أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - صلاح الدين محسن - تركيا والبلاهة الديموقراطية القاتلة














المزيد.....

تركيا والبلاهة الديموقراطية القاتلة


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 1990 - 2007 / 7 / 28 - 11:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لماذا لا يتسلم ضباط الجيش التركي الحكم ويتربعوا على كراسي السلطة كما هو الحال في مصر ؟
الجواب: لأن النظام التركي، وبنص الدستور هو نظام علماني .. أي الحكم لا يجوز أن يتسلمه ضابط عسكري وإنما رجل سياسي من المدنيين كما بالدول المحترمة المتحضرة ..
فهل من العلمانية أن يحكم البلاد حزب ديني ؟!
الجواب: لا لا لا غير جائز كما لا يجوز لضابط جيش أو شرطة تولي أي منصب سياسي .. فكذلك لا يجوز لمن له نشاط ديني ممارسة العمل السياسي البتة – لا برلمان ولا رئاسة ولا أي منصب سياسي – وإلا كان معنى ذلك هو الاتجاه نحو دروشة المجتمع لا علمنته نزع الصبغة المدنية عن المجتمع وصبغه بالصبغة الدينية!!
إذاً كيف يسمح حماة العلمانية في تركيا – الجيش – بقيام حزب ديني التوجه، من الأساس؟! ثم يسمح لذاك الحزب الديني التوجه ( ولفظ التوجه هو تعبير مخفف مخادع !) بدخول انتخابات على رئاسة دولة علمانية النظام وبنص في الدستور ؟! لعلها الغفلة من حماة العلمانية والنظام العلماني، والاستغفال من الحزب الديني التوجه - حسبما يسمونه – لهؤلاء الذين أصابتهم الغفلة .. فالحزب الديني التركي يعلم من البداية أنه لا حق له في الوجود السياسي في مجتمع علماني النظام والدستور، والقانون يرفع في وجهه حظراً رسمياً ..!
ولكن مادام الحزب التركي الديني قد وجد الفرصة سانحة أمامه – أو أوجدها – لاستغفال جنرالات الجيش، حماة العلمانية، ووجد الجنرالات في حالة تهيؤ لاستمراء الاستغفال، فلماذا وكيف لا يستغفلهم ؟!
ونرى أن الأرضية التي قامت عليها غفلة حماة العلمانية في تركيا – الجنرالات - هي: الفهم البيروقراطي للديموقراطية، فالفهم البيروقراطي الأوتوماتيكي للديموقراطية، الذي يقودهم للغفلة عن المعنى الكبير والعميق للعلماني، هو الذي أوصل تركيا للوقوع بين يدي حزب ديني يقوم علي مبادئ بدوية محجبة العقل وترجع لـ14 قرن مضى من الزمان! والفهم البيروقراطي الأوتوماتيكي للديموقراطية هو الذي قاد أمريكا وحلفاءها للغفلة عن المعنى العميق للديموقراطية، ودعاهم لعمل انتخابات سريعة بالعراق عقب سقوط هتلر البعث – صدام –والسماح لأعداء الديموقراطية وأعداء العلمانية بالاشتراك في الانتخابات والتربع على كراسي السلطة لتكون النتيجة هي ما نراه جميعاً من السوء الواقع على رأس العراق وشعبه.
أما في مصر فالسماح لجماعة دينية محظورة النشاط قانوناً بدخول البرلمان والتفشي في جسد المجتمع كله كما السرطان، فليس من سوء فهم الديموقراطية حيث لا توجد ديموقراطية ولا شبه ذلك بمصر لكون الحاكم ضابط جيش – نظام عسكري بوليسي استخباراتي مزمن- يتخبط جهلاً وسُكر من الفساد وهو نظام مترنح والديموقراطية الأتوماتيكية البيروقراطية ..الفاقدة للوعي وللتمييز تقول: الاختيار للشعب والحكم للشعب !! دون أن تسأل نفسها أي شعب هو ذاك الشعب ؟! هل هو شعب دولة من العالم الأول المتقدم؟ المثقف الواعي الفاهم لمصلحته ؟
أم هو شعب دولة نامية (بالتعبير الدبلوماسي، ومتخلفة بالتعبير الصريح) ؟
إن كان شعب دولة متخلفة من شعوب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مثلاً ..فإن اختيار ممثلين للشعب أو رئيساً للبلاد سوف يكون في الغالب هو أسوأ اختيار..
إذاً الديموقراطية الواعية لا تقر منح شعب متخلف حق الاختيار الفوري الأوتوماتيكي.. وإنما يحتاج الأمر لفترة حكم انتقالية - تكون السلطة في تلك الفترة لا للعسكريين ولا لأحد من ذوي الاتجاه الديني، ويتم تطبيق برنامج توعية محدد المدة لرفع المستوى الثقافي وبث الوعي في عقول الناس، وبعد تلك المرحلة الانتقالية يقال للشعب: من حقك أن تختار ممثليك ونحن
مطمئنون لحسن اختيارك، وتحمل مسئولية اختيارك لأنك قد تأهلت ديموقراطياً، وبلغت سن الرشد الديموقراطي!! ثم .. نهمس في أذن السادة جنرالات الجيش التركي ( حماة العلمانية والدستور ..!)
مَن الذي رمى الشعب التركي على المر ؟؟ وجعله يختار رئيساً من حزب سلفي محجب العقل؟؟!!
لعل الجواب هو: أنه الفساد يا حضرات الجنرالات الذي عجزتم عن إيقافه !!
أية علمانية بالفساد تلك التي تحمونها !!! أحموا العلمانية من الفساد أولاً.. وهي كفيلة بحماية نفسها مما هو عدا ذلك....
نفس الشيء نهمس – بل نصرخ به في الآذن الصماء – للحزب الوطني الديموقراطي الحاكم في مصر:
ما سبب رعبكم من الإخوان المسلمين من أن يختارهم الشعب لو حدثت انتخابات حرة بدون تزويركم المعتاد والمعروف؟! مما سيزلزل الأرض من تحت أقدامكم ويسحب بساط السلطة من تحتكم وأنتم لا تصدقون ! فما هو السبب في سأم الشعب منكم واستعداده لتسليم نفسه وبلده لهؤلاء الغربان السود "الإخوان المسلمين" ؟!
الجواب: أنه الفساد.. الفساد الذي لا تريدوا أن تشبعوا منه، ولا تريدون التوقف عنه إلا بعد أن يقضي عليكم ..على أيدي الإخوان المسلمين، الذين سوف يقضون على مصر كلها وليس عليكم وحدكم ..
فلعل جنرالات حماية الفساد بالعلمانية في تركيا يفيقون ..
ولعل جنرالات الحزب الوطني وعصابة الحكم العسكري – الغارقون في الفساد - في مصر يفيقون من خمرة الفساد التي أسرفوا في شربها، قبل فوات الأوان...!!!



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قليل من الغناء والحب 2/3
- قليل من الغناء والحب 1/3
- انهاء الحكم العسكري في مصر
- كتابات أعجبتنا
- اسبانيا هي الحل .. هل تطرد أوربا المسلمين ؟
- أهذه هي مصر؟
- أقلام قراء
- قانون العصر لبناء دور العبادة في مصر
- !جماعة دينية تؤسس حزبا باسم مدني
- هذا هو الاسلام : رسالة للرأي العام العالمي
- هذا هو الاسلام : رسالة للضمير الانساني العالمي
- قبل أن تنفجر قنبلة الاسلاميين المفرج عنهم بلا رعاية
- اضبط ..عدو الديموقراطية تسلل لحزب ديموقراطي !
- رد علي الشيخ جمال البنا : وماذا عن القرآن المناقض للقرآن !؟
- رسالة ثانية الي الرئيس ساركوزي
- حماس والشيخ هلال في مصر
- عبد الناصر= النكسة والخراب لمصر والجوع لشعبها
- رسالة الي ساركوزي
- تضامنوا مع الاخوان المسلمين
- هؤلاء هم من يعرفون معني نكسة 1967


المزيد.....




- مشتبه به بقتل فتاة يجتاز اختبار الكذب بقضية باردة.. والحمض ا ...
- في ظل استمرار الحرب والحصار، الشتاء يضاعف معاناة نازحي غزة و ...
- قصف إسرائيلي عنيف يزلزل الضاحية الجنوبية لبيروت
- صدمة في رومانيا.. مؤيد لروسيا ومنتقد للناتو يتصدر الانتخابات ...
- البيت الابيض: لا تطور يمكن الحديث عنه في اتصالات وقف النار ب ...
- نائب رئيس البرلمان اللبناني: لا توجد عقبات جدية تحول دون بدء ...
- استخدمت -القرود- للتعبير عن السود.. حملة توعوية تثير جدلا في ...
- -بيروت تقابلها تل أبيب-.. مغردون يتفاعلون مع معادلة حزب الله ...
- مشاهد للجيش الإسرائيلي تظهر ضراوة القتال مع المقاومة بجباليا ...
- ماذا وراء المعارك الضارية في الخيام بين حزب الله وإسرائيل؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - صلاح الدين محسن - تركيا والبلاهة الديموقراطية القاتلة