|
علاقة انترنتية
أحمد سعد عبيد
الحوار المتمدن-العدد: 1991 - 2007 / 7 / 29 - 07:52
المحور:
الادب والفن
عندما تخلو الكلمات من هدف تخلو من المعني خط باسم هذه الجملة في نهاية رسالته الالكترونية ثم ضغط زر الإرسال لتذهب رسالته إلي بريد صديقته لمياء والتي يكتفي بالشات معها علي النت أو تكتفي هي بذلك وترفض أن تقابله بعيدا عن الانترنت ولكنه لا يدرك سبب إصرارها علي رفض مقابلته بالرغم من استمرارهم في التحدث وتبادل الايميل أكثر من عام وانه يجزم انه يعرفها والحديث معها عبر الويب كاميرا يوضح معالمها كما يوضح معالمه ولكنه لا يكتفي بذلك يشعر بان هناك شيء ينقصه تجاهها يريد ان يلقاها مباشرة دون حائل أو وسيط الكتروني يريد أن يلمس يديها يريد أن ينظر إلي عينيها الجميلة ما احلي أهدابها الطويلة التي لا تحتاج إلي تزيين فلم يعرف المكحل طريق عينيها لان الكحل رباني و لونهم يأسر القلوب بالعسل الذي يقطر منهم عسلية العينين ذات الأنف الفينيقي المدبب والشفاه الدقيقة وكأنها مرسومة بأحد برامج الكمبيوتر وخصلة من شعرها الناعم تنسدل من خلال الايشارب الملفوف حول رأسها ما أجملها لما يا تري ترفض مقابلته لمّا هي علي هذا القدر من الجمال إنهم لم يتركوا شيء لم يتحدثوا فيه انه يعرف كل شيء عنها ماذا تدرس عمل أبيها أخيها والدتها في أي عام وفي أي مكان ولدت انه يعرف أدق تفاصيل حياتها يعرف أسماء صديقاتها ومتى يخرجن وأين كانوا بالأمس ولو أخبرته قبل أن تخرج لذهب إليها لكنها لا تخبره فقط تحدثه عما انتهي عن الماضي تتهرب من الحديث عن المستقبل عما سوف تفعله غدا عما تخطط له بعدما تتخرج عن مستقبلهم عما يشكله هو بالنسبة لها لماذا هو مجرد صديق انترنتي لماذا لا تزيل الحاجب وتلتقي به لماذا تظل بعيدة عنه حاول أكثر من مرة أن يراها مباشرة ذهب إلي كليتها وبحث عن القسم الذي تدرس فيه ولكنه لم يجدها اخبرها بذلك فضحكت أكانت تسخر منه أم كانت سعيدة بمحاولته رفضت أن تجيبه عن تساؤله لذا قرر أن يصل إلي حل فهو لا يكتفي بالعلاقة الانترنتية ويريد أن يلتقي بها هو يعلم إنها لا تكذب عليه لأنه وجد اسمها في القسم التي قالت أنها به و وجد أسماء زميلاتها التي خبرته عنهن و يجب أن يصل لإجابة عن تساؤلاته لما ترفض مقابلته مباشرة هل هي هي أم ان هذه أسماء مستعارة وكيف علمت بأسماء الأخريات ولما استمرت في التحدث إليه ومبادلته الايميل كل هذه الفترة إن كانت لن تستمر فيها ولن تصل بها إلي ارض الواقع هل تعتبر الانترنت جزء من الخيال هل تعتبره جزء من هذا الخيال هل لا تصدق انه واقع هل هو مجرد متنفس بالنسبة لها تبثه أوجاعها فقط ولا تريد أكثر من ذلك كل تساؤلاته لا يجد إجابات عليها لذا قرر أن يضع حد لذلك بان يرسل لها إميل يخبرها انه لن يستمر في هذا الوضع إن لم تقابله وسرد كل تساؤلاته في رسالته وشكوكه وما يعانيه من الم لرفضها مقابلته فإما أن توافق علي اللقاء وإما أن تقطع هذه العلاقة المنقوصة ردت عليه بعدة رسالات تحاول أن تحيد من قراره وان الأمر ليس بعلاقة لكي يقطعها وأنهم ليس بمرتبطين حتى ينفصلوا إنهم مجرد أصدقاء انترنت ليس أكثر وينبغي أن يظلوا كما هم وليس أكثر ولا ينبغي أن تزداد العلاقة إلي أكثر من ذلك ولكنه أصر علي موقفه حاولت هي أن تصل إلي قرار عدم الاستمرار معه ورفعت اسمه من قائمتها و تابعت حياتها الانترنتية بدونه ولكنها لم تجد ما كانت ما تجده معه فهو أكثر من يستطيع فهمها ويستطيع بكلماته الحانية أن يسعدها ويتفهم ما تعاني منه ومن احباطات الحياة المستمرة بعكس اغلب الشباب الآخرين علي النت فهم يظنون كل أنثي علي النت من اجل المتعة فما أن تتحدث إلي احدهم حتى ينطلق في الكلام عن الجنس أما باسم لم يفعل ذلك مطلقا ولو علي سبيل الدعابة فلما تخاف من مقابلته فهو شخص محترم وينتمي إلي جامعة آخري غير جامعتها ولكنه كأنه معها هو يسبقها بعام دراسي حاولت أن تعاود الحديث معه ولكنه لا يرد علي رسائلها و يحول نفسه إلي أوف لاين عندما تراسله أخيرا قررت ان تعاود الاتصال به وأرسلت له رسالة توعده فيها بمقابلته في القريب ولكن عندما تكون الظروف ملائمة ولكنه لم يرد علي رسالتها فأرسلت رسالة أخري تخبره علي سبب رفضها مقابلته في السابق ورغبتها في مقابلته الآن عزيزي باسم كنت أظن أن علاقتي بك هي مجرد علاقة عبر الانترنت وأنها لن تتجاوز ذلك ولكن استمرار هذه العلاقة لفترة طويلة جعلني اعتاد علي وجودك في حياتي وبعادك عن مراسلاتي جعلني اشتاق إليك لذا سوف أجيب رغبتك في مقابلاتنا ولتكن يوم الثلاثاء القادم عند جامعتي في الساعة الثانية عشر ظهرا وأريدك أن تعرف سبب تهربي من مقابلتك في السابق وهو أني لدي إعاقة في ساقي ولا استطيع التحرك إلا من خلال كرسي متحرك وذلك حتى لا تتفا جئ عندما تراني إن رغبت في رؤيتي بعد رد علي رسالتي تلك فان لم ترد لن اذهب في هذا الميعاد وشكرا لميا
#أحمد_سعد_عبيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حتي لا تكون طائفية
-
تكامل وتناقض الانتماء الايدولوجي
-
التمثيل النيابي للأقباط في مصر
-
مادة 2 من دستور مصر
-
بطاقة تموين
-
دستور مرقع
-
الشيخ أحى
-
هارب من الحياه
-
مولد كوم الهوى.
-
صناعة الأزمة كحرب بديلة
-
تساؤلات في ذهني
-
موقف تروتسكي من الصهيونية
-
حركات التغيير
-
مظاهر الدكتاتورية
-
الفكر الجديد .... والعبور للمستقبل
-
دور العمال في عصر التكنولوجيا
-
كيف فاز مبارك
-
ماذابعد 7 سبتمبر؟ رؤية مستقبلية
-
فوضوية العنف واللاعنف - تجربة فوضوية
-
الفوضوية- الاناركية- جزء ثان
المزيد.....
-
وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص
...
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|