أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي العامري - واحة الكوابيس !














المزيد.....

واحة الكوابيس !


سامي العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1990 - 2007 / 7 / 28 - 08:05
المحور: الادب والفن
    



لن تقوم لي قائمةٌ ما دامَ هيكلي او سريري
منفيّاً في الدورة الدموية لروح الغرب !
وتقبلَ بعفَّتي الرهبانية المزعومة واحدة من إناث الضِباع
هلاّ كففتَ عن رؤية وسماع الأخبار ؟
عن الكوابيس ؟
ألم تتعلّمْ شيئاً من حكمة الأفعى وثوبِها ؟
اذا لم يعجبك وطنك فاستبدلْهُ وانتهى !
هكذا تجشَّأَ أنصارُ أفعى الستربتيز !
لن يستطيع كلُّ هؤلاء أن يهددوا شعرة واحدة من صلعتي الكثَّة !
انا الرجل غير العادي لا في عذابهِ ولا في انسيابه !
وقبل فترةٍ رسمتُ خطّتي المبالغ فيها,
كان ما في جيبي من النقود يكفي لشراء خيمةٍ بسيطة
ثُم نَصبِها في حديقةٍ عامة
ولكنني بدلاً عن هذا طفقتُ أهرولُ كالمجنون
او كشحّاذٍ ربحَ الجائزة الأولى في يانصيبٍ كوسموبوليتيكي
حتى وقفتُ على أحد أبواب الصحراء
ثم صرختُ بكلِّ ما أوتيتُ من ضجرٍ مُعَلَّبٍ
أطارَ الجائزةَ من خَلاياي قبلَ يدي
وحين سألتُ عن سيارة تقلُّني
أجابوا بأنهم يفضِّلون حملي على الأكتاف
كما تحمل الديوكُ القمرَ على الأعراف
قلتُ لهم وكوابيس أمسي آخذةٌ مني مآخذَ :
البقعة السوداء التي يسمّونها سيماء
في جبهة هذا المخلوق المؤمن المرائي
والتي تشبه الليرة العثمانية الصدِئة
أرموها ,
علِّقوا له بدلها مصباحاً مُطفَئاً على جبينهِ كصُوَّة تُضلّ ولا تهدي
وقولوا لهُ : لن نَدَعَكَ تحيا حتى تتلو علينا سورة البقرة كاملةً
وعن ظهر قلب !
وما بال هولاء ؟
خلفهنَّ شاشةٌ واسعة راحت تعرض
لُعبة مصارعة الثيران تلعبُها النساء فقط
عددٌ من مُصارِعات الثيران أعرفهنّ , او هكذا خُيِّل لي
وحَولَ هذا المشهد داخلياً وخارجياً
بدأ خدمٌ ينفضون ريشهم كالطواويس المبتلَّةِ بالزيت
فيما قلبي يخفق سريعاً
وقد استنشقَهُ غبارٌ ذريٌّ
وكان جهازي الكومبيوتر يوشوش وحيداً بِشاشتهِ المُتنمّلة
ثمّ تماوجتْ عيونٌ
عيون سوداء خضراء عسلية صفراء زرقاء
وصوت مختلط : لا تفزعْ .
انتِ ؟
سمعتُ دويّاً هائلاً في المكان
ويُطلُّ صوتٌ ثانٍ لا اسم له :
أيها القرد مَن مسَخَكَ الى انسان ؟
أيّها المُقْتَصِرُ على نفسك مَن مسخك الى شاعر ؟
ورويداً رويداً زال الصوت وتبدَّدَ الضجيج
او تحوّلا الى يدٍ تحاول إيقاظي .
إنهُ إذاً عين الكابوس الذي زارني عدة مراتٍ
ولكن يبدو أنه جاء هذه الليلة بألوان الطيف !
كيف يتحول مَن يُسَمّي نفسَهُ شاعراً في روح شاعرٍ آخر
الى كابوس , الى اشمئزاز
وهو الذي يُفترض فيه أن يحمل للظلمات شعلةَ نور ؟
كيف تتحوّل العلاقات الإنسانية النبيلة الى ضغائن وأحقاد ؟
كيف يتحول الحُبُّ وهو أعظم عاطفة في الكون
الى أتفهِ من سلعةٍ ؟
كيف يتحوّل الوطن نفسه الى جلادٍ تمتدُّ سياطُهُ المنقوعةُ
فتسوطُ مَن يرتعش في أقصى قارات هذا الكوكب فَتُسوِّدُ عليه ليلَهُ ؟
وهذه الكوابيس الزاحفةُ من هذا الينبوع الشاذِّ عاطفةً ,
من هذهِ الواحة مُريبةِ الإخضرار !
مَن يستطيع أن يستخلص منها قصيدة , أغنية , نشيداً ؟
لا أحد , لا أحد , لا أحد بتاتاً
الجميع يهرع برعبٍ الى جرعة ماءٍ وربما الى سيجارة أيضاً
ليستطيع تناسيها, تناسيها فقط وانا أوّلُهم !
لأنه لا يمكن السيطرة على تداعياتها ,غراباتها
ولكنني حاولتُ هذه الليلة , وهذه ليستْ قصيدةً
ولا أغنية ولا قصة كما أنها ليستْ نشيداً
وإنما محاولةٌ لتطويع ما يمكن تطويعه
من علامات . تداخلَ . إشارات ,
ومن ثمّ حَبْسها بأقلِّ قدرٍ من الشعور بالخوف
والخيبة والخجل المُصاحِب
ومحاولةٌ لنقل الجحيم من الدرك الأسفل حيث الحروب
الى جحيمٍ مفهوم ولا أقول مقبول !
شربتُ قهوةً ثُم على إيقاع دخانِ سيجارتي كتبتُ :

هذا كتابي
*******
صِغْ حالةً بالذكريات رفيقةً ,
لَحظاتُها مُمتَنَّةٌ كمشاعل الشَّجَرِ
فالويلُ لي ,
هذا كتابي في يميني
والمدامعُ في شمالي ,
وأُذْبِلُ النفْسَ انتظاراً للقطافِ
وللهطولِ على الضفافِ
بحيثُ فيها ما نما طيفٌ من الضَّجَرِ
وكأنَّ ناعوراً يحيطُ بهِ حزامٌ من زنابقَ يانعاتْ
تشكو التألُّقَ والحياةْ
وكخَصْرِ ساقيةٍ يحيط به صدى شهقاتْ !
وأرى الكرومَ يتيحُها جِيدٌ ضَحوكْ
قمرٌ هوى ولِفِتْنَتي
حَمَلَتْهُ أعرافُ الديوكْ !


************
كولونيا – تموز- 2007



#سامي_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا خَفْقَ للحِدَأة
- إنْ كنتُ أُسيءُ فأنتَ تُضيءُ !
- لها سأقول
- مِن شجون الأسماء وجرائرِها
- دخلتُ حقيبتي كي أستريح !
- قرارُكِ لا قراري
- دار حضانة الأيتام – مقبرةُ أزهارٍ جماعية
- موسيقى وأفكار
- على صهوةِ دَيناصور
- هل انهارَ الإتحاد السوفيتي ؟!
- حوارات فكرية وسياسية واقتصادية مع الدكتور كاظم حبيب
- أبكيكَ كي تزعلْ !
- مباهج انضباط الحارثية
- الشخصية المحمدية
- المانيا من الشوفينية الى التَحَدُّث باللغة الأجنبية !
- الألوية
- السياسة بين الجِينات والجِنِّيات !
- الجواهر فيما ينطقهُ عدنان الظاهر !
- الغرباء وملكة الصعاليك
- نوافذي تنوء بالآفاق


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي العامري - واحة الكوابيس !