|
انقلاب محمود عباس وطموحات جلال الطالباني. عن النظام الرئاسي في العراق
رزاق عبود
الحوار المتمدن-العدد: 1972 - 2007 / 7 / 10 - 11:07
المحور:
كتابات ساخرة
من ضمن شروط ما سمي بالمصالحة الوطنية هي اعادة النظر بمواد الدستور العراقي الذي اقر بمبدأ التقية. فلم يجر تعديل الدستور ولم يتم الالتزام بالمدة المحددة لاجراء التعديلات، تمهيدا للتصويت الشعبي عليها، ولا عدهم نية يخلصون. والسبب طبعا هو ان الكتلة الشيعية(المفروضة على الشيعة من ايران) والكتلة الكردية ( من شيوعيين قوميين الى اسلاميين متعصبين) اتفقوا على التسويف في الامر. فهؤلاء متمسكون بقضية الفيدراليات، ومكانة المرجعية، ودونية المرأة. واولئك متمسكون بكركوك، وحدود الاقليم، وتوزيع الثروة. ومن ضمن ما تطالب به الجبهة الكردية هو توسيع صلاحية الرئيس. ويبدو، ان العم جلال، يعتقد انه سيبقى رئيسا الى ان يطيح به غزو تركي ربما. ولهذا يتمسكون بالمحاصصة الطائفية، والقومية. وهو(هم) يطالب بصلاحيات واسعة، يمارسها في الواقع على عناد الدستور، ونوابه، ورئيس الوزراء، ورئيس البرلمان. يفاوض، ويزور، ويحضر مؤتمرات، ويتخذ قرارات، وتوصيات، ومراسيم ويصرح باسم العراق. وعندما يتحدث عن كركوك فهو كردي للعرج. كما هو حال حليفه التاريخي ضد عبد الكريم قاسم، عبدالعزيز الحكيم. حيث يدافع عن ايران ويطالب بتعويضها بمائة مليار دولار(شكد حصته منهه؟). ولم نسمعه ولو مرة واحدة يتحدث عن حقوق ملايين الاكراد الفيلية المشردين في العراق، وايران، والعالم كله، وتعويضم عما لحق بهم من ضيم، وظلم، وضرر، وما سرق منهم من مواطنة، واموال، واطفال.
موضوعنا هو صلاحيات الرئيس، ومطبات الصلاحيات. ففي العالم، كما هو معروف، هناك انظمة رئاسية( كلشي بيد الريس) وانظمة حكومات (كلشي بيد رئيس الوزراء) أي الرئيس، او الملك(رئيس الدولة) منصب فخري تشريفي تمثيلي. لكنه رمز الدولة. وهذا النظام هو الافضل لان الشعب يختار حكومة على اساس برنامجها السياسي تتكون من حزب، او عدة احزاب. اما الرئيس فيجب ان يمثل، ويخدم الجميع كما هو حال ملك السويد، وملكة بريطانيا، وملكة هولندا، والدنمارك، وملك النرويج، والرئيس النمساوي، او الالماني، او الايطالي. ولم نسمع هناك مشاكل بسبب وضوح الصلاحيات، وتحديد المهمات. فالحكومة قد تكون اشتراكية، او ليبرالية، او دينية، او مؤتلفة من كل هؤلاء. لكن الرئيس يمثل الدولة كلها، والشعب كله. وفي النظم الرئاسية التي تتداخل فيها المهمات كثيرا ما تحصل مشاكل تعطل الحياة السياسية، وتشل الحياة العامة، وتقسم الشعب الى فريقين متعارضين كما حصل، ويحصل في لبنان او الجزائر كامثلة قريبة وكثيرا ما تحتقن الامور وتقترب من الحرب الاهلية. ولنا في وضع لبنان درسا بليغا، وهو نفس الموقع والوضع، الذي يطمح له الطالبني: نظلم محاصصي طائفي بغيض يقسم الشعب الى ابد الابدين وتنفجر الصراعات وقت ما تتضرر مصالح السيد الرئيس. وكم مرة استقال رئيس وزراء الجزائر بسبب عدم الانسجام، والتداخل في الصلاحيات( واحنه ما عايزنه مشاكل)! وراينا كيف شلت الحياة في اوكرانيا وتوالي المظاهرات والثورات من برتقالية الى حمراء والدولة صفراء.
وهناك انظمة رئاسية واضحة حيث معظم الصلاحيات بيد الرئيس كما هو الحال في فرنسا، وروسيا، وامريكا. في الاخيرة لا يوجد رئيس وزراء. وهنا تتعقد الامور عندما يكون الرئيس جمهوري، والبرلمان ديمقراطي، أوالعكس. او الرئيس اشتراكي، ورئيس الحكومة محافظ، او العكس كما حصل اكثر من مرة في فرنسا، او جيكيا، او بلغاريا. تخيلوا لو ان الاخوان المسلمين سيطروا على مجلس الامة المصري بوجود الرئيس مبارك! لقد اتفق السياسيون، وكتبة الدستور في العراق ان يكون منصب الرئيس تمثيلي، تشريفي،فخري. ومن يطمح بغير ذلك عليه ان يتولى قيادة حزبه، او جبهة انتخابية ليصبح رئيسا للوزراء، والحاكم الفعلي في البلاد اذا فاز حزبه، او جبهته في الانتخابات. كما الحال في ايطاليا، وبريطانيا، والسويد وغيرها من النظم المستقرة الذي وضعت لرئيس الدولة( ملك، او رئيس جمهورية). مهام تشريفية، واحيانا يعطى مهمات شكلية لا تؤثر على النظام. كأن يقدم رئيس الوزراء البريطاني استقالته الى الملكة ويستلم التكليف منها بشكل بروتوكولي لا اكثر ولا اقل. وقد تجاوزت هذه الشكلية اغلب الدول الملكية، والجمهورية في اوربا، والعالم. وقد يفتتح البرلمان الجديد كما يفعل ملك السويد مثلا. وينتهي الامر. ولذلك وحتى لا يحصل الانقلاب الذي قام به عباس بمساعدة اسرائيل، وامريكا ضد الحكومة الشرعية لحماس. وهو نموذج صارخ لتشابك، وتصارع الصلاحيات. فمن الافضل ان يكون لنا رئيس فخري تشريفي تمثيلي سواء كان كردي، او هندي. ويكفينا الاشكالات القائمة الان، والتي يجب ان تضع لها التعديلات الدستورية المنتظرة حلا، لا ان تزيد الامور تعقيدا، او تضع عقبات، وصعوبات جديدة. كما هو الحال فيما يسمى الان نظام الرئاسات في العراق (عدنة ثلاثة السيد الرئيس). وهو نظام شاذ، وغريب، وليس له دور في عقل، وذهنية واضعيه سوى عرقلة سير العملية السياسية، ووضع العصا في عجلة انفصال السلطات التشريعية، والتنفيذية، والقضائية، ومنع سلاسة عمل الدولة، وانسيابيته.
هسه هو الريس " فخري"، وعنده ميزانية، وقصور، ومستشارين، وحماية، وناطقين، وخبراء، ونصحاء(عشتية) بالالاف. لعد لو يصير رئيس بصلاحيات اكيد ياخذ الميزانية كلها. مثل ما راح لامريكا حتى يخفف وزنه، عليه التخفيف من وزن الصلاحيات التي يطالب بها. ويكفيه فخرا ان يمثل العراق، والعراقيين. فنياشين "الريس القايد" صارت "قياطين" لاحذية جنوده المنهزمين. رغم صلاحياته المطلقة.
#رزاق_عبود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النفط مقابل السلطة
-
على حماس اعلان الدولة في غزة وسلوك طريق فيتنام
-
الاسلاميون ذبحوا العراق من الوريد الى الوريد فاوقفوهم
-
لماذا لا يستغل العرب ورطة امريكا لحل قضية فلسطين
-
الحزب الشيوعي العراقي شرف العراق الذي لا يثلم
-
اذا كانت كركوك عراقية فلماذا يطرد منها العراقيين؟؟
-
ابو الخصيب فردوس النخيل والمياه والشعر
-
تجار المواكب الحسينية ودماء الشيعة المهدورة
-
ماذا يفعل عداي الحكيم في ايران والحدود مسدودة؟
-
يالمهدي شجابك للزركه
-
الدين جلاد الشعوب
-
العملية السياسية بحاجة الى عملية جراحية
-
خطة بوش لا تجلب الامن للعراق لان اهدافها امن امريكا
-
العراق ليس بحاجة الى ديمقراطية التفجيرات
-
الامريكان اعدموا صدام بايدي شيعية لمصالحة بعثية
-
مجلس الدواب العراقي
-
محمود عباس يريد اجهاض انتفاضة الصمود متلما اجهض انتفاضة الحج
...
-
جمهورية لطمستان المسلحة
-
حرب الزعماء ضد الشعب
-
تثبيت الامن وحل المليشيات هل هو شعار للاستهلاك والدعاية ام ض
...
المزيد.....
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|