|
الشاعر والباحث اليمني علي المقري :المثقف العربي يعيش هاجس المصادرة والاستهداف
علي المقري
الحوار المتمدن-العدد: 1990 - 2007 / 7 / 28 - 11:18
المحور:
مقابلات و حوارات
* على المقري..أديب وباحث يمني إشكالي،كان يفترض أن يكون اليوم صحياً في مجال الأشعة بحسب تخصص دراسته،لكنه اختار الشعر،ليسهم مع أبناء جيله (الثمانيين) في إثراء القصيدة الشعرية الجديدة في اليمن عبر ثلاثة دواوين، ترجمت بعض نصوصها إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية.كما نشرت له كتابات وأبحاث ودراسات عديدة في الأدب والتراث الإسلامي.وصدرت له ثلاثة مؤلفات.بيد أن تجربتيه الشعرية والبحثية حفلتا بإثارة الجدل،فقوبلتا بموجات انتقاد واسع إلى حد الرفض،ومهاجمات ساخنة إلى حد المناداة بجلده حيناً،وإهدار دمه حيناً آخر.آخر هذه الموجات والمواجهات فجرها منذ ثمانية أشهر صدور كتابه الأخير «الخمر والنبيذ في الإسلام» بعد اعتذار أربع دور نشر عن نشره. وفي هذا الحوار الذي يعده «محاكمة نصبتها له المجلة» على قاعدة «والشعراء يتبعهم الغاوون» يبوح «المقري» بمرتكزات آرائه المصنفة بأنها «متطرفة»،مُحاولاً الدفاع عن نفسه، في مواجهة آراء منتقديه،فإلى تفاصيل الحوار:
* هل تتعمد استفزاز رجال الدين والمحافظين،فقد سبق وفعلت بقصائدك وأبحاثك أيضاً؟ - الحقيقة هناك مستويان.فأنا أحياناً بالفعل أتعمد استفزاز رجال الدين.بسبب،ثقافتهم الاتكالية،والأحادية في وجهات النظر.فهم دائماً يعتبرون أن آراءهم هي النهائية والمطلقة.لهذا أريد أحياناً أن أقول لهم إنكم مخطئون،وإن ما هونهائي في هذا الكون هو نسبي، وأنه يمكن الحوار حوله.وطالما أن رجال الدين يقولون أن لا كهنوت في الإسلام،فإن عليهم أن يثبتوا أنهم ليسوا كهنة، بمعنى لابد أن يقروا بمبدأ الحوار ويتقبلوا آراء الآخرين.أيضاً في المستوى الآخر،أنا أبحث في قضايا مختلفة،وسواء رأى رجال الدين أن هناك ما يستفزهم أو لا يستفزهم،فأنا في الأخير باحث أقدم أبحاثي القرائية. * ما معنى أن تُكرس قصيدة لوصف رغبة خاصة لرجل في أن تدلكه امرأة سافرة ؟ - يبدو لي أن الحب في هذا العصر صار خراباً.صار الحب موحشاً ولا يوجد أي مجال له.لا مجال سوى للرغبات العابرة والخفيفة.الحب الذي لا يحمل ثقلاً. * أثارت قصيدتك "تدليك" حفيظة رجال الدين،بوصفها "هابطة ومبتذلة وخادشة للحياء والآداب العامة"، ما تعليقك؟ - من حق أي شخص أن يصفها كما يريد "أدب مبتذل".وربما وجدها البعض دون المستوى ما كتبته،لكني أعتبرها من أهم نصوصي.فهي بالنسبة إليَّ تحاكي أو ترسم حالة من أحوال الحب في الزمن الحاضر،الاستهلاكي السريع،الذي الحب فيه بالضرورة هو حب عابر استهلاكي،لا يقبل الاستمرارية أو الدوام أو قدسية العلاقة،أنهى كل مستويات الحب التي كانت مؤصلة في الماضي،لم يعد الحب كما كان.وليس بالضرورة أن أكون أنا هو في النص،يمكن أن تكون الشخصية الساردة في القصيدة،شخصية روائية،تروي ماحدث أو ما الذي يحصل. * ألا ترى أن موجة تحرر الشعر العربي قد جاوزت القواعد الفنية إلى القيم والموضوعات والوظيفة ؟ - هذا بلا شك،كما يقال!!..فللشعر الحديث أيضاً وجهته الحديثة التي،ربما،أحياناً تكون بلا قيم،أي بلا معايير أخلاقية وفكرية مسبقة. * أما من حدود قيمية للشعر..أو يفترض أن تكون؟ - هذا يعود للشاعر نفسه،لنظرته إلى العالم حوله..كيف يفسر هذا العالم أو يراه. * وفي أثناء هذا،ألا يتوجب التفريق بين حرية هادفة تبني وحرية ماسخة تهدم؟ - لا توجد حريتان،هناك حرية واحدة،الذين يحددون الحرية او يضعون لها حدوداً هم في الأخير ضد الحرية بمعناها الأجمل غير المحدود. * لكن الحرية المطلقة مفسدة مطلقة،كما الثابت في تجارب الإنسانية؟! - هذا غير صحيح،لم يكن هناك في أي يوم من الأيام حرية مطلقة.ليدعوا لنا هذه الحرية نجربها ثم،لينظروا ماذا سنعمل بها. * ومعايير الفن..متى برأيك يمكن القول أن هذا شعر منحط وذاك شعر جيد وراقٍ؟ - أنا مع الناس أن يكتبوا ما يريدون،ليكتبوا شعراً تافهاً وآخر جيدا.في الأخير الناس أحرار وحقهم في التعبير لا بد أن يتحقق في الكتابة وبالشكل الذي يريدونه.بعد ذلك من حق أي أحد أن يقول رأيه في هذا المنجز الشعري الجيد أو التافه.القول أو الحكم على هذا الشعر هو جزء من حرية التعبير. * ما هي دواعي تأليف كتابك الأخير "الخمر والنبيذ في الإسلام"..ما الذي هدفت إليه من كتابته؟ - الحقيقة أني كتبت وبحثت في قضايا كثيرة،في مجال التراث الإسلامي،لكن ما أثير كثيراً هو بحثي عن الخمر والنبيذ في الإسلام،وكنت أهدف منه إعادة قراءة الموروث الثقافي المتصل بالنبيذ والخمر وتفكيكه من منظور ثقافي،بتتبع مختلف وجهات النظر في الفكر الإسلامي،وإبراز التعدد في التراث العربي الإسلامي.وأن البعض يذهب إلى درجة التطرف في التحريم،والبعض يذهب إلى درجة التطرف أيضاً في التحليل،وأن المطلوب في هذه القضية وغيرها فتح باب النقاش واعتماد الحوار المنهجي القائم على الاعتراف بحق الآخر في التفكير وإبداء الرأي. * بفرض أنك تسلك "الشك المنهجي" في بحثك.. ما الذي خلصت إليه؟ - خلصت إلى أن المرجعية الفكرية الإسلامية في مختلف مراحل تطورها،شهدت تعدداً في وجهات النظر في النصوص الأساسية، سواء كانت النصوص التأصيلية (القرآن والسنة)،أو النصوص التأويلية أو التفسيرية (الاجتهادية) التي جاءت لاحقاً.وأن ما تم نشره واعتماده منها في حياة المجتمعات الإسلامية المعاصرة كان انتقائياً،خضع لظروف اجتماعية وسياسية محددة،ويمثل جانباً واحداً في مقابل تجاهل نصوص ونتاج فكري وثقافي آخر في نفس المرجعية،وتغييبه بل وإنكار صحته.
بحث ليس إلاَّ! * ولماذا برأيك لا يرى الكثيرون أي غاية لهذا الكتاب عدا التشكيك في تحريم الخمر؟ - لم أقصد التحريم أو التحليل.فأنا لست فقيهاً.ما قصدته إبراز الوجهات المختلفة بما فيها التي تم تغييبها طويلاً،بوصف هذا هدفاً تنويرياً،لأن التنوير كما أعتقد وأؤكد دائماً،يتأسس على التعدد الفكري،وحق الآخر في الوجود.وهذا الآخر،أحياناً قد لا يكون بعيداً عن الإسلام،بل وجهه الآخر.ومع هذا،فقيمة هذا البحث،وأي بحث،هو تحريكه للساكن الذهني وتحريضه على تجاوز الذهنية القطعية في التحريم والتحليل،والمتعارضة غالباً،إلى ابتكار حلولِ وأجوبة جديدة للمسائل المعاصرة. * لكنك تنحو باتجاه ألا وجود في القرآن والسنة لأي حد على شارب الخمر،وتميل لإظهار اتفاق المراجع الإسلامية على أن النبيذ حلال.كما تتحدث عن الموقفين الديني والطبي من التداوي بالخمر؟!! - نعم.. أوردت أنه لا يوجد نص في القرآن الكريم ولا الأحاديث النبوية،تؤكد أنه يلزم بإقامة حد أو عقوبة لشارب الخمر،وإنما هو اجتهاد من الصحابة والمفسرين فيما بعد،واعتبروا أنه «إذا شرب سكر وإذا سكر هذى وإذا هذى افترى وحد المفتري ثمانون»،وهو قول قاله علي بن أبي طالب لعمر بن الخطاب فأخذ به (رضي الله عنهما)،ولكنه يلزم لإقامة الحد على الشارب أن يهذي ثم يفتري،وهذا ليس بالضرورة أن يتم. فهي عقوبة وضعها الإنسان.وأنا لست ضد وجود عقوبة البتة أو على الإطلاق.ففي كثير من البلدان في العالم.يقيمون بعض العقوبات بحق من يشرب ويعمل إيذاء لجيرانه،أو للناس في الشارع،أو يرتكب حادث سير أو بعض المخالفات. فهذا طبيعي أن تكون هناك عقوبة في هذه المسائل.لكن أن يكون هناك تحريم مطلق وعقاب إطلاقي بدون مبرر..فهذا يطرح أو يثير الكثير من الأسئلة. * بصراحة أكثر..هل تميل لإيجاد علاقة من أي نوع بين الخمر والإبداع في الأدب العربي قبل الإسلام وبعده؟ - أعتقد أن الأدب العربي لم يتأثر كثيراً بالفكر الإسلامي إيجابياً.ففي صدر العصر الإسلامي كانت هناك مرحلة انتقالية،خَفُتَ فيها الأدب بشكل عام،الصوت الشعري المتميز أو الجارف.الإسلام كان له هدف محدد،رسالة معينة،والشعراء الذين كانوا يقفون إلى جانب الإسلام،كان يشجعهم ويقف معهم،وينشر أشعارهم ويشير النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بأسمائهم،كحسان بن ثابت،وغيره. لكن الشعراء الذين كانوا لا يحملون رسالة الإسلام كانوا مهمشين،والذين لهم رأي في الإسلام كانوا يحاربون أيضاً،مثل أي عقيدة ومثل أي أيديولوجيا،تريد الفنون وسيلة دعاية لخطابها الفكري بكل مفاهيمه ومنطلقاتها وثوابتها،وأي خروج عن هذا،يكون بدعة ضالة أو خيانة!!.ومع هذا،الشعر العربي الأصيل كان موجوداً أيضاً فيما يسمى "الجاهلي"،ثم جاء امتداده في العصرين الأموي ثم العباسي.خصباً في لغته وموضوعاته،رؤاه العامة. * إذاً،فأنت تذهب إلى إن الإبداع في الأدب العربي اقترن غالباً بتجليات نشوة الشراب والنبيذ؟ - أنا لم أقل مثل هذا الكلام بوجه عام،فهناك الكثير من المبدعين كانوا يكتبون الشعر ولم يتعاطوا الخمر.لكن هناك أيضاً في العصر الجاهلي وفي العصرين الأموي والعباسي،حقيقةً كان الشراب يقترن كثيراً بجلسات الشعراء والخلفاء أيضاً.وكانوا يتناقشون في هذه الجلسات حول ما هو محرم من الشراب وما هو محلل،في أثناء تعاطيه.وكان هناك الكثير من التأليفات حول أنواع الشراب وأنواع النبيذ،وما هو الذي يمكن أن يُنهى عنه،وما هو الذي كان يمكن شربه. * لكن النص في هذه المسألة صريح،الحديث النبوي الصحيح:"كل مسكر حرام" رواه البخاري،و"ما أسكر كثيره فقليله حرام" رواه النسائي..؟ - حتى هذا كان هناك خلاف في تفسيره،ما الذي يسكر،هل هو الكأس الذي تبدأ به أم الذي تنهي به الشراب؟ فكان هناك تأويلات كثيرة جداً.فكما قلت،القضية،في الأخير هو ما الذي يؤدي إلى الإضرار بالغير،فهو يحاسب عليه ومن ثم يعاقب عليه. * تقول:"المثقف أصبح كبش فداء،والكل يتسابق لتقديمه على المذبح"..هل تعتبر نفسك ضحية؟ - بل هي حالة عامة،ومازلت على هذا الرأي،فمثلاً،في مسألة تكفير المثقف وتقييد حريته في التعبير والكتابة وما شابه ذلك.دائماً السلطات والأحزاب السياسية الحاكمة والمعارضة أيضاً،لا تستطيع أن تتخذ موقفاً واضحاً من حرية الإبداع وحرية الثقافة.فهي تعمل وفقا لحسابات أخرى،سياسية واجتماعية،وتقوم للأسف بالتبرير لمواقفها المتخاذلة تجاه قمع المثقف،وفي الوقت الذي ترفع شعار حرية التعبير والإبداع،تريد أن تبرهن أنها متدينة.وفي الأخير يظل المثقف هنا كبش فداء لها!!.
هامشية المثقف * ما الذي يجعل المثقف العربي هامشياً اليوم من أحداث وقضايا مجتمعه وغائباً في حراك التغيير الاجتماعي؟ - يبدو لي أن المشكلة والأزمة الأساسية في هامشية الأديب أو الفنان وهو المعني بوصف المثقف هنا،هي عدم وجود رؤى للمؤسسات الرسمية الثقافية الحكومية في إعطاء الأديب أو الفنان حقه في أن يحظى إنجازه المعرفي والإبداعي بالرعاية وينشر على المستوى الذي يطمح إليه هذا الأديب أو الفنان، ويحظى أيضاً بالنقاش والسجال حوله،وبالتالي يظهر بصفته مهمشاً. * البعض يرى أن المثقف يسهم في هذه الهامشية بوصفه لم يعد مثقفا قدوة وفكراً وسلوكاً ونضالاً؟ - ربما أسهم بعض الأدباء والفنانين في تهميش وجودهم، البعض لنقل أنه ينحو في اتجاهات ورؤى عدمية.لا يرى أي جدوى من الحياة التي يعيش فيها،سواء السياسية أو الاجتماعية أو الثقافية،ويرى أن الأكثر مناسبة كما فعل عدد من الشعراء،أن يسكن في مقبرة مع الأموات،أو على أحد الأرصفة،أو ينزوي في بيته،ويقفل عليه الأبواب،ويكتفي بتعاطى القات، والسجائر،والاكتئاب الداخلي و.. * كيف تقرأ متغيرات علاقة المثقف العربي بالسلطة..سياسية أو دينية..إلى تصالح وربما تحالف أم إلى مزيد من التصادم؟ - دعنا أولاً نفسر مفهوم المثقف،لأن الثقافة صارت أحياناً جزءاً من بنيوية السلطة.وهناك مثقفون يقومون بالتبرير للسلطة وأعمالها.فهم جزء من عملية السلطة في كل العصور.لكن وعلى عكس هذا المثقف بمعناه العام الذي قد يكون مبرراً لسلوك السلطة وقمعها وممارساتها في المجتمع؛نجد المثقف الذي هو الأديب أو الفنان،ارتبط على مر التاريخ،بعلاقة تصادم مع السلطة. * ومازالوا حتى اليوم؟ - طبعاً مازالوا.هناك قلة صاروا يكتبون القصيدة الشعرية أو يرسمون اللوحة التشكيلية خدمةً للسلطة،أو التوجه أو الحزب السياسي،بشكل عام.أما الغالبية فهم في حالة تصادم مع السلطة،كونهم يرون أن السلطة هي دائماً تسلط،والتسلط هو عدم. * شغلت مناصب ثقافية حكومية رغم توجهاتك اليسارية..ألم يجعلك هذا تعايش التزامات "مثقف السلطة"؟ - لا لم أعش هذا،لأني مارست مهمات وظيفية ثقافية.فلم أكن في موقع قرار سياسي كامل،ولم أشعر أنني مثقف سلطة في يوم من الأيام. * على الأقل،بحكم الصفة الرسمية لموقعك الوظيفي هذا؟ - في موقعي كنت أفكر وأشعر أني أمارس وظيفة اجتماعية،أنني أخدم في المجال الثقافي كوظيفة اجتماعية.وأن هذه المهمة يستطيع المرء تأديتها إذا كانت تتناسب مع رؤاه في تقديم مناشط ثقافية،إدارة فعاليات ثقافية،لكنه يمكن أن يغادر هذا الموقع في أية لحظة،إذا لم ينسجم أو يراه مكملاً لشخصيته وتفكيره. * ما أسباب خلافك الكبير مع الشعراء من موقع نائب رئيس لجنة ملتقى صنعاء الثاني للشعراء العرب؟ - إذا عدنا إلى الملتقى،فإن أهميته كانت في حضور هذا الكم الهائل من الشعراء من كل الاتجاهات والمدارس الشعرية،وقد عملنا حينها لكي يلبي الملتقى طموح أكثر الاتجاهات الشعرية،سواء في مدارسها،أو في الأجيال المختلفة ثمانيين أو تسعينيين أو ما بعدهم.لكن هذا الكم من التعدد في الرؤى وفي الأجيال،كان لابد أن يخلق أموراً يختلف عليها أعضاء اللجنة التحضيرية للملتقى،فهم كانوا أيضاً يمثلون هذا التعدد.ولذلك فقد كنت جزءاً من خلاف،أعتقد أنه ظاهرة صحية. * لكن تردد استبعاد اللجنة لبعض الشعراء بسبب توجهاتهم السياسية وقصائدهم الناقدة للسلطة؟ - لم يكن عندنا مفهوم سياسي لتقييم الشعر،كنا نتعامل مع الجميع كشعراء،والدليل أن بعض الشعراء استغلوا هذا الملتقى، وألقوا قصائد سياسية صاخبة أثارت ضجة،وبرزوا عبر هذا المنبر،ولكنهم للأسف عادوا من جديد وقالوا إن الملتقى لم يلب طموحهم،وأنه استبعدهم.بينما نحن في الأخير لم نقم برقابة مسبقة لما سيلقونه،بالعكس قاموا وقرأوا ما يريدون من قصائد بكل حرية،وبالتالي إذا كان هناك من قام وانتقد قصائدهم،فهذا جزء من حرية الرأي والرأي الآخر. * ألا يؤكد هذا أن "السلطة" تشكل جانباً كبيراً من خلاف المثقفين مع السلطة؟ - السلطة تظل محور خلاف دائم. * لأن المثقفين يعتبرون أنهم جُرِّدُوا من سلطة قيادة المجتمع والتغيير فيه،الخ؟ - لا أعتقد بالشاعر البطل،أو الأديب المغير،أو الأديب الموقف والأدب الملتزم،فهذه مصطلحات ومفاهيم سقطت بسقوط ظروف ومراحل سياسية أوجدتها وكان الأديب فيها هو لسان حال الأمة،وقبلها بقرون لسان قبيلته وصوتها.الشعر الآن والشاعر لم تعد له وظائف وأدوار الأمس.الشاعر اليوم لن يستطيع شيئاً بإلقائه قصيدة في ظل الزحام السياسي وضجيجه الصاخب في الإعلام.ربما يكون الشعر حالياً هو التعبير الأمثل والأبهى على مكابدة الذات في زحمة المجتمع أو ضجيجه. * هل برأيك الأدب يؤمن عيشاً كريماً لمحترفه؟ - الحاصل على المستوى العربي بوجه عام،للأسف أن المؤسسات الحكومية والأهلية التي ينشئها المبدعون أنفسهم كاتحادات أو نوادي الأدباء،ينظرون إلى الأديب على أنه «شحات»،وإذا لم ينظروا إليه بهذا المستوى،فهو مرادف له.إذ لا يستطيع العيش من إنتاجه.وهذه المشكلة عربياً لا تتعلق بمجموعة من الأدباء فقط،إنما بأكبر الأدباء العرب أيضاً،مثلاً نجيب محفوظ إلى أن فاز بجائزة نوبل،كان يعيش ظروفاً مادية غير مريحة،وهو الأديب المشهور،الذي توزع كتبه على نطاق واسع،فما بالك بالأدباء الآخرين؟!!.
سيرة ذاتية -ولد سنة 1966م ونشأ بقرية «حُمَرَه»،محافظة تَعِز، حيث تلقى تعليمه الأولي. وحاز دبلوم أشعة من المعهد العالي للعلوم الصحية بصنعاء 1983م.لكنه انحاز لميوله الأدبية، فاشتغل في الصحافة الثقافية منذ 1985م. -عمل مشرفاً للأقسام الثقافية بعدد من الصحف اليمنية اليسارية (1990-2001م)،ومراسلاً لجريدة «الرياض» السعودية (1990-1997م)، وكاتباً مساهماً في مجلات:«الفيصل» السعودية،و«العربي» و«الفنون» الكويتيتين، وصحيفتي:«الحياة» و«القدس العربي» اللندنيتين. -انتخب عضواً في الهيئة الإدارية لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع صنعاء (مسئولاً مالياً) لدورتين انتخابيتين (1990-1997م)، ثم سكرتيراً إدارياً للأمانة العامة للاتحاد (1997-2001م)،فعضواً في المجلس التنفيذي للاتحاد (2001-2005م).وسكرتيراً لتحرير مجلة "الحكمة" الصادرة عن الاتحاد (1997-2005م). -عُين رئيساً للوحدة الإعلامية في المكتب التنفيذي للجنة «صنعاء عاصمة الثقافة العربية 2004م»، ومديراً لتحرير موقعها الإلكتروني «صنعاء 2004 نت»،ومشرفاً ثقافياً لصحيفة «المشكاة الثقافي» الإلكترونية (2004-2006م)،وعضواً في اللجنة التحضيرية لملتقى صنعاء الأول للشعراء الشباب العرب (إبريل 2004م)،ثم نائباً لرئيس اللجنة (إبريل 2006م). -صدرت له ثلاثة دواوين: نافذة للجسد (القاهرة 1987م)، ترميمات (صنعاء،طبعتان:1999/2004م)، يحدث في النسيان (صنعاء 2003م). ونشر أبحاثاً ودراسات عديدة،منها:«الحوار بين الأديان». وصدر له: «العفيف: زمن خارج السرب» 2003م، «الخمر والنبيذ في الإسلام» 2006م، «ثم قال» مختارات،إصدار خاص، صنعاء 2006م .
#علي_المقري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محمد حسين هيثم..غصة أخرى
-
لمناسبة الحديث عن الحوثية والإمامة في اليمن : من قرأ منكم مح
...
-
الشاعر اليمني علي المقري: أن تكتب فلابد أن تقدم برهانا على أ
...
-
اسمي (فاطمة) وأعرف ماذا يعني هذا الاسم لكم: حوار الثقافات في
...
-
......الجزيرة) والحاجة إلى صحيفة ممنوعة أو شبه)
-
آمنة النصيري في معرضها الجديد: جمر الألم يتهيأ للانقضاض
-
دس العسل في السم:(المطاوعة)..وحلم اسمه رياض الريس)
-
دروس خصوصية في الحرية
-
لنتضامن معه:حكم بالسجن 4 سنوات على مدون مصري وأهله يتبرأون م
...
-
في نظرتهم إلى الأخدام:هل اليمنيون عنصريون؟
-
هل سيوقع جلال طلباني حُكم إعدام صدام حسين؟
-
طاش ما طاش..وهج تنوير وحرية
-
ترميمات
المزيد.....
-
-حالة تدمير شامل-.. مشتبه به -يحوّل مركبته إلى سلاح- في محاو
...
-
الداخلية الإماراتية: القبض على الجناة في حادثة مقتل المواطن
...
-
مسؤول إسرائيلي لـCNN: نتنياهو يعقد مشاورات بشأن وقف إطلاق ال
...
-
مشاهد توثق قصف -حزب الله- الضخم لإسرائيل.. هجوم صاروخي غير م
...
-
مصر.. الإعلان عن حصيلة كبرى للمخالفات المرورية في يوم واحد
-
هنغاريا.. مسيرة ضد تصعيد النزاع بأوكرانيا
-
مصر والكويت يطالبان بالوقف الفوري للنار في غزة ولبنان
-
بوشكوف يستنكر تصريحات وزير خارجية فرنسا بشأن دعم باريس المطل
...
-
-التايمز-: الفساد المستشري في أوكرانيا يحول دون بناء تحصينات
...
-
القوات الروسية تلقي القبض على مرتزق بريطاني في كورسك (فيديو)
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|