محمود نزال
الحوار المتمدن-العدد: 1975 - 2007 / 7 / 13 - 05:52
المحور:
الادب والفن
وسط الجليد الذي يكاد يقتل دفء أعمارنا.. في عمق الفوضى التي تعصف في صمت دروبنا.. رائع أن تمتد يدٌ من حيث الفراغ والصمت والعدم.. فتمسح على جبينك بدفء نسمة الربيع.. وتمرر أناملها في ثنايا شعرك بحنان لمسة الأم.. وتداعب وجنتيك بشوق وحنين أنامل الحبيب.. إنك عندها.. تفاجأ كيف قد انقلبت دنياك.. فالشتاء أصبح صيفاً.. والخريف ربيعاً.. والجليد دفئاً.. وفوضى حواسك استحالت لحناً عذباً.. تعزفه أنامل ملاك صغير.. على قيثارة إحساسك المرهف.. تكاد تذيبه همسة في البعد.. ومن البعد..
أتدرك.. عمق الإحساس كم يكون عندما.. تشعر أنك ما عدت في هذي الحياة وحدك ؟.. وأنك لست لنفسك تسطر الحروف بعد اليوم؟.. وأن هناك في مكان ما من هذا العالم الواسع.. روحٌ تفهمك حتى في صمتك وسكوتك.. وأنك تملك هناك في مكان ما تحت سماء هذا الكون.. صدراً كبيراً حنوناً.. يحتويك.. بآلامك.. وآمالك.. بأحلامك.. وطموحاتك.. بأشواقك.. وحنانك.. تملك صدراً دافئاً رؤوماً.. يلملم أشلاء إحساسك المتناثرة.. ويعيد ترتيب ذاتك المبعثرة.. ويفهم كل خلجة تهفو بها روحك..
وإننا.. في تلك اللحظة.. ندرك أن هناك أشخاص.. عندما نلتقيهم.. نكون قد التقينا بقدرنا.. وعندما تقرأهم.. فإن علاقتنا بهم ستتغير.. ولن نستطيع الصمود بعدها.. لأننا لا نكون مهيئين لسلاح الكلمات.. فإذا كان الحب هو كل ما يحدث بين ذاكرتين.. فإن الأدب.. هو كل ما لم يحدث.. فهنيئاً للأدب.. فما أكبر مساحة ما لا يحدث.. وهنيئاً للحب أيضاً.. فما أجمل ما حدث.. وما أجمل ما لم يحدث.. وما أجمل ما لن يحدث.. وإذا كان الحب هو الجدلية الأبدية.. ما بين الممكن والمستحيل.. فما الحب إذن سوى المنتصر الوحيد
#محمود_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟