لكي أتحاشى التقريرية المملة للقارئ بكتابة مشاهداتي الشخصية في العراق، استعنت بهوايتي القديمة بكتابة القصة، لعلي بذلك أستطيع أن أقول أكثر مع إضافة بعض الحس الإنساني والفني لهذا التقرير.
حمزة الجواهري
[email protected]
من 7 آب إلى 7 أيلول 2003
كان على أن أعود إلى البيت حيث الساعة قد قاربت على الثامنة مساءا وأنا مازلت في مكان بعيد من حيث أسكن، فالعاصمة تبدأ تغمض عينيها رويدا رويدا في هذا الوقت، حيث الساعة الحادية عشرة موعد منع التجول، لكن الصديق ذو اللسان الجارح الذي كنت معه أصر على أن أبيت عندهم قائلا
الوضع هذه الأيام أحسن عما كانت عليه الأمور قبل التاسع من نيسان، فلدينا الآن رواتب ونستطيع أن نقوم بواجب الضيافة على ما يرام، وتستطيع أن تتصل بأهلك وتبلغهم فالتلفونات تعمل، هل اتصلت بي من البيت هذا اليوم؟
فأجبت نعم بهزة من رأسي.
تذكرت ابنة عمي التي جاءت بالأمس بعد أن تسلمت راتبها لأول مرة بالدولار، فكان مائتي دولار أو يزيد، أيضا تحدث عن راتب يصل إلى خمسمائة دولار بعد صدور السلم الوظيفي. كانت قد اشترت بدلة من قطعتين، كوستم، لتريه لأختي. وقتها علقت على الأمر ممازحا
هل سنرمي العباءة "الملحة" من الآن فصاعدا؟
فأجابتني وهي تضحك، سنتذكر هذه الأيام وسنضحك كثيرا، ليس هذا فقط، فقد طلبت من صبحي زوجي أن يبيع البرازيلي التي يعمل عليها كسائق تكسي ويعود إلى الوظيفة من جديد، فلم تعد هذه المهنة مناسبة لنا، لقد أصبحنا،
وأكملت أنا، من أصحاب الدولارات، لم لا، "رحمة الله على أبوك يا بوش، الله يرحم من جانت النعال ثنينهن يسرة"
وأكملت هي "وحتى نعل اليسرة جانت حاصلة؟"
لم تكن إبنة عمي الوحيدة من أستلم الرواتب فجميع الموظفين يستلمون الرواتب وحتى الضباط والجنود الخارجين من الخدمة بعد حل الجيش، الكل لديه الآن راتب ما عدا العمال والفلاحين والتجار أو من هم أصلا لم يكونوا يعملوا لدى الحكومة.
ذهبنا إلى البيت، كان معنا أحد أقارب صديقي ووجدنا في البيت أحد أشقاء زوجته كان قد جاء إلى بغداد لقضاء حاجة له. كانت المائدة أكثر من بسيطة ويمكن أن يقال عنها عامرة، وأسمعه يقول لزوجته
إن ضيقنا من الخارج، فلا تدعيه يقول إننا جياع "طلعي شكو عدج"،
كنت سمعته، وقبل أن أعترض قال مازحا "قابل راح تاكلة كلة؟ لا تدير بال، حاسبين حسابنا، ولا تنسى إحنى من أصحاب الدولارات هسه.
طلق ناري أعقبه اثنين من بعيد، جعلت من أحمد شقيق مضيفتنا يعلق،
إن هذه الظاهرة موجودة لدينا وربما أكثر كثافة من بغداد، إنهم يجربون الأسلحة التي يشترونها
فسألت وما موقف الشرطة التي انتشرت في العاصمة وكل المدن؟
لا شأن لهم بذلك، قال عامر الصامت معظم الوقت، المسألة باتت معروفة لديهم وإن مازالوا قليلو الخبرة في الواقع الحالي، ولكن الأمور الأمنية تتحسن تدريجيا
فاعترضت أنا، أي تحسن هذا والعمليات التي يقوم بها أتباع صدام تزداد يوما بعد يوم؟
كان صديقي كمن ينتظر مثل هذا التعليق، فقال، الأمر يطول بحثه بما يتعلق بهؤلاء الأوغاد، أنتم والأمريكان تتحدثون عن حقوق الإنسان والديمقراطية وأنتم لم تعرفوا لا حقوق الإنسان ولا الديمقراطية
أنا في بيتك ولم أسلم من لسانك، قلت مدافعا عن جرم لم أقترفه ولم أتحدث سابقا معه عن هذه المواضيع، فمتى سيكون لي الآمان من لسانك الجارح هذا؟
قال دون أن يكترث لتعليقي، نعم، أنتم لم تعرفوا بعد إن الواقع الموضوعي هو الذي يملي شكل الممارسة الديمقراطية، والأمن الجماعي أهم من حق المجرم مهما كانت الأسباب. قل لي بالله عليك هل يستطيع أن يفهمني الفلاح الصيني وأنا أتحدث معه باللغة العربية؟ وهل أفهم منه شيء دون أن أتعلم اللغة التي يتكلم بها، ولهذا يقول الأولون ""كلم كل قوم بلغتهم""، إن هؤلاء الأوغاد ومنذ ما يزيد على نصف قرن وهم لا يعرفون غير لغة واحدة هي العنف والقسوة والهمجية بالتعامل، فكيف تريدون منهم أن يتكلموا بلغة حقوق الإنسان وهم لا يجدون بها صالحا للحديث غير ما يحميهم ويستغل المغفلين للتضامن معهم، فهم يقتلون ويحتمون بالنساء وحين يدخل الجندي أو الشرطي العراقي ليبحث عنهم، تولول النساء وتصرخ الأطفال ويكون المنظر مروعا لكاميرات الفضائيات العربية، وتظهر الأخبار إن الشرطة أو الجيش الأمريكي يروعون النساء والأطفال في حين هم يحمون مجرمين خطرين، وهم بذات الوقت يضحكون بسرهم من إنهم "زواج" مغفلين وإنهم استطاعوا أن يخدعوا الجميع. إن هؤلاء يا سيدي حين كانوا يريدون أن يأخذوا اعترافا من أحد فإنه يتعلق من رجله لمدة ثلاثة أو أربعة أيام متواصلة مع ضرب مستمر بالأسلاك المكهربة، وإن لن يعترف المرء فإن زوجته أو أخته العذراء ستكون ضيفا لديهم، فإما الاغتصاب أمام الرجل أو الاعتراف الكامل، وأحيانا تكون قد اغتصبت قبل أن تتم المساومة. هذه هي اللغة التي يفهمونها فقط ومن يتحدث لهم بلغة أخرى فهو الخاسر الأول. وأكمل،
أنا أعرفه حين يتكلم لم يصمت أبدا حتى يصيبه الإعياء ويصمت هو من ذات نفسه،
أنت تعرف لماذا أجتمع زعماء العشائر في المناطق الموالية لصدام وأصدروا بيانا يرفضون به القوات التركية أن تأتي بدل الأمريكان؟ لأن الأتراك يعرفون هذه اللغة، فأول ما سيقتل لهم جندي، سيطوقون المنطقة، ويمنعون مراسلي الصحف والمحطات التلفزيونية من الدخول بحجة الخوف عليهم وحمايتهم، ومن ثم يدخلون عليهم وهم يتحدثون بذات اللغة التي كان هم يتكلمون بها معنا وأنت تعرفها جيدا، وأزيدك من الشعر بيتا، إن زعمائهم أرسلوا وفدا بصورة سرية إلى مصر يطلبون منهم التوسط لدى الأتراك برفض الطلب الأمريكي، وقد فعلت مصر ذلك. إنهم جبناء وليسوا برجال على الإطلاق، ربما لا تعرف إنهم جميعا قد هربوا أول أيام سقوط النظام خوفا مما سيحدث لهم، فهم جميعا قد اقترفوا من الجرائم والتي عليها بدل الشاهد عشرة لكل جريمة إقترفوها
تدخلت أنا وقلت، إننا لسنا كهؤلاء الأوغاد ولا يمكن أن نمارس مثل هذه الممارسات، أما بشأن هروبهم فهذا طبيعي جدا أن يهربوا،
وأجاب نعم هو كذلك، ولكن الشيء الغير طبيعي هو أن يعود الآن كل من هرب من هؤلاء ليشاركوا بكل ما تسمع به من أعمال عنف ومقاومة تستهدف الناس أولا ومن ثم الأمريكان. الأمريكان هم الذين أدخلوهم من جديد دون أن يعلموا إنهم اقترفوا خطأ فادحا بل أخطاء بالتراخي عنهم ومعاملتهم معاملة إنسانية لا يستحقوها. هل تعرف إن الأمريكان يطلقون صراح الشخص بعد مدة ثمانية ساعات إذا لم تتوفر الأدلة الكاملة عليه؟ هل تعرف إن المجرمين الذي توفرت عليهم الأدلة ويحققون معهم لم يعترفوا لأنهم يعاملون بإنسانية مطلقة؟ أيا منهم لم يعترف عن أحد من جماعته، وأردف مؤكدا، لم يعترف أحد على الإطلاق. دعهم لي أنا، وسآتيك بصدام ذات نفسه بعد أسبوع واحد فقط
قلت ليس بهذه المبالغة، وأنت من تكون أنت؟ لكي تستطيع أن تفعل كل هذا؟
استمر يتحدث وكأني لم أعلق، نعم كلهم جبناء ولم يروا ما يجعلهم يعترفون عن جماعتهم ويقولون ما يجب أن يقال.
قلت، أنا أختلف معك يا صديقي على هذا الطرح، فالعنف لا يولد غير العنف
فأعترض علي قائلا إلا مع هؤلاء الجبناء، يجب أن تعرف ما عادوا إلا بعد أن أحسوا أن ليس هناك من سيسيء لهم، ولو كانوا قد سمعوا غير ذلك لما وجدت واحدا منهم قد عاد ليحارب. واستمر بالحديث، في العالم أجمع هناك ظروف استثنائية تمر بها الشعوب تعلن بها حتى الأحكام العرفية، وهذه الظروف ليست مرتبطة بدولة دون الأخرى ومنها أمريكا، ألم يعتقل الأمريكان كل اليابانيين إبان الحرب العالمية الثانية خوفا من أعمال عنف أو تجسس من قبل هؤلاء؟ ألم تأتي المكارثية في الولايات المتحدة أيام المد الشيوعي لتحد من انتشار تلك الأفكار في أمريكا، ألم يعود ريغان ويعيد للمكارثية أمجادها من جديد ويعلن إن لم تكونوا معنا فأنتم معادون؟ ألم تفعل الشيء نفسه بريطانيا حين أعلنت حضرا على كل أخبار الشنفين؟ ألم تعتقل منهم الكثير لمجرد الاشتباه وتحقق معهم بطريقة تستل ما بداخلهم من معلومات؟ ألم يحضر الألمان الحزب النازي ونشاطاته؟ ألم يعاقب الألماني الذي يقول هايل هتلر؟ كل الدول العربية لديها أحكام عرفية وتعيش تحتها، وبعضها منذ ما يزيد على عقدين من الزمان؟ أليس في الأردن أحكاما عرفية منذ العام تسعين ولحد الآن؟ وفي مصر منذ العام 91 ولحد الآن؟ لم كل هذه الدول مبرر لها وليس للعراق وهو لم يتمتع بعد حتى ولو بدولة دستورية، ومازال بلا نظام؟ إن ما نحن فيه أكثر من أزمة، بل إنفلات أمني، فلم لا يكون لدينا ما هو مشابه لكل العالم؟ نحن ليس لدينا نظام أصلا حتى نقول إن هذه الممارسات غير ديمقراطية، نحن نريد أن نقيم نظاما ديمقراطيا. نعم، هذه الأمور لا تصح لو كان هناك نظاما ديمقراطيا قويا مستقرا ويستند إلى قاعدة شعبية قوية، وهذا ما نأمل أن يكون، ولكن ليس لدينا الآن نظام أصلا، فكيف نفكر بحرية المجرم وحقوقه ونحن لم نزل بعد لم نسترجع حتى خمس حقوقنا؟! إنكم تفكرون بطريقة عجيبة جدا، أنا لا أزال لم أملك من حريتي شيئا وتريدون للمجرمين أن تكون لهم حرية وحقوق، اضمنوا لي حقوقي بالأمن على الأقل أولا ومن ثم فكروا بالمجرمين الذي كانوا يقتلونا ومازالوا طليقين ويقتلونا يوميا بل وكل لحظة ويجدون من يحميهم وأنا لم أجد حتى من يتعاطف معي وليس من يحميني؟ عن أية ديمقراطية تتحدثون وأنتم أنفسكم خائفون أن تقتلوا وشعوركم بالخوف يقض مضاجعكم؟ فكيف لا تجعلوهم يخافون فيرتدعون؟! عجبا أليس الردع من الأساليب الناجعة في كثير من الأحيان عند الأزمات؟ لماذا لا يصح هذا بأزمتنا؟! عجيب والله!!!!! ألم يقولوا إن الضرورات تبيح المحظورات؟ أم إن علينا أن ننسى تراثنا وتراث الإنسانية لأننا نريد أن نقيم نظاما ديمقراطيا؟ أليست الديمقراطية الأمريكية قامت بعد الحرب الأهلية هناك؟ أليس الديمقراطيات الأوربية قد قامت على أشلاء أنظمة قمعية وحروب أهلية وعالمية؟ لم الأمر يختلف عندنا؟ أنا لست من دعاة الحرب ولكن على الأقل الردع الحقيقي وليس لعبة "الحرامية والوحاحيش"؟ وأستمر يتكلم باستهزاء، يعتقلون المجرم وبعد ثماني ساعات إذا لم يعترف بشيء يطلقون صراحه!! يسمحون للفضائيات العربية أن تتواجد في كل مكان وتشوه الأخبار وتعكسها تماما وتحرض على العنف والطائفية والقتل وتروج للبعث وصدام، في حين العراق مازال لا يملك ولو فضائية واحدة لكي تظهر الحقيقة، نعم وجودهم ضروري لو إن لدينا وضعا مستقرا ولدينا من الوسائل الإعلامية ما نواجه به هؤلاء الأوغاد وهم من يملك الإمكانيات الهائلة. حين تكون ديمقراطية يستطيع الجميع أن يتحدثوا ولكن في هذه الحالة نجد المجرمون ومروجي الجريمة هم وحدهم من يستطيع أن يتكلم، أليس هذا بعيدا عن كل المفاهيم الديمقراطية والعدالة؟
كان خطابا ناريا وحماسيا جدا حتى إني لاحظت إن الزبد الأبيض بدا واضحا في شدقيه، أشفقت عليه وأحسست كم هو خائف من المستقبل وكم باستطاعته أن يتحدث عن الأوضاع الأمنية، وكمحاولة مني لتغيير الموضوع، طلبت منه شيئا من الثلج.
قلت له بعد أن عاد، كنت تردد أنتم والأمريكان في خطابك الناري هذا؟ فماذا تقصد بأنتم؟ ومن أكون لكي تقول لي أنتم؟
لم يكن بذلك الحماس الذي كان عليه قبل أن يذهب ليأتي بالثلج، فقال أنتم الذين عشتم في المهجر لسنين طويلة وتأثرتم بالنظم هناك، فلا أقصد واحدا معينا، وأنت طبعا لست منهم فأنت عشت معظم الفترة في دول عربية وليس دولا لها أنظمة ديمقراطية، ربما تكون قد شاهدتها خلال زياراتك ولكن ليس كمن عاشها. يا سيدي إن الظروف الموضوعية خلال مرحلة ما هي التي تحدد شكل السلوك السلطوي وتوفر الأدوات اللازمة لذلك، ولكن ليس الأدوات التي تنفع لمرحلة أخرى، فحين تذهب للحلاق سيأتي بالمقص والمشط ولم يأتيك بفرجال ومسطرة وأقلام رسم، فالأولى تنفع للحلاقة والثانية تنفع لرسم خريطة، وهكذا الأدوات بيد الأنظمة، فلكل حالة أدواتها، أحكاما عرفية حين تكون هناك أزمات تهدد أمن البلد، أليست أمريكا تعيش الآن حالة تأهب وإن لم تكن القصوى، وهذه لها مستلزماتها من أدوات مناسبة؟
إسرائيل وممارساتها وحماية العالم لها وبالخصوص أمريكا من خلال ازدواجية المعايير والدعم المادي والمعنوي، كل ذلك لأنها حسب رأيهم تعيش حالة استثنائية وإنها كما يدعون تواجه الإرهاب وهي البلد الديمقراطي الوحيد في الشرق الأوسط. لنفترض إن كل ذلك صحيح بالنسبة لإسرائيل، ألسنا نواجه الإرهاب بكل أنواعه؟ على الأقل إن لإسرائيل نظاما مستقرا من الناحية السياسية، أما نحن فماذا لدينا؟ كل ما هو لدينا إننا نريد أن نقيم نظام ديمقراطيا وإننا مازلنا تحت الاحتلال، فغدا لو أراد المحتل أن يخرج من البلد لأي سبب كان فإن حربا أهلية ربما ستنشأ وستأكل الأخضر واليابس
علقت أنا، حين تزج بإسرائيل في الموضوع، كأنك تريد أن تقول إن علينا أن نمارس الإرهاب لمعالجة الإرهاب كما تفعل إسرائيل، وهذا من غير الممكن إطلاقا
أنا لا أقصد هذا ولا ذاك، إنه مجرد مثال يتعلق بأصحاب الشأن في العراق، أقصد الأمريكان، فإما يفعلون ما يجب ويحمون الشعب وينهون ما يسمى بالمقاومة أو يعطونا أمر هؤلاء بأيدينا فنعرف كيف نتعامل معهم
تقصد أن نعاملهم كما عاملونا وبنفس الأسلوب الهمجي، فما الفرق إذا بيننا؟
أبدا، ليس بذات الأسلوب الهمجي ولكن بأسلوب حضاري ولكن بأحكام تتناسب ووضع البلد، وهذا ما يجب أن يعمل عليه المختصون بالشؤون الأمنية من مجلس حكم وقضاء وشرطة وربما يقتضي تشكيل مليشيات طوارئ من الأحزاب العراقية العربية والكردية تعمل فقط لإنهاء الفترة الانتقالية وتكبح جماح هذه الجماعات التي تزداد شراسة يوما بعد يوم ولم تجد من يردعها، أضف إلى ذلك الوهابيين والعرب المرتزقة الذين دخلوا العراق ليحاربوا جنبا إلى جنب مع هؤلاء الأوغاد باسم الشعب العراقي وهم يقتلون الشعب فقط ولا شأن لهم بأية جهة كانت. إن لم تكن هناك قوة طوارئ من العراقيين الذين لديهم خبرة في العمل العسكري، فلن يستطيع الأمريكان ولا الشرطة العراقية أن توقفهم، ألم تعرف إن الشرطة العراقية في المدن التي تنشط بها أعمال المقاومة هم أبناء عمومة وأخوة الذين يحملون السلاح والمسؤولين عن كل أعمل العنف في البلد؟ فكيف تتوقع من شرطي أن يمسك بأخيه أو ابن عمه؟ وإن لم يكن كذلك، فلو فعلها سيقتل في اليوم التالي. الأمر يجب أن تحله الأحزاب المؤتلفة في مجلس الحكم وتلك التي تؤيدهم والكثير من الناس المتطوعين.
يتبع