أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - هل تصبح أوروبا مسلمة؟














المزيد.....

هل تصبح أوروبا مسلمة؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1983 - 2007 / 7 / 21 - 08:41
المحور: كتابات ساخرة
    


يطلع علينا بعض الدعاة، من يوم لآخر، بتصورات جديدة يسوقونها أمام اليتامى والبؤساء والمساكين وأبناء السبيل، ممن تقطعت بهم السبل أمام شاشات البترودولار. وآخر مستجداتهم التي يروونها ويخدعون بها الرأي العام، في هذه الأيام، أن الإسلام هو واحد من أسرع الأديان انتشاراً في العالم، وهو الدين الذي يستحوذ على قلوب وأفئدة الملايين من الهواة الجدد يومياً. وأنه بعد غزوتي نيويورك وواشنطون جرى إقبال شديد، ولا مثيل، على دراسة الدين الإسلامي والدخول فيه أفواجاً وأفواج. وإذا استمر الحال على ما هو عليه، بمشيئة الله تعالى ونصره، فإن أوروبا ستتحول إلى قارة مسلمة في غضون المائة عام القادمة. ولا أجد تفسيراً لهذا الفرح والشعور بالخيلاء، سوى حب هؤلاء الناس لمآسي والنكبات، والتشفي بالناس، وإلحاق الأذى بهم بأية طريقة. وطبعاً لا يوجد هناك إحصاءات ودراسات متخصصة ودقيقة تدعم هذا الكلام على الإطلاق وإنه كالعادة محض كلام فارغ، وهراء، وإطلاق له على عواهنه، ودون أية مسؤولية أو حساب.

وللحقيقة، فقط، فإن الإسلام يحتل الدين الثالث وربما الرابع في العالم بعد البوذية والمسيحية. وإنه، وإذا كان هناك ثمة تحول وانتقال كما يشاع، وهو أمر وارد ومبرر على أية حال، إذا ما نظر للأمر في سياق رغبة النفس الإنسانية في التجريب والتطور والارتقاء. وفي هذه الحالة، ومن خلال متابعة شخصية وأرقام إحصائية، فإن البوذية، نعم البوذية، وليس سواها، هي ما تستهوي الكثير من الأوروبيين الراغبين في التحول لديانات أخرى نظراً لما في تعاليمها من هدوء، وطمأنينة، وتبصر واستقرار، وسلام تبعثه في نفس الإنسان.

وفي الوقت نفسه إنه لمن المستحيل أن تتغير الهوية الثقافية، والفكرية، والعقل الجمعي العام للأمم والشعوب، بهذه البساطة والسهولة، وتلك السرعة، وترمي تراثها وتاريخها في القمامات، وكما يتخيلها هؤلاء. كما أنه في كل الأمم والشعوب هناك محافظون وليبراليون ولا دينيون وملحدون، وستكون هناك مقاومة عنيفة لمحاولة فرض أية أيديولوجيات أو تغيير للبنيوية الفكرية للناس. وللتذكير فإن تلك الشعوب الحية والمتنورة ليست مجرد قطعان مستسلمة تساق بعصا واحدة، ولا تمشي معها ثقافة السيف وقطع الرقاب. كما أن تقبل أية أيديولوجيات جديدة يحتاج إلى عملية معقدة جداً من الترغيب المصحوب بالاقتناع الطوعي، لذا فأن تلك النظرة التوتاليتارية تنطوي على كثير من سوء التقدير والمبالغة والتهيؤات التي تفتقر للواقعية والعقلانية.

وكثيراً ما تطالعك الصحف والأخبار في محميات النفط الأمريكية، بأخبار عن اعتناق الإسلام من قبل مجموعة من العمالة الوافدة الرخيصة "المنتوفة"، وغير المؤهلة، لا تقنياً وعلمياً، من بؤساء وفقراء النيبال والتيبيت والفيليبين والهند والباتان. وهذه الأخبار ليست كاذبة، البتة، برغم مما تنطوي عليه من حالة دعوية ظاهرة. ولا يملك المرء إزاء هكذا أخبار سوى القول: "اللي فينا مكفينا، ومو ناقصين تعساء وبلاوي زرقا"، ومصائب وهمّ على القلب على الإطلاق.

وبالطبع ستصبح أوروبا، (يذهب بعض المتفائلين إلى أبعد من ذلك حين يسحب هذا الأمر على أمريكا)، داراً للخلافة والإيمان حيث ستندلع حروب الردة والطوائف والعشائر والمذاهب والإثنيات، وسيسود الجهل والأمية والتخلف الفساد، وتفرض الجزيات والخوات والأتاوات، وتكثر الرشاوي، وتنتهك القوانين، وتعج القصور بالجواري والسبايا والغلمان، ويستوطن القمع، ويشرّع الاقتتال والاحتراب، وتنهب الثروات، وتذل الشعوب، وتفقر الناس، وتعمم الكراهية وتنبعث الأحقاد والثارات والعداوات، ويتسلبط العسس والجهلة والجنرالات، وينتشر تكميم الأفواه، وتحكم الشعوب بالديكتاتوريات المخلدة والمؤبدة بقوانين الطوارئ وقبضات الحديد والنار، ويعم الظلام، ويرتفع سعر بول البعير في البلاد، وتصبح الأوطان لعنة وعنواناً للنحس والشؤم والسواد، ويقل الإنتاج، وتنعدم المبادرات ويحتقر الإبداع، وتجرّم الفلسفة، ويستشري الدجل و الخرافات والشعوذات والهلوسات. ولذا فإن بقاء أوروبا ديمقراطية علمانية ليبرالية وبعيدة عن أي صبغة أو طابع ديني، هو الملاذ والملجأ والضمانة لكل الأحرار والشرفاء المناضلين، وبما فيه أيضاً، أحبتنا الظلاميين.

وشخصياً، سأشعر بسعادة غامرة فيما لو تحققت نبوءات مشائخ الفضائيات والدعاة، هذه بالذات، ليس حباً بالتشفي وتمني سوء الفال والطالع وكرهاً بالناس، ولا سمح الله، ولكن لأرى إلى أين سيذهب ويفر، هذه المرة، هؤلاء الدعاة ومن سيستقبل بعد الآن أمراء الجماعات الخارجين عن القانون والمطاردين، والناجين من جحيم البطش والتنكيل والقهر والعذاب؟ وإلى أين سيلجئون من سعير الفقر والجهل والقهر والقراقوشية والظلم والاستعباد بعد أن تصبح دول أوروبا، كنظيراتها الإسلاميات، موئلاً مطلقاً للديكتاتورية والاستبداد، ومعقلاً للقمع والاضطهاد، وملعباً يتسيد فيه الجهلة والسحرة وقطاع الطرقات، ومرتعاً يسرح ويمرح فيه اللصوص، والقتلة، والمافيات؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتنبي وأمراء الجهاد الإسلامي
- أطباء بحدود
- حوار نضال نعيسة مع جريدة العرب اليوم الأردنية
- مافيات المعارضة السورية -2
- مافيات المعارضة السورية
- هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟
- العرب والمسلمون والحضارة-فوبيا
- معرض السيارات باللاذقية: شم ولا - تدوق-
- لماذا لا يتشبهون بالكفار؟
- شكراً حماس
- الحلاق الليبرالجي
- العلوية ليست سبة أيها النابلسي!!!!
- ولازالت النكسات عامرة بدياركم
- ما هي جريمة القرآنيين؟
- لو كنت قاضياً!!!
- عُلماء الأمّة
- د. أحمد العبادي: وفضائح الديمقراطية العربية
- نهاية عصر الدجل القومي
- لماذا يستهدفوننا؟
- أمة إرضع !!!


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - هل تصبح أوروبا مسلمة؟