1- تواجد
أنا وحدي
نديم الوجد والحبّ
يُناغيني
كأمٍ.. تُناغي الطفل في المهدِ
هزيع الليل والخلوةْ
وفي بالي
هموم الأهل تحت النار
وفي حالي
عيوني للنوى تحكي
عن البلوى، بداء البكم
وداء الصمّ والصفوةْ
فيسألُني صدى وجدي
على مَنْ تسرح الأفكار والنجوى
وتصبغ حزنك الثاوي
بأطنانٍ من الأصباغ
وتعزف جرحك الأخضر
تاراتيلاً لتضفي في أغانيكَ التي تمتازْ
بأقداحٍ، من الأفراح والحكمةْ
وأشواقٍ
من العلقمْ
لأهلٍ، بقرب القلب عطشانين للرؤيا..
2- الغائب
أتسأل عن سبب همي!..
وأسبابي لها معنى
فهذي الغرفة الجدعاء مركون أنا فيها
تنازعني، على صمتي
تُحدّثني..عن القلب الذي يعوي
عن الغائب!
بأن الأهل في بلدي
كرابيجٌ تلاعبهمْ
وأغوالٌ تلاحقهم..
زواحف من سموم الحقدْ.. تقاتلهم.
أليس الحبّ أن تذكرْ
ولا تنسى...؟
ولا تنسى.. شغاف القلب عند الجسر في بغداد
فبغداد لها قلبي
وبغدادٌ.. لها صوبين كالنسر
ولكنْ.. بلا جنحين أو رؤيا.
3- التتبع
أتتْبعوني!
تدير الوجه مصعوقاً
وتسأل كائناً من كان
عن المعنى
بأني، صامتٌ تمثال،
واني في فضاء الغربة الحمقاءْ
أحس الوقت سربالاً
وتسألني
كأن غثيث هذا العصر خمراً من الاعناب أعصرهُ
إلا تبعث؟
سلاماً عامراً زهراً
وتخبر رعشة الأضواء عن حزنٍ
كمنشارٍ، يقطع دائراً حولي
ويبحث عن نقاطٍ كنت أحفظها
لخازوقٍ من الصوبين
على ما صار من محنةْ.
4- الأشباح
أيا ليلاً، يغيضُ القلب ان يقصرْ
بشوق الغرفة الجدعاء
وصمت العزلة العنقاء
ليخفي، جلّ دمع العين في الغبرةْ
عن الانظار
عن الشامتْ.. وفي الصوبين
عن الواشي.. وفي بغداد
عن الوجه الذي يأتيك مبتسماً
ولكن خنجراً في الظهر مسموماً.. وفي السرِ
عن الانذال يصطادون في الغفلة
عن الاشباح ينسلون في الظلمة..
خفافيشٌ تمص الدم
لأن الضوء يفقدهم
بصيرتهمْ
مروءتهمْ.
5- المداهمة
أنا وحدي
نديم الحزن في وجدي
إذا تسألْ،
عن الضحكات في وجهي
فكم بسمةْ
تراها العين في المظهر
ولكن جوهر الاورام في العمق
وكم فجّاً يغرد ساخراً عمداً
وكم ضحكاً من العاهاتْ
يداهمُني
يمزقُني
ويضنيني
لأن الذي قد صار يدمي العين
ويدمي الروح من وجعٍ
فبغداد لها صرعةْ.
6- تقارب
أيا ليلاً.. يذكرُني
بذكرى والدي الغارب
عن الدنيا
وقبراً قد محاه الوقت والغيبةْ
وأماً من ندى روحي
على اطلال من أربيل
تفاجئني
ببسمات الهوى العذري
فترفع حلمي الناقوس في المنفى
وذكرى من الايام في سجني
وتلهب داخلي ناراً
وتأخذ من دمي أنهار..
وبعد الآهِ والآهات
تقاضيني
ليُجمعْ من دمي قنطار
ليحزنني
ويدميني..
فيا أهلي
ويا وطني
اليكم حبي الأثقل
من الدنيا
وأغرب من خيال الطيف للذكرى
إلى ذكرى تواسيني
إلى عشقٍ يداويني
لعل الساعة الأخرى تقربنا
لعل الوقت ينسلّ
كلصٍ هارب منا
يفاجئنا
على الصوبين من دجلة
وفي بغداد لحنٌ من اغانينا
يغنينا
باسماءٍ لهم في القلب تذكاراً
واسماءٍ لها معنى
أب 2003