أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فضيلة يوسف - الجرحى الأمريكيون في العراق شاهد عيان 1















المزيد.....


الجرحى الأمريكيون في العراق شاهد عيان 1


فضيلة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1980 - 2007 / 7 / 18 - 10:40
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


قابلت ( The Nation ) خلال الشهور القليلة الماضية خمسين من الجرحى الأمريكان في الحرب على العراق من مختلف أنحاء الولايات المتحدة في محاولة معرفة آثار أربع سنوات من الإحتلال على المدنيين العراقيين ، يعاني هؤلاء الجرحى من مشاكل نفسية وجسمية ، بعضهم يعارض الاحتلال الآن وبحيوية ،لقد وصفوا الجانب الوحشي من الحرب الذي نادراً ما يُشاهد على شاشات التلفاز أو يظهر في الصحف.
تم تسجيل رواياتهم ثم تفريغها وطباعتها في آلاف الصفحات وتُظهر نماذج من سلوك القوات الأمريكية في العراق ، عشرات منهم شاهدوا مقتل مدنيين عراقيين ومن بينهم أطفال برصاص الجيش الأمريكي ،وبعضهم اشترك في عمليات القتل ،وآخرون عالجوا أو حققوا في حوادث قتل المدنيين وعدة منهم سمعوا عن تفاصيل ذلك من زملاء في وحداتهم.
أكدّ الجنود ، البحارة والمارينز أن القتل العشوائي لا تقوم به جميع القوات الأمريكية وقال عدة منهم أن أقلية من القوات تقوم بذلك فقط لكنهم اعتبروا أن هذه الأحداث شائعة وأنها غالباً لا توّثق وفي معظم الأحيان لم يتم معاقبة أحد على مثل هذه الأفعال.
اعتمدت الحالات التي تعرض في المحاكم مثل مجزرة حديثة واغتصاب فتاة المحمودية وقتلها ( 14 سنة) والقصص التي تنشرها الواشنطن بوست والانديبندينت على زيادة الاعتداءات على المدنيين وتكتب منظمات حقوق الانسان مثل منظمة هيومان رايتس ووتش تقارير عن عدد القتلى المدنيين في بغداد وتفاصيل الحوادث ويظهر منها أن قتل المدنيين شائع أكثر مما تُظهره الأرقام الرسمية الأمريكية .
ويظهر التقرير الذي أعدته ( The Nation ) للمرة الأولى أسماء شهود عيان من القوات الأمريكية تجمعوا في مكان واحد للتأكيد على مثل هذه الحوادث.
بينما قال بعض الجرحى أن التحقيق يجرى بالعادة في حالة إطلاق النار على المدنيين قال آخرون أن إجراء التحقيق في هذه الحوادث نادراً "أعني أنت لا تستطيع التحقيق في كل حادث يُقتل فيه مدني أو يُجرح لأن هذه الحوادث كثيرة وستقضي جميع وقتك تفعل ذلك " قال اللفتنانت في المارينز Jonathan Morgenstein ( 35 سنة ) من فرجينيا .
وقد خدم Morgenstein في الرمادي من آب 2004 –آذار 2005 في وحدة خدمات مدنية تدعم القوات الأمريكية ( جميع المقابلات تعرّف رتبة الجنود أثناء الخدمة وبعضهم تم ترقيته وآخرون تم تنقيص رتبتهم ).
وقال الجرحى إن الثقافة السائدة في هذه الحرب أن معظم المدنيين العراقيين أعداء ولذلك كان من الصعب على الجنود التعاطف مع ضحاياهم على الأقل حتى يعودون إلى الوطن ويأخذون الفرصة للتأمل الذاتي .
كانت توجهات الجنرال عندما كنت هناك أن " العراقي الميت هو عراقي ميت آخر فقط "هذا ما توقعه . Jeff Englehart ( 26 سنة ) من كولورادو وقد خدم في بعقوبة شمال بغداد لمدة عام بدءاً من شباط 2004 .
" كما تعلم ظن الجنود بأمانة أننا نحاول مساعدة الناس وكانوا مجانين لأنهم خُدعوا ،نحن هنا نحاول مساعدتك وكما تعلم أننا على بعد آلاف الأميال من بيوتنا وعائلاتنا وعلي أن أعمل كل يوم لمدة عام في هذه المهمات ، حسناً نحن نحاول مساعدتك وأنت تستدير وتحاول قتلنا".وأضاف أنه بعد عودته للولايات المتحدة وانشغاله بقضايا الجرحى ومقابلة جرحى آخرين شعر بالذنب ثم تجذّر عنده هذا الشعور.
كانت الحرب على العراق مغامرة معقدة وواسعة وفي هذا التحقيق ركزت ( The Nation ) على نقاط محددة من السلوكات السيئة للعسكريين المرتبطة بالاحتلال ،وطلبت من الجرحى إعطاء تفاصيل عن تجاربهم في الخفارة ، العمل على الحواجز ،دعم القوافل،والاشتراك في غارات على المنازل واعتقال متهمين ،ومن تجميع هذه اللقطات ظهر شيء مهم ( القتال في مناطق مأهولة بالسكان قاد إلى استخدام القوة بشكل عشوائي "دون تمييز"ومقتل آلاف المدنيين الأبرياء بأيدي القوات الأمريكية ).
عاد عدد من الجرحى منزعجين بعمق من التفاوت بين حقيقة الحرب والصورة التي رسمتها حكومة الولايات المتحدة ووسائل الإعلام لها ، الحرب التي وصفها الجرحى مظلمة ، فاسدة تشبه الحروب الوحشية والاحتلالات من الاحتلال الفرنسي للجزائر وحرب فيتنام والاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية .
"أنا سأقول لكم النقطة التي أحدثت التغيير عندي " قال Michael Harmon ( 24 سنة ) وهو فني طبي من بروكلين وخدم 13 شهراً بدأت في نيسان 2003 في الرشيدية ( قرية صغيرة قرب بغداد ) . " ذهبت للمكان وكانت هناك طفلة صغيرة سمينة وقصيرة عمرها عامان مع أرجل سمينة جذابة ونظرت ورأيت رصاصة في ساقها ، رصاصة عشوائية من عيار ثقيل من جنودنا ،أطلق الجنود النار في كل اتجاه فأصيبت الطفلة ،هذه الطفلة نظرت لي لم تبك لم يكن شيء فقط تنظر إليّ وأنا أعرف أنها لا تعرف الكلمات لكن نظراتها تسألني لماذا ؟ لماذا هناك رصاصة في ساقي ؟ هذا هذا سخيف" .
وصف لنا الجرحى الكثير من الاساءات اتجاه العراقيين وما تم وصفه لنا يؤكده تقرير نشره البنتاجون في 4 ايار وجاء فيه أن 47% من الجنود و38% من المارينز وافقوا على أنه يجب معاملة العراقيين باحترام وكرامة ، وان 55 % من الجنود و40% من المارينز فقط قالوا "أنهم سيعترفون عن أعضاء الوحدة الذين قتلوا مدنيين ".
هذه الاتجاهات تعكس الاتصال المحدود بين قوات الاحتلال والعراقيين ،إنهم نادراً ما يرون عدوهم ، إنهم يعيشون في بنايات محصنة غالباً ما تتعرض للقصف بالهاون ، إنهم يغامرون بالخروج من بناياتهم للقتال فقط ويتعاظم الإحباط من محاربة عدو مراوغ والأثر المدمر للعبوات الجانبية ، و الزيادة الثابتة في عدد القتلى والجرحى الأمريكان قادت عددا كبيراً من القوات إلى اعتبار الحرب مفتوحة مع جميع العراقيين .
وصف الجرحى إطلاق النار العشوائي عندما يغادرون بناياتهم بعضهم يطلق النار على عبوات الجازولين التي يتم بيعها على امتداد الشوارع ثم يقذفون القنابل على بحيرات الجازولين لزيادة اشتعالها .آخرون يطلقون النار على الأطفال ، هذه الأفعال التي تغضب العراقيين الذين يشاهدونها .
واجهت وحدة السيرجنت Camilo Mejía s (31سنة) من ميامي جمعاً غاضباً في الرمادي في حزيران 2003 وقامت مجموعته بإطلاق النار على فتى عراقي يحمل قنبلة مغربلين جسده بالرصاص وقد حسب Camilo بعد ذلك أنه وحده أطلق 11 رصاصة على الفتى ."الإحباط الناتج عن عدم قدرتنا على الرد على أولئك الذين يهاجمونا قادت إلى تكتيك يبدو أنه صمم ببساطة لمعاقبة السكان المحليين الذين يقدمون الدعم لهم " قال Camilo.
سمعنا عدة حوادث وفي إحدى الحالات تم إثباتها بالصور عن انحدار الأخلاق عند الجنود لدرجة استهزائهم وتدنيسهم لقدسية جثث العراقيين ،في إحدى الصور من بين عشرات الصور التي تم تحويلها لنا خلال عملنا يظهر جندي أمريكي يمثل كأنه سيأكل دماغ قتيل عراقي بملعقة الطعام .
.وعند انزياح الغطاء عن الجثة ظهر أن القتيل يلبس سروالاً فقط وهناك رصاصة في صدره .وقال الجندي ضاحكاً " اللعنة لقد فعلوها بك " " خذ صورة لي مع ابن أل ...... هذا " قال جندي في وحدة Camilo وهو يلف يده حول الجثة . وكان المشهد أمام إخوة القتيل وأبناء عمومته .
في الأقسام التالية يتحدث القناصة ، الخدمات الطبية ، الشرطة العسكرية ، سلاح المدفعية عن تجاربهم في الموصل شمالاً وسامراء في المثلث السني والناصرية في الجنوب وبغداد في المركز خلال الأعوام 2003-2004-2005 وتظهر رواياتهم أثر أعمال وحداتهم على المدنيين العراقيين .
آلية العمل في التحقيق:
قامت ( The Nation ) بمقابلة 50 جريحاً منهم 40 جندياً و8 من المارينز و2 من البحارة في فترة تزيد عن سبعة أشهر بدءاً من حزيران 2006 وتم البحث عن جرحى يرغبون في التحدث عن تجربتهم في العراق ، وقد ارسلنا طلبات إلى منظمات مكرسة للعمل مع الجنود الجرحى وعائلاتهم منها الجرحى الأمريكيون في العراق وأفغانستان ومجموعة ضد الحرب : عائلات الجنود تتحدث والجرحى من أجل السلام والعراق وقد ساعدنا تخصيصاً قادة الجرحى ضد الحرب و Paul Rieckhoff في الوصول إلى الجرحى واستفدنا من أحاديث الجرحى في الوصول إلى جرحى آخرين.
وللتأكد من خدمتهم العسكرية حصلنا عندما أمكن على نسخة من ملف شخصي للجريح من مؤسسة إنهاء الخدمات أو شهادات إنها الخدمة وفي جميع الحالات تأكدنا من خدمتهم من الفرع العسكري الذي عملوا فيه .
تمت 19 من المقابلات وجهاً لوجه والباقي عبر الهاتف وجميعها تم تسجيلها وتفريغها ، وجميع المقابلات ما عدا سبعة ( ممن هم ما زالوا في الخدمة الفعلية ) تم التحقق منها بشكل مستقل وكان 17 من الجرحى الذين تمت مقابلتهم ممن خدموا في العراق من 2003- 2004 و20 من 2004-2005 و6 من 2005-2006 وكانت خدمة عشرة منهم اقل من سنة منهم 8 خدموا عام 2003 .
وقد تباينت رتبة المقابلين العسكريين من جندي إلى كابتن وحفنة قليلة من الضباط وخدم الجرحى الذين تمت مقابلتهم في العراق بشكل عاملكن معظمهم خدم في بغداد ،تكريت،الموصل،الفلوجة وسامراء وخلال مراحل المقابلات زوّدنا خمسة من الجرحى بصور لإثبات مصداقيتهم.
الإغارات على المنازل:
"لقد بدأنا في ذلك اليوم ،هذا مهم" قال السيرجنت Philip Chrystal (23 سنة) من Reno وقال إنه أغار على عشرين إلى ثلاثين منزلاً عراقياً خلال مدة خدمته ( 11 شهراً ) في كركوك وحويجة والتي انتهت في اكتوبر 2005 ."إنها تبدأ بوصول المركبات هناك كما تعلم واستخدام مكبرات الصوت في إذاعة رسائل بالعربية ،الفارسية والكردية أو أي شيء وفيها " ضع سلاحك إذا كنت تملك سلاحاً قرب باب منزلك وأخرج إلى الخارج لو سمحت .....الخ وكانت الأباتشي تطير فوقنا لزيادة الأمن واستخدامها عند الحاجة وعرض للقوة أيضاً ونحن نعدو حول المنزل ( مجموعتنا وشخصين آخرين ربما ) ، واقتربنا من أحد المنازل في منطقة زراعية وعندهم فناء صغير وما يشبه المطبخ ومخزن خارجي وكان عندهم كلب ينبح بضراوة ( كان يقوم بعمله جيدا) وقد أطلق قائدنا النار عليه وثرثر بلغة فاحشة وقد رأيت ذلك الكلب ( وأنا أحب الحيوانات ) يدور وينثر الدماء هنا وهناك وماذا وجدنا هناك ؟ كانت العائلة الأبوين وثلاثة أطفال جالسين مرعوبين ولم تعد عندي القدرة على اختيار الكلمات وصرخت عليه ما هذه الرذائل التي تفعلها نظرت على العائلة إنهم ميتين من الخوف وصرخت على القائد :اقتل الكلب على الأقل وأنا ما زلت أذرف الدموع منذ ذلك اليوم كنت أنظر للأطفال المرعوبين وأخذت المترجم معي وأخرجت محفظتي وأعطيتهم 20 دولار لأن هذا ما كنت أحمله وقلت لهم أنا أسف بشدة لما يقوم به جنودنا ".
هل تم توثيق ذلك ،هل تم فعل شيء ؟ هل تم معاقبة أحد ما ، لا بالتأكيد لا .وأضاف أن هذا كان حدثاً شائعاً .
وتبعاً للمقابلات التي تمت مع 24 جريحاً ممن اشتركوا في هذه الإغارات فإنها كانت قاسية على العراقيين .
خُذلت القوات الأمريكية بالوسائل الاستخبارية الضعيفة فاجتياح المناطق التي تعمل بها المقاومة والاندفاع بقوة في أحد المنازل على أمل أن تجد فيها مقاتلون أو أسلحة لكن إلقاء القبض على مقاتلين أو إيجاد أسلحة كان أمراً نادراً .
والروايات الأخرى الشائعة تتحدث عن تهجم الجنود على المنازل وتدمير محتوياتها في بحثهم غير المجدي ويتركون خلفهم مدنيين تم إرهابهم يناضلون لإصلاح الدمار في منازلهم وبدء مشوار طويل للبحث عن أفراد العائلة الذين تم احتجازهم بعيداً كمشبوهين .
تكون الإغارات عادة بين منتصف الليل والخامسة صباحاً تبعاً لأقوال السيرجنت John Bruhns (29 سنة ) من فيلادلفيا الذي قدّر عدد المنازل التي شارك في الإغارات عليها بألف منزل وقد خدم في بغداد وابو غريب الشهيرة بسجنها ( 20 ميل غرب بغداد )لمدة عام بدا في نيسان 2003 ووصفه للإغارات قريب من وصف قدّمه ثمانية جرحى خدموا في مناطق مختلفة مثل كركوك وسامراء والموصل وتكريت .
"أنت ترغب بالقبض عليهم بحذر ، شرح السيرجنت Bruhns وترغب بالقبض عليهم وهم نائمون ، كان عشرة من الجنود يشتركون في الإغارة يتمركز خمسة في الخارج ويفتش خمسة آخرون المنزل.وعندما نكون أمام المنزل يلبس الجنود الخوذات والستر الواقية ونتهيأ لإطلاق النار ، نرفس باب المنزل أو نستخدم الهمر لكسره ندخل للداخل نشعل الأنوار إن كانت تعمل أو نستخدم أضواء فلاش ويكون فريق من كتيبة الرماة في الخارج وفريق في الداخل ويستطيع قائدي الفريقين الاتصال معاً ، نصعد الدرج ونخرج الرجل من منزله ، ننتزعه من سريره أمام زوجته ، نوقفه على الجدار وهناك جنود أدنى مرتبة متخصصين في البحث في الغرف الأخرى وتجميع العائلة في مكان واحد ، يفتشون الغرف ويخربون محتوياتها .وتتأكد من عدم وجود أسلحة أو أي شيء يمكن استخدامه في مهاجمتنا ثم تُخرج الرجل من منزله ومعك المترجم وتضعه في مرمى سلاحك ويسأله المترجم هل عندك أية أسلحة ؟ هل تقوم بالدعاية ضد الولايات المتحدة ؟أي شيء أي شيء كيف تقنعنا أنك لا تشترك في الأعمال الإرهابية أو أي عمل ضد قوات التحالف ؟دائماً قالوا لا لأن هذه هي الحقيقة قال Bruhns .
"إذن ماذا تفعل ؟ تقلب مقاعد الجلوس في منزله إذا كان عنده مقاعد تذهب للثلاجة وتفرغ محتوياتها على الأرض وتُخرج الجوارير وتنبش الخزانة وترمي الملابس على الأرض وتترك المنزل وكأنه تعرض لإعصار هوريكان .
وإذا وجدت شيئاً فسوف تعتقله أما إذا لم تجد شيئاً فسوف تقول :نأسف لإزعاجك ، ليلة طيبة .انت تُذّل هذا الرجل امام عائلته وترهبه وتدمّر منزله ثم تنتقل لمنزل آخر مجاور وتفعل نفس الشيء في مئات المنازل.
"كل إغارة أو عملية ( تطويق وبحث ) كما يسمونها لخمسة – 20 منزلاً تلي عمليات تتم ضد الجنود في المنطقة ،يأمر القادة الجنود بالإغارات للبحث عن الأسلحة المخزونة ،الذخائر الحربية والمواد الولية اللازمة لصنع العبوات الجانبية ، ويُسمح لكل عائلة عراقية بالاحتفاظ بسلاح AK-47 في المنزل أما من يوجد عنده أكثر من ذلك فيتم اعتقاله وتصنف العملية بأنها ( نجاح) حتى لو ثبت أنه لا يوجد أحد من أفراد العائلة في المقاومة " قال Bruhns.
وقبل الإغارة يطوق الجنود المنطقة كما وصف الجرحى ويمنعون الدخول إليها أو الخروج منها ويبلغ القادة الجنود أن هذه المنطقة عدائية فيها عمليات عالية للمقاومة وأنها إما بعثية أو مناطق للقاعدة ولذلك فإن العديد من الجنود يفكرون أنهم عندما يفتحون الباب سيجدون أناساً تحمل السلاح وتطلق النار عليهم.
السيرجنت . Dustin Flatt (33سنة) من دنفر قدّر أنه شارك في الإغارة على آلاف المنازل في تكريت ،سامراء والموصل." لقد أرعبنا حتى الملائكة في كل مرة كنا ندخل فيها المنازل " .
وكان الجندي علي أنون (23سنة ) من الحرس القومي ومن نيويورك يعمل في الحماية الخارجية في 100 إغارة تمت في مدينة الصدر أثناء خدمة 11 شهراً بدأت في نيسان 2004 .يتم تطويق المنازل ويحرس الجنود مدخل المنزل لئلا يهرب أحد .وكانت قرى تطوّق أحياناً كما قال Garett Reppenhagen (32سنة) من كولورادو والذي عمل في بعقوبة لمدة عام .
السيرجنت . Timothy John Westphal ( 31سنة) من دنفر تذكر ليلة صيفية عام 2004 وكانت درجة الحرارة أعلى من 110 فهرنهايت عندما قام و44 جندياً بالإغارة على مزرعة خارج تكريت وقال :لقد تم إخبارنا أن بها عدد من أفراد المقاومة وحسب تعليمات القيادة كان على تأمين المنزل الرئيس فيها بينما قام 15 آخرين بتفتيش المزرعة . وقد توقعنا أننا سنواجه أفراداً من المقاومة وجهاً لوجه ، كان معنا مصابيح فلاش وأخبرت جنودي أن يسلطوا الإضاءة عليهم عند العد لثلاثة وقولوا لهم ماذا تفعلون هنا استيقظوا .كان المصباح محمولاً على سلاحي M-4 Carbine وسلطته على النائمين على الأرض وكذلك وجهنا عليهم الأسلحة ، وكان بينهم رجل في منتصف الستينات ، صرخ الرجل بقوة وتجمد الدم في عروقه إنه منظر مرعب لم اسمع صوتاً كهذا في حياتي كان الرجل مفزوعاً أنا أتصور ماذا كان يفكر وقد عاش سنوات تحت حكم صدام .
لم يكن سكان المزرعة من المقاومة وقد ناموا في الخارج نتيجة الحرارة الشديدة والرجل الذي استيقظ مذعوراً كان شيخاً جليلاً .يكفي هذا عندما بدأنا بإيقاظ هذه العائلة من نومها ، كان هو واثنين إما أبناؤه أو أصهاره أو لا اعرف والآخرون كانوا من النساء والأطفال و"لم نجد شيئاً " .
واستطيع إخباركم عشرات القصص مثل ذلك وقد تكون أجمل مما حدثتكم عنها ، عائلة مختلفة فقط،وقت مختلف ،وظروف مختلفة .وبالنسبة لي كانت هذه الليلة نقطة تحوّل فكّرت في نفسي أنا أُرهب الناس تحت علم الولايات المتحدة وأنا لم أنضم للجيش لأقوم بذلك.
العمليات الاستخبارية :
أخبرنا 15 جريحاً ممن تحدثنا معهم أن المعلومات الشائكة التي كانت تؤدي لهذه الإغارات كانت تتم بواسطة بشر وكانت بالعادة غير صحيحة وكان من الشائع ان يستخدم العراقيون القوات الأمريكية في خلافات عائلية ومنافسات قبلية أو ثارات شخصية .
السيرجنت Jesus Bocanegra (25سنة ) من تكساس كان يحرس في تكريت خلال خدمته لمدة عام انتهت في آذار 2004 وفي نهاية 2003 شارك في ألإغارة على منزل لرجل في منتصف العمر لأن ابنه أخبر الأمريكان أن والده عضو في المقاومة ، وبعد البحث الدقيق في المنزل لم يجد الجنود شيئاً واكتشفوا فيما بعد أن الابن يريد الأموال التي يدفنها والده في المزرعة.
وبعد المواظبة على مثل هذه الإغارات الفاشلة قال Bocanegra الذي أغار على منازل عراقية في أكثر من 50 عملية شعر الجنود بالإحباط من هذه الإغارات على المدنيين ، واخذوا يُطلقون النكات حول ذلك حتى قبل الانطلاق مثل " اوه نحن سنذهب للمنزل الخاطئ بالتأكيد " لأن ذلك يحدث دائماً .وقد تشارك Chrystal في نكتة مع قائده خاصة بهما ففي كل مرة يغير على منزل كان يتصل به باللاسلكي ويقول :" هذا هو lema -31 لقد وجدت أسلحة الدمار الشامل هنا ".
واخبرنا السيرجنت Bruhns أنه سال عن صحة المعلومات الاستخبارية التي يستلمها لأن القوات الأمريكية كانت تدفع للمخبرين العراقيين وفي حادثة أخبرنا مخبر عراقي عن منظمة سورية للمقاومة مسئولة عن قتل الجنود الأمريكان وأنهم في منزل وأنهم ينتظروننا وسيكون هناك إطلاق نار كثيف .
وكقائد فريق كان من المفترض أن أكون الشخص الأول على الباب وقد شككت بالأمر ورفضت ذلك وقلت إذا كنت متأكداً أن هناك مجموعة مقاومة سورية في المنزل لماذا ترسلني وثلاثة من الجنود للباب الأمامي لأنني لن أستطيع استعمال السلاح قبل أن تطلق النار علي وقد اقترحت على سبيل المزاح أن تطلق عربة Bradely قذيفة على المنزل لإبادة الأعداء الذين يدعي القادة أنهم في الداخل لكنهم قللوا من عدوانية الإغارة وكنت أحرس المدخل عندما تسلل الجنود وحطموا النافذة واحد البواب ليجدوا القليل من الأطفال وامرأة ورجل مسن .
في نهاية صيف 2005 وفي قرية خارج كركوك قام Chrystal بتفتيش بناية مع ضابطين من البوليس العراقي ومرافق صديق في غارة على منزل رجل في منتصف الثلاثينات يعيش مع زوجته ووالديه وأطفاله وقد أطلق النكات لتهدئة الأعصاب وبعد البحث لم نجد شيئاً .وقد اقترب مني احد المسئولين وقال لي ماذا فعلت ؟ قلت فتشنا المنزل ولم نجد شيئاً ، فأخبرني أن المرافق الصديق هو احد أهداف الإغارة لقد وشى به أحد انه من المقاومة وقد شعرت بالإذلال أن رجلاً لا يشكل تهديداً صنف غير ذلك وتم اعتقاله وبعد ذلك جلس في السيارة العسكرية حتى انتهاء المهمة .
السيرجنت . Larry Cannon (27 سنة ) من Salt Lake خدم سنة في مختلف المدن العراقية الموصل وسامراء وتكريت بدأت في شباط 2004 وقد قدّر أنه أغار على أكثر من مئة منزل في تكريت وأن الإغارات جنونية وغير مثمرة .نُغير على منزل فيقول صاحبه لا ليس انا ولكني أعرف أين ذاك الشخص ويأخذك لمنزل آخر وهكذا ونظل نتجول طوال الليل من إغارة لإغارة لإغارة .أنا لا استطيع تخطئة الاستخبارات العسكرية قال Reppenhagen الذي شارك في الإغارة على 30 منزلاً داخل وخارج بعقوبة ، كانت الغارات تحزيراً في بلد لا نتكلم لغتها ونعتمد على المترجمين ومن المستحيل أن تحصل على شيء كل ما تحصل عليه هو نماذج لما حدث في السابق وأمل أن لا يتغير النموذج .
السيرجنت Geoffrey Millard ( 26سنة) من نيويورك خدم في تكريت سنة من أكتوبر 2004 وقال ان القوات التي تقوم بذلك غير مدربة ولا يوجد مصادر للتحقق من المعلومات قبل القيام بالعملية " نحن لسنا شرطة ولا نتجول مثل المحققين ونسأل أسئلة نحن نرفس الباب ندخل ونختطف الناس .
اللفتنانت Brady Van Engelen ( 26 سنة ) من واشنطن قال إن الجيش يعتمد على مصادر قليلة المصداقية لأن الخيارات محدودة وقد خدم كقائد في منطقة الأدهمية الملتهبة في بغداد لمدة 8 أشهر بدأت في أيلول 2003 .والأمل ان يكون لأعمالنا نتيجة ربما واحد من عشرة .
السيرجنت Bruhns قال انه اكتشف مواد ممنوعة بنسبة 10% وهي نسبة تقارب نسب الجرحى الآخرين وجدنا مواد بسيطة للعبوات الجانبية مثل قطعة من سك التفجير ، لم نجد أبداً قنابل حقيقية في المنازل.
السيرجنت Cannon قال انه خلال ألف أو أكثر من الإغارات التي شاركت فيها واجهت أربعة من المقاومين الحقيقيين .
Chris Hedges and Laila al-Arian -The Nation



#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعميق الأزمة الإنسانية
- اليسار الفلسطيني والفرصة الضائعة
- الحرب الجوية الخفيّة في العراق 2
- الحرب الجوية الخفيّة في العراق 1
- قسّم وسيطر - النموذج الإسرائيلي
- الأزمة في غزة صناعة إسرائيلية
- الغرب اختار فتح والفلسطينيون لا
- الهولوكست المنسيّة 3
- الهولوكست المنسيّة 2
- الهولوكست المنسيّة 1
- نقابات العمال العالمية فقط تحمي من السقوط نحو الحضيض
- الدمية التي فتحت الطريق لتدمير العراق - حرب وولفتز-
- إيران : وما وراء ذلك
- التهديد الإسلامي في أوروبا -التقرير الذي تمّ إهماله-
- شيطنة المسلمين والحرب على النفط
- العراق : عودة للتراث الفارسي
- تذكّروا : من أين تأتي الأزهارفي عيد الحب ؟
- الجرحى العراقيون : على مسؤوليتهم الخاصة
- في مثل هذا اليوم
- مقاومة الحرب على العلم


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فضيلة يوسف - الجرحى الأمريكيون في العراق شاهد عيان 1