أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى السماوي - حكاية في ليل بهيّ














المزيد.....

حكاية في ليل بهيّ


يحيى السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 1980 - 2007 / 7 / 18 - 07:42
المحور: الادب والفن
    



ليْل ٌ حِجابُك ِ.. حولَ وجْهِكِ قدْ سَجا

فعَجِبْتُ إذ ْ جُمِعَ الضيـاءُ مع الدُّجى


جَـلسا معـا ً : لـيلٌ وصُبْحٌ مُشـمـِسٌ

فكأن ّ بَدْرا ً بـالـظلام ِ تـبَــرَّجــــا..!


ومَشـَتْ.. فقلت ُ: ربابَة ٌ تمشي على

صدري .. فحُقّ لخافقي أنْ يَهـْزِجا..!


وتـَثاقَلتْ في الخطو ِ تفتعِل ُ الضَّنى

فودَدْتُ لو كانتْ ضلوعي هَـوْدَجــا


لاصَقتها خطوي ... وأجْـلسَـنا معـا ً

حظـٌّ مكانا ً في " الشبيكة" مُسْرَجا (1)


فاسْـتـنـْفَرَتْ مني بـقـايـا عـاشــق ٍ

قدْ كان يـومـا ً بالهُــيـام ِ مُضرَّجــا


واسـْتـَنْطقـتـْني فِـتـْنـَة ٌ وحْـشــِـيّـة ٌ

ألفـَيْـتُ قلبي نحْــوَهــا مُـسْـتـَدْرَجا


نشـَرَتْ سَحابَة َ عِـطـْرِها فتنفـّسَتْ

روحي عبيرا ً يسْتبيحُ ذوي الحِجا (2)


مـرّتْ لـُحَيْظات ٌ .. وكلٌّ يـَرْتجي

مِنْ صَمْتِه ِ نحوَ التحَدُّث ِ مَخـْرَجا


حَيّـيْـتـُها ... وزَعـَمـْتُ أني تائـِه ٌ

ضلَّ الطريقَ وقدْ أضاعَ المُرتجى


ردّتْ بـمِـثـْلِ تحـيّـتي ... لـكـنـّها

زادَتْ علــيهـا رِقـّـة ً وتـغـَنـُّجـــا


ضَحِكتْ وشعّ العُشبُ في أحداقِها

حتى ظننـْتُ اللـيـلَ حقلا ً مـُبْهِـجا


واسْتـَظـْرفَتْ آهـا ً يُخالِط ُجَمْرَها

مـاءٌ وهَـمـْسا ً كـادَ أنْ يتَهَـدَّجــا


سألَ الغريبُ غريبة ًـ قالتْ ـ وقدْ

لثغَتْ بـ " راءِ " فم ٍ أذابَ وأثلجا:


جئنا إلى حجّ ٍ.. وأوشـكَ جَمْـعُـنا

عَوْدا ً... فقدْ شدَّ الركابَ وأرْتجـا


أزِفَ الرّحيلُ إلى "الشآم ِ" فأهلنا

قـدْ هيّأوا زادا ً لـنا وبـنَـفـْسَـجـا


فأجَـبْتُها ـ وفـمي يـكادُ يَفِـرُّ مـنْ

وجهي ليسْـكنَ ثغرَها المـُتأرِّجـا (3)


شاميّة ٌ ؟ مَلـَكَ القلوبَ جـمالـُكم

وكم اسْـتذلّ مُكابـِرا ً ومُـدَجَّجا


ما بيننا قـُربى الفرات ِ وجـيرَة ٌ

وجذورُ أنْساب وغُرْبَة ُمَنْ شجا


للجار ِ حق ٌّ لو عَلِمْت ِ ومثلـُه ُ

حقُّ القرابة ِ فلتصوني المنهجا


فـّتـَوَهّجَ التـُفـّاحُ فـي وَجَناتِـهـا

خجّلا ًفزادَ من الجمال توهُّجا


واهْتزّ عصفوران تحتَ عباءةٍ

عبثتْ بها ريحُ الصَّبا فترَجْرَجا


وعلى مرايا الجيدِ ـ فرْطَ نعومةٍـ

نظري إلى النَحْرالمضيء تدحرجا


زَمّتْ عباءتها ... وأحسبُ أنها

زَمّتْ على عينيَّ جفنا ً أهْوَجـا


واسْتَحْكمَتْ شِقَّ القميصِ وأسْدلتْ

شالا ً بلون المقـلـتين ِ مُـزجَّجا (4)


قالت ـ وكان الفجرُ بِدْءَ طلوعِه ِ:

بغـد ٍسنرحلُ قبل ميعاد ِ الـدُُّجى


فاطـْرقْ بلادَ الشام ِحيث ُ عشيرتي

وأبي إذا كنتُ المُنى والمُرتجى


عَـرِّجْ عـلينا لـيلـة ً وصـبيحة ً

وارجعْ بقلبي ـ لا يديّ ـ مُتوَّجا


أو كنت تلهو فاعْلمَنَّ : قرُنـْفلي

يغدو إذا شِئتَ الغِواية َ عَوْسَجا


ويصيرُ لفحا ً نفحُ ورد ِ حديقتي

ونسـيمُ شطآني لـظىً مُـتأجِّجا


عَرِّجْ تجِـدْ أهلا ً وبيتَ محبّـة ٍ

قدْ فازَ مَنْ رامَ الحبيبَ فعَرّجا

***
مكة المكرمة


(1) الشبيكة : حي من أحياء مدينة مكة المكرمة .

(2) الحجا : سداد الرأي

(3) المتأرج : الذي به أريج ـ عطر ذكي .

(4) مزجج : الخالي من الزوائد ... (المعنى مأخوذ من تزجيج الحواجب بإزالة الشعر الزائد وتقويمها ).




#يحيى_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليالينا عقيمات ... ولكن
- توغّل
- مهاتفة من امرأة مجهولة
- شبيه الياسمين يدا وخدا
- نتوءات
- حطام ..
- بَدَدٌ على بددِ
- متاهة الغد العراقي
- مِسبَحَة ٌ من خَرَز ِ الكلمات
- القتلى لا يحييهم الاعتذار
- 4 مذكرات الجندي المرقم 195635
- جزّت ْ نواصيَها الكرامة
- تبرير ...
- - 2 -مذكرات الجندي المرقم 195635
- مذكرات الجندي المرقم 195635
- إنني أختنق ... أما من هواء ؟
- خلاصة التجربة
- كثرة السجون لا تعني تطبيق العدالة
- المدجج بالعشب والأقحوان
- إبق َ في وطنك المستعار


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى السماوي - حكاية في ليل بهيّ