أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهى محمود - المشهد السردي في الكتابة الجديدة لجيل الشباب في مصر ..















المزيد.....

المشهد السردي في الكتابة الجديدة لجيل الشباب في مصر ..


نهى محمود

الحوار المتمدن-العدد: 1979 - 2007 / 7 / 17 - 04:52
المحور: الادب والفن
    


بدت لي فكرة الكتابة الجديدة أكثر قربا لما المسه في مشهدنا السردي في مصر الآن بعد فترة ثبات دامت لعقدين كاملين .. والميراث الضحل الذي تركه لنا جيل الثمانينات والتسعينات ، هكذا أختار الجيل الجديد بإتفاق غير معلن التماهي مع حدود الرواية والعبور فوق نقطة السرد التقليدي.
بينما مهد الطريق ادباء مثل شحاته العريان وحمدي الجزار وحسين عبد العليم
وحمدي ابو جليل ومصطفى ذكري
من خلال روايات بدت اقرب للسيرة الذاتية تنتهي معها رؤية الراوي العليم ليمتزج الكاتب بابطاله صانعا مساحة من تجارب يعرفها" ان يكتب عما يعرفه جيدا"
لا ادرى إن كان ذلك عن وعي من الكاتب ولا ادري إن كان ذلك يحسب له ام عليه ، إلا ان الحقيقي تماما هو أننا نعاني من قصور وضيق في التجارب وإني لا اجد تفسير ما انجزه جيل الستينات من مئات الكتب في سنوات قليله بينما ينفق الكثير من الكتاب الآن سنوات طويله بين كتاب وأخر.
هذا من حيث الكم لكن الامر بالطبع يختلف من ناحية الكيف المميز فيما يقدمه هذا الجيل .
قد يبدأ التأريخ من أحمد العايدي ذلك الذي أصدر روايته الأولى " أن تكون عباس العبد" منذ سنوات أربع واخترق بها بوابة العبور من عالم القراءة والكّتاب
للعالم الموازي حيث الجمهور والقراء .
تنحصر معظم الكتابات الآن ما بين الذاتية والجنس
الذاتية .. كسمة صارخة لهذا العصر إننا نحاول أن نكتشف العالم من خلالنا حيث يجد الكاتب من داخله وعبره تفسيرا ومبررا لكل الاشياء .
الجنس .. ووجه الآخر في الكتابة الجديدة العنف .. وأتصور أن رواية العايدي وما بها من مزيج من الفصام والعنف والجنس هي تجسيد لآلية الكتابة الجديدة .
بينما أختار محمد الفخراني الذي يؤمن أن الكتابة لا تعرف الحياد
صاحب رواية " فاصل للدهشة" ان يتفوق علينا جميعا وعلى كل ما كتبه هذا الجيل قدم رواية لا تخلو صفحة منها من الجنس ومع ذلك لا يمكننا ان نجزم يقينا أن هذا ما أراده الفخراني.
ونجاحه لم يرجع فقط للجنون الذي أقدم على كتابته ولكن للتناقض الشديد بين القبح والرقي في كتاباته الرومانسية الخالصة والمادية المزعجة تلك التي مضت الرواية متوازية ومتداخلة عبرها تماما كما خرجت مجموعته الأولى " بنت ليل" ناعمة ونقية ومتناقضة .
جازف محمد بالتجديد بخوض عالمين مرهقين الأول عالم الجنس الذي تناوله كثيرون غيره لكن الجرأة التي قدمه بها جعلته في المقدمه بلا منازع .. والعالم الآخر هو عالم المهمشين ذلك اذي يقول انه انحاز له وانهم جزء من مشروع يأمل أن يكمله وهذه سمة اخرى للمشهد السردي الحالي حيث يتضح تماما ان لكل اديب شاب على الساحة الآن مشروع خاص به يتملكه تماما يسعى لخوضه بخصوصية ودون تكرار.
وهو ما حدث عند محمد صلاح العزب أيضا حيث العوالم المتشابهه رغم الإختلاف بين روايته الأولى " سرداب طويل يجبرك سقفه على الإنحناء" وروايته الأخيرة " وقوف متكرر" يمكنك بسهولة أن تلمح روح محمد صلاح العزب وأن تمسك إشكالياته وفلسفته وربما مخاوفه .
وهو ما تتضح قسماته جدا في عالم محمد علاء الدين صاحب رواية " إنجيل أدم" تلك اتي قدم بها نفسه لقارئ دون قلق رغم وقوفها على محاك الدين والجنس معا .
ثم عمله الثاني " اليوم الثاني والعشرين" تماما رغم الإختلاف بين العملين إلا إنك تلمح عبق محمد علاء في عامه الذي اختار ان يجسد.
حيث تبدو الأعمال الإبداعية روحا متصلة بكتابها .
اعمال قليلة بدت لي خارجة عن هذا السياق واحتفظت بالسنتمنتالية كطريقة للتعبير ومنها رواية " تماثيل الملح" لمحمد كمال حسن تلك التي أختار فيها ان يعبر بروح الشجن القوي والاحاسيس الرقيقة والحضور الواضح للإنسانية والضعف والدموع وهي ذات البوابة التي عبرت منها روايتي الأولى " الحكي فوق مكعبات الرخام" بوابة الشجن البنفسجية .
ولا يمكنني ان أتحدث عن المشهد السردي الحالي في مصر دون أن أتحدث عن موهبة حقيقية قوية ومختلفة " طارق إمام " الذي صدرت له ثلاث مجموعات قصصية ورواية عام 2003 هي شريعة القطة .
لطارق اسلوب مدهش يكتب كمشعوذ يتلو تعاويذ سحرية ويصوغها بلغة نعرفها محاولا أن يقدم لنا فكرا عميقا ومشاعر مدمجة تماما كتحويل البركان لقرص دواء نتناوله ليبعث النشوة واثقة في جوانب كياننا .. هكذا كتب طارق إمام .
التجديد أيضا سمة من سمات هذا الجيل ليس فقط في السرد القصصي وإنما على مستوى كتابة المسرح كما قدم باسم شرف مسرحية " جزمة واحدة مليئة بالأحداث" تلك التي اختلفت تماما عن المسرح التقليدي قدمه بإبتكار وإبداع وعبقرية .
ولا شك أن إختلاف صورة المشهد السردي في مصر تأثر كثيرا بظاهرة النشر الخاص ، ودور النشر غير الحكومية وما طرحته من معايير مغايرة لنشر وفتحت بوابة لسعة الافق وحرية الفكر .. ولعل من ابرز تلك الدور- دار ميريت للنشر- تلك التي حازت على جائزة جيري لابيري للنشر العام الماضي .
وتبنت فكرة الثورة على الكتابة التقليدية وراهنت عليها . " حق هؤلاء الشباب في التعبير والكتابة " هو إيمان صاحب الدار الناشر محمد هاشم .
والجدير بالذكر ان مشكله النشر لم تعد حقيقة عائق امام هذا الجيل لتوصيل كتاباته وأفكاره فقد توصل الجميع لأسلوب اخر للنشر وهو طباعة الشباب لأعمالهم في مطابع محدودة كما فعل محمد حسين بكر رحمه الله وأصدر مجموعه مشتركة مع القاصة سهى زكي ومحمد رفيع" بوح الارصفة"
وكذلك محمد ربيع صاحب رواية " التاريخ السري لناس اسمهان عزيز " بطباعة كتابة طبعة محدودة وزعها باليد على اصدقائه وهي رواية جريئة .. غارقة في الجنس والسخرية اللاذعة وتجربة مميزة لها بصمتها إن قبلتها أو أختلفت معها.
وأخيرا .. فإني أرى أن الجيل الحالي تمكن بالفعل من خلق تيمة مميزة لكتاباته وإننا صنعنا تاريخنا الخاص وعبرنا عن واقعنا كما نراه وكما نعيشه على إختلاف اتجاهاتنا وأذواقنا أرى أننا جيل قادر على صنع أسطورته الخاصة بشكل يضاهي جيل الستينات ربما لأننا جميعا نعرف كيف نتواصل ونتحاور لدينا إيمان مختلف ويقين صادق بسحر الكلمات ذلك الذي يصنع نفق في أرواحنا حيث العبور من النور وإليه .
نهى محمود
كاتبة وصحفية من مصر



#نهى_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صاحبات الاخرين
- سرد متقطع
- ندب
- من تعاويذ الاحلام
- بين نهر وبحر
- ولد.. بنت
- عن تجارب الحب
- التاريخ الدموي للأحلام
- كتابة
- عن الرحيل إلإفتراضي
- بين إرادة الموت والحياة
- إمرأة أبدية الطفولة
- حزن متنكر في زي مهرج
- بين تعاويذ الكتابة وقاموس الأرقام


المزيد.....




- فيلم ’ملفات بيبي’ يشعل الشارع الاسرائيلي والإعلام
- صرخات إنسانية ضد الحرب والعنف.. إبداعات الفنان اللبناني رودي ...
- التراث الأندلسي بين درويش ولوركا.. حوار مع المستعرب والأكادي ...
- الجزيرة 360 تعرض فيلم -عيون غزة- في مهرجان إدفا
- من باريس إلى عمّان .. -النجمات- معرض يحتفي برائدات الفن والم ...
- الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي
- ندوة خاصة حول جائزة الشيخ حمد للترجمة في معرض الكويت الدولي ...
- حفل ختام النسخة الخامسة عشرة من مهرجان العين للكتاب
- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهى محمود - المشهد السردي في الكتابة الجديدة لجيل الشباب في مصر ..