عبد الكريم الموسوي
الحوار المتمدن-العدد: 1973 - 2007 / 7 / 11 - 05:34
المحور:
الادب والفن
كان بيتنا يلتهِمه النهر ( شَط العرب ) في آخرِ فيظان
من فيظانات الوطن !!!
الماء يعلو وأنا ابتهج
كُنتَ غائباً عن عمق الحزن في منسوب المياه على وجه أبي
كانت إبتساماته تُمحي ذلك الوجع
وجع ألاحاطةِ
يحيط ألاشجار بِسدودٍ من الطين
التي دثرها بِأنامِلِه كما دَثّرَ
طفولتنا ، لكي لا نغرق وألاشجار!
كان الماء يتدفق في وجهي
أتسلق اليابسة وأنام في مرتع الفيظان
حالما أن الله غفوتي على وسادة أمي .
***
إختفى الماء
لكنه فيظان أو يكاد أن يشبهه
بِقضبانهِ الملتهبة
لِيوشم على هزالة ألارتواء الجفاف .
تطوف ألأشجار وتحّلق الطيور مُثقلة بِفراشات صغيرة لا تميز الرحيق عن الدم .
ونطوف إلى ألانحدار بِشفاهٍ رملية .
قصيرةُ كانت تلك اللحظة ،
كالبرق حينما ينتشل الصمت .
قصيرةُ كانت
حتى الطيور لم تجد الوقت لِمسح أثار أعشاشها
وأبي الذي نخرته كائنات الموت منذ سنين
يسأل للمرّةِ ألالف
أهي النهاية ؟
أقول ,
وما البداية يا سيدي ؟
وأنت المحمول على أكتاف الموت
تؤرجح أحلامنا ويقظتنا ،
سيدي نحن لسنا محمولين
بل قد نكون مًحَمّلين بِأسى سؤالك .
إلا نطوف ...
#عبد_الكريم_الموسوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟