(الجزء الثالث)
[ نصّ مفتوح ]
..... ..... ..... ...
حلمٌ مخلخلُ الأطرافِ
آهات متهاطلة فوقَ خصوبةِ الليل
ألوانُكَ تخفِّفُ من وهجِ الحنينِ
هل تمزجُ نقاوةَ ألوانكَ
مع نداوةِ الحنطة
أم أنكَ تعشقُ
أنْ ترشرشَ ألوانَكَ
فوقَ وجنةِ اللوحاتِ
كما كانَ والدكَ ينثرُ
فوقَ السهولِ الفسيحة
حباتَ الحنطة؟!
هيكلٌ عظمي متوّجٌ بالتاجِ
تاجُ الفناءِ
رحلةٌ من سراب
في معابرِ الزوالِ
رحلةٌ متشظّية بدهاليزِ العمرِ
تاجٌ من لونِ الفسادِ
من لونِ العظامِ
ينافسُ قتامةَ الموتِ
من لونِ غربةٍ
ولا كلَّ الغرباتِ!
أيّها الإنسان
"غريبٌ أنتَ في دنيا من حجر"
وجعٌ ينمو في خاصرةِ الذاكرة
فرحٌ ينضحُ بكاءً
يتعانقُ لهيب الشوقِ
مع غاباتِ الفرحِ
فتهطلُ رذاذات الطلِّ
من أوداجِ الحنينِ
يتلألأ حبقُ الأزقَّة
معابرُ المدينة
أراجيحُ الطفولة
قُبُلات المحبِّين
فيهفو القلبُ أن يبني
هودجاً للعاشقين
رقصَ قلبي فرحاً
عندما رأى (سَرْدُوْرَ) بيتِنَا العتيقِ
لَقْطَةٌ مفهرسة بزنابقِ الروحِ
زرقةٌ من لونِ السموِّ
تشمخُ في وجهِ نجمةِ الصباحِ
تتراءى خمائل الذاكرة أمامي
رغم غشاوة السديمِ
تنهضُ أسوارُ المدارس
يتواصلُ في أذني برتابةٍ موصولة
رنينُ الجرسِ
وتتبرعمُ مثلَ الزهورِ
قامات طالباتي وطلابي
بكاءٌ ..
شوقٌ..
ضجرٌ أكثرَ مرارةً من الحنظلِ!
.... ..... ..... ..... يُتبَع!
ستوكهولم: آب 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
لا يجوز ترجمة هذا النصّ إلى لغاتٍ أخرى إلا بإتّفاق خطّي مع الكاتب.