أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيلة عبد الانيس - كلام في مستقبل العلاقة الايرانية الاميركية














المزيد.....


كلام في مستقبل العلاقة الايرانية الاميركية


سهيلة عبد الانيس

الحوار المتمدن-العدد: 1990 - 2007 / 7 / 28 - 02:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ قيام الثورة الإسلامية في ايران عام 1979 والعلاقات الإيرانية- الأميركية في تدهور مستمر وصلت أحياناً إلى درجة قصوى من التصعيد والتهديد، مع ذلك كانت هناك بعض الأوساط في الولايات المتحدة تتطلع دائماً إلى وضع تستعيد به إيران "الشاه" وان كان ذلك يبدو مستبعداً في الأمد المنظور، ويكاد يكون الأمر مستحيلاً، لكن الاعتراف به أمرٌ واقع ومحاولة اختراقه أمر لابد منه فحجم المصالح بين الطرفين كبير، وهذا ما اشار إليه كيسنجر بالقول "ان بلداناً قليلة في العالم لها مصالح استراتيجية مشتركة كما لإيران وأميركا، لكن الثورة قطعت علاقات إيران مع الولايات المتحدة ووصفتها "بالشيطان الأكبر" ويضيف "ان ثمة أمم قليلة في العالم تملك الولايات المتحدة أسباباً أقل للتشاجر معها أو مصالح أكثر توافقاً مما هو الحال مع إيران". وإيران تدرك انه في ظل موازين القوى الدولية السائدة ان علاقتها مع الولايات المتحدة تشكل المفتاح الرئيس لمستقبل دورها السياسي في المنطقة. وبالمقابل تدرك الولايات المتحدة أهمية الدور الإيراني في المنطقة، فسياسة الاحتواء التي اتبعتها الولايات المتحدة تجاه كل من العراق وإيران بداية تسعينات القرن الماضي ميزت بين النظام العراقي (السابق) الذي لا يمكن إصلاحه واتمت بالفعل تغيره بقوة الفعل العسكري ، وبين نظام طهران الذي ارتكب بعض الأخطاء "القابلة للتصحيح" .
وعلى هذا يرى بريجنيسكي "ان الولايات المتحدة الأميركية لا ينبغي لها أن تمضي في عزل إيران، فنحن نحتاج الى علاقة استراتيجية معها في المدى البعيد اذا كنا ننشد ليس فقط الاستقرار في الخليج وانما أيضاً منفذاً إلى آسيا الوسطى حيث توجد مخزونات كثيرة من الطاقة المهمة للعقدين القادمين".
ويتفق أغلب المحللين ان الولايات المتحدة بعد أن أتمت احتلال العراق تسير قدماً نحو تقرير الدور الإقليمي لإيران بنفسها لأنها تدرك أصلاً انها لا تستطيع إغفال دورها نهائياً. فإيران تملك نفوذاً استراتيجياً كبيراً لكونها تقع على المدخل الاستراتيجي لاحتياطيات النفط من جهة وتملك نفوذاً مذهبياً سياسياً لدى حوالي 60% من سكان العراق من جهة أخرى.
وقد مثل احتلال العراق الوقت المناسب لإيران لتحقيق غايتها في التقارب مع الولايات المتحدة، إذ استطاعت الولايات المتحدة بدخولها العراق من زيادة ثقتها بدورها الامبراطوري على المستوى الدولي وسعت إيران من وراء اعتمادها سياسة الحياد الى تحقيق أعلى درجة من المكاسب لكون الحرب الدائرة في العراق هي حرب بين أعدائها ولا صلة لها فيها وعملت على توظيف الأزمة لتحقيق مصالحها سواء في شكل تحسين العلاقة مع الولايات المتحدة أو مع النظام العراقي الجديد، أو "في الأقل" ابعاد شبح خطر ادراج إيران في قائمة الدول المعارضة للعدوان. وتدرك إيران ان الولايات المتحدة ساعية ومصممة في تنفيذ سياستها الرامية إلى تغيير سياسات المنطقة. من جهتها عملت الادارة الاميركية على اعتماد استراتيجية الوجود العسكري وتحقيق الولاء السياسي لها في المنطقة، وهذا ما قد يضطر إيران الى قبول أحد الخيارين: أما تقديم الولاء السياسي مرغمة أو القبول بالتهديد العسكري. وعلى ذلك قد يكون الحوار وسيلة لتكلل جهودها لفرض السيطرة على المنطقة.
وعليه يمكن تصور علاقات اكثر طبيعية مع حكومة طهران بمجرد أن تضع إيران حداً لأعمالها غير الودية، فلا يجب اعتبار العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران بمثابة صدام حضارات أو انها بمثابة معارضة الولايات المتحدة لوجود دولة ثيوقراطية دينية في إيران، فلم تكن الولايات المتحدة على الإطلاق تنوي أن تضع حداً أو نهاية للبعد الإسلامي للجمهورية الإسلامية في إيران. ويشير إلى ذلك بريجنيسكي بالقول" ان اطالة أمد العداء الأمريكي الإيراني ليس في صالح الولايات المتحدة لأن المصلحة المتحققة في نهاية المطاف يجب أن تقوم على الاعتراف بوجود مصلحة استراتيجية مشتركة في استقرار ما يعد منطقة إقليمية ملتهبة بالنسبة لإيران، ولابد من الاقرار ان مثل هذه المصلحة يجب أن يسعى إليها الطرفان معاً وان لا تعد منّةً يقدمها أحد الطرفين للآخر، اذ ان وجود إيران قوية، حتى وان كانت مدفوعة دينياً هو في مصلحة الولايات المتحدة على ان لا تكون متعصبة ضد الغرب"و يرى ان المشاركة السياسية الفاعلة بين الولايات المتحدة وحلفائها تجعل من المحتمل وبدرجة كبيرة أن تتحول إيران في النهاية من عملاق بشع غريب إلى دولة مساهمة في إقرار الأمن والاستقرار في المنطقةوهذا ما تسعى إلى تحقيقه في المدى المنظور.
وعليه يمكن القول ان تحديد مدى التقارب الإيراني- الأميركي المتوقع خلال المرحلة القادمة سيتوقف في اغلب الظن على المصلحة الوطنية الإيرانية، فإيران لاترغب باغلاق الأبواب كافة مع واشنطنبل تعمل على الوصول إلى حلول وسط معها، الا ان هذه المحاولات لم تنتج بفعل تمسك الولايات المتحدة بسياسة استقطابية حادة تجاه إيران.
ومع ذلك فأن من الخطأ ان نبالغ في مدى وعمق العداء او الخلاف بين الطرفين وإمكانية استمراره على ما هو عليه مدة طويلة، فعلاقة إيران عبر التاريخ هي كعلاقة الابن الضال بوالده، يثور الابن الضال على أبيه ويتمرد عليه ومن ثم يعود إليه، فإيران الابن الضال وهي في طريق عودتها إلى أحضان الولايات المتحدة (الأب) بكثير من العتاب وقليل من الشروط بعد قطيعة، تجاوزت العقدين.وهذ ماتكلل ولو بشكل محدود في اللقاء الثلاثي الذي جمع ايران باميركا في العراق.



#سهيلة_عبد_الانيس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في اسباب العنف الطائفي وجذوره


المزيد.....




- ترامب يتحدث في اجتماع تقني عالمي برعاية الصندوق السيادي السع ...
- تونس: الإفراج عن الناشطة الحقوقية سهام بن سدرين
- أبو ردينة يحذر من حرب شاملة على الضفة
- الجيش الكويتي يعلن مقتل اثنين من قواته البرية وإصابة آخرين
- فانس: انتقادات زيلينسكي لترامب في العلن لن تؤثر على موقف الر ...
- -بوليتيكو-: المسؤولون الأوكرانيون يخشون تحالف بوتين وترامب
- ماسك يسخر من تصريحات زيلينسكي حول مستوى شعبيته العالي
- -لجنة الطوارئ المركزية- في رفح: أكثر من 20 فلسطينيا قتلوا جر ...
- الجيش اللبناني: العدو لم يلتزم بالانسحاب الكامل من الأراضي ا ...
- محمود عباس يرحب برفض رئيس دولة الإمارات تهجير الشعب الفلسطين ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيلة عبد الانيس - كلام في مستقبل العلاقة الايرانية الاميركية