طائر الخراب
يلعق سماء كوﭘيو
بجناحيه الشفافين المقيتين
الذين تخترقهما اشعة الشمس
إلا من عروق ناتئة زرقاء...
جثتي تحت
ـ تنتظر إختراق الضوء لجناحيه ـ
محمولةً على أصابعها
ـ تلك الاصابع التي طالما غمرتني بالازرق العارم ـ
يالغرابة المشهد !!!
جثتي والطائر
كلاهما في نفس الافق
بينما نعيق الطائر يأتي من المستقبل!
وبينما سماء كوﭘﯾو التي تحتضننا
تتكئ على سلم اللانهاية!!
وها أنا ابصر النائحين على جثتي
يبتكرون نواحاً مرّاً
بالرغم من انهم لا يرون جثتي ولا الجنازة!!!
ند اللوعة ينزُّ من النواح و يُغرق المشهد
أصرخُ فيهم كفى
لكن الصراخ ينبجسُ عن مرايا اسمعهم فيها يرددون
سماوات حزن المغني مؤطرةٌ بضياءٍ عتيقْ
عليها ينوح التمني ويندبه الليل صبحا غريقْ
المشهد يزدادُ غرابة
جثتي امامي بالرغم من إني فوقها!!
والطائر امامي بالرغم من إني تحته!!
وبالرغم من كل هذا إلا إني امتهن اعلى السماوات
حتى أني أشاهد السَّرافيم وهي تحوم حول العرش مسبحةً
( قدوسٌ قدوسٌ قدوسْ رب الجنود مجده ملءُ كُلّ الارض )
القدوس يأمر( فتنفجر ينابيع الغمر العظيم وتنفتح طاقات السماء)
سماء كوﭙﻴﻮ ترتكبُ بكاءها الاخير
ند اللوعة يغمر كل شيء
النائحون يتوقفون قليلا ليرددوا
( لا عاصم اليوم من امر الله )
كل شيء يغرق بند اللوعة
إلا جثتي التي تطفو
محمولةً على اصابعها
تلك الاصابع التي غادرتني قبل الموت
الغرابة تزداد!!
طائر الخراب بجناحيه الشفافين المقيتين وجثتي
كلاهما يقتربان!!
الطائر يقترب
جثني...
..الطائر..
......جثتي
ها أنا ذا بين جثتي والطائر
بالرغم من ان كليهما امامي!!!
مخالب الطائر تخترقني
لتمسك بالجثة
وكلانا نغادر
أصابعها تغادر
تنغمس في ند اللوعة
النائحون يتلاشون ببطء
يتلاشى نواحهم
بينما السَّرافيم تردد
( قد صدّقت الرؤيا )
أمجد السوّاد
كوﭙﻴﻮ ايلول 2002