط غزة من الفلتان والفوضى ، وجاء الإفراج عن الصحفي البريطاني ألن جونستون ، برغم ما شابه من تعليقات ، واستعدادهم لهدنة طويلة الأجل مع الاحتلال الاسرائيلى ، وهم الآن على طريق تحريم المقاومة . كل هذه الخطوات المدروسة والمخططة والمبرمجة هدفها الحقيقي الانقضاض على الشعب وتركيعه لإقامة إمارة غزة الإسلامية . أين الخطة الوطنية لمنظمة التحرير الفلسطينية لاستعادة غزة لحضن الوطن ؟؟ عقدتم اجتماعين للمجلس المركزي، واجتماعات متواصلة للجنة التنفيذية ، واتخذتم قرارات لم يلمسها المواطن في غزة ، وبقيت حبرا على ورق لا قيمة لها .. إن الانقلابيين يفرضون كل لحظة وقائع جديدة على الأرض ، ويغيرون من معالم غزة السياسية والاقتصادية والإدارية والأمنية والاجتماعية ، وانتم بلا حركة . كأنكم تساهمون معهم في حصار غزة ، ودك قلاعها ، أو قذفها إلى البحر .. أنتم واهمون إن كنتم تعتمدون على قوى خارجية لإعادة غزة ، وتصفية ذيول الانقلاب العسكري .. إن من ينتصر لغزة هم أبناء غزة الوطنيون ، وبدعم وإسناد سياسي ومعنوي ومادي من قيادتهم الشرعية منظمة التحرير الفلسطينية ، وإشراكهم في اتخاذ القرارات ، فهم أدرى بشعابها.. فالعديد من القرارات التي اتخذت أصابت بالضرر فصائل منظمة التحرير أكثر من القوى غير الشرعية، ما هي خطتكم في التعامل مع جنود الأمن الوطني ، حاجاتهم واحتياجاتهم ، وإعادة الاعتبار لهم ، ومرجعيتهم ؟؟ وموظفو القطاع العام ، هل يتقاضون مرتباتهم ويبقون في بيوتهم ، دون مهمات وواجبات الدفاع عن مؤسساتهم ؟ والعمال وأسر الشهداء والمعتقلين ، وكافة قطاعات شعبنا ... إن معركة الدفاع عن غزة ، وعن منظمة التحرير الفلسطينية ، ومتابعة قضايا المواطنين الحياتية والمعيشية وعدم تركهم للمجهول ،تتطلب التفاعل بين قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، ولجنتها التنفيذية ، وممثليها في غزة ، وإعادة ثقة الشعب بقيادته الوطنية ، فالصراع اليوم يدور بين شرعية منظمة التحرير الفلسطينية وشرعية الانقلاب الدموي ، وهذا يحتاج لترتيب الصفوف تمهيدا لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وفق التمثيل النسبي الكامل ، وإذا لم تترجم القرارات إلى أفعال يحس بها المواطن في غزة ، فقد تترك أثرا سلبيا ، تسهل لغير الشرعيين التلاعب على هذا التقصير ، وتصبح إعادة غزة إلى حضن الوطن ، شبه مستحيلة في القريب العاجل . طلعت الصفدى [email protected]
#طلعت_الصفدى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من الرحيل القسرى ... إلى الموت في الوطن !!!!!
-
ألهاكم التكاثر... فأضعتم بوصلة الوطن .... !!!!
المزيد.....
-
كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
-
محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
-
لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|