أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هادي الحسيني - مرثية إلى علي الصغير














المزيد.....

مرثية إلى علي الصغير


هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)


الحوار المتمدن-العدد: 1976 - 2007 / 7 / 14 - 05:18
المحور: الادب والفن
    



مساءً يتلون العشب
بألوان الطيور المهاجرة،
ويرسم بحراً
من أيتام الحروب.

مساءً تختزل الروح جراحاتها،
لتدون سيرتها الموحشة في الظلمة.

مساءً ينفض القلب أحزانه،
ليمحو كدمات الزمان.

مساءً تكتب اللغة
ما فاتها من مفردات،
ظلت تدور في ذاكرة الشعراء قروناً.

مساءً سترحل الغيوم
إلى سماء أخرى،
بعيداً عن دخان الحروب.

مساءً سيلتقي العشاق كعادتهم،
ليكتبوا ديوان عشقهم من جديد.

ومساءً قد ينهض الأموات من نومهم،
ليحصوا القادمين الجدد إليهم،
وهم كُثر.

فلتكن قبورنا شاهدات على الألم،
الألم المرافق لأرواحنا
مذ خلقنا في هذا العالم.

أيها الأموات:
ألا تستفيقوا من نومكم الطويل ؟
لتدلوني على فتى
ابن الثلاثة عشر ربيعا

غادر بيتنا في ليلة عاصفة

وكسر أجنحتنا من دون أن يدري !

إنه علي الصغير

الذي مات على غفلة قبل عامين
لكن أمه الثكلى

كلما سمعت أنينه، انتابها حزن (معدان) عليه

يا علي الصغير المدلل في القلوب الحزينة

لقد طال الفراق
وأقفل الدمع عيوني،
ما عدت قادراً على الحزن
ولا الحزن يفك الطوق عني

من ذا الذي سيرشدني إلى قبرك

آهِ قبرك،

هل غادرت أنا لأعود،
وأجدك تحت تراب هش،
الرصاصة التي أصابتك،
كم تمنيت لو أصابتني

يا علي الصغير:
يا ابن أخي

لقد عدت إلى بغداد
بعد عقد من الزمان
ولم أرَ وجهك بين الصغار
صراخك الجميل وجدته،
في صدى جدران بيتنا

ضحكاتك التي كانت تلحم الجراح
وجدتها بقايا من صراخ وعويل
مرسومة على وجوه أهلنا...

أبي: انكسر وقصم الدهر قلبه.

أمي: ما عادت تضحك ضحكاتها المعروفة.

أبوك: ظل يرش على وجهه تراب قبرك
ما دام يذهب إليك.

النساء في بيتنا: لم يخلعن السواد منذ عامين.
أمك: يوم عُدت إلى بغداد,
ظلت تشم رائحتي
علها تشم رائحتك مني.

ستار: ردد ما كان دائماً يقوله:
(لا حول ولا قوة إلا بالله) وبكى....


علي الصغير: ابن أخي, مات على اثر حادث مؤسف برصاصة طائشة عام 2002 وهو ابن الثلاثة عشر ربيعاً.



#هادي_الحسيني (هاشتاغ)       Hadi_-_Alhussaini#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيزياء النفط والغاز
- فيزياء الفساد !
- مسكينة يا جنائن بابل
- حتى لا يطير الدخان
- حثالات البرلمان العراقي
- شبح الموت مثل امرأة ثكلى
- ايران ورجل البياض
- طوق امني على سامراء
- سامراء مرة اخرى
- حوار مع الكاتب والمفكر العراقي امير الدراجي
- فيزياء رأس الافعى
- امريكا ، ايران ، والعراق الضحية
- تفجيرات حداثوية
- قليلا من الحياء
- في صباح أليم
- كيمياء المهزلة
- ألج يوم وتفشين يمدكسنة
- فيزياء الشجاعة
- كيمياء اسبوع المدى الثقافي
- فيزياء سفر الحكومة


المزيد.....




- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هادي الحسيني - مرثية إلى علي الصغير