محمود شادي
الحوار المتمدن-العدد: 1980 - 2007 / 7 / 18 - 10:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أنتم يا أهل التقدم وأهل الحضارة وأهل العلم والتكنولوجيا ...الخ , أيها الأحرار والسادة الكرام , يا حكام الأرض وأصحاب الفيتو , كم بقي من المسلمين كي تشربوا من دمهم وتنهشه لحمهم , وكم بقيت من البيوت قائمة لم تقصف وتهدم , وكم بقي من شعب لم يسلب , وكم من أموال وثروات طبيعية لم تسرق , لماذا كل هذا العداء لأصحاب الأرض الثرية , ولماذا يتم دعم تلك الأنظمة الفاسدة .؟ , الآن عرفت .! , لكي تبقى الدول الغربية في اتصال دائم مع هذه الثروات وبمقابل زهيد , وذلك من خلال قهر الشعوب المسلمة و بسط النفوذ , وسرقة العقود , وإبرام الصفقات الملوثة مع الأنظمة الفاسدة , فا أيتها الأنظمة الديكتاتورية عفواً الديمقراطية ( في نظر الغرب ) , يا من تاجرتم بشعوبكم أيها الديمقراطيون , أين حرية الشعوب , وأين اختفت أصواتهم , وأين اتجهوا , اتجهوا إلى الإرهاب وتفجيرات الانتحارية , نعم , لا تتعجبون من ذلك , فهو أثر نفسي طبيعي ينشئ عند الإنسان المضطهد , والإنسان المقيد , مقيد فكرياً وصوتياً و حركياً , سيفجرون نفسهم غداً ليعبروا عما بداخلهم , يفجروا جسدهم النحيل , فهذا باع حياته ولا يريدها , لا يرد حياة خانقة , ولا يريد حياة مسلطة عليه كالسيف , الآن سوف يفجر نفسه ليقتل أبرياء ليس لهم ذنب , وربما أطفال , ونساء , لماذا كل هذا , فهل نسأله , لا نريد أن نسأله لأن الجواب عنده يقول ( أريد أن أعبر عما في نفسي ) وأريد الحقوق كاملة لأمتي , الغرب يقتلنا ليل نهار بتهمة الإرهاب ( لا بارك الله في الإرهاب والذي أتى بالإرهاب إلى ديارنا ) واقتصادنا الحيوي والثروة الهائلة تتقاسمها تلك الأنظمة الطاغية , بينما أكثر من ثلث تلك الشعوب تحت خط الفقر , الغرب يسعى جاهداً لمد يد العون في أي وقت وأي زمان لتلك الأنظمة لضرب الشعب من أجل المصالح الشخصية , فالشعب أصبح كالطفل الذي أضاع والديه , يبحث بين الحين والآخر عن الوطن الذي أضاع فيه لسانه وربما أوراقه ومدوناته , أين اقتصادنا يا عالم وأين ذهب , وأين نبحث عنه , أين تلك ثروة التي تتمتع منطقتنا الغنية بها , هل مر عليها قطاع الطرق وسرقوا تلك الحقيبة ولم تعرف السلطات من يكونوا هؤلاء , أم أنها ليست قادرة على دحرهم وستكتفي بالتفرج , احتلت معظم الدول الإسلامية بحجة الإرهاب والأنظمة الديكتاتورية في أفغانستان يوجد طالبان وبن لادن الإرهابي , في العراق يوجد صدام الديكتاتوري وتلاه ألزرقاوي التفجيري , والآن في السودان والمغرب والجزائر يوجد القاعديين , من يتحمل وجودهم في تلك الأرضي , وجددت على الأرضي الديمقراطية تلك العصابات الإرهابية أم نشأت في ظل الديكتاتوريات المستعصية , ولماذا لم تهاجم الأنظمة الأخرى , هل هي فعلاً ديمقراطية في أعين الغرب , أم أن أوهامنا وآمالنا العشوائية جعلتنا لا ننظر إلى الحقيقة كما هي , لقد سأمنا واحترنا يا أصحاب العقول الراجحة , من هم الإرهابيون الحقيقيون , هل هم القاعدة والطالبان وغيرهم من التفجيرين , أم أولائك الذي يدعمون أنهم يحاربون من اجل الديمقراطية ويقتلون ويقصفون من أجل الديمقراطية ويرسلون جنودهم إلى العراق وأفغانستان من أجل الحرية والديمقراطية , يا ترى أين هي حرية الشعوب الحقيقة , فقد غزت أمريكا العراق بحجج خرافية , تلك الحجة التي حفظناها لدرجة أن أطفالنا حفظوها من كثرة منا أسير من بلبلة من أجلها وهتف الصحفيين والإذاعيين بها , فهاهي دواعي تلك الديمقراطية المزيفة على هذه الأرض تفضح وتوضح وضوح الشمس , كسر شوكة الشعب ومصادرة حقوق المقاومة , وحق الصوت , والسجون مليئة بالأبرياء عفواً الإرهابيين ومعظمهم دون تهم حقيقة توجه إليهم , والنساء , هذا الكائن الذي كان يمثل أكبر العار للعرب وكانت تدفن من عهدها الأول في الحياة , تغتصب على مرآة ومسمع العالم , والسجون تقبح في ظلالها آلاف العفيفات عفواً الإرهابيات , والآن قانون النفط يمرر على شعب دون المطالبة بأي تعديل عليه او تدخل من قبل الشعب , فهذا القانون دون في أمريكا وأحضر على صفيحة من ذهب ( وقع عليها يا مالكي لو سمحت فضلاً لا أمراً ) , أهذه هية الديمقراطية , أهذه هية الحرية يا أهل العلم ويا أحرار العالم , لماذا كل هذا يحصل في منطقتنا هل هو فقط من أجل الحرية والديمقراطية , ام أن هناك دواعي أخرى مغذي لهذه الأمور , في الحقيقة أننا احترنا من نشجع , هل نشجع فريق الإرهاب الطالباني والقاعدي , أم نشجع فريق الإرهاب الأمريكي والأوربي , فكل منهم سفاح دماء , ولكن الفرق بين هذين المنتخبين أن فريق الإرهاب الطالباني والقاعدي لديه رأس حربه قوية واحتياط كبير مستعد للموت في أي لحظة وكان لديهم أبرز لعيبه العالم وعلى رأسهم الرزقاوي فكان لاعب ماهر كان يحرز الهدف بكل سهولة فكان يزج بسيارة مفخخة إلى سوق شعبي فيسجل بهذا عدد كبير من الأهداف , وأما المنتخب الأخر فأيضاً لديه لعيبه أقوياء وعلى رأسهم جورج بوش فكان يرسل بطائرة فتقصف قرى وبهذا يسجل عدد كبير من الأهداف وهكذا .
فرجاء خاص من الدول المتقدمة والحضارية والديمقراطية , أن تترك الديمقراطية لأنفسها , وتترك دول العالم الثالث المليئة بالثروة النفطية والأمة العربية المتأخرة حضارياً والمتخلفة فكرياً وعلمياً ( على حد وصف الغرب ) لنا الحرية في اختيار أنظمتنا , و عدم العبث بممتلكاتنا النفطية , وعدم تشجيع ودعم الأنظمة الفاسدة والديكتاتورية الحقيقة في منطقتنا وليس العكس .
#محمود_شادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟