أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - مديح الاغتيال...هجوم التوريط















المزيد.....

مديح الاغتيال...هجوم التوريط


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 1984 - 2007 / 7 / 22 - 12:10
المحور: القضية الفلسطينية
    




"تنازلوا اكثر الى ان تصبح صورة المعتدلين صورة الخونة"
محمود درويش
حيفا
15/7/2007

منذ البدء سعى اعداء شعبنا الى صياغتنا على نمطين لا ثالث لهما بل وحرصوا ابدا على اعدام اي نموذج أخر بشتى السبل حتى لا يجد له طريقا للحياة, واراهم قد نجحوا الى حد بعيد, نمط جعلوه يعتقد ان بوابات الدنيا مفتوحة له وان انهار الجنة تجري تحت امرته وانه وحده المتفهم والحضاري والمقبول والايجابي والوقعي وهم يدركون جيدا ان كل مديح له من جانبهم انحسار لشعبيته بين جمهوره واهله ولقد فعلوا ذلك باتقان مع السيد محمود عباس نفسه ابان كان رئيسا للوزراء وقد صوروا للجمهور حينئذ انهم هم من ارادوه رئيسا للةزراء على خلاف رغبة الرئيس الراحل ياسر عرفات وقد كالوا له المديح تلو المديح في حينها وقد نشرت مقالا مطولا في حينها رداعلى دراسة معهد امريكي لصالح الاعلام الاسرئيلي في الصحف وواقع الانترنت باقشت فيها تلك التوصيات والتي في اهم ما بها كان ترك رئيس الوزراء عباس يخسر وحده امام شعبه وعدم تقديم مساعده حقيقية له ولقد ارسلت هذه الدراسة باليد الى السيد عباس نفسه مع اثنين من وزراءه باليد, وقد عادوا الى تكرار فعلتهم مع السيد عباس بعد انتخابه رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية دون ان يقدموا له اي عون الا مزيدا من القبلات امام عدسات المصورين, وبعيد انتخابات التشريعي اصبح محمود عباس بطلهم الاوحد ووجدت وسائل الاعلام مزيدا من المواد للحديث عن المساعدات المفرة للرئيس عباس واجهزته الامنية من السلاح الى التدريب الى الاموال الى اعلان ذلك عبر وسائل الاعلام دون ان يتحول شيء من ذلك الى حقيقة على الارض ووصل الامر بهم تسريب معلومات اخطر عن دايتون وخطته ان كانت موجودة اصلا, كل ذلك بهدف جعل صورة المعتدلين تبدو صورة الخونة على حد تعبير محمود درويش وخلق شق لا يندمل في الجسد الفلسطيني فهم يكيلون المديح لعباس بينما يقتلون بدم بارد كل بادرة للمقاومة بما في ذلك حتى فكرة المقاومة وما اغتيال غسان كنفاني وكمال ناصر وماجد ابوشرار وغيرهم الكثير الا اثبات حي على ان اسرائيل لا تريد للفلسطيني ان يملك فكرا ناضجا حيا يسعى للحياه وقد يكونوا بذلك يستلهمون حقيقة ان اثينا رمز الحكمة كانت دائما المنتصرة على اسبارطة رمز القوة.

اسرائيل وقبلها الولايات المتحدة لا تريد شريكا فلسطينيا او عربيا لان الحقيقة انها لا تريد فلسطينيا واحدا على الارض الفلسطينية وهي لذلك تسعى لتوريط معتدلينا حتى لا يصبحوا قادرين على صناعة انجاز او التفاوض معها وهي تبرر ذلك بانهم لا يحظون بالدعم الشعبي الكافي وغير قادرين على السيطرة على شارعهم فهم اذن ليسوا شركاء, وعلى الجميع ان يتذكر جيد كيف فعلت امريكا بحلفائها في العراق فهي لم تترك لهم فرصة ان ينتموا لجمهورهم منذ سعت الى احتضان اجتماعهم الى اقرار مبالغ للمساعدة لهم عبر قوانين تسن من الكونغرس وهي عادة لا تفعل ذلك مع حلفائها الحقيقيين الذين تريدهم قادة حقيقيين لشعوبهم.
الحالة الفلسطينية حالة فريدة من نوعها لسبب بسيط وهو ان المشروع المعادي مشروع فريد لا يشبهه احد على وجه الارض سوى المشروع الامريكي وهو تجربة ابادة شعب باسره واحلال شعب مكانه وبما ان تلك التجربة لم تعد ممكنة بنفس الطريقة القديمة ضد الهنود الحمر فان الافضل البحث عن سبل اخرى تتمثل في توريط المعتدلين بالمديح الكاذب وعدم تقديم اي عون لهم الى ان يحملوا صورة الخونة وتوريط المقاومين واغلاق الدنيا في وجوههم الى ان يحملوا صورة الارهابيين وخلق التعارض بين الطرفين وانتظتر جني الارباح.

اسرائيل بذلك تجني كل الارباح الممكنة فمن يحمل شعار المقاومة سيجد نفسه رغما عن انفه مضطرا الى اللجوء اكثر فاكثر الى العنق ردا على عنفهم وعادة ما يلجأ الضعيف الى وسائل عنيفة اكثر بدائية لمقاومة الحداثة المطلقة عند اعداءه وهو بهذا يستخدم ليصور عند العالم المتحضر الذي لا يعرف اليوم سوى التكنولوجيا وسيلة حتى بالحرب على انه همجي بدائي وبالتالي ارعابي يجب محاربته من الجميع.

معتدلين لا ثمن حقيقي لاعتدالهم سوى الاساءة لهم ومحاربين مغلقة كل ابواب الدنيا في وجوههم والاخطر من ذلك ان يتم خلق التعارض هذا داخليا ولقد نجحت اسرائل جيدا في ذلك بتسريب اخبار دايتون هذا ان كانت حقيقة الى حماس لدفعها الى اتخاذ ما اتخذت من اجراءات, والا كيف يمكن تفسير تسريب خطط على هذه الدرجه من الاهمية الامنية الى وسائل الاعلام وتكرار الحديث عن دعم وتاهيل الاجهزة الامنية دون ان يحدث شيء من هذا واذا كان ذلك حقيقة الم تكتشف حماس زيف ما سرب لها من انباء من خلال نتيجة المعركة الهزيلة في غزة فهي لم تجد لا تدريبا ولا تسليحا ولا خططا فكل الاجهزة الامنية في غزة لم تصمد ولا لساعات امام هجوم حماس وانهارت بكل بساطة هذا يؤكد كليا عكس ما روجت له امريكا واسرائيل في سعيها لتصوير الاجهزة الامنية الفلسطينية على انها اجهزة مؤلمرة صد حماس وحكومتها, ولن يكون غريبا لو ان محققا محايدا اتيحت له الفرصة للتحقيق بالحكايات عن محاولات اغتيال الرئيس عباس وغيره انها ايضا سيناريوهات اعدوها هم وكشفوها هم للاسراع في تحقيق اهدافهم بتدمير الجسد الفلسطيني.

المطلوب اليوم وفورا مكاشفة وطنية تفضي الى مصالحة تؤسس لتوافق وطني على قاعدة المصلحة الوطنية العليا واذا لم يفعلوا ذلك في رام الله وغزة فلنقرا معا منذ اليوم الفتحة على ارضنا وقضيتنا وشعبنا وللتذكير فقط هل من يتنبه اليوم الى مايجري من اعادة بعض المستوطنات التي ازيلت في الضفة الغربية ومنها مستوطنة حومش قرب جنين, هل هناك من يتنبه اليوم للجدران الشائكة التي تقطع اوصال الضفة الغربية الى كانتونات, هل هناك ذكر لكارثة التهويد المتسارعة في القدس, وهل هناك حتى ادنى اهتمام لعمليات القتل والاعتقال والجرائم التي يمارسها الاحتلال في غزة والضفة معا وكل منا يغمض عينية كان الامر لا يعنيه, ان المصلحة الوطنية العليا تقتضي مواجهة الحقيقة المرة وان يدرك الرئيس عباس اي نوع من الجرائم تحاك ضده وضد نهجه وكذا ان تفعل حماس ونهجها فلا بديل ابدا عن ان يجلس الطرفان اولا معا موحدين اعتذارهم للشعب لا على ما افترفوه او لم يقترفوه بل على عدم قدرتهم على اكتشاف الجريمة التي تحاك ضدهم وضد شعبهم دون ان يتنبهوا لها.

الاعداء لا يريدون ان يكون بين الفلسطينيين مقاوما معتدلا ومقاوما متشددا ولا يريدون كذلك نهجا وسطيا عاقلا بل يريدون للفلسطيني ان يكون فقط على احدى صورتين فاما صورة الخائن المعزول عن شعبه او صورة الارهابي المحارب من كل العالم.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعيدوا لنا أبناءنا
- أم قيس...قرية حدودها السناء
- عصرنة التأصيل في مواجهة تحديات التحديث
- البشرية مقابل حفنة لصوص
- المقاومة والجبهة المفككة
- عالم بلا حب
- أو شرعنة الاحتلال
- اتهام علني
- مأزق ومليار حل غائب
- اقرب السماء...اعمق الارض
- وعي الفعل
- فلسطين تحت الاحتلال
- حجارة الموقد الفلسطيني
- حكومة القرف الوطني
- الفلسطينيون...الخبز او القضية
- حدود الاسلام ... حدود الله
- المطلوب حكم لا حكومة
- الطريق الى المنسي...عود على بدء
- الايمان...مفاعل المقهورين النووي
- التربية المدنية..جتمعة المعرفة والفعل


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - مديح الاغتيال...هجوم التوريط