|
الجنود الأمريكيون العائدون من العراق : شاهد عيان3
فضيلة يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1990 - 2007 / 7 / 28 - 11:19
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
Chris Hedges and Laila al-Arian – The Nation الدوريات :قال الجنود والمارينز الذين شاركوا في دوريات في مناطق عراقية أنهم غالباً ما استخدموا نفس التكتيك المستخدم في حماية القوافل :السرعة وإطلاق النار الكثيف لتجنب مخاطر الوقوع بكمين أو أن يكونوا ضحية لعبوة جانبية .السيرجنت Patrick Campbell ،29 ،من كاليفورنيا الذي شارك جزئياً في الدوريات قال إن وحدته غالباً ما أطلقت النار دون تحذير المدنيين في محاولات يائسة لتلافي الهجوم عليها " كل وقت كنا فيه على الطريق السريع كنا نطلق طلقات تحذيرية مسببة حوادث في جميع الحالات ،تقف السيارات المدنية فجأة ،تخرج عن الطريق ،وتنتقل لمسرب آخر، المشكلة أنه إذا تباطأت في تقاطع أكثر من مرة فسيكون هذا التقاطع مكان القنبلة التالية لأنهم يراقبون أنت تعرف ذلك والانعطاف على طريق سريع أو مسلك آخر كالتقاطع أيضاً لأنك يجب أن تنتظر إشارات المرور .أنت يجب أن تسير بأقصى سرعة تستطيعها وهذا يسبب مخاطر لجميع السيارات المدنية حولك". " العراقي الأول الذي رأيته يقتل كان عراقياً اقترب بشدة من سيارتنا ،كنا متجهين نحو الطريق السريع وكان يسير عليه وقد أطلقوا طلقات تحذيرية لكنه لم يتوقف واندمج مع القافلة فأطلقوا النار عليه " كان هذا في ربيع 2005 في الكاظمية في الشمال الغربي لبغداد وأضاف :"أطلقت النار على الرجل من سلاح قوي (240 Bravo) ، أنا سمعت ثلاث طلقات ، نحن أصبحنا على الطريق وخرج الرجل بسيارته عنها وكان مغطى بالدم ،وأنت تستمر بالحركة ، لا يوجد طريقة ليعرف الرجل من نحن ،إننا مثل أي دورية تجوب الشوارع ذهاباً وإياباً. " نظرت إلى قائدي ولم يدر نقاش حول ذلك عدنا للخلف ،وأنا قمت بعلاج الرجل كان مصاباً بثلاث طلقات في الصدر والدم في كل مكان وكان يفقد الوعي ويستعيده،وعندما توقف عن التنفس أخيراً أعطيته تنفساً اصطناعياً ،رفعت ذقنه بيدي اليمنى وحاولت أن ألف يدي اليسرى حول رأسه ،وعندها دخلت يدي في جمجمته وفي الحقيقة حملت دماغ الرجل بيدي وما عرفته أنني ارتكبت خطأً أنا فحصت الجروح الناتجة عن مخارج الطلقات لكن ما لم أعرفه أن همفي خلفنا وبعد أن فشل الرجل في التوقف بعد الإطلاقات الثلاثة أطلقت عليه 20-30 طلقة ،أنا لم أسمع ذلك"."أنا سمعت ثلاث طلقات ورأيت ثلاثة ثقوب ،أنا فكرت أنني عرفت الوضع لذلك لم أعالج جروح الرأس عند الرجل وكل طبيب قابلته قال مثلي إذا أصيب الرجل في رأسه فأنت لا تستطيع أن تفعل شيئاً وأنا متأكد أنه لا يمكن وقف نزيف في الرأس مثل هذا "."لكن هذا الرجل ، أنا راقبت هذا الرجل وأنا أعرف أن النار أطلقت عليه لأنه اقترب منا ، كانت سيارته خالية من أي شيء ، لم يسمعنا ، لم يرانا ، مهما كان ، لقد مات ، مات بين يدي ". وبينما أزعج قتل المدنيين الجنود بعمق كما قالوا لنا إلا أنهم قالوا انه لم تكن هناك طريقة أخرى لتامين عمل الدوريات ،"أنت لا ترغب في إطلاق النار على الأطفال ،أعني لم يفعل ذلك أحد "قال Campbell عندما بدا بوصف حادث في صيف 2005 رواه له عدة رجال في وحدته لكنك فعلت ذلك :أنا أتذكر أن وحدتي عبرت هذا الجسر وهذا الطفل في أحد الأحياء رفع AK-47 وفقط كان يمثل أنه سيطلق النار وأنت فهمت ،أنت قضيت تسعة أشهر في منطقة حرب ،ولم تر أحداً يطلق النار عليك ولم ترد على إطلاق النار ، هذا صبي عمره 14 عاماً ومعه AK-47 وسيطلق النار عليك وهو أقذر شيء رأيته كل واحد خرج وأطلق النار على الصبي بأسلحة ثقيلة ولذلك تم تمزيقه ، لم يكن Campbell في هذا الحادث في الكاظمية لكنه شاهد صوراً وسمع وصفاً للحادث من شهود عيان في وحدته ،كل واحد في الوحدة فرح لأنهم أخيراً قتلوا مقاوماً لكنهم عندما ذهبوا للمكان وجدوا طفلاً صغيراً وأنا أعرف أن كثيراً منهم أصيبوا بصدمة لقد اروني الصور وبعضهم ما زال فرحاً " اوه أنظر ماذا فعلنا وآخرين كانوا لا يرغبون في مشاهدة ذلك ثانية". أصبح قتل العراقيين غير المسلحين حدثاً عادياً وجزءاً مقبولاً من المناظر اليومية ،حدث يثير القليل من التفاعل .سردت السيرجنت Doughertyحادثاً وقع شمال الناصرية في ديسمبر 2003 عندما أطلق قائد مجموعتها النار على عراقي مدني في ظهره وقد وصفت لها الحادث زميلة عالجت المصاب وأن تفكير القائد كان " علينا ان نقتلهم هنا لأنني لا أريد قتلهم في كولورادو " إنه يرى في كل عراقي إرهابياً . قال عدة من الجنود الذين قابلناهم أنه في مناسبات تم تبرير عمليات القتل بتصوير المدنيين كإرهابيين "وعندما يطلق الأمريكيون النار على عراقيين غير مسلحين فإنه يتم القبض على الناجين من الحادث ويتهمونهم بأنهم من أفراد المقاومة ويتم وضع أسلحة AK-47 قرب جثث القتلى لإظهار أن القتلى المدنيين كانوا مسلحين وبالعادة أسلحة AK-47 لأنها شائعة " قال المتخصص Aoun .وقال السيرجنت Cavalry scout Joe Hatcher ،26 ،من سان دييغو والذي خدم في الدوار في منتصف الطريق بين سامراء وتكريت من شباط 2004-آذار 2005 إنهم يضعون متفجرات ومجرفة ليبدو أن المدنيين كانوا يحفرون لوضع عبوة جانبية وأضاف :كل جندي جيد يعرف انه إذا قتلت أحداً غير مسلح فقط تضع قربه أسلحة ويجد الناجون من الحادث أنفسهم في السجن بتهمة المقاومة . وفي شتاء 2004 كان Campbell يسوق في طريق خطيرة في (أبو جرث) وهي بلدة صغيرة بين الفلوجة وبغداد عندما سمع صوت عيارات نارية و Campbellالذي عمل طبيباً في هذه القرية من نوفمبر 2004-اكتوبر 2005 أُخبر أن قناصة أطلقوا 50-60 طلقة على اثنين من رجال المقاومة اللذين خرجا من سيارتهما لزرع عبوة ناسفة وقد أصيب احدهما في ركبتيه 3-4 مرات وتمت معالجته ونقل في مروحية عسكرية بينما سجن الآخر "أنا علمت فيما بعد أنه بينما كنت أعالجه قام القناصة _بعد البحث وعدم إيجاد شيء- بزرع قنبلة لأنهم لم يرغبوا أن يحقق معهم حول إطلاق النار .( عرض Campbell على The Nation صورة أحد القناصة مع راديو في جيبه والذي استخدم لاحقاً كدليل ضد الرجلين ،وأنا أتذكر كيف نقل الرجل المصاب بالشظايا إلى ابو غريب ""وأنا أقول آسف لأنه لا يوجد شيء لعين استطعت القيام به أعني ،أنا أعتقد أنه كان واجباً أخلاقياً أن أقول شيء لكن كنت سأطرد من الوحدة وأعتبر عميل ". حواجز التفتيش: تتوزع حواجز التفتيش عبر العراق وتبعاً لستة وعشرين جندياً ومن المارينز ممن تمركزوا فيها أو قاموا بتزويدها بمستلزماتها في أماكن مثل تكريت،بغداد،كربلاء،سامراء،الموصل وكركوك فإنها قاتلة للمدنيين غالباً ،عراقيون تم الاشتباه بهم كرجال مقاومة وقواعد عمل ضبابية ،أطلقت القوات الخائفة من الانتحاريين أو قصف الصواريخ النار على سيارات مدنية ، قال تسعة من الجنود أن النار أطلقت على المدنيين في الحواجز وأنها كانت حوادث شائعة ولا يتم التحقيق في كل منها ."معظم الأحيان كانت عائلة"قال Campbell الذي خدم على نصف دزينة من الحواجز في تكريت " كان هناك انفجارات جميع الوقت أنت تعرف ،هذا هو الجزء المروع. كانت هناك حواجز ثابتة عبر البلاد لكن الحواجز المؤقتة كانت الأخطر بالنسبة للمدنيين الأبرياء تبعاً لثمانية من الجنود خدموا عليها.كانت حواجز أمنية مرتجلة تجهّز في لحظات وتفكك في لحظات وتصمم لإلقاء القبض على رجال المقاومة لحظة تشغيلهم القنابل أو المتفجرات غالباً ، او لمن يخترق حظر التجول . العراقيون الذين لا يوجد عندهم طريقة لمعرفة أين ستكون هذه الحواجز التكتيكية وقعوا فيها ولذلك أصبح السائقون الذين يسيرون بسيارات مسرعة عند منعطفات أهدافاً غير مقصودة للمارينز المتوثبين. " بالنسبة لي كانت عشوائية أنا فقط أضع نقطة على الخارطة أظن أنها ملائمة للقبض على بعض الناس وتكون لمدة نصف ساعة إلى ساعة ثم تتحرك " قال اللفتنانت Van Engelen وأضاف "لم يكن هناك تعليمات قبل بناء هذه الحواجز".كانت الحواجز المؤقتة أكثر أماناً للقوات لأنها لا تشكل أهدافا ثابتة لرجال المقاومة " قال الجنود . "أنت تبنيها بسرعة لأنك لا تريد أن يعرف أحد بوجودك "قال السيرجنت Perry Jefferies ،46 من تكساس وخدم من نيسان – اكتوبر 2003. وتتفاوت هذه الحواجز فيما بينها تفاوتاً كبيراً ، اللفتنانت Van Engelen نظم حواجز باستخدام مخاريط برتقالية وخمسين ياردة من الأشرطة وكان يعين جندياً لتنظيم السير وتوجيه السائقين خلال الشريط بينما آخرون يفتشون السيارات ويحققون مع السائقين ويسالون عن الهويات مع إشارات بالعربية والانجليزية تحذر السائقين بضرورة التوقف وفي الليل يستخدم الجنود الليزر وقضبانا متوهجة لتحذير السائقين وعندما لا تتوفر يستخدم الجنود اضاءات فلاش أرسلت لهم من الأهل أو الأصدقاء. " بغداد غير مضاءة بشكل جيد ،لا يوجد إنارة في الطرق في كل مكان ،أنت لا تستطيع أن تعرف ماذا يحدث "قال السيرجنت Flanders. وقال جنود آخرون أنهم بنوا حواجز تكتيكية يصعب على السائقين رؤيتها " لم يكن عندنا مخاريط ،لم يكن عندنا شيء " قال السيرجنت Bocanegra الذي خدم في أكثر من عشرة حواجز في تكريت ." أنت تضع صخوراً على جانب الطريق وتخبرهم أن يتوقفوا وبالطبع بعض السيارات لا ترى الصخور أنا نفسي لم أكن أرى الصخور . وتبعاً للسيرجنت Flanders أن الشيء الأساسي عند بناء الحاجز كان حماية الجنود على الحاجز ،الهمفي تتمركز بحيث يمكن لها أن تنطلق بسرعة عند الضرورة ، والأسلحة الثقيلة موجهة لتستطيع إطلاق النار على السيارات التي تحاول الهرب والتعليمات مرتجلة . "وللأمانة كان يتم تزويدنا بقائمة تعليمات طويلة ننظر إليها معظم الوقت ثم نضعها جانباً " قال السيرجنت James Zuelow ،39 من الأسكا والذي خدم في بغداد مدة عام بدا في كانون ثاني 2005 " لكن معظمها كان مكتوباً بمستوى عال لا يمكن تطبيقه". كان على الجنود أن يتخذوا قرارات سريعة في ثوان معدودة ،متى يتم استعمال قوة قاتلة وجعل الخوف غالباً الحكم ضبابياً، السيرجنت . Matt Mardan31 من مينابولس وخدم كقنّاص في المارينز خارج الفلوجة في 2004و2005 قال "يظن الناس أن عملي خطيراً وهذا هو لكني أحب القيام بذلك في أي يوم من الأسبوع أكثر من الجلوس على حاجز ........ أنظر إلى السيارات ". "لا تمر سيارة على الحاجز دون الاشتباه بها " قال السيرجنت Dougherty "أنت تنظر لكل شخص أنه مجرم ،هل ستحاول هذه السيارة دوسي ، هل هذه السيارة بها متفجرات أو أن هذا شخص مرتبك فقط ،المجهول السرمدي ينهك العقل ويضعف الجسم". "في هذه اللحظة ما يمر بخاطرك ،هل يشكل هذا الشخص تهديداً ،هل أُطلق النار لأوقفه أو لأقتله قال اللفتنانت Morgenstein الذي خدم في الأنبار. روى السيرجنت Mejia حادثاً في الرمادي في تموز 2003 عندما شاهد رجلاً غير مسلح يسوق ومعه ابنه الصغير واقترب من حاجز تفتيش وأطلق أحد أفراد الوحدة عليه طلقات من عيار ثقيل (50 ملم) فقطعت رأسه أمام طفله المرعوب.بعد ذلك كتب Mejía في مذكراته " هذا النوع من قتل المدنيين لا يتوقف ولا يثير اهتماماً ولا حتى تعليقاً " ، وفي الشهر التالي عاد Mejía في إجازة أسبوعين ورفض العودة للعراق وقاد مظاهرة شعبية حول معاملة العراقيين ( اتهم Mejía بالفرار من الخدمة وسجن لمدة عام وأعطي شهادة إنهاء خدمة سيئة ويعكف الآن على كتابة مذكراته حول خدمته في العراق ). عمل السيرجنت Millard خلال صيف 2005 كمساعد جنرال في تكريت وقدم ملخصاً عن إطلاق النار على الحواجز ( عرض power point ) " بنت الوحدة حاجزاً وهذا الفتى ،18 عاماً على قمة همفي محصنه وبسلاح 50 ملم ،تقترب منه سيارة بسرعة ويتخذ قراراً سريعاً أنه هجوم انتحاري ويضغط على الزناد مطلقاً 200 طلقة في أقل من دقيقة على السيارة ، قتل الأم ، الأب وطفلين في سن 3و4 سنوات وقدموا ذلك للجنرال بشكل رهيب مع صور وقد نظر الجنرال حوله وقال :لو تعلّم هؤلاء( الحاجيز) كيف يسوقون لما حدث هذا الزفت ". ولو كانت هذه الاتجاهات عند الضباط أو لم تكن فنادراً ما تمت محاسبتهم على إطلاق النار على المدنيين على الحواجز ،وصف ستة من الجنود الاتجاهات المنتشرة بينهم على الحواجز " أفضل أن تتم محاكمتك بواسطة 12 من أن يتم حملك بواسطة 6" . وتبعاً لأن عدد الجنود الذين تتم محاكمتهم بسبب قتل المدنيين ضئيلاً قال الجنود أنهم يفضلون خطر المحاكمة على احتمال القتل أو الإصابة بجراح. قواعد العمل : قال عدة من الجنود أن قواعد العمل صممت للتأكد من سلامتهم فوق أي اعتبار آخر ،وقال بعضهم أنه تم إخبارهم أن عندهم السلطة لإطلاق النار إذا شعروا أنهم مهددين وما يشكل خطراً عليهم كان خاضعاً لمجال واسع من التفسيرات .كانت قواعد العمل دائماً تركز على الدفاع عن النفس و " هم لا أنت" قال السيرجنت . Bobby Yen, 28 من كاليفورنيا وخدم في بغداد والموصل مدة عام بدأ في نوفمبر 2003. "إحمي نفسك " كانت القاعدة الأولى في العمل قال اللفتنانت Van Engelen "أحدهم يمكن أن ينظر لي نظرة خاطئة وأنا استطيع أن أدّعي أنه يشكل تهديداً لي".وافتقاد سياسة منتظمة من خدمة لأخرى ومن قاعدة لقاعدة ومن سنة لسنة أجبرت القوات على الاعتماد على حكمهم الشخصي شرح السيرجنت Jefferies" لا يوجد عندنا قواعد ثابتة قال أنت تتلقى تعليمات كالآتي : لا تكن عدائياً أو حاول أن لا تطلق النار على الناس إذا لم يتوجب عليك ذلك حسناً ماذا تعني هذه" . وقد تدربنا على ( خمس S) قبل انتشار الجنود قال Flanders : أصرخ محذراً، ادفع بقوة ( جسمياً قيّد واعتقل) ،أرهم السلاح، أطلق الذخيرة على محرك السيارة أو عجلاتها ،أطلق النار واقتل .قال بعض الجنود أنهم يحملون هذه القواعد في جيوبهم أو خوذاتهم بشكل كتيب .وأضاف" ومن المفترض أن أسلوب تصعيد استخدام القوة يعني معرفة الخطوات التي يجب القيام بها قبل إطلاق النار "" ( الدفع بقوة ) خطوة يمكن القفز عنها في وضع معين ، وكيف تعمل اصرخ في الليل وفي السيارات ، ولم يتدرب الجندي على خمسة S فقط بل على حقه في الدفاع عن نفسه ". وقال بعض من قابلناهم أن قادتهم لم يشجعوا هذا النظام من التصعيد " لا يوجد شيء اسمه الطلقات التحذيرية " قال Resta وأضاف " أنا أتذكر على وجه الخصوص أنهم أخبروني :من الأفضل أن تقتلهم على أن يصابوا بجراح ويبقوا على قيد الحياة". وقال اللفتنانت Morgenstein أنه عندما وصل أول مرة إلى العراق في آب 2004 كانت الطلقات التحذيرية ممنوعة وقد تدربنا أنه إذا كان الشخص غير مسلحاً ولا يشكل تهديداً لا تطلق طلقات تحذيرية لأنه لا حاجة لإطلاق النار على الإطلاق أنت تحذرهم بأي شيء غير الطلقات أما إذا كانوا مسلحين ويشكلون تهديداً أنت لا تطلق طلقات تحذيرية أيضاً لأنك تعطيهم الفرصة لقتلك ""أنا لا أتذكر في هذه اللحظة ان كانت هذه من قواعد العمل أو جزءاً من التدريب لكن بعد ذلك أخبرونا ان قواعد العمل تغيرت وان الطلقات التحذيرية مسموح بها الآن في ظروف معينة" . قال السيرجنت Westphal انه في الوقت الذي وصل فيه إلى العراق في أوائل عام 2004 كانت قواعد العمل على الحواجز أكثر دقة على الأقل حيث خدم مع الجيش في تكريت إذا لم يتوقفوا تطلق طلقات تحذيرية إذا استمروا في الحركة عليك ان تصعد وتضرب السيارة وإذا استمروا وشعرت بالخطر وأنهم على وشك ان يصدموا الحاجز وتفجيره تستطيع ان تطلق النار لإصابتهم. وقال اللفنتانت Morgenstern انه تم تحذير المارينز في تدريباتهم الأولية من استخدام الطلقات التحذيرية لان الآخرين حولك يمكن ان يصابوا برصاصات ضالة وفي الواقع مثل هذه الحوادث لم تكن غير عادية . في إحدى الأمسيات في بغداد يتذكر السيرجنت Zuelow ان سيارة فان كانت تقترب من الحاجز وكانت جماعة من شركته متمركزة وان جنديا أطلق رصاصات تحذيرية وان إحداها ضلت وقتلت مسافرا في الفان وبعد ذلك لم يتم تشجيعنا لاستخدام الرصاصات التحذيرية بأي شكل ،عدة حوادث على الحواجز لم يتم توثيقها أشار بعض الجنود ولم يتم حساب المدنيين القتلى في هذه الحوادث ضمن التقارير ،وتبعا للوصف الذي قدمه الجنود الذين قابلناهم لنا فإن إطلاق النار بهذا الشكل كان شائعا. يتذكر السيرجنت Flatt احد الحوادث في الموصل في كانون ثاني 2005 عندما اقترب زوج من المسنين من احد الحواجز" ومن وجهة نظري فقد اقتربوا من حاجز غير معلّم بشكل جيد وحتى لا يمكن اعتباره حاجزاً على الإطلاق ومن المحتمل أنهم لم يشاهدوا الجنود ،جفل الجنود وظنوا ان ذلك تهديداً فأطلقوا النار على السيارة وبقي المسنين في السيارة ثلاثة أيام ونحن نمر بهم يوما بعد يوم . في حادث آخر كان رجل مع زوجته وثلاثة أطفال في شاحنة على طريق سريع قرب الرمادي في يوم ماطر من شباط او آذار 2005 وفشل الرجل في إيقاف السيارة عند الحاجز فأطلق جندي من المارينز من سيارة مصفحة النار على السيارة فقتل الزوجة وجرح احد الأبناء جراحا خطرة وقام اللفتنانت Morgenstern ضابط الشئون المدنية وآخر بتقديم العزاء للعائلة و"مبلغ 3000 دولار اعني ان ذلك شي مؤلم تقديم المال مقابل فرد من العائلة" قال اللفتنانت الذي كان يكلف أحياناً للاعتذار للعائلات على حوادث الموت وتقديم المال لهم لكنها محاولة للتعويض عن بعض تكاليف الجنازة والنفقات انها محاولة لبناء الثقة وطريقة للقول أننا لم نرغب بحصول ذلك وان ذلك مجرد حادث. وتبعاً لتقرير في أيار من مكتب المحاسبة الحكومي فإن وزارة الدفاع دفعت تعويضات بمقدار 31 مليون بين 2003 و 2006 لمدنيين في العراق وأفغانستان الذين قتلوا أو جرحوا أو تم تدمير بناياتهم كنتيجة لعمليات القوات الأمريكية او قوات التحالف وصنفت الدراسة هذه الدفعات كنوع من التعاطف أو الندم لكنها ليست اعترافاً بمسؤولية قانونية أو خطأ وفي العراق فإنه يدفع للمدنيين 2500 دولار للقتيل و 1500 دولار للمصاب بجراح خطيرة و200 دولار أو أكثر للمصاب بجراح خفيفة.ويروي اللفتنانت هذه الحكاية"في إحدى المناسبات وفي الرمادي في أواخر عام 2004 كان رجل مع عائلته يسوق دقائق بعد تفجير انتحاري ولم تعمل كوابح السيارة وأطلق المارينز النار نجت الزوجة وطفليها لكن الرجل قتل وأخبرت العائلة بالخطأ ان الرجل ما زال حيا وطلب منه إبلاغ العائلة" أنا لم افعل ذلك في السابق كان علي ان اخبر الزوجة ان زوجها ميت أعطيناها المال وعشر كراتين ماء وأعطينا الأطفال كرات والعاب ولم نعرف في الحقيقة ماذا نفعل غير ذلك". وسجل أحد الحوادث المماثلة في الفلوجة في آذار 2003 ووثقته BBC حيث قتل فيه رجال شرطة عراقيون وسرد حكايته للسيرجنت Mejía عدة جنود شاهدوا الحادث .كان رجال الشرطة يطاردون سيارة BMW اخترقت الحاجز ، هربت السيارة وفزع الجنود لذلك أطلقوا النار على سيارة الشرطة ،حاول رجال الشرطة إيقاف إطلاق النار لكن عندما استمر الجنود في إطلاق النار دافع رجال الشرطة عن أنفسهم وحدث تبادل إطلاق نار لم يقتل جندي واحد وقتل ثمانية من رجال الشرطة. المحاسبة ( المساءلة): قال قلة من الجنود أن إطلاق النار على الحواجز نتج عن سوء اتصال ،تفسير خاطئ أو جهل ثقافي .يقول السيرجنت Jefferies الذي كان مسؤولاً عن تزويد حواجز ثابتة في ديالى بالإمدادات مرتين في اليوم "إن رفع يدك للأعلى وراحة اليد باتجاه شخص ما تعني توقف لمعظم الأمريكيين وهي ما تعلمه الجنود في الجيش ( اليد المفتوحة تعني توقف) ،وبالنسبة للعراقي تعني مرحبا تعال هنا ولذلك تحدث مشكلة تتطور بسرعة ،انت عند حاجز ويظن الأمريكي أنه يقول لك توقف و ويظن العراقي أنك تقول له تقدم ويبدأ الجنود بالصياح ويتقدم العراقي بسرعة أكبر ويزداد صياح الجنود وبالتالي تطلق النار على امرأة حامل ". "انت لا تستطيع التمييز بين هؤلاء الناس على الإطلاق "قال السيرجنت Mardan "إنهم جميعاً يشبهون العرب ""جميعهم لهم لحى وشعر في الوجه"" وللأمانة إن ذلك يشبه أن تذهب للصين وتحاول أن تعرف من ينتمي للحزب الشيوعي ومن لا ينتمي ، مستحيل ". لكن جنوداً آخرين قالوا إن إطلاق النار على الحواجز كان بسبب قلة المحاسبة ،القرارات الحرجة تركت للجنود بشكل فردي وعلى حريتهم وصادق الجيش على هذه القرارات دون تحقيق. "كانت بعض الوحدات منضبطة وتكتب تقريراً عند إطلاق رصاصة واحدة " قال السيرجنت Campbell. لكننا كنا نطلق آلاف الطلقات دون تقرير ويعود ذلك للتفاعل بين القادة ووحداتهم. الكابتن . Megan O Connor30 ،من كاليفورنيا وخدمت في تكريت مدة عام قالت "كانت وحدتنا توثق كل إطلاق نار "لكنها أضافت أنه بعد قراءة التقرير واستشارة الضباط كان الكولونيل بالعادة يغفر للجنود وكان السطر الأخير دائماً " نحن لم نكن هناك وسنجعلهم يستفيدون من الشك لكن أشعروهم أن هذا ليس جيداً وأننا نراقبهم". وقال عدد من الجنود أن التحقيق في حوادث القتل على الحواجز كان شكلياً وحتى بعد التحقيق لا يتم فعل شيء "إنها طبيعة الوضع الذي تكون فيه فقط ، هذا هو الخطأ ،إنها ليست عملاً فردياً وحشياً ،الحرب وحشية ".قال المتخصص Reppenhagen. "أدّى مقتل العميلة السرية الايطالية على أحد الحواجز في بغداد في آذار 2005 إلى لفت انتباه الجيش لمثل هذه الحوادث "قال السيرجنت Campbell .الذي خدم هناك لكنه لم يؤد إلى محاسبة أكبر وليس هناك حاجة أن أقول أن وحدتنا لم تعد تطلق النار على الناس كما كانت تفعل قبل ذلك، لأننا كنا نطلق النار ونمشي والشيء الوحيد الذي فعلوه هو توثيق كل حادث إطلاق نار على شخص أو سيارة .وكان هذا العمل مرهقاً للجنود حيث يشعر الجندي أنه مذنب ولذلك لم يوثق القادة الإطلاقات ولم يكن هناك محفزاً للقول أطلقنا النار على كذا وكذا سيارة .ويعتقد Campbell أن الحوادث تضاءلت في نهاية خدمته لأن الجنود استعملوا مصابيح الليزر وأصبح عدد القتلى في أسبوع يعادل عددهم في يوم واحد قبل ذلك ، وهذه الأرقام إحصائية وخاصة بالحوادث التي يتم توثيقها . وخوفاً من ردود الفعل على إطلاق النار على المدنيين أعطى اللفتنانت Morgenstein محاضرة لجميع ضباطه في الرمادي وطلب منهم أن يضعوا أنفسهم مكان العراقيين ،" أخبرتهم أن كل عراقي نقتله أم نجرحه (وهو ليس من رجال المقاومة ) يؤذينا لأنني أضمن لكم أن جنديا ً منا سوف يقتل أو يجرح مقابل ذلك ، أولاً ليس صحيحاً أن تطلق النار فتقتل أو تجرح رجلاً ليس من رجال المقاومة وثانياً بعد الحفاظ على نفسك واهتمامك بها لا نريد لذلك أن يحدث لأنهم سيثأرون لذلك .
ردود الجيش: اتصلت ( The Nation) بوزارة الدفاع وقدّمت أسئلة تفصيلية وطلب تعليق حول نماذج من التعسف وتتطلب إجابة الأسئلة شرح قواعد العمل ، حماية القوافل ، الدوريات والحواجز ، التحقيق في إطلاق النار على المدنيين ،واعتقال وسجن العراقيين بناء على معلومات استخبارية خاطئة ، وقد حوّلنا البنتاجون إلى المركز الإعلامي لقوات التحالف في بغداد الذي أرسل لنا الناطق باسمه ايميلاً " نحن لا نناقش تكتيكات محددة بسبب سرّية المعلومات ،تقوم قوات التحالف بعمليات ضد القوى المعادية وتتدرب قواتنا على حماية نفسها طوال الوقت ،نحن نواجه عدواً مفكراً يتعلم ويعدّل من طبيعة عملياته ونحن نهيّأ قواتنا لتقوم بقتال فعّال وتأمين أنفسهم ،وتختبئ القوات المعادية بين المدنيين وتهاجم المدنيين وقواتنا ونحن نعمل لحماية وتقليل المخاطر على المدنيين في هذا الجو المعقد ونحقق في الحالات التي تؤدي لجرح الأبرياء .تتدرب قواتنا على أفضل المعايير ونحقق في استخدام القوة المفرطة في العراق . ويتساوق هذا الرد مع رفض الجيش التعليق على قواعد العمل مبررين ذلك بأن كشف القواعد يهدد العمليات وحياة الجنود غير أن الميجر جنرال William Caldwell الناطق باسم قوات التحالف كتب في 9 شباط في موقعهم الالكتروني أن قواعد عمل القوات في العراق واضحة ، قانون الصراع المسلح يتطلب استخدام القوة غير أن على الجنود التمييز بين من يشكل تهديداً وبين الأبرياء .هذه المبادئ مقبولة من القوات المدربة في حربنا ضد المقاومة المضادة وتطبيق ذلك أكثر حرجاً لأن أعداءنا يختبئون بين المدنيين ونجاحنا في العراق يعتمد على قدرتنا على التعامل مع المدنيين بإنسانية وكرامة حتى ونحن مستعدون للدفاع عن أنفسنا وعن المدنيين حال حدوث تهديد.وعندما سألنا المركز عن أقوال الجنود أن قتل المدنيين لا يتم توثيقه غالباً ولا يتم معاقبة القائمين عليه أجاب " كل ادعاء يتم معالجته بجدية والجنود مجبرون على توثيق أي سوء تصرف إلى قائدهم فوراً ". راجع السيناتور Patrick Leahy في أيلول الماضي تقرير وزارة الدفاع عن الضحايا المدنيين في العراق وقال إن فيه ضعفاً وهو عبارة عن صفحتين فقط ويتضح ان البنتاجون يعمل القليل لمعرفة ملابسات قتل المدنيين في العراق أو الاحتفاظ بسجلات لهؤلاء الضحايا. "إنها مجزرة ،جميع المدنيين القتلى الذين رايتهم ، أنا بدأت أفكر لماذا ؟ لماذا تم هذا ؟ Specialist Englehart "إن ذلك يثير الإحباط، بدل أن تلوم قائدك على وضعك في هذا الموقع تبدأ بلوم العراقيين إنها معركة نفسية مستمرة أنت تحاول أن تبقى إنسان " Specialist Reppenhagen "أنا شعرت أن هناك نقصاً هائلاً عندي في الحنان والمودة للناس ، الشيء الذي كان يعنيني هو نفسي وزملائي ،أما الآخرون فليذهبوا للجحيم ". Sergeant Flanders
#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجنود الأمريكيون العائدون من العراق : شاهد عيان2
-
الجرحى الأمريكيون في العراق شاهد عيان 1
-
تعميق الأزمة الإنسانية
-
اليسار الفلسطيني والفرصة الضائعة
-
الحرب الجوية الخفيّة في العراق 2
-
الحرب الجوية الخفيّة في العراق 1
-
قسّم وسيطر - النموذج الإسرائيلي
-
الأزمة في غزة صناعة إسرائيلية
-
الغرب اختار فتح والفلسطينيون لا
-
الهولوكست المنسيّة 3
-
الهولوكست المنسيّة 2
-
الهولوكست المنسيّة 1
-
نقابات العمال العالمية فقط تحمي من السقوط نحو الحضيض
-
الدمية التي فتحت الطريق لتدمير العراق - حرب وولفتز-
-
إيران : وما وراء ذلك
-
التهديد الإسلامي في أوروبا -التقرير الذي تمّ إهماله-
-
شيطنة المسلمين والحرب على النفط
-
العراق : عودة للتراث الفارسي
-
تذكّروا : من أين تأتي الأزهارفي عيد الحب ؟
-
الجرحى العراقيون : على مسؤوليتهم الخاصة
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|