أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام خماط - بين ظاهرة العنف ومفهوم الارهاب















المزيد.....


بين ظاهرة العنف ومفهوم الارهاب


سلام خماط

الحوار المتمدن-العدد: 1978 - 2007 / 7 / 16 - 10:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان اهم ما ينبغي أن يتحلى به الكاتب الذي يريد ان يحلل ظاهرة العنف هو ان لا يكون عنيفا بل مفعم بروح السلام والخير ومتمسكا بالهدوء والرصانه,
ان الدوله اساس مهم من أسس الحضاره ,فأذا قويت الدوله في بلد ما استطاعت أن تقمع النزاعات الداخليه وان تضرب بيد من حديد على ايدي اللصوص وقطاع الطرق ,وهذه القوه تشجع الناس على مزاولة اعمالهم من غير خوف محتمين بذلك بقوة القانون,اما الدوله الضعيفه فانها بالنقيض من ذلك فهي لا تستطيع ان تحمي أرواح الناس وممتلكاتهم.
ان عقدة الاحساس بالخوف لدى المواطن العراقي كان نتيجه لسياسة الانظمه الاستبداديه التي توالت على حكم العراق لعقود طويله,وكان لهذه الاستبداديه دورا لا يقل تاثيرا عن الجمود لدى الفرد العراقي من خلال استلاب أرادته,جعلت منه انسانا لا حول له ولا مقدره على الابداع الذي يعيد له اعتباره الانساني من خلال المطالبه بالمشاركه في صنع القرار والعمل على تنظيم العلاقه بين الحاكم والمحكوم.
ان انتقال المجتمع من الحرمان والظلم الذي تسببه السلطه إلى مجتمع حر وديمقراطي سترافقه حتما صعوبات سياسيه وتحديات تتمثل بالهفوات والاخطاء وخصوصا في مجتمع مثل العراق وذلك بسبب تكوينه الطبقي ونسيجه الاجتماعي ,
ان الذاكره الوطنيه تعيد شبح المعاناة والويلات المشتركه للعراقيين جميعا,وان فترة الحكم السابق رغم الظلم والاستبداد اكدت على ضرورة التعايش بسلام بين ابناء العراق بمختلف قومياته واطيافه السياسيه المتعدده,فلكي نحقق السعاده للانسان العراقي المظلوم يجب ان نمضي في طريق الديمقراطيه لانها وليدة التجربه الانسانيه المره مع نظم الاستبداد وما تركته هذه النظم من جور وتعسف عبر التاريخ.
ان العراق لم يكن جديدا عليه ان يخوض تجربه ديمقراطيه,فقد شهدت بلادنا ممارسات نيابيه (برلمانيه) منذ العهد الملكي وكان أولها عام 1925.
اثبت التاريخ عبر مسيرته الطويله ,ان الفوضى لا تقود إلى الديمقراطيه بل تقود إلى الخراب والدمار ,وان الانطلاقه الاولى نحو التواصل والتشاور هي الكفيله الضامنه لاستمرار علاقات متكافئه بين الاطراف المتحاوره وليس المتحاربه سوف تعطي نتائج ملموسه من اجل خدمة الوطن والشعب .
لقد اكدت قوى المعارضه واحزابها خارج العراق قبل التغيير وما توصلت اليه عبر مؤتمراتها فب المنفى عن طريق الحوار قد ساعد على تذليل الكثير من الصعوبات التي كانت تعترض طريقها ,وذلك بسبب الفهم المتبادل بين جميع الاطراف .
ان المرحله الحاليه تحمل في طياتها الكثير من الصعوبات والمخاطر ,وعلى العراقيين جميعا قوميات واديان ومذاهب واحزاب ان يتحملوا المسؤوليه الوطنيه لمواجهة هذه المخاطر من اجل تعزيز عوامل القوه وشروط الاستقرار لبناء الدوله الحضاريه ,دولة القانون والدستور عن طريق الفهم المشترك والواعي للديمقراطيه,كونها الحل الوحيد والحقيقي لجميع المشاكل التي يمر بها العراقيون وعلى مختلف اطيافهم الاجتماعيه والسياسيه.
كان هنالك أمل يراود العراقيين وهو الخلاص من عنف السلطه وعنف القائد الضروره ليحل محله السلام بين الناس وتبدا حركة الابداع ,الا ان الذي حصل هو بعد سقوط الصنم هو توقف عنف السلطه ليبدأ عنف أذناب السلطه من الصداميين والتكفيريين وبعض المحسوبين على الدين ,هؤلاء جميعا بدأوا بالعنف تدعمهم اكثر من سلطه واكثر من حاكم بل واكثر من دوله على امتداد حدود العراق المبتلى من الداخل والخارج ,حتى اصيب الجميع بخيبة الامل.
ان الفتره القاسيه التي عاشها العراق منذ تسلم صدام السلطه هي من احلك عهود الظلام ليس لانها اكبر من فترة بعض الجلادين من الحكام العرب عبر تاريخهم الاسود ,بل لانها تزامنت مع عصر حقوق الانسان وتزامنت مع وجود ثروة النفط التي تحولت إلى نقمه والى اداة ضاغطه وقامعه فايرادات النفط حولها صدام إلى ادوات للقتل والتعذيب والتهجير القسري للسكان واباده جماعيه وشراء ضمائر وذمم بدلا من المساهمه في رقي المجتمع العراقي وتقدمه ورفاهيته.
ان الحركات القوميه ومنها حركة البعث تعتبر العنف اساسا بفعل تأثرها بالفلسفه الماركسيه التي طبعت كل الحركات السياسيه في العالم العربي منذ الاربعينات وحتى وقت متاخر بطابعها الصدامي والثوري والذي يتمثل باسلوب العنف في مواجهت التحديات .
انطلقت الفكره الماركسيه من خلال ايمانها بالماديه التاريخيه ,وهذه الماديه تخضع التاريخ كله بكل ما فيه من تغيرات وتطورات لقانون الحتميه التاريخيه المتمثله في صراع المتناقضات في الاشياء ,والذي يحرك عجلة الانتاج نحو التطور في علاقات الانتاج التي تحكم كل الاشياء,وبذلك تكون الثوره التي تصنع التغير ضروره حتميه تفرضها طبيعة الاشياء في ظل الشروط الموضوعيه التي تحتاجها عملية الصراع ,يقول احد منظري الماركسيه :ان الثوره في الماديه التاريخيه عنصر ضروري من عناصر نزاع الطبقات عندما يؤول هذا النزاع بحكم الضروره إلى صراع سياسي هدفه الاستيلاء على جهاز الحكومه لتجريد الطبيعه المهيمنه على سؤون المجتمع من وسائل هذا الجهاز الذي تسخره لخدمة اغراضها .
من هنا تعتقد الماركسيه ان البروليتاريه تستطيع الاحتفاظ بالسلطه ,وان لم يكن لها مقدار جاهز من الملاكات الكافيه والمثقفه الاداريه القادره على تنظيم البلاد ,فيمكن كما يقول لينين:ان نستولي على السلطه اولا ونخلق الظروف الملائمه لتطور البروليتاريه ثم نسير بخطى الجبابره إلى امام ,كما يقول ان ا لثوره البرجوازيه غير ممكنه بدون تحطيم جهاز الدوله البرجوازي بالعنف.
ويقول انجلز عن البيان الشيوعي :ولا يتدنى الشيوعيون إلى اخفاء ارائهم ومقاصدهم ومشاريعهم ويعلنون صراحه ان اهدافهم لايمكن بلوغها وتحقيقها الا بهدم كل النظام الاجتماعي التقليدي بالعنف والقوه.
ان التحالف الامريكي الاسرائيلي قد استفاد من احداث 11 أيلول وكانت الخطوه الاولى هي امتناع الولايات المتحده الامريكيه بشخص رئيسها جورج بوش عن بحث تعريف محدد للارهاب والتي كانت تطالب به بعض دول الاتحاد الاوربي وروسيا وبعض البلدان العربيه وكان السبب وراء ذلك هو ادخال بعض حركات التحرر في العالم في دائرة الارهاب وبهذه السياسه الامريكيه الاسرائيليه ارادت ان تجعل العالم كله في قبضتها من خلال توظيف كل الاوضاع الامنيه والاقتصاديه والسياسيه في العالم لضرب كل المعارضين لها بحجة الارهاب .
ان استعراض العضلات الامريكيه ومعها كل دول الاطلسي كان بمثابة رساله موجهه إلى العالم وخاصة الدول وحركات التحرر بانها لايمكن ان تشعر بالامان الا على اساس الخضوع للسياسه الامريكيه ,ان الولايات المتحده الامريكيه تتحرك في تحالف استراتيجي مع اسرائيل لتؤكد للعرب والمسلمين ان الطريق إلى امريكا يمر باسرائيل.
أصدر روجيه غارودي كتابا عن مجازر اليهود ووحشيتهم في الماضي والحاضر فلا يخفى على احد ما قامت به العصابات الصهيونيه من مجازر في دير ياسين وصبرا وشاتلا ومصادرت اراضي وتهجير قسري للسكان ,لكن الذي حصل هو مصادرة كتابه واحالة غارودي إلى المحكمه ,لكن عندما تصدر الكتب ضد الاسلام يرحب بها ويعتبر صدورها وجها من وجوه الحريه الفكريه كما حصل للكاتب سليمان رشدي صاحب كتاب (أيات شيطانيه) الذي يسى إلى النبي (ص) والى الاسلام بشكل عام .لقد كرمت ملكة بريطانيا قبل ايام هذا الكاتب المسى,فالغرب هنا ليس مع الحريه اذا كانت ضد اليهود الصهاينه لكنه مع الحريه اذا كانت تنال من مقدسات المسلمين.
ان الحقيقه الواضحه هي ان الولايات المتحده الامريكيه ومن وراءها الصهيونيه العالميه هي مصدر الارهاب العالمي من خلال ما تقوم به من عمليات عسكريه المتمثله بقصف الطائرات الحربيه للمناطق السكانيه في بغداد وغيرها من المدن العراقيه الاخرى والتي كان اخرها القصف الجوي لمنازل المواطنين في منطقة الامين الثانيه والتي راح ضحيتها الكثير من الاطفال والنساء والشيوخ من ابناء شعبنا المظلوم
سلام خماط
منتدى الشطره الابداعي




#سلام_خماط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرفان والصوفيه في الديانات القديمه
- اراء غير مقدسه
- القاده السياسيين ومسؤولية مستقبل العراق
- عندما يكون الاعلام مسخرا للتغطيه على الجريمه
- النظام الاجتماعي بين مفهوم الاسلام والنظريات الماديه
- العنف بين مسوولية انظمة الاستبداد والقوى العظمى
- الشاعر وروح القدس
- من اجل وطن خال من الخوف والتسلط
- الفقراء بين الارهاب والتفاوت الطبقي
- كرامة الانسان وحقه المقدس في الحياة
- الاسباب الحقيقيه وراء الاحتقان الطائفي في العراق
- العولمه الخدعه الامريكيه الكبرى
- الاحتلال ومسؤولية القوى الوطنية
- الديمقراطيه وحقوق الجتمع
- دراسه نقديه في كتاب اليمين واليسار في الاسلام
- الكشف الصوفي عند الغزالي ومبدأ العقلانية في فلسفة ارسطو
- من اجل فكر حضاري خالٍ من التعصب الطائفي والقومي
- العقائد الاسلامية والاثار الاجتماعية السيئة
- اول معركة بين المسلمين على ارض العراق
- التحرر من تحجر الذهنيه في مضمون الانتماء


المزيد.....




- إسبانيا.. العثور على 270 ألف خرزة في قبر واحد يقدر عمرها بـ5 ...
- روسيا.. انتهاء الاختبارات ما قبل السريرية للقاح الشخصي المضا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل مسلح أطلق النار على موقع عسكري با ...
- خمسة وزراء خارجية عرب في رسالة لواشنطن: لا لتهجير الفلسطينيي ...
- الهند ضاعفت عدد نمورِها خلال عشر سنوات.. لكن كيف؟
- البيت الأبيض ينشر قائمة -مثيرة للدهشة- بنفقات الوكالة الأمري ...
- الصين تخطط لإرسال مسبار جديد إلى القمر عام 2026
- عصابات المخدرات المكسيكية تهدد الجيش الأمريكي
- طهران: لم يطرأ أي تغيير على وضع إدارة الملف النووي
- في اليوم العالمي لمكافحة للسرطان.. إليكم بعض أعراضه الخفية! ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام خماط - بين ظاهرة العنف ومفهوم الارهاب