أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - إدريس ولد القابلة - برافو للحكومة ..-الزلاط-.. الشوكة اخترقت العظم.. والحصيلة إيجابية















المزيد.....

برافو للحكومة ..-الزلاط-.. الشوكة اخترقت العظم.. والحصيلة إيجابية


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 1976 - 2007 / 7 / 14 - 12:15
المحور: مقابلات و حوارات
    


السلطة والخنوع للسلطة..إشكالية أضرت بنا أكثر مما نفعتنا... وإشكالية الاحتفاظ بالسلطة، في كل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والإدارية، وعلى جميع المستويات، وطنيا ومحليا أو مركزيا وجهويا، أرهقتنا.. والاحتفاظ بالسلطة والدفاع عن الموقع يكون بالإغراء أو الحيلة أو المكر أو قطع الرأس.. ذلك لأن السلطة عندنا قامت على اعتقاد "الشخص العظيم"، أي شخصية استثنائية، ولأنه كذلك منح لنفسه امتيازات استثنائية.. والأدهى والأمر أن السلطة عندنا والحديث هنا ليس عن سلطة الملك المنصوص عليها دستوريا والمثبتة في ميثاق البيعة أضحت وراثية ذلك أن هذا يهيئ نجله ليخلفه في الحزب وذاك يسهل لزوجته أو أحد أولاده احتلال كرسي بالجماعة أو البرلمان، وثالث يسعى لتمكين أحد ذويه من دائرة سلطة فرضت عليه الظروف الابتعاد عنها.. وها هي انتخابات 2007 على الأبواب وإن كان من المستبعد أن تعرف مشاركة كبيرة، فإنها ستؤكد لا محالة استمرار حضور هذا الاعتقاد بخصوص السلطة عندنا. لكن الاستعدادات لهذه الاستحقاقات تأتي في وقت كثرت فيه الأصوات التي ترى أنه منذ الاستقلال لم تتوقف آلة القمع بالمغرب على الاشتغال ولم نعاين بعد فعلا وجود دولة الحق والقانون، مستشهدة بما يحصل لحاملي الشهادات المعطلين ولأغلب المحتجين أمام المؤسسة التشريعية بالعاصمة، الذين نالوا حظا أوفر من حظ السنة الماضية من فرط "الزلاط".

انتفضت هذه الأصوات من جديد بمناسبة ما حدث في منطقة الغرب من قمع شرس في حق فلاحين ذنبهم الوحيد أنهم دافعوا على أرض آبائهم وأجدادهم التي تلاعب بها المتلاعبون، وكانت النقطة التي أفاضت الكأس، ما حدث في مايو 2007، والذي اعتبره الكثيرون بمثابة رسم حدود جديدة، من شأنها أن تعيدنا إلى عقلية اعتمدت ذريعة الخطوط الحمراء لإسقاط الرؤوس، وها هو خط أحمر جديد تمت بلورته تحت غطاء المس بالمقدسات وهو "تهمة التضامن" التي دشنت انطلاقة مسيرتها بإسقاط رؤوس، وهي مناسبة لتأكيد ذلك الاعتقاد الخاص بالسلطة عندنا، وارتكازا على هذا الخط الأحمر الجديد ،"تهمة التضامن"، تعرضت الوقفة التضامنية السلمية والحضارية، مع معتقلي فاتح ماي، يوم 15 يونيه 2007، لقمع شرس وتدخل همجي تألق فيه "وليدات الجنرال حميدو العنيكري"، ذكرنا بفتوحات فرق "الكوم" الذين كانوا يرابطون في شاحناتهم ليل نهار، وعلى امتداد شهور، أمام الثانويات وجامعة محمد الخامس والمعاهد العليا في منتصف السبعينيات في انتظار صدور أمر الانقضاض على التلاميذ والطلبة ككلاب هائجة لنهش لحومهم ضربا وركلا ورفسا، وكانوا يعلنون نشوتهم في القيام بهذه المهمة إرضاء للقائمين على الأمور، وكانت الخطوة برضا هؤلاء بمقدار ما يسقطون من ضحايا وما يقدمون قرابين للشرطة القضائية، ممن مسكوا بهم حسب ميزاجهم، كان مشهد تدخل فرقة القوات المساعدة شبيها بمشاهد تألق فرق "الكوم" فيما مضى بحيث إن "وليدات الجنرال حميد والعنيكري" المسعورين على مدنيين مسالمين أمطروهم بـ "الزلاط" .. جرح العديدون، نساء ورجالا، مناضلين وقادة ومتعاطفين ومواطنين عاديين، محامين وصحفيين وموظفين وجامعيين...

وبالرجوع إلى الوراء قليلا، في نطاق العهد الجديد، يتبين بأن القمع برز من جديد كنهج للتعامل من طرف القائمين على الأمور وعلى السلطة، وذلك منذ شرعنة كل التجاوزات تحت غطاء مكافحة الإرهاب والتصدي للانتحاريين، وفي هذا المضمار تناسلت الاعتقالات والاختطافات على شكل عمليات تطيهرية ممنجهة، خصت جملة من الأحياء الشعبية في مختلف مدن المملكة، ولم تكن حملات حقيقية للبحث عن الإرهابيين أو "مشاريع الانتحاريين" كما تم الترويج لذلك. وما دام الاحتفاظ بالسلطة عندنا غالبا ما يكون بالإغراء أو الحيلة أو المكر أو الإكراه، أو قطع الرأس، فإن القائمين على أمورنا لا زالوا يتوهمون إلى حد الآن أن مختلف الإجراءات الاستفزازية هي السبيل لوضع حد للسخط المتنامي للمواطنين الذين فقدوا قدرتهم الشرائية من جراء الارتفاع الصاروخي لكلفة المعيشة وبفعل جمود، بل تقهقر الأجر والدخل واستفحال البطالة واستشراء الفقر، علما أن دواعي السخط مستدامة الوجود ولا يمكن التصدي لها بالقمع والتنكيل أو تفعيل "الزلاط" في الفضاءات العمومية، سيظل السخط يتزايد ما دام المواطنون يجدون صعوبات في الولوج للخدمات الأساسية، مسكن لائق وصحة وتعليم ونقل وماء وكهرباء.. وهذه أمور لا يمكن حلها والتصدي لها بـ "الزلاط" في مغرب يقال إنه يسعى لإحداث القطعية مع الفترات السوداء من تاريخه الحديث.. فكيف لا تتسع دوائر السخط والتنديد، وسيرورة التفقير تمس جزءا كبيرا من المغاربة، حتى بعض شرائح الفئات الوسطى، وبموازاة مع ذلك تزداد عجرفة القائمين على الأمور..

في ظل هذه الأوضاع، فإن منع الاحتجاج والتنديد بأساليب سلمية وحضارية، كوسيلة من وسائل ممارسة حق التعبير، بتفعيل "الزلاط" و في غياب رغبة التصدي لأسبابه، لن يجر إلا المزيد من التذمر، وما دامت عقلية السلطة السائدة عندنا ما زالت هي هي، فمن الضروري أن يواجه حق التعبير بالاحتجاج السلمي بالقمع والمزيد من "الزلاط"، لذا أضحى الكثيرون قلقين جدا من عودة المغرب إلى مناخ سنوات الجمر والرصاص، وإذا تم ذلك، فإن الانعكاسات ستكون أدهى، لأن مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس.

فما دام هناك تكريس للنهب وتهريب الأموال والرساميل واحتكار الثروات، فلا سبيل أمام القائمين على الأمور إلا التفكير في بلورة خطوط حمراء جديدة تتماشى مع الظروف لتبرير القمع وتفعيل "الزلاط"، فقد كان الإرهاب وجاءت "تهمة التضامن" وسيتلوها فبركة خطوط حمراء جديدة، ما دام الاحتفاظ بالسلطة عندنا لا يحصل إلا بالإغراء أو الحيلة أو المكر أو الإكراه أو قطع الرأس.

يأتي كل هذا في وقت ينتظر فيه المغاربة عرض حصيلة الحكومة لتبين لهم ماذا أنجزت لصالحهم وما ينتظرونه منها، وليس التصريح بأرقام ومعادلات ومؤشرات لا يفهم مدلولها وخباياها، إلا سي إدريس جطو وسي فتح الله ولعلو، وإنما ينتظر أن تحدد لهم الحكومة، بوسائل الإيضاح وعلى أرض الواقع الملموس، ماذا حققت لهم؟ علما أن المغاربة قاموا بتقسيم هذه الحصيلة على خلفية ما لمسوه وعاينوه، وتقييمهم يفيد أن المشاكل والمعضلات التي يتخبطون فيها لم تزد إلا تعميقا واستفحالا والأوضاع المعيشية زادت ترديا وقوتهم الشرائية حطمت الأرقام القياسية في الانحدار والتعرية.

بالنسبة للمواطن العادي لا يمكن تصور حصيلة إيجابية دون أن تنعكس هذه الصبغة الإيجابية على ما يعاينه بالملموس على أرض الواقع المعيش، فماذا تحسّن أو تغير على أرض هذا الواقع هذه السنة؟ هذا ما ينتظر المغاربة من سي إدريس جطو أن يبينه بشفافية وبكل شجاعة أدبية بدون لف ولا دوران، علما أنه مهما كثرت الأرقام والنسب المئوية والمقارنات مع السنوات الفارطة لن تفيد نفعا إن لم يقم الوزير الأول بتبيين للمواطن ماذا تحقق على أرض الواقع.

لأنه على أرض هذا الواقع اليومي المعيش عاين المواطن على امتداد هذه السنة، ارتفاعا مستمرا في أسعار المنتوجات والخدمات وتدهورا مستمرا في الخدمات العمومية في مجالات حيوية مثل التطبيب والتعليم والسكن اللائق، وتصاعدت وتيرة تدخل "زلاط" وليدات الجنرال العنيكري" والهراوات الحكومية بالفضاءات العمومية.. هذا ما عاينه المواطن على امتداد سنة 2007، وعلى هذه المعاينة يقيم حصيلة الحكومة، لكن ورغم كل هذا، لا محالة أن سي إدريس جطو سيقدم حصيلة إيجابية، لأنه يرى ما لا يعاينه 90 في المائة من المغاربة باعتبار أن المؤشرات والأرقام والنسب المئوية التي سيدلي بها لا تهم في الواقع إلا "المغرب ـ الجزيرة" مغرب 10 في المائة، وليس المغرب ـ المحيط، مغرب 90 في المائة من المغاربة، والحالة هاته فإن الوزير الأول سيكون صادقا ونزيها باعتبار أن حصيلة الحكومة هذه السنة إيجابية بامتياز.

برافو للحكومة، التي في مقدورها أن تدلي بحصيلة إيجابية رغم أن الشوكة اخترقت عظم مغاربة "المغرب المحيط" وآخر الكلام..
برافو الحكومة مرة أخرى... "الزلاط".. والشوكة اخترقت العظم.. والحصيلة إيجابية.
إدريس ولد القابلة



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في حصيلة الحكومة
- ترويج -إغناء الفقير دون تفقير الغني-وتكريس -إغناء الغني عبر ...
- فضائح الماجيدي حارس أموال الملك
- الماجيدي تجاوز الحدود وأساء لسمعة البلاد
- الماجيدي حلقة من حلقات نهب الملك العمومي
- ترامي الماجيدي على أملاك الشعب استمرار لسلطة -المافيا- المخز ...
- هكذا ننتج المعارضين الجذريين عندنا
- -أفريكوم- وسيلة لمحاربة -الإرهاب- وتأمين الموارد النفطية لأم ...
- البصري يسلم أسراره لابنه لحمايته
- حوار مع الباحث محمد الحنفي
- هل القاعدة أضحت تهدد الملك محمد السادس؟
- دركي مغربي يعلن اكتشاف أكبر حقل للبترول في العالم بالمغرب
- مغاربة سبتة ومليلية يطالبون بتحرير المدينتين السليبتين
- مؤشر -الرغبة في مغادرة- المنطقة.. يتنامى!
- المغرب: لا أعرفه
- النظام الملكي في المغرب صمام أمان لا بديل عنه
- في أي مغرب نعيش؟
- الثقافات، اللغات والمعتقدات هوّيات مغربية في تحول
- نكسة حزيران 1967
- ملوك الدعارة


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - إدريس ولد القابلة - برافو للحكومة ..-الزلاط-.. الشوكة اخترقت العظم.. والحصيلة إيجابية