|
جماعات الارهاب تغتال التضامن العالمي مع شعوب البلدان العربية
نبيل يعقوب
الحوار المتمدن-العدد: 1974 - 2007 / 7 / 12 - 11:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قبل الحادي من سبتمبر، قبل جرائم الارهاب في مدريد ولندن ومصرع فان جوخ في امستردام والذي ذبحه قاتله بعد ان رماه بطلقات قاتلة من مسدسه، قبل هذا كانت حركة التضامن مع الشعب الفلسطيني تحقق تقدما وكان تأثير الدعايات الاسرائيلية في انحسار وكانت اوروبا مشغولة باعمال مواثيق حقوق الانسان احتراما لحقوق المهاجرين. كانت الاحزاب وحركات المجتمع المدني والبرلمانات والحكومات والاعلام في نقاش وصراع شبه يومي حول موضوع الاندماج وقضية المواطنة. وحقق المنادون بمساواة المهاجرين في الحقوق تقدما وسقط اليمينيون المتطرفون العنصريون في شبه عزلة، واضطر المحافظون لاتخاذ مواقف دفاعية حتى لا تلصق بهم تهمة العنصرية او القومجية. هولندا والسويد والنرويج كانوا في المقدمة، ووصل الامر للاعتراف بحق الانتخاب للاجانب ووصل البعض منهم الي عضوية البرلمانات. وفي المانيا اكبر دول غرب اوروبا بدأت منذ سنة 1998 عملية التخلي التدريجي عن سياستها المحافظة التي ولعشرات السنين تهربت من الاعتراف بواقع المتغيرات السكانية الاثنية والثقافية والتي تفرض انطلاقا من المواثيق الدولية ومن دستورها ذاته الاعنراف بالحقوق الثقافية والسياسية لملايين المهاجرين. وبدا ان مسيرة المجتمع متعدد الثقافات حيث تسود الحرية الثقافية، اي حق الانسان من اي بلد جاء في اختيار طريقة حياته، دينه وثقافته ولغته وعمله واتجاهه السياسي وهواياته بدأت تجتاز عقبات الايديولوجية القومية التي تعتبر المواطنة محصورة في رابطة الدم العرقية، وتخشى المهاجرين كخطر على ثقافة وامن الامة.
مع الحادي عشر من سبتمبر ومع سيل دماء المدنيين مختلفي الجنسيات في بقاع مختلفة من العالم تلقت عقول المئات من ملايين مشاهدي التليفزيون وقراء الصحافة "نبوءة" صمويل هنتجتون عن صراع الحضارات كحقيقة ثابتة لا شك فيها. واصبح سهلا على الصحافة الرخيصة رسم صورة للاسلام ككائن من العصور البائدة على كل انسان ان يخشاه. هذا هو الانجاز الرئيسي للجماعات التي اختطفت الاسلام والتي اهدت لايديولوجيي العنصرية والامبريالية اهم نجاح حققوه بعد ما يسمى نهاية الحرب الباردة.
حقائق لا بد ان نعرفها
بعد نهاية العالم ذو القطبين واستفراد الولايات المتحدة بالهيمنة على العالم فقدت الشعوب المناضلة من اجل حريتها وسيادتها واللتان تعنيان حرية اختيار طرق تطورها واحتلالها مكانة متكافئة في العالم حليفا ساعد شعوب العالم الثالث على الانعتاق من نير الاستعمار وعلى بناء الاسس الاقتصادية للتحرر. ولكن سيطرة الامبريالية لم تصبح مطلقة اذ ان ضمير شعوب العالم كان قبل نشوء الاشتراكية وبعد هزيمتها قوة ذات شأن في كل قضية تقتنع بعدالتها الشعوب. ومظاهرات ملايين البشر في انحاء العالم ضد حرب العراق بالرغم من طوفان الدعاية السامة لتبرير الحرب جاءت دليلا على قدرة الشعوب على مقاومة التضليل، وعلى انتصارها لمبدأ السلام وحق الشعوب في تقرير مصيرها. ان اكتساب عقول وقلوب الشعوب هو اهم سند لنا في المعركة ضد العولمة المتوحشة، ضد العدوانية الامبريالية ومخططات الهيمنة، من اجل التحرر الوطني، من اجل تحرير العراق وفلسطين من الاحتلال.. باسم الدين تدمر الحركات الظلامية التضامن العالمي
مع كل عملية ارهابية يفقد العرب ملايين المتعاطفين مع قضاياهم في العالم. مع كل عملية ارهابية يتغير وضع ملايين المهاجرين المسلمين والعرب الي الاسوأ. مع كل تهديد ارهابي، مع كل أذى يصيب مواطنين من عالم الغرب يفقد العالم الثالث ملايين الاصوات المناصرة له في عالم الغرب. مع كل من هذه الاحداث تفقد الحركات المتضامنة مع العالم الثالث وبخاصة للشعب الفلسطيني انصارا. كيف يفهم المواطن المناصر للعرب في بلد من بلدان الغرب الاقتتال اللفلسطيني الفلسطيني، اختطاف ألان جونستون على يد عصابة تتخذ اسم "جيش الاسلام"، استيلاء حماس على غزة، الاقتتال الشيعي السني في العراق .. مع كل اعتداء على حقوق مواطنين في بلادنا كأن يعتدى على كنائسهم او تقيد حرياتهم او يهانوا او يجبروا على ما لا يريدونه نفقد انصارا لقضيتنا. مع كل خبر يذاع عن اضطهاد المرأة في بلادنا يبتعد عنا انصار لنا في عالم الغرب والرد المباشر يلمسه ملايين العرب والمسلمين في اوروبا وامريكا. مزيد من العزلة، مزيد من القوانين الامنية الجديدة في امريكا وهولندا والمانيا وفرنسا وغيرها.
هذا هو جدل السياسة في عالمنا المعاصر: لكي نكسب معركة التحرر والديمقراطية والتقدم نحتاج للوحدة بيننا وللتضامن العالمي. ولكي نستحق تضامن الشعوب المناصرة للحرية والديمقراطية يجب ان نستعيد لحركة التحرر الوطني وجهها التحرري والتقدمي والديمقراطي
#نبيل_يعقوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ميلاد حزب اليسار في المانيا
-
قمة الثمانية في المانيا بين الوعود والنتائج الفعلية تمخض الج
...
-
قمة الثمانية في المانيا
-
اين يقف اليسار الالماني من القضية الفلسطينية وكيف يرى اشتراك
...
-
رؤية اليسار الالماني في حوار عن الشرق الاوسط وعن اشتراكية ال
...
-
مؤتمر الامن الدولي في ميونيخ: عندما تتحدث روسيا بلغة الاستقل
...
-
رغم العولمة .. الاستقلال الوطني ممكن
-
المحافظون الالمان بين تعثر الاصلاح والحيرة امام مجتمع متعدد
...
-
!كرة القدم.. الهوية والعداء للأجانب فى ألمانيا
المزيد.....
-
ترامب يوقع مرسوما بفرض عقوبات على الجنائية الدولية
-
بيسكوف: لم تناقش روسيا والولايات المتحدة تنظيم لقاء بين بوتي
...
-
وزير الدفاع السوري: منفتحون على استمرار الوجود العسكري الروس
...
-
سياسي عراقي: انسحاب القوات الأمريكية من البلاد قد يتأخر
-
-الغارديان- : ترامب سيضطر إلى مراعاة مصالح روسيا والصين
-
الخارجية الأمريكية: نقل الفلسطينيين إلى خارج غزة سيكون مؤقتا
...
-
خلافات بشأن حكومة لبنان: اجتماع لعون وسلام وبري ينتهي بلا تص
...
-
الطيران الإسرائيلي يشن غارات على جنوب لبنان وشرقه رغم اتفاق
...
-
دعوة للانتباه.. مسار ضم وتهجير الضفة بدأ
-
جوا وبحرا.. كاتس يدرس السماح لسكان غزة بالسفر عبر إسرائيل
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|