سعيد موسى
الحوار المتمدن-العدد: 1990 - 2007 / 7 / 28 - 02:12
المحور:
القضية الفلسطينية
((مابين السطور))
في عصر السرعة والعولمة السياسية, ووجبات التسوية من صنف (( take away )) , تتسلط الأضواء هذه الأيام على تلك الأحداث المتزاحمة في ظل الأوضاع السياسية المتفاقمة,في منطقتنا العربية عامة, وبؤرة التزاحم في الساحة الفلسطينية خاصة, فنشهد في إقبال دولي مهووس وغير مسبوق لإحياء لعمليات تسوية شبعت موتا وترهلا, وفي ظروف استثنائية وغير طبيعية, تتسارع خطى المتضادات السياسية الحثيثة , بقفزات تتجاوز حقيقة المعضلة وتركز على سطحية المشكلة, وكان اللاعبون الاساسييون في صراع مع الزمن السياسي المحدود, بإصرار غير معهود من اجل إحداث اختراق في عملية السلام, والتسوية المتعثرة بفعل نوايا أصحاب محفل مدريد السابق, واتفاقيات أوسلو البائدة, متغيرات تشهدها الساحة يراد لها أن تشكل خرقا للثوابت التاريخية الوطنية, وفق الأجندة الأمريكية,بعد العديد من الإخفاقات السياسية والعسكرية في منطقة الشرق الأوسط, فتبرز في وجه التحرك الأمريكي الحالي ثلاث قضايا مترابطة, إذا ما أريد تحقيق تقدم وانجاز للأجندة السياسي بالهروب للأمام, وتتركز تلك القضايا , على الجبهات الثلاثة, اللبنانية والسورية والفلسطينية, وربما يلعب العامل الزمني المحدود دورا أكثر إخفاقا, لتناوله قضايا إستراتيجية مصيرية عربية,في سقف زمني هزيل هزاله الأهداف والنوايا الأمريكية_ الإسرائيلية. زمن سقفه الأعلى عمر ولاية الرئيس الأمريكي المتخبط بوش الابن, هذه الفترة كمن يلعب في الوقت الضائع, لا تصلح حتى لحسم العناويين والخطوط العريضة, لمنطلقات سلام حقيقي عادل وشامل, وليس لحسم صراع تاريخي يناهز المائة عام, في عدة أشهر, لإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967, فربما تطلب الأمر ولاية أمريكية جديدة, تركز خلال السنوات الأربع الأولى جُل نشاطها, في خلق أرضية صالحة لإقامة سلام حقيقي, وليس ستة أشهر, ويخال لق عندما يتحدث الرئيس الأمريكي ورئيس وزراء الكيان الإسرائيلي, وكان الدولة دمية سياسية, اللهم إلا إذا كان المقصود منها دولة إعلان مبادئ, وكان الحلول جاهزة بفعل تغير الثوابت الصهيونية, لتكون العملية السياسية وإنتاج الدولة الفلسطينية كعملية((سلق البيض))!!!
لماذا الآن تستعر شهوة التسوية؟؟؟
ربما كل الظروف الدولية والعربية والإقليمية والدولية, تشهد تحولات, تشير بتناقض غير مسبوق إلى سباق محموم صوب ذروة الحرب, وذروة السلام, في هذا الوقت المتخبط سياسيا جراء التخبط الأمريكي, وفي محصلتها تشير إلى زيادة وتيرة قرع طبول الحرب, على الجبهة السورية خاصة, ومحاولة تسكين الأزمة الإيرانية المستعصية, من اجل إنتاج السلام على الجبهة الفلسطينية واللبنانية,فأصبح يلوح في الأفق القريب وفي سقف الأسابيع أو الأشهر القليلة القادمة, خياري الحرب والسلام ولا ثالث لهما,وربما الظروف الميدانية مهيأة للحرب أكثر مما هي مهيأة إلى سلام حقيقي, ونحن في زمن الحسم الأمر يتطلب إلى قرار , والمقرر في حال توجيه ضربة إلى الجبهة السورية أن يتم إسقاط النظام على غرار إستراتيجية إسقاط الأنظمة التاريخية التقليدية, وتنصيب نظام جديد اعتقد انه جاهز في معامل(لندن) وخادمه خدام,ومن ثم الانخراط في عملية السلام العاجل الموهوم,ولا استبعد أن نصحوا يوما في المستقبل القريب, على خبر اندلاع الحرب التي لن يسمح لإطالة مداها وفق إستراتيجية الحسم السريع, لا وفق إستراتيجية دمشق بحرب الاستنزاف المحرمة صهيونيا, مع فارق أن المواجهة ستكون بين جيوش نظامية , وليس على غرار حرب تموز المباركة, ربما يفكر البعض أن الوقت المحدد قصير لمثل هذا السيناريو لربطه بالإخراج الأخير حسب التصور الأمريكي للتسوية وهذا صحيح, لكن بوش لايفكر إلا بفلسفة القوة والضغط من اجل انتزاع ظروف سياسية تساعده على ترجمة أجندته المتركزة في تسوية الصراع الفلسطيني_ الصهيوني على اقل تقدير, وهذا يتطلب إلى تحريك المياه الراكدة في المنطقة مهما كلف الأمر, لحسم معركة توشك على الوقوع في أسرع وقت ممكن, وربما قبل انعقاد المؤتمر الدولي المشبوه للسلام المزعوم, والذي من المتوقع أن تدعوا إليه الولايات المتحدة الأمريكية في نهاية هذا العام, أو في مطلع العام القادم على أكثر تقدير, والبديل هو دخول دمشق في تفاوض جاد مع الكيان الإسرائيلي, وليس بالضرورة أن ينتج عنه اتفاق, إنما يكون غطاء ومناخا صالحا, لمؤامرة التسوية المشوهة على المسار الفلسطيني.
المتغيرات وتداعياتها على الساحة الفلسطينية
بهذا التصور تكون الحسابات العسكرية الأمريكية الصهيونية قد كفلت المتغيرات السياسية على الأرض, ومن ثم يُشرع في وضع اللمسات الأخيرة, لإنتاج دولة فلسطينية حسب المعايير الأمريكية والمقاسات الصهيونية, بعيدا عن أي ترجمة نصية للقرارات الدولية, اللهم إلا استناد إلى تلك القرارات, وشتان مابين الترجمة والاستناد, كالفرق بين الحق والباطل, فالمشروع في الخزينة السياسية الأمريكية شبه جاهز, ويبقى إزالة بعض العقبات وكما أسلفنا أهمها على الجبهة السورية, كون دمشق تعتبر كغرفة عمليات مركزية لإجهاض المشروع الأمريكي,.
تهيئة الساحة الفلسطينية المهيأة
إن السقف الزمني السياسي المحدد والمعلن لسيناريو إنتاج الدويلة الفلسطينية, هو اقل من عام, وبالكاد يكفي لإنهاء دورة اولمبيات عالمية, ومن المتوقع تباعا أن نسمع ونرى ونلمس,خطوات حثيثة من الوزن الثقيل أمريكيا, وبالتالي إسرائيليا,على مستوى المسار السياسي والاقتصادي الفلسطيني, وما يواكبها من دعم دولي لامحدود ماليا وسياسيا كذلك,ومحاولة الضغط لتكثيف وتوظيف الجهد المصري السعودي الأردني, للاشتراك في هذا السيناريو, وتهيئة الأجواء, لإخراج الدولة الوليدة(السبعاوية) , والقابلة للحياة؟؟؟!!! ولا ادري ماذا يعني دولة قابلة للحياة, سوى أنها منقوصة السيادة, ومنقوصة الشرعية, ويحمل مصطلح القابلية, احتمال عدم القابلية والفشل, أكثر مما يحمل من عوامل النجاح, فربما المقصود شبه دولة هي اقرب للحكم الذاتي,مع بعض الرتوش شبه السيادية, كان يقال لك خذ هذا الوحش الذي سيتحول بفعل النمو الطبيعي إلى بقرة حلوب!!! وربما تندثر القابلية للبقاء, بعد خدمة الهدف الذي أعدت من اجله , والاهم من طبيعة الدولة, وهو حفل التكريم والتشريف العالمي, تحت شعار عريض لبطل السلام بوش وياوره المطرود من رحمة الكيان السياسي البريطاني (بلير) والمنفي حاليا إلى القدس منطلق التلميع التاريخي المنشود, ليكون محفلا ضخما في باحة حديقة البيت الأسود الأمريكي, كطوق نجاة سياسي, لتاريخ بوش_ بلير الدموي الفاشل,وهذا السيناريو ربما يواكبه انسحاب قريب من المستنقع العراقي , ومحاولة زج طهران بفتح شهيتها على ابتلاع العراق, كبديل للمشروع الأمريكي المنهار.
فالمتتبع للجهود الأمريكية المكثفة على الساحة العربية, وما يواكبها من نشاط أوروبي موازي ومتجانس, يلمس أن هناك توزيع ادوار على الدول الرئيسية, وربما للمدقق أن يلمس بين الحين والآخر تردد مصري سعودي أو إقدام حذر, في التعاطي مع الأجندة الأمريكية الملتهبة, حيث تصفية القضية الفلسطينية, في صياغة الدولة الموعودة, وهي دولة موقوتة, في مخاضها الأخير, وغير قابلة للحياة بمعايير مقومات الدولة الحقيقية,وقد باتت الولايات المتحدة الأمريكية عاقدة العزم, بإصرارها ولهث الكيان الإسرائيلي, بشكل غير معهود للإعلان عن اقتراب إخراج دولة فلسطينية, كما تحدث رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي, (( دولة على 90% من أراضي الضفة الغربية)) ولا ندري ماهي مساحة الضفة الغربية المقصود منها 90%, فقد علمنا مكرهم التاريخي في التلاعب بالمصطلحات, خاصة عندما يتم شطب أل التعريف, فهذا شيء مخيف, دولة لا اعتقد أنها تتضمن حلا لقضية اللاجئين والقدس كما نتمنى وكما تنص عليها الشرائع والقوانين, وإلا لما وجدنا (اولمرت) بهذا الحماس, وبالتالي دون حسم لقضية الحدود والقدس هو أمر مريب, يراد للدول العربية أن تسجل ولائها لتلك الأجندة الأمريكية_الإسرائيلية, على حساب الثوابت الفلسطينية التاريخية, إنها التصفية بشحمها ولحمها, فهل نشهد جرأة عربية للانسحاب من ذلك الشرك, أم سيكون حجم الضغط اكبر من إرادتهم؟؟؟
الوضع في غزة يكفل عدم الإعاقة
وحسب المشروع والأجندة السياسية الأمريكية, يفضل أن يبقى الوضع على ماهو عليه في غزة بمبرر الإقليم المتمرد الذي أريد له أن يخرج من الحسابات مؤقتا,ويجزل العطاء بسخاء لأكبر شريحة ممكنة من المواطنين, يواكبه سيلا جارفا من الضغط على حركة حماس (كسلطة انقلاب غير شرعية) ويتوقع منها مزيدا من القمع وانتهاك حقوق الإنسان, والاعتقالات السياسية, وربما دفعها كي تضايق موظفي السلطة الشرعية, مع انعدام احتمالية الاستعادة العسكرية لغزة بأي شكل من الأشكال, حتى بداية العام الجديد, ونضج المشروع الأمريكي, وقد ينجم عن هذا الوضع إعلان الدولة الفلسطينية القابلة للحياة, مع تضمين الاتفاق, طلاسم سياسية لتسوية قضية اللاجئين, والقدس والحدود, والوحدة العضوية بين أجزاء الوطن, وليس مستبعدا على الإطلاق الإعلان عن الدولة الفلسطينية نظريا على كامل التراب المحتل عام 67, بما فيها قطاع غزة, والعنوان النظري واضح, ويتم التطبيق العملي في الضفة الغربية, وجزء من القدس الشرقية, مع وقف التنفيذ في قطاع غزة, لحين استعادته لحضن الدولة الفلسطينية, وبالتالي إعلان اتحاد كونفدرالي مع الأردن, وربما ما تناقلته وسائل الإعلام حول حديث الملك عبد الله ملك الأردن خلال لقاءه الرئيس الأمريكي جورج بوش, بأنه لا يفضل إعلان كونفدرالية مع الضفة الغربية بمفردها, له من الدلالات مايؤكد, هذا السيناريو الدمية العجيب!!!!
وفي نفس الحسابات يمكن إخضاع قطاع غزة مؤقتا مع مزيد من الضغط السياسي والاقتصادي, لولاية جامعة الدول العربية الغير مباشرة, لحين تسوية وضعه السياسي, المهم دون حسم عسكري في المرحلة الأولى, وليس كما يتوهم البعض المغبون أن الآليات الحربية الصهيونية على وشك الاجتياح.
فقد أصبح قطاع غزة عمليا معزولا عن المسار السياسي, مع الحديث عنه فيما يخص المساعدات الإنسانية, ومطلوب مزيد من القمع, ليقابله مزيدا من الاستنكار والوقود الإعلامي, وبالمقابل يتم التركيز الآن على الضفة الغربية, والقدس, وتفعيل مبررات العزل, عن طريق خلق الذرائع والوقائع الميدانية في قطاع غزة,مع العلم المسبق أن حركة حماس ستسعى لافشال أي من ادعاءات الاستعادة الحالية, وهي بذلك تقدم على ما يريده الآخرون منها والوقوع في الشرك الثالث دون أن تدري, وربما لايسمح لها في هذا الوقت بالذات أن تنفض يدها من غزة, وهي كحركة تخشى ذلك بسبب ضعف خطوط العودة في ظل تداعيات الانقلاب الدامي, وعليه يصبح المنبر الشرعي ومقره المقاطعة برام الله في الضفة الغربية, هناك السلطة الفعلية العملية, بكامل هياكلها السياسية والاقتصادية والإدارية,تلك الهياكل والكينونة السياسية, التي تحظى بدعم كامل من الشرعية العربية والدولية, وبذلك يصبح أي تصريح أو أي فعل سياسي أو اقتصادي أو إداري صادر من غزة, لاقيمة له خارجيا ولا يحدث فعل على مستوى المؤسسة الداخلية إلا بفعل القوة أحيانا, وهذا هو المطلوب مبرر قوي لعزل القطاع, والتقليل من تأثيره في إعاقة المشروع القادم, والتخلص من القيادات الفتحاوية الفاعلة سابقا بحكم فرارهم وفشلهم في حماية السلطة, وربما ترحيل الغزيين الهاربين من الضفة الغربية إلى مصر لإزالة أخر عقبات اكتمال المشروع, قبل عودة الأمور إلى طبيعتها وإزالة آثار الانقلاب والاستيلاء على مؤسسات السلطة.
لذلك فان أي دعوة للحوار في هذه الأسابيع والأشهر القليلة القادمة, هي محض عبث وهرطقة وطنية,لان حوار يفضي لعودة المقرات الأمنية والسيادية,ليس هو مربط الفرس, بل الحوار المجدي والمطلوب في هذه المناخات السياسية الطارئة, هو اعتراف حماس بالاتفاقيات السياسية, وشروط الرباعية, وما دونها هراء سياسي, لذلك فالحوار حاليا غير مطلوب,حتى لو أفاقت حركة حماس من نشوة النصر المزعوم, لتنهض من المستنقع المعلوم, وتعلن موافقتها على كل شروط الحوار , وإزالة آثار الانقلاب والعودة إلى ماقبل الرابع من تموز المهزلة, فلن يكون حوار قريب بل مطلوب أن يبقى الوضع على ماهو عليه, لحين استثمار ثمار الانقلاب, والمطلوب مزيد من الاستفزاز والاستنفار,, مطلوب مزيد من القمع والاستهتار بكل النداءات الباهتة, وانتهاج فلسفة القوة عنوانا للمرحلة في غزة, مزيدا من التعنت والتشدد, فإذا كانوا في حركة حماس يدرون بذلك ويستمرون فهذه مصيبة, وان كانوا لايعلمون أبعاد سلوكهم السابق واللاحق,فالمصيبة أعظم, فالقبور التي كانت من المفترض أن تكون لخصومهم ممن أسموهم بالتيار الانقلابي وهربوا, قيل لهم اليوم أنكم انتم الانقلابيون وهي لكم حفرتموها باضا فركم,, من الغريب بكل مالديهم من علماء وكوادر سياسية ألا يعون مايحاك هنا وما هو مطلوب هناك!!! ومازالوا بالنصر والشرعية يتغنون!!!!
فإذا كان المطلوب عقد جلسة عادية للمجلس التشريعي, لإعادة انتخاب هيئة رئاسية بعد انقضاء فترة الهيئة المنصرمة, فمعروف سلفا أن حماس ستمنع انعقاد تلك الجلسة حتى لو بقوة السلاح!!!!!
وإذا كان المطلوب تغيير الإجازة من الخميس والجمعة , إلى الجمعة والسبت, فمعلوم سلفا أن حماس ستمنع بالقوة الدوام يوم الخميس, وتضايق من لايداومون يوم السبت!!!!!
وإذا كان المطلوب إدارة المؤسسات المدنية بعد زوال العسكرية, بواسطة القائمين عليها والموالين لسلطة الشرعية برام الله, فمعلوم سلفا أن حركة حماس ستستولي عليها وتنفرد بإدارتها وبالقوة!!!!!
وإذا كان المطلوب إعفاء المواطنين من رسوم وضرائب الخدمات العامة, مثل الكهرباء والماء, والعلاج, خاصة وان السلطة برام الله هي التي تشرف على تسديد ثمن تلك الخدمات للجانب الإسرائيلي, وللموردين, فمعلوم سلفا بان حركة حماس ستحاول إجبار المواطنين على دفعها ولو بالقوة!!!!!!!
وإذا كان المطلوب إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية, فمؤكد أن حركة حماس ستمنع إجرائها بالقوة!!! فتجري في الضفة الغربية والقدس الشرقية, وتستثنى غزة, وهنا إما يتم اعتماد تلك النتائج وتعميم النسب, أو المطلوب في نهاية المطاف, إرهاصات إقحام مجلس الأمن, لكفالة الحريات السياسية , والإشراف على إجراءها بالقوة الدولية القانونية في مواجهة القوة المانعة الغير شرعية كما سيرد في مشروع قرار محتمل!!!
فلو تم تمرير سيناريو إعلان الدويلة الفلسطينية, قبل استعادة غزة, فتكون الخطوة اللاحقة, هي قوات حربية دولية تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة, بحجة مساعدة السلطة الشرعية للدولة المعلنة, كي تبسط نفوذها على إقليم غزة المتمرد وإنهاء الانقلاب, ويتوقع أن يستوعب مواطنيها , كل الاتفاقيات التي تمت في حال إقصائها, ويباركونها!!!!!!!!
وربما يكون هناك تفويض أو رضا ودعم دولي وقبول فلسطيني, لاجتياح إسرائيلي واسع لقطاع غزة, بعد الإعلان عن قيام الدويلة, أو خلال حرب محدودة على الجبهة السورية قبل الإعلان, وفي كلتا الحالتين لكل شيء ثمنه كاستحقاق ربما يطال الثوابت الفلسطينية, لتتحرر من ثوبها النصي حسب قرارات الشرعية الدولية,على اعتبار أن الشعب الفلسطيني بات مهيئا لقبول التسويات السياسية أكثر من أي وقت مضى, والقبول بالحلول المؤقتة القابلة للاستمرار,كبديل للوضع الفلسطيني المتفجر, والوضع العربي المترهل, والتدخلات الإقليمية التي تستهدف مصيره وإطالة معاناته!!!!!!
وفي المحصلة ستعمل الولايات المتحدة الأمريكية, بكل قوتها من اجل إخراج رؤية بوش للدولتين, وتلقي بكل ثقلها وثقل حلفائها الغربيين والأوروبيين, اقتصاديا وسياسيا عسكريا إذا ما تطلب الأمر, وفي مدة زمنية محدودة للغاية, لذا فكل لحظة نتوقع أن تشهد الساحة السياسية في هذا الشأن تغيرات دراماتيكية , بسرعة البرق, وبدعم دولي كبير, رغم التردد المصري السعودي الأردني المبرر حسب طبخة الدهاليز, والوجبات السريعة ((نصف سوى)) , بل ربما يتم زيادة وتيرة الضغط على هذه الدول الرئيسة, للقيام بالدور المناط بها على قدم وساق, تحت مبرر هذا ما يريده الفلسطينيون!!!!!
خلاصة يستبقني بها رئيس الكيان الإسرائيلي (أيهود اولمرت)
ولعل رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي, المغمور والمتحفز لصيده السمين, أراحني من عناء تفنيد الخلاصة في سطور ولخصها في كلمات لا تحمل اللبس, اتفاق مبادئ لدولة فلسطينية والسلام ختام؟؟؟!!!! لن يضطر إلى مصداقية هدم حجر واحد من صور الفصل العنصري والذي يحتاج لإزالته أكثر من عام, ولن يحتاج إلى وقف حفريات هدم الأقصى وتهويد القدس, ولن يقلق من تزاحم ملايين العائدين الفلسطينيون من الشتات, ولا إلى تفكيك مئات المستوطنات, فقال صريحا((اتفاق إعلان مبادئ لدولة فلسطينية)) وما أدراك ما اتفاق المبادئ والزمن الذي يتطلب تجاوز المبادئ إلى وقائع؟؟؟!!!
ولعلنا هنا نستفيد من استنطاق الماضي ومبادئه السياسية السمحة!!!حيث إعلان اتفاق مبادئ أوسلو 1992, وها نحن وبعد مرور أكثر من خمسة عشر عاما على محفل البيت الأسود وتكريم المجرم(كلينتون) مازلنا مكانك ر, لا بل إلى الخلف دُر, فكان اتفاق مبادئ من اجل السلطة المرحلية, فما بالكم بإعلان مبادئ لدولة فلسطينية, وهكذا ماسيكون الأمر عليه دولة معلنة في شكل مبادئ في قاموس من لا مبادئ لهم, سوى فلسفة القوة والمكر والدهاء, ويأخذ التطبيق العدمي ربما ثلاثون عاما أخرى تستثمر في هجوم التطبيع العربي الرخيص, طالما سيصفون الفلسطيني بالتفريط,فمازال منهم الوضيع والشريف, ومازال منهم من يطبع على استحياء, ومازال منهم الحذر والعصاة, لكن منهم هناك الدويلات القزمة المارقة, التي أسقطت كل براقع الحياء, فمزيدا من تحقيق الحلم الصهيوني, ومزيدا من التصفيات للقضية الفلسطينية, في مسوغات التسويات.
#سعيد_موسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟