أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مجدي جورج - هل يعيد التاريخ نفسه؟














المزيد.....

هل يعيد التاريخ نفسه؟


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 1983 - 2007 / 7 / 21 - 08:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


في هذه الأيام منذ حوالي ستين عاما مضت وبالتحديد في الشهور الأولى من عام 1947 أيام حكم وزارة النقراشي باشا بدأت حركة اضرابات عمالية كثيرة في كثير من المصانع والشركات وتصاعدت هذه الاضرابات وتزايدت وانتشرت انتشار النار في الهشيم من المحلة الكبرى إلى الإسكندرية إلى شبرا الخيمة الى ورش السكك الحديدية ببولاق والمنيا وطنطا وحتى ممرضي وممرضات القصر العيني اضربوا واعتصموا بالمستشفى وقدر عدد المضربين عن العمل بعشرات الآلاف في أحيان كثيرة مما جعل الحكومة تلجأ إلى البوليس والجيش لفك اعتصام هؤلاء العمال الذى اعتصم البعض منهم بمصانعه وأرسلت القوات المسلحة عدد من العربات المصفحة لاحتلال المصانع في الإسكندرية كما يذكر لنا ذلك كتاب طارق البشرى "الحركة السياسية في مصر" ولم يكن العمال هم فقط الذين تظاهروا واضربوا في هذه الفترة ولكن هذه الاضرابات شملت موظفي الحكومة من معلمين وموظفو بريد وغيرهم حتى كانت الطامة الكبرى وهى إضراب رجال البوليس في 15 أكتوبر 1947.
وفى سنة 1950 وقع أيضا 49 إضراب عمالي ولكن الجديد في الأمر انه فى عام 1951 نمت حركة جديدة هي حركة تمرد الفلاحين على أوضاعهم السيئة فقد شكوا مر الشكوى بسبب زيادة الإيجارات ولكن لا مجيب لشكواهم مما اضطرهم إلى التجمهر حول قصور بعض كبار الملاك كما حدث مع عائلة البدراوى فى بهوت وفى أماكن أخرى وقد تدخل البوليس لحماية كبار الملاك فقتل الكثير من الفلاحين.
والسبب فى كل هذه الاضرابات والاضطرابات هي محاولة المضربين تحسين أحوالهم المعيشية وزيادة رواتبهم والحصول على بعض حقوقهم المهدرة في مجتمع كان يعانى من ملك فاسد وحكومة أقلية تحكم بالحديد والنار واحتلال جاثم على ارض الوطن كل هذه الأطراف عملت على بقاء الوضع على ماهو عليه ومحاربة اى تطلعات لتغييرات اجتماعية وسياسية تطيح بكبار الرأسماليين وكبار ملاك الاراضى الحريصين على بقاء الأوضاع كما هي .
في نفس هذه الفترة أيضا اضطربت الحياة الحزبية والسياسية و تم تحجيم وأبعاد حزب الأغلبية الوفد ونشطت أحزاب الأقلية والسراي وكذلك نشطت جماعة الأخوان المسلمون بتشجيع من الملك وأحزاب الأقلية الحاكمة وقويت شوكتها وقوى جهازها السري الذي قام بمجموعة من الاغتيالات والتفجيرات مما أدى إلى تخوف السراي والحكومة من قوة الأخوان المتزايدة وهذا أدى إلى إصدار قرار بحل جماعة الأخوان وقد ردت الجماعة على هذا القرار بان قام احد أعضاء الجهاز السري باغتيال النقراشي رئيس الوزراء وردا على ذلك تم تدبير اغتيال الأمام حسن البنا مرشد الأخوان فى هذا الوقت.
والآن إذا القينا نظرة على أوضاعنا الحالية بعد مرور ستين عاما وبعد زوال الملكية والاحتلال وبعد القضاء على مجتمع النصف في المائة الذي صدعونا بالكلام عن مساوئه نجد الاتى:
_ العمال أحوالهم تتدهور باستمرار فدخولهم غير كافية لمواجهة تكاليف المعيشة والخصخصة قد أدت إلى تشريد اغلبهم ولذا وجدناهم يثورون على أوضاعهم ووجدنا الاضرابات والاعتصامات تتوالى هذا العام وتنتشر في كل تجمع عمالي من كفر الدوار إلى المحلة والإسكندرية وغيرها وإذا كانت الدولة بسياسة الترغيب والترهيب قد نجحت في علاج هذا الأمر فانا أظن انه علاج بالمسكنات التي لا تنفع إلا لفترة قصيرة.
_ الفلاحون أوضاعهم الآن تتدهور بشدة وأصبحنا نسمع عن معاناتهم ومظاهراتهم في قرى الدقهلية بسبب عدم قدرتهم على تناول كوب ماء نظيف لاختلاط مياه الشرب بمياه المجارى وهذا أدى انتشار العديد من الإمراض بصورة وبائية كالالتهاب الكبدي والفشل الكلوي وهذا الوضع غير قاصر على القليوبية فقط ولكنه منتشر في معظم قرى الجمهورية ولم يقتصر الأمر على مشكلة مياه الشرب بل تعداه إلى مياه الري في بلد النيل والسد العالي ففلاحي قرية ابوصير الملق والقرى المجاورة لها ببني سويف تجمعوا بالمئات احتجاجا على نقص مياه الري الذي أدى إلى تلف المحاصيل الزراعية "كما جاء بجريدة المصري اليوم " فإذا كانت قرى محافظة بنى سويف فى صعيد مصر القريبة من أسوان والسد العالي تعانى من نقص مياه الري فمبالك بقرى محافظات شمال الدلتا ؟
_جميع الفئات تعانى الآن في مصر لكن لا تنتظروا الآن أن يقوم ضباط البوليس بالإضراب كما حدث منذ ستين عاما فالنظام الحالي أدرك قواعد اللعبة وعرف من أين تؤكل الكتف ولذا فقد أغدق بالمرتبات والمكافآت على رجال حمايته وتعضيده وأولهم رجال الشرطة الذي يحصل اقل جندي منهم على مرتب لا يحلم به خريج الجامعة.
_ الفساد الذي كنا نعيبه على فترة ما قبل الثورة لم يصل أبدا إلى ما وصلنا له الآن حيث لم يعد يكتفي بالوصول للركب كما صرح زكريا عزمي في مجلس الشعب بل وصل للهامات خصوصا هامات الكبار وقد أشارت بعض التقارير إلى انه هناك قضية فساد كل دقيقتين في مصر كذلك أشار تقرير البنك الدولي الأخير إلى أن مصر تحتل المركز الحادي عشر في مؤشر الفساد على مستوى العالم .
_المشهد السياسي والحزبي الآن يتشابه أيضا مع ما حدث منذ ستين عاما فقد تم تحييد وتدجين الأحزاب الهامة وتم تلميع وتقريب بعض أحزاب الديكور مثلما حدث سابقا مع أحزاب الأقلية وكذلك فان جماعة الأخوان المسلمون تزايد نشاطها وقويت شوكتها بسماح من الدولة وأصبح لها ميليشيات شبه عسكرية وأخيرا انتبهت الدولة لخطرها ولكنها لا تستطيع فعل ما فعلته حكومة الأقلية والسراي باغتيال المرشد أو حتى تفعيل القانون الذي حظر هذه الجماعة منذ الخمسينات ولكنها تحاول تحجيم ولجم الأخوان من خلال الإطاحة بالرؤؤس الكبيرة في الجماعة بالاعتقالات وتقييد حرية السفر والحركة كما فعلت مع خيرت الشاطر وعصام العريان وغيرهم.
كان الحل لهذا الوضع المضطرب قديما من خلال ثورة أطاحت بكل الرموز القديمة ونجحت في تحقيق بعض الأهداف السياسية والاجتماعية والاقتصادية ولكن هذا كان فى زمن انقلابات وثورات والآن لا نعلم من أين سيأتىالحل لأوضاعنا المزرية الحالية ؟
مجدي جورج



#مجدي_جورج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضاء يحكم لموسى مصطفى موسى رئيسا لحزب الغد بديلا لأيمن نور
- إلغاء إجازة الجمعة العظيمة بلبنان تهميش اضافى لمسيحيي لبنان
- محمد عمارة بئر الأكاذيب والافتراءات الذي لا ينضب(2
- محمد عمارة بئر الأكاذيب والافتراءات الذي لا ينضب
- جمهورية غازاستان على حدود مصر الشرقية فماذا نحن فاعلون ؟
- صفقة اليمامة واللي اختشوا ماتوا
- حرية العقيدة من مصر إلى الجزائر
- السكوت ممنوع-لا تخف بل تكلم ولا تسكت -
- يا أقباط العالم انتفضوا
- تصرفات الأمن و إحكام القضاء من العديسات إلى بمها
- أبونا عبد المسيح البسيط ودور الكنيسة وأشياء أخرى
- أنى اخجل
- استبعاد المستبعد وتهميش المهمش
- اعتصام بدو سيناء
- الأمن هو أساس البلاء فى الأحداث الطائفية
- ديرمواس كانت واصبحت
- الانتخابات الرئاسية الفرنسية وتحريض قناة الجزيرة القطرية
- رجب طيب اردوغان وتقويض أسس العلمانية في تركيا
- كوريا الشمالية وإيران وسياسة العصا والجزرة
- هل فعلا الشيوعيين وراء الاضرابات العمالية التي وقعت وتقع في ...


المزيد.....




- أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم ...
- الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
- تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
- بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م ...
- موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو ...
- بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا ...
- شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ ...
- بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت ...
- بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مجدي جورج - هل يعيد التاريخ نفسه؟