|
عام على الحرب وإسرائيل تترقب
برهوم جرايسي
الحوار المتمدن-العدد: 1984 - 2007 / 7 / 22 - 12:14
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
قد يكون رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، تنفس الصعداء في اليومين الأخيرين، بعد أن استمع إلى احتمال ان تضطر لجنة فحص مجريات الحرب على لبنان، لجنة فينوغراد، لتأجيل تقريرها النهائي لعدة أشهر أخرى، في حال اضطرت إلى استصدار رسائل إنذار لكل مسؤول عسكري وسياسي قد يتضرر من التقرير النهائي. فمن وجهة نظر أولمرت فإن هذا سيناريو يمنحه فرصة استقرار أخرى على رأس حكومته، قبل الهزة التي سيُحدثها التقرير النهائي للجنة، فأولمرت ليس على يقين من طبيعة توصيات هذا التقرير، ولكن الفرضية السائدة سيكون من الصعب عليه الاستمرار في منصبه، رئيسا للحكومة، رغم أن هناك من يشكك في هذا. ولهذا فإن أولمرت يراهن على إمكانية مواجهة هذا التقرير من خلال إثبات وجهة نظره، بأن إسرائيل "انتصرت في هذه الحرب"، وفي يوم الذكرى السنوية الأولى كان خطاب أولمرت يتركز في نقطة واحدة فقط، وهي "الانتصار" في الحرب، وهذا ما يثبته، كما يرى، الهدوء الذي يسود الحدود مع لبنان، وابتعاد عناصر حزب الله عن الحدود، وانتشار الجيش اللبناني والقوات الدولية على الحدود، وكلما مرت الأشهر، فإنّ هذا يعزز هذه الفكرة، من وجهة نظره. كذلك فإن "بورصة" التكهنات حول طبيعة التقرير النهائي تتضارب، فهنالك تقارير تصر على أن توصيات التقرير لن تسمح لأولمرت بالبقاء في منصبه، إلا أن لهجة الحذر تطغى على تقارير محللين آخرين، بدعوى ان التقرير المرحلي الذي صدر في نهاية شهر نيسان (ابريل) الماضي، يتطرق إلى قرار شن الحرب والأيام الخمسة الأولى للحرب، في حين أن التقرير النهائي سيتطرق إلى سير الحرب وشكل انتهائها، وفي النقطة الأخيرة، أي شكل انتهاء الحرب، هناك من يعتقد أن صيغة قرار مجلس الأمن الدولي 1701، ستكون نقطة ايجابية لصالح أولمرت، تخفف من وطأة النقاط الإشكالية الأخرى في التقرير. لقد مرت الذكرى السنوية الأولى للحرب على لبنان في إسرائيل بهدوء نسبي، وهذا يعود لسببين، أولهما أن ملف الحرب لم يسقط عن جدول الأعمال الإسرائيلي، على الصعيدين السياسي- العسكري والإعلامي، طيلة السنة الماضية، ولهذا لم يكن أي جديد لإثارته في هذه "المناسبة". أما السبب الثاني، فهو أن هذه الذكرى حلت وسط حالة الترقب الشديدة للتقرير النهائي للجنة فينوغراد، إذ كان قد ذكر سابقا أن موعد صدور هذا التقرير سيكون في نهاية الشهر الحالي، تموز (يوليو)، والآن يجري الحديث عن شهر تشرين الأول (أكتوبر) القادم، وفي حال اضطرت اللجنة لاستصدار إنذارات للمسؤولين الذين قد يتضررون من التقرير، لإفساح المجال لهم بالدفاع عن أنفسهم، فإن التقرير قد يصدر في العام المقبل. وإذا ما اعتمدنا تقارير صحافية، في القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي وغيرها، بأن أولمرت، وحتى وزير الحرب الجديد، إيهود باراك، معنيان بهذا التأجيل، ولكل أسبابه الخاصة، فعلى الأغلب ستكون هناك قوة محركة لإجبار اللجنة على استصدار هذه الإنذارات، وحتى بقرار من المحكمة العليا. إلا أن كل هذا ما هو إلا تأجيل للأزمة التي من المفترض ان تشهدها الحلبة السياسية في الأشهر القادمة، ويبقى السؤال الأقوى، ما هو حجم الأزمة وهل ستقود إلى انتخابات برلمانية مبكرة، أم أن "الحل السحري"، سيظهر كالعادة في الحلبة السياسية، كاستبدال رئيس الحكومة بشخصية أخرى من حزب "كديما" الحاكم، لإبعاد "شبح" الانتخابات المبكرة، التي ما تزال أكثرية كبيرة جدا في الكنيست الإسرائيلي ترفضها من منطلقات حزبية. ويقول المحلل السياسي البارز في صحيفة "هآرتس"، ألوف بن، إن "تأجيل نشر التقرير النهائي إلى العام القادم، سيبقي، على ما يبدو، أولمرت على كرسيه (رئاسة الحكومة)، فمن الصعب الاعتقاد بأن اللجنة ستدعو إلى استقالته بعد عام ونصف العام، أو عامين على انتهاء الحرب، فمن سيتذكر الحرب والفشل الذي كان فيها، وحتى وزير الأمن (الحرب) إيهود باراك، الذي هدد بانسحاب حزب "العمل" (الذي يرأسه) من الائتلاف الحاكم، مع ظهور التقرير النهائي، فإنه يستطيع الاستراحة الآن على مقعده (وزيرا) في حكومة أولمرت". ويضيف بن، "بعد أن اجتاز أولمرت بنجاح الانتقادات القاسية التي وجهت له في التقرير المرحلي للجنة فينوغراد، يطرح الآن مساعدوه سيناريوهات تفاؤلية، وهم يتوقعون أن ترضخ اللجنة للضغوط وتضطر لإرسال رسائل إنذار وتحذير، أو ما شابه، وحتى وإن امتنعت اللجنة عن هذا الإجراء، فلن يكون أي داع لقلق أولمرت"، بمعنى انه لن تكون توصية بمستوى طلب استقالته. ومن جهة أخرى، فإن إسرائيل تسعى في هذه الأيام إلى استعادة قوة الردع التي تضررت في الحرب، وهذا أمر يتم في عدة اتجاهات، أولها إعادة تنظيم الجيش في ظل وزير الحرب، رئيس الأركان الأسبق، إيهود باراك، ونائبه الجنرال احتياط متان فلنائي. أما الاتجاه الآخر، فهو إعادة ثقة الجمهور الإسرائيلي بجيشه، التي تراجعت بنسب كبيرة بعد الحرب على لبنان، فمثلا هناك من يعتقد أن كل الحديث عن استعداد إسرائيل للحرب القادمة، التي قد تقع في مواجهة سورية أو لبنان، أو كلاهما معا، مقصود منه طمأنة الجمهور بأن الجيش لم يتراجع، وما يزال على أهبة الاستعداد لمواجهة أي حرب أخرى. ولكن هذا لا يعني الجزم بأن المناورات والتدريبات التي يجريها الجيش الإسرائيلي في هضبة الجولان السورية المحتلة، هدفها فقط استعادة ثقة الجمهور، لأن خيار الحرب لم يسقط أبدا عن الأجندة الإسرائيلية منذ قيامها، كأحد المخارج لأزماتها الداخلية. وعودة إلى الوضع الداخلي في الحلبة السياسية، فعلى الرغم من حالة الترقب للتقرير النهائي، تجدر الإشارة إلى أنه لا توجد في إسرائيل اليوم أزمة حكم، بمعنى ان الحكومة الحالية برئاسة أولمرت لا تواجه خطر السقوط، على العكس، فهي تحظى بائتلاف متماسك يسيطر على ثلثي مقاعد الكنيست تقريبا، 78 نائبا من أصل 120 نائبا. وهذا يعود لطبيعة وتركيبة البرلمان الإسرائيلي، التي انتجتها الانتخابات البرلمانية، قبل 16 شهرا، وجرت في ظروف غير طبيعية، وأوصلت إلى الكنيست كتلا لا ضمان لها أن تعود إلى الكنيست ثانية، أو أنها لن تضمن الحفاظ على حجمها الحالي في أي انتخابات مبكرة أو عادية، وهذا هو السبب الذي يقف من وراء استنتاج انه لا توجد في الكنيست أكثرية معنية حقا بالتوجه إلى انتخابات مبكرة.
#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
معركة السبت في اسرائيل بين الديني والاقتصادي
-
محمود في حيفاه وعلى كرمله
-
أولمرت يدخل دائرة حسم مصيره
-
الشريك الفلسطيني والسياسة الإسرائيلية
-
إسرائيل: مجتمع مهاجرين متفكك
-
عودة براك: حالة الترقب وتحلل المعسكرات التقليدية في -العمل-
-
انقلاب حماس وحقيقة النوايا الإسرائيلية
-
عودة براك.. عودة الجنرالات
-
عمير بيرتس يخسر معركته في بيت العناكب
-
المناورة الإسرائيلية في الملف السوري
-
انتخابات -العمل- الإسرائيلي: أزمة قيادة وشلل سياسي
-
إيلان بابي نصير فوق العادة لحق العودة
-
قبضايات في غزة
-
مدن فلسطين الساحلية تعيش النكبة من جديد
-
فترة حاسمة لمصير -العمل- و-كديما-
-
دورة برلمانية إسرائيلية مصيرية
-
إسرائيل: عاصفة مع وقف التنفيذ
-
عام على حكومة أولمرت: حروب وفساد وثبات
-
ارتفاع قيمة الشيكل أمام الدولار يخلق جدلا اقتصاديا في إسرائي
...
-
فلسطينيو 48 مسيرة وتاريخ
المزيد.....
-
رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز
...
-
أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم
...
-
البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح
...
-
اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات -
...
-
الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال
...
-
أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع
...
-
شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل
...
-
-التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله
...
-
من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|