أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - وديع بتي حنا - هوَار وشذى وجه العراق الاصيل














المزيد.....


هوَار وشذى وجه العراق الاصيل


وديع بتي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 1990 - 2007 / 7 / 28 - 02:12
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أن تسكن بحر الحزن ويداعبك احدهم , بصفاء قلب , محاولا ان يسرق منك بسمة , ذلك سمو الحياة . أن تكون في النفق المظلم ويأتيك من بعيد صوت يُنعش في روحك امال النجاة , ذلك قد يكون مشروع الولادة من جديد . ان تسقط في الطريق , محطًما , تغتسل بدمائك , مضروبا على الرأس والجسد , وفجأة تمتد يد بيضاء تحاول ان تمسح ماتستطيع من الدموع والالم , تأخذك الى الطريق الصحيح الذي لاتجهله اصلا , تلك هي الترجمة الحقة لمثل السامري الصالح الذي تكلم عنه المسيح ( له المجد ) قبل الفي عام . مافعلته العراقية شذى قبل اسابيع وما يحققه منتخب العراق هذه الايام هي نسمات عليلة هبًت على بلادي الحبيية وكأنها تيار من الهواء البارد يمر على الاجساد التي اعياها حر الصيف دون ان يكون ( لمولدات الابتزاز ) او ( للكهرباء الوطنية ) فضل في هذا التيار بل هو رسالة قصيرة من رب العرش العظيم , فنتعلم منها ان نعود الى اصلنا , الى حياة المحبة والجماعة , و المُحبَون هم الواصلون .

اني اتحدى أيُ تنظيم او قائد سياسي في العراق يستطيع ان يُنزِل العراق الى الشارع , اعدادا غفيرة وبعفوية صادقة كما فعلت شذى وكما فعل هوَار ورفاقه . الالاف بل الملايين تخرج الى الشوارع العراقية غير مشحونة بشحنة العداء او الكره او الانتقام او حتى الاختلاف اتجاه اي فريق او طائفة او قومية ما لانها خلطة ومزيج من الجميع , بل هي ثملة حتى النخاع بحب العراق , كل العراق , بيشماغه وعكاله وسرواله وعبائته ودشداشته , بمأذنه ونواقيسه , بجوامعه وحسينياته وكنائسه ومعابده , بمياهه وجباله وسهوله ووديانه , ببغداده واربيله وبصرته وتكريته وكربلائه. حتى في خارج العراق وفي بلاد الغربة يشعر العراقي بعد فوز فريقه الوطني برغبة عنيفة للنزول الى الشارع , لان شعورا ينتابه اليوم ان ظهره قد عاد اليه ( ولو مؤقتا ) انتصابه . يريد ان يقول للعالم ها أنذا وهذه هي حقيقتي وليس ما تتناقله الاخبار , فانا انتمي الى أُم الحضارات وليس الى عالم المفخخات , ومسلة حمورابي هي شريعة اجدادي اما برلماني الحاضر , الذي اصبح ينافس برنامج ( كاريكاتير ) , فهو طفرة وراثية جاءت مخالفة لقوانين التطور, وانا ابن الدولة القديمة والحديثة, واما حكومة المحاصصة , التي يتخاصم ويتصالح اعضائها في اليوم الواحد اكثر من المرات التي يتخاصم ويتصالح فيها ضرائر الحاج متولي فيما بينهم , فهي علامة طارئة حلًت بفعل كابوس اسود هو الاحتلال اللعين . ترى أليس تجنيا وظلما ان نطلق في أن واحد على فريقنا الوطني بكرة القدم وعلى الحكومة العراقية وصفا مشتركا هو ( فريق وحكومة الوحدة الوطنية ) وكأنهما يستحقان الوصف على حد سواء !. لو كان فريقنا الوطني قد اعتمد نظام المحاصصة في تشكيلته وفي توزيع مراكز اللعب لكان يرى في فريق الصومال او افغانستان بعبعا من الصعب اجتيازه , مع احترامنا لهاتين الدولتين. لقد كانت صرخة تركت الوجه يصاب بالاحمرار مدوية تصيح ( عراق - عراق ) وهي تاتي عبر باب شرفة الشقة , صدحت بها جموع العراقيين المتواجدين في الحي الذي اسكن فيه , كل من شقته ويتوقيت واحد بعد حسم النتيجة لصالح منتخبنا في مباراته مع كوريا الجنوبية .

بالامس احتظنت اربيل مهرجان التظامن مع العراقية شذى حسون واليوم اصبح اسم ( هوَار ) شائعا لدى جميع العراقيين . انه لفخر عظيم ان تسمع هذا الشاب الكردي العراقي الاصيل وهو يتحدث الى احدى القنوات التلفزيونية بعد انتهاء احدى المباريات يدعو لعراق موحد , في صوته تعابير الجهد الذي بذله اثناء المباراة لتنتهي بالفوز ومع هذا لايتوانى عن الطلب والدعاء الى الله عز وجل ان يمكِنه من تحقيق الفرحة تلو الفرحة للعراقيين. لو كان بيد ( هوَار ) ورفاقه لطلبوا ان يلعبوا مباراة تلو مباراة , واثقين من ان الله معهم فيحققوا الفوز بعد الفوز لتصبح الوحدة والفرحة حالة ملازمة لحياة شعبهم في هذا الزمن الصعب . ترى متى يكف البعض عن الاصطياد في المياه الاسنة ويفهم ان الاكراد كانوا ولازالوا وسيبقون هم اؤلئك العراقيون النجباء الاصلاء .

وفي غمرة هذه الفرحة , المفاجأة , وعندما ذهب البعض حد الحلم بعراق أمن قريبا , تنتشر في ساحات مدنه و قراه في مثل هذه المناسبات شاشات العرض الكبيرة التي يتجمع حولها ابناء الوطن, يقفون معا يساندون ويناصرون ابنائه المبدعون في الثقافة والفن والعلم والرياضة , دون ان يخطر في بال احدهم إن كان الواقف بجانبه عربي او كردي او تركماني او كلدواشوري سرياني , مسلم او مسيحي او صابئي او يزيدي , سني او شيعي او كاثوليكي او اورثوذكسي . وإذا بالحلم ينقلب الى كابوس فيأتي مانشيت الاخبار بالخبر الصاعقة ,عن تفجير سيارات مفخخة بين جموع المحتفلين الفرحين بفرح العراق , ترى هل يعرف الفاعل انه بفعلته تلك لم يستهدف قومية او دين او مذهب , بل في كل ضحية سقطت ترك العراق بأجمعه يتسلق من جديد خشبة الصليب.

شذى و هوَار وكل رفاقه الاخرين وكل المبدعين في بلادي , لاتتوفقوا , عيثوا ( فسادا ) في الارض وانشروا هذا الشعاع القاتل المفعم بالحياة , اجعلوا الجميع يصابون بالعدوى من ( مرضكم ) , قسما بالخالق العظيم , ان ( فسادكم وشعاعكم ومرضكم ) هي البلسم والدواء وهي ارقى واحلى واجمل من كل الوصفات السقيمة التي يقدمها لنا تجار السياسة والحروب والارهاب .
أياً كانت نتيجة المباريات النهائية , يكفيكم فخرا انكم أجَجتم أجمل مافينا من المشاعر.



#وديع_بتي_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استراليا وحجر رأس الزاوية
- حكومة المالكي – رسوب في الدور الاول ورهان على الدور الثاني
- قناة عشتار – حواراتها السياسية وجوليانا في قرانا
- الحركة الاشورية وانفلونزا الطيور
- سركيس , يونادم , إبلحد – هل تلتقي اضلاع المثلث ؟ !
- الاكراد وسهل نينوى – مخاطر الزواج المبكر
- رحلة حكومة السيد المالكي على ( التايْتنك ) العراقي
- شعب تقرر وضع بقاياه في المتاحف وسط صمت رهيب
- دفع العربة ضرورة ملحة
- دعوة الى السيد سركيس اغاجان لحماية الرأي الحر
- شكرا لمفوضية الانتخابات , مبروك عقد قران ابلحد ويونادم
- السيد سركيس اغاجان ومزرعة تسمين القطط
- العراق – رحمتك يا رب , طالبان على الابواب
- إفْعلْها كاكة مسعود ولْتكن درسا بليغا
- مؤتمرعنكاوة – الحقل والبيدر
- الاكراد وسهل نينوى – جرس الحقيقة
- ليتَ يايوم الاحتلال كُنتَ يوما بلا غدِ
- القنبلة الايرانية – الجوكر البائس
- الاكراد وسهل نينوى – حديث الصراحة
- كاكة مسعود – رجاءً عَلٍِمْهم أصول السياسة


المزيد.....




- -غير أخلاقي للغاية-.. انتقادات لمشرع استخدم ChatGPT لصياغة ق ...
- بالأسماء.. مقاضاة إيرانيين متهمين بقضية مقتل 3 جنود أمريكيين ...
- تحليل.. أمر مهم يسعى له أحمد الشرع -الجولاني- ويلاقي نجاحا ف ...
- مكافأة أمريكا لمعلومات عن أحمد الشرع -الجولاني- لا تزال موجو ...
- تفاصيل مروعة لمقابر سوريا الجماعية.. مقطورات تنقل جثث المئات ...
- يقدم المعلومات الكثيرة ولكن لا عاطفة لديه.. مدرسة ألمانية تض ...
- الجيش الإسرائيلي يستهدف مستشفيي كمال عدوان والعودة شمال قطاع ...
- قلق من تعامل ماسك مع المعلومات الحساسة والسرية
- ساعة في حوض الاستحمام الساخن تقدم فائدة صحية رائعة
- ماكرون يزور القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي ويتوجه إلى إ ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - وديع بتي حنا - هوَار وشذى وجه العراق الاصيل