|
هل نحن قوم نقدس الكراهيه والقتل؟ الجزءالرابع
ب. عيدان
الحوار المتمدن-العدد: 1983 - 2007 / 7 / 21 - 03:29
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
عندما ينقشع الظلام... لعل غياب الشمس وغزاره الامطار فى صيف السويد دفعنى الى التوجه الى السينما فى عطله نهايه الاسبوع....ورغم حبى وترددى اليه بين حين واخر لاطلع على احدث ماوصلت له عالم السينما ...ويبدو انى لم افلح فى التهرب من الجو الممطر بشكل مستمر..حيث لم اجد فلما يشبع فضولى وشوقى فى صالات العرض وذلك بسبب الاجازه الصيفيه وتغلب نوع معين من الافلام والتى يحبها الاطفال...وافلام الهوليود المثيره والتى تمتاز بطابع تاريخى واكشن وغيرها... حملت ادراجى الى البيت لايجاد منفذ اخرلتلبيه الرغبه فى معرفه الجديد الى ان فوجئت باقتراح من ابنتى الكبرى لمشاهده فلم مفيد وقوي فى طرحه شاهدته مع صديقاتها ونالت اعجابهم...عملت بكلامها وذهبنا لاستعاره الفلم من دكان قريب من البيت ...وجلست مع العائله. كان عنوان الفلم "عندما ينقشع الظلام" الذى سميت عنوان مقالتى هذه...لايمانى بجمال واثاره العنوان...رغم ان محتوى مقالتى هواستمرار لنفس الموضوع السابق (هل نحن قوم نقدس....الخ) ولكن لحرصى على عدم التكرار الذى قد يقع المقال فى فخ الاهمال من قبل القراء... الفلم باختصار عند مشاهدته يحسسك بالاهتزاز والرعشه من الخوف والظلم وبشاعه المعتقدات والكيفيه التى يتم معالجه المشاكل فيه...حيث لقوه اللقطات كنت احس بالرغبه فى الهرب من امام شاشه التلفاز الى مكان اخر...ولكن لتشوقى لمواصله احداث الفلم اجبرت نفسى على الصمود الى النهايه. لكى لاافسد عليكم التمتع فى مشاهده الفلم... ساتناول الحديث عن اجزاء قصيره فى الفلم ...اذن فهو يتحدث عن ثلاث مشاكل منفصله فى ان واحد... - المشكله الاولى يتحدث عن وقوع شقيقتين فى عائله مهاجره من اصول شرقيه تتعرضان الى مشكل بما يشبه الكابوس الذى لاينتهى عندما يتهمن بالوقوف ضد اراده وتقاليد العائله..والذى يكلف فقدان حياه احداهن ولجوء الثانيه الى مركز الشرطه لطلب المساعده بعد الجريمه وكونها شاهدا وراافضا وحيدا لتلك الجريمه البشعه لقتل الشقيقه الكبرى. -المشكله الثانيه تتحدث عن حياه امراه سويديه ناجحه وصحفيه حائزه على اعلى جائزه للصحافه...والتى تضطراخيرا وبعد عشر سنوات من التعرض للعنف فى البوح الى الشرطه لتشتكى زوجها لسوء المعامله والعنف الجسدى...تفاجئ بان اول من يعارضها هم زملائها فى العمل خوفا على سمعه ومكان الجهه الاعلاميه التى تنتمى اليها. - المشكله الثالثه تتحدث عن تعرض مدير مطعم كبير للتهديد المستمر بالقتل لمساندته احد حراس المطعم والذى بدوره يتعرض الى الاصابه بالرصاص بساقه لرفضه بدخول ثلاث شبان من النوع المشاكس الى المطعم. كل المشاكل المذكوره اعلاه تتحدث عن نفس الصفات...وتنتهى بنتيجه واحده..الا وهى ان التستر والخوف على المشكل وا خفاء خيوط الجريمه لايحسن حلها بل يزيد من تعقيدها وفى فى بعض الاحيان تكلف حياه الشخص. ان الذى يهمنى ويثير انتباهى هو المشكل الاول والثانى...كونه يتحدث عن مظالم كبيره قد تتعرض لها المراءه بصوره عامه فى اى مجتمع كان و بنسبه اعلى وبصوره خاصه فى مجتمعنا الشرقى الشئ الذى يدفعها الى التحمل من اجل هدف سامى بتصورها الا وهو الحفاظ على العائله وقيم العائله حتى وان تبدو هذه القيم غير ملاءمه للعصر الذى نعيشه. من تلك المظالم الشك والغيره والاتهامات المسبقه المبنيه على اسس واهيه الذى تتعرض لها المراه المهاجره ولا تستثنى منهن المتزوجات او المطلقات اللواتى يحاولن العيش حياتهن الطبيعيه فى المدرسه او العمل فى مجتمع يكاد يعاملهن بانسانيه ومن قبل الاباء او افراد العائله...الشئ الذى يؤدىالى الخوف المستمر من قبل البنات والذى يتحملن ذلك خوفا على مشاعر الابوين وحتى الاقرباء احيانا من الخروج عن التقاليد والقيم العائليه المألوفه...الشئ الذىيعرض بعضهن الى غياب او صعوبه الحوار مع العائله وتراكم الغضب والذى يتحول بعد فتره الى الحقد فى النفس البشريه ...اذا لم يعالج بالحوار والتفاهم قد يؤدى الى القطيعه والى العنف فيما بعد كما نراه جليا فى احداث الفلم والذى سيؤدى الى فقدان حياه البنت الكبرى... اذن كما نشاهد فى الفلم حيث يخطط افراد العائله والاخرين من الاعمام الساكنين فى دوله مجاوره المانيا ويتم التخطيط لخدعه واصطحاب البنت الكبرى الى المانيا لعدم اكتشاف الجريمه من قبل الشرطه كون المهاجره لم تحصل عى الجنسيه السويديه بعد وتضييع خيوط الجريمه على العداله. ولسوء الحظ يتم مطارده الضحيه فى الطريق السريعه وفى الليل للتخلص منها وامام مرائ الاخت الصغرى التى تفز من النوم مذعوره حين ترى والدها واعمامها والاخوان بمطارده الاخت الكبرى من نافذه غرفه الفندق الذى نزلت العائله فيه ليلتها فى مدينه حدوديه... فى خضم سرعه الشاحنات وصخب الطريق السريعه وفى قمه الرعب والبشاعه ينجح الاهل!!!! فى قتل او سحق ابنتهم فى الطريق السريعه حيث تسجل الجريمه الغامضه ضد مجهول...ان مشاهده المطارده بالقتل للفتاه بهذه الطريقه البشعه تهز كيان من يشاهد اللقطات ويزيدك الما بالحقيقه المره التى تعيش تلك المرأه ازاء القيم الباليه.... شاهدت الفلم وانا انزف الما...اى قيم عائليه يتحدثون عنها؟...اى اباء هم الذين يساهمون فى قتل فلذات اكبادهم وذلك لمجرد الظنون السيئه...والغريب فى ذلك دور الام السلبى الذى كان يساهم فى مساعده الاب والاعمام لاستدراج البنت رغم لجوءها الى الشرطه و اخفاءها بعيدا عن الاهل...وعرفت فيما بعد قد تكون واقعه تحت ضغط العائله الكبيره التى هى منتميه اليها ...الشئ الذى ادى الى ضعف موقفها فى ابداء المساعده للابنه الضحيه. المشكله الثانيه..والذى يجسد العنف الذى تتعرض له امرأه سويديه صحفيه ناجحه متزوجه ولها طفلان ولمده عشر سنوات وذلك خوفا على العائله...والرضوخ لتوسلات الزوج فى اظهار حسن النيه فى علاج النفس وطلب مساعده الزوجه والاولاد فى كل مره...وكان العنف يحدث ليس بالضرب المبرح وانما بالاعتداء الجنسى وامام الاطفال...للعلم كان اعمار الاطفال 8 و5 سنوات...وهم يتعرضوا للخوف ويكونوا شاهدين للعنف فى كل مره تتعرض الام لذلك. الفلم يسلط الضوء كثيرا على حاله التقمص المرضيه الذى يعيشها الزوج فى الدور و ازدواجيه الشخصيه.. حيث كان ايضا يعيش حاله الشك والحقد التى يدفنه لزوجته المرأه الناجحه والتى كانت تحت الاضواء لحضورها المؤتمرات البرلمانيه والدوليه...الى ان اخذت الخطوه الحاسمه والشجاعه لتشتكى عليه فى مركز الشرطه لايقاف ذلك العنف فى بيتها...والتى كان يعانى منها الزوج( اعتقد كانت حاله مرضيه مزمنه يعانى منها ويتردد فى علاجه لتعوده عليها ) وكانت الزوجه تتحمله خوفا منها على مكانه العائله....والذى عرفت تباعا وفى سياق الفلم من والدته ان هى بدورها ايضا تعرضت 40 عاما لنفس العنف وكان هو ابنها يرى هذا الشئ ويبدوا...انه عانى من هذا المرض لان يرى الصوره يوميا فى البيت... السؤال المهم هو؟ هل المرأه لها الدور فى استمرار هذا العنف ضدها وضد الاطفال... قد تكون المرأه لها الدور ولكن تبريرها لهذا هو الخوف على العائله وماتتعرض له العائله...الخوف يصيبنا بعمى البصيره للصواب.. قد يكون الجهل الذى يدفع المرأه على التحمل...لتربيتها العائليه وافهامها بضروره التحمل والتضحيه دائما واخذ دور كبش الفداء فى المجتمع الشئ الذى يؤدي الى تمادى المقابل بالعنف والتخطيط له. ان امثال ضحايا الفلم هذا كثيرون فى مجتمعنا...وهى ليس الا نتيجه لحالات حقيقيه فى المجتمع ويبدوا ان اوروبا ايضا بدات بالمعانات من مشاكلنا المزمنه.
استنتج من حصيله الاحداث فى الفلم ...الملاحظات التاليه: - الشك وسوء النيه والاتهام باشياء فى خيال بعض الرجال هى ظاهره مرضيه وتتطلب المعالجه الفوريه وباستشاره المختص كما لاحظناه فى حاله العائله المهاجره الشرقيه او العائله السويديه. - الخوف هى غريزه انسانيه يمتاز بها كل واحد الذى يتعرض الى عنف او مظلوميه او حادثه تهدد حياته ا وحياه اقرب الناس اليه...وتختلف غريزه الخوف من شخص الى اخر...والرد على فعل الخوف ايضا مختلف تبعا للاشخاص...ومنهم المراءه لطبيعتها الضعيفه فيزياويا قياسا بالرجل...وهى غريزه مدمره قد يفسد حياه المراءه والعائله كلها اذا تحول الى حاله مرضيه ان لم تتخذ الاجراءات اللازمه. - العنف ضد المرأه...ظاهره عامه منبوذه ومرفوضه فى كل الدساتيروالاعراف الدوليه والانسانيه ممكن تتعرض لها المرأه من قبل الرجل وذلك بسبب غياب الحوار والاستماع للاخر الذى يختلف عنه...وغياب الحوار قد يؤدي الى الغضب وتراكم الغضب ويتحول بعد فتره الى حقد وكراهيه فى النفس و اذا لم يتم معالجه الموقف.. ..سوف يولد الانفجار ان تم كبت مشاعر الغضب وقمعها.. ان اتاحت الاعراف السائده ان يفرغ مشاعر الغضب حتى لو لم يحظى بأذان صاغيه... لساهم الى حد كبير فى ردع الاخر عن تكرار الاساءه. ولكن عندما تعتبر تللك الاعراف الامر المرفوض والغير مقبول من قبل المجتمع...سيكبت الشخص المساء له مشاعر الغضب وسيعمم غضبه لاحقا ليشمل كل من ينتمى الى عائله او طائفه الشخص المسئ. حسب راى المختصين الاجتماعيين ان المراحل الاولى من عمر الانسان يتم تهذيب العواطف والتعبير عنها بطرق مقبوله وسليمه...ومن الطبيعى يتحمل الوالدان مسؤليه ذلك باعتبارهما هما اول من يحتضن ويحتك بالطفل واول من يثير عواطفه...والغضب يعتبر احد تلك العواطف. عند تراكم شحنات الغضب لدى الانسان حدا لايعود قابلا للاحتمال فى تلك الحاله المرضيه يلجأ الفرد احياناالى البحث عن كبش الفداء ...الا وهي المرأه...(الكائن الضعيف على الاغلب لايقوى على المواجهه) كى يصب عليه كل غضبه عليها... لااريد تعميم الحاله...ولكن العنف الحالى لدينا فى العراق...هو نتيجه الغضب المتراكم خلال حقبه الدكتاتوريه وارهاب السلطه والضغط والقهر على العراقيين. والعنف يبدأ من العائله ...ولذلك يجب علينا الاهتمام والبحث ودراسه الكثير عن العائله العراقيه اينما كانت. القمع اذا لايزيل الاحقاد بل يؤجلها او يخفيها...وعندما تأتى الفرصه الملائمه ومع وجوب اول ريح او فرصه سيتأثر وسيتطاير الشر ليحرق الابرياء فى الوطن قبل المجرمين. دعونا نتسامح مع انفسنا اولا ومع الاخرين ثانيا..وننشر الحب والوئام والسلام فى بيوتنا الصغيره وفى ربوع البيت الكبير وطننا العراق. عندما ينقشع الظلام =när mörkret faller
ب. عيدان ستوكهولم- تموز-2007
#ب._عيدان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل نحن قوم نقدس الكراهيه والقتل؟ الجزءالثالث
-
هل نحن قوم نقدس الكراهيه والقتل؟ الجزء الثانى
-
هل نحن قوم نقدس الكراهيه والقتل؟
المزيد.....
-
فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى
...
-
مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %
...
-
نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
-
روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت
...
-
فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح
...
-
السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب
...
-
تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
-
-دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة
...
-
مشهد يحبس الأنفاس.. شاهد مصير امرأة حاصرتها النيران داخل منز
...
-
السعودية.. الداخلية تعلن إعدام امرأة -تعزيرا- وتكشف عن اسمها
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|