أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المساوي - الستالينية في المتن الروائي العربي,اسأل الشرطة ماذا تريد نموذجا














المزيد.....

الستالينية في المتن الروائي العربي,اسأل الشرطة ماذا تريد نموذجا


محمد المساوي

الحوار المتمدن-العدد: 1972 - 2007 / 7 / 10 - 05:19
المحور: الادب والفن
    


اعتاد بعض الرفاق كتابة بعض المواضيع كلها مدح و اطراء لسياسة ستالين,والسياسة الستالينية التي اغرقت عدد من الاحزاب الشيوعية العالمية في وحل التبعية لأحزاب البورجوازية الصغيرة,لكن ما يثير الاشفاق هو ان نجد بين هؤلاء الرفاق من هم من شباب الحركة الشيوعية, اما ان يطل علينا بعض الشيوخ كأنهم خارجون لتوهم من احد الكهوف ليتحدثوا بدون خجل عن انجازات الرفيق ستالين فهذا امر مفهوم ومبرر حتى من الناحية النفسية بالنسبة لهؤلاء الرفاق الذين بعد سقوط جداربرلين ,اصابهم التلف والدوار لا يعرفون اين يولوا وجوههم,فمنهم من كان واضحا مع نفسه وتخلص من كل الاقنعة والتحق بالركب وقدم كل فروض الطاعةو بكل وقاحة حتى ان احدهم قال ذات مقال"يجب ان نحاكم لينين",وهنا تذكرت كارل ماركس عندما علق ساخرا من الاقتصادي البورجوازي مالتوس ونظريته حول التزايدالسكاني مقارنة مع الانتاج الغذائي,بان علق ماركس ساخرا انه ان كان هناك من هو زائد على هذه الارض فهو مالتوس,تماما كذلك نحن لا نعرف من يجب ان
يحاكم من؟
ومنهم من مازال يتحصن ويختبئ وراء الات الحاسوب ليحلف بأغلظ اليمين ان الرفيق ستالين كان على حق وان سياسته الاجرامية كانت ضرورية لتحصين الثورة وان كل المجازر التي ارتكبها كانت في صالح الثورة, مسكينة هذه الثورة التي تحمل سيكولوجية القطط التي تأكل فلذات كبدها عندما تجوع؟؟؟
ولهؤلاء اقدم هذه الاطلالة المتواضعة في رواية "اسأل الشرطة ماذا تريد؟"لصاحبها الكاتب العراقي شوقي الصوري,وفيها يتحدث عن تجربة الحزب الشيوعي العراقي ابان وصول عبد الكريم قاسم الى السلطة معضودا من طرف
القوى التقدمية وعلى رأسها الحزب الشيوعي العراقي وما تلا ذلك من مشاحنات ومؤامرات راح ضحيتها المئات من المناضلين الشرفاء وخاصة مناضلي الحزب الشيوعي الشيء الذي انعكس بشكل أوتوماتيكي على النقاشات التي سادت في صفوف هذا الحزب:
- وماذا كان رأيه في ذلك؟أعني رأيه بالسلطة و الحزب...
- رأيه هو أن على الحزب أن يأخذ السلطة بيده فورا و إلا فاتت عليه فرصة ثمينة لا تعوض...ورأيه أن الرجعية و الدول الإمبريالية تستجمع الآن قواها بسرعة هائلة.وأن سياسة السلطة غير واضحة إذا لم تكن جادة في ضرب الرجعية
والعملاء ضربة تطيح بهم إلى الأبد
- كلام فارغ..هذا غدر لترك الحزب...
(الرواية ص: 15)

وهذا نموذج من النقاشات التي كانت تستأثر باهتمام أعضاء الحزب ,وهي غالبا أراء تتراوح بين مؤيد لمواصلة دعم السلطة رغم كل شيء,رغم القمع و المذابح التي راح ضحيتها مناضلين مخلصين ,وهذا الرأي كان وفيا لتوصيات بيروقراطية الكرملين فيما سمته بسياسة الجبهات الشعبية ,فرغم النداءات المتكررة التي صدرت من مجموعة من الأحزاب الشيوعية العالمية إلى الكرملين من اجل الدعم للوصول إلى السلطة إلا أن الكرملين كان يرد عليهم بوجوب الانتظار و مواصلة العمل في إطار الجبهات الشعبية الشيء الذي ينعكس بشكل دراماتيكي على مجموع البلدان ,العراق..مصر ..السودان..اليونان .....مذابح ومجازر جماعية وسجون.
أما الرأي الثاني إلا انه كان في الغالب لايدافع عنه إلا أقلية بسبب التبعية العمياء للأحزاب الشيوعية العالمية للحزب الشيوعي السوفياتي نتيجة السياسة الستالينية أو سياسة القبضة الحديدية لجميع التنظيمات التي كانت لا تسبح إلا بحمد الزعيم الأوحد.فقد كان هذا الرأي يدفع باتجاه فك الارتباط بالسلطة و بجميع أحزاب البورجوازية الصغيرة .و الانغراس وسط الجماهير الشعبية للوصول إلى السلطة والحزب متحرر من كل مواثيق الكواليس إلا سلطة الشعب الكادح ׃
- رفاق...الذي أراه هو أن الحزب يتعرض من فترة لهجوم من قبل السلطة الرجعية معا,ومن المحتمل أن
- يحدث عما قريب ما لا تحمد عقباه وعليه أطلب من الرفيق كاني المحضر أن يدون رأيي بكل صراحة ووضوح تامين.
أقول على الحزب أن يبدل جميع شعاراته التي لحمتها وسداها ملاطفة سلطة عبد الكريم قاسم.وأن المرحلة تتطلب إسقاط السلطة لا غير .
ثم طالب الرفيق سالم بعد ذلك الكلام׃
- رفاق...أنا أؤيد الرفيق أبا نظير فيما قاله ,وأحب أن أضيف شيئا آخر ׃ماذا يعني قيام السلطة بإلقاء القنابل على إخواننا الأكراد ليذهب ضحيتها عشرات الأبرياء.أين شعار حق الشعوب في تقرير المصير ؟ هل نسيه الحزب ؟ لقد صدئت عدتنا في كل مكان .رفاق׃أنا عامل وأعرف بصورة جيدة ما يعانيه العمال والفلاحين الآمن أزمات اقتصادية ونفسية ,ولذا أؤكد ما قاله الرفيق أبو نظير.
﴿ الرواية ص: 132-133)

إذن هذا الواقع المشحون الذي عاشه مناضلو مجموعة من الأحزاب الشيوعية العالمية ,وخاصة دول العالم الثالث أي الدول التي لم يتضح فيها بعد الخط الرأسمالي الواضح,وقد انعكس هذا في مجموع من الإبداعات التي حاول أصحابها عبرها الانتقام للمؤامرات التي كانوا ضحيتها .تتذكر الطاهر عبد الحكيم في مصر,وحيد حيدر السوري لكن الذي تحدث عن غربة الحزب الشيوعي العراقي,و عبد الرحمان محمد الربيعي (العراق).

وتبقى رواية شوقي الصوري رغم ضعفها الفني ,وشبه غياب لمقومات الإبداع الروائي ,رواية تستحق الاهتمام لكونها رواية تؤرخ لمرحلة مهمة من المراحل التي مر بها ليس الشعب العراقي وحزبه الشيوعي فقط,بل لمرحلة مرت بها الإنسانية قاطبة كما هي مرحلة بقدر ما حملت في ثناياها من ماسي وملاهي ,بقدر ما حملت بذور التفكير في المستقبل بكامل الاستقلالية وتجاوز وصايا الآباء والأجداد والزعيم الأوحد,انه الطريق الذي فتحته الإنسانية أمامها بعد تراجيدية سقوط صنع الاتحاد السوفياتي



#محمد_المساوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيد شاكر النابلسي,دونكيشوت الليبراليين الجدد
- الليبراليون الجدد واستراتيجية الامبريالية الامريكية لفرض حما ...
- جريدة المساء المغربية بين يوم الارض الفلسطيني و نتنياهو الدي ...


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المساوي - الستالينية في المتن الروائي العربي,اسأل الشرطة ماذا تريد نموذجا