|
ترامي الماجيدي على أملاك الشعب استمرار لسلطة -المافيا- المخزنية
إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)
الحوار المتمدن-العدد: 1969 - 2007 / 7 / 7 - 12:43
المحور:
مقابلات و حوارات
حوار عبد الحريف/ الكاتب العام لحزب النهج الديمقراطي
يرى الحريف أن تفويت عقار من حبوس وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية للكاتب الخاص للملك بمثابة دليل قاطع على استمرار تمركز السلطة ما يسميه المافيا المخزنية التي تستغل نفوذها في نهب خيرات الشعب، مشيرا إلى أن أملاك الحبوس لا يجب أن تباع دون تتبع مناقصات عمومية أي وفق المساطير الجاري بها العمل. وأضاف الحريف أن هناك حالات أكبر من حالة الماجيدي، لهذا لا يجب أن يكون الماجيدي الشجرة التي تخفي الغابة لأن المشكل الحقيقي في نظره هو النظام الذي تأسس على المحسوبية واستغلال النفوذ لأكثر من أربعين سنة.
- لقد أعادت حادثة تفويت عقار الأوقاف بتارودانت شخص الماجيدي إلى الواجهة كصورة مطابقة لرضى اكديرة في عهد الحسن الثاني، رغم الفروق الشاسعة بين الرجلين، ألا تشعرون أن التاريخ يعيد نفسه في قضايا استغلال النفوذ من قبل الذين يحتلون مواقع حساسة
+ هذا يؤكد أن السلطة مازالت بيد المافيا المخزنية التي تتسم بنفس الميزات والقيم التي كانت لدى المافيا المخزنية في عهد الحسن الثاني أي أنها تترامى على أملاك الشعب وتستخدم نفوذها لنهب خيرات البلد. وتنمية ثرواتها، بالنسبة لنا لا يفيد أن هناك تغييرا يذكر، والسائد في هذا الميدان هو الإفلات من العقاب أما الاستثناء هو النزاهة؛ وهذا النوع من الجرائم الاقتصادية غالبا ما يتم التغاضي عنه.
- دافع وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية عن قانونية هذا التفويت، هل أقنعكم رده؟ وهل من حقه أن يسمح بتفويت أملاك الحبوس خارج نطاق الصفقات العمومية؟
+ أبدا، أنا أعتقد أن وزير الأوقاف حاول أن يبرر فقط شيئا غير مبرر، وتبريراته لا علاقة لها بالقانون. لأنه، حتى ولو اقتضى الأمر ضرورة بيع أملاك الحبوس، يجب أن يتم ذلك وفق مناقصات عمومية أي تتبع المساطير الجاري بها العمل، مع العلم وحسبما أعتقد فإن أملاك الحبوس لا تباع إنما يتم استغلالها بشكل دائم أي تبقى ملكا لوزارة الأوقاف لأن المحسنين الذين تبرعوا بها كانوا يهدفون إلى تحقيق ديمومة المنفعة. ومعلوم أن استغلال أملاك الحبوس غير واضحة وغير خاضعة لمراقبة الأجهزة مثل البرلمان والحكومة، وهذا يدخل في إطار ما ينتقده النهج من نهب لخيرات البلد.
- من خلال هذه العملية ثبت أن هناك خطة ممنهجة لنهب خيرات المغرب ورغم ذلك اقتصر جهد ممثلي الأمة على طرح سؤال بصيغة استنكارية من قبل برلمانيي العدالة والتنمية، في حين سحب الفريق الاشتراكي سؤاله في آخر لحظة بينما دافع أحد الاستقلاليين عن مسألة التفويت كجزاء من الدولة لخدامها، هل بهذه النوعية من البرلمانيين سيتقدم المغرب؟
+ أولا، أنا أتحفظ على قولك "ممثلي الأمة" لأن الأغلبية الساحقة منهم ولجت البرلمان عن طريق تزوير الانتخابات إما باستعمال المال الحرام من المخدرات والمال المسروق والرشاوي، لهذا فهم أناس لا يمثلون إلا أنفسهم ولا يدافعون إلا عن مصالحهم، زيادة على ذلك إن نسبة كبيرة من الشعب المغربي تقاطع الانتخابات، والأرقام التي قدمتها الدولة بخصوص المقاطعة هي غير صحيحة وبالتالي يتضح أن عزوف الشعب المغربي عن الانتخابات كبير جدا، فحوالي 20 في المائة من الشعب المغربي هي التي تشارك في الانتخابات، وبالتالي فهذا البرلماني لا يمثل الشعب المغربي وغير غريب أن تصفق هذه القوى لكل ما هو آت من المخزن وأن تسكت عن مثل هذه الممارسات التي تمارس في حق أموال وخيرات هذا الشعب.
- يجمع العديد من المحللين الاقتصاديين أن الماجيدي تحول إلى عراب اللوحات الإشهارية دون وجه حق عن طريق غياب مناقصات عمومية لسوق الإشهار، ورغم ذلك لم ينتفض أحد ويحاول إرجاع الأمور إلى نصابها، ألا يمكن أن نعتبر ذلك دافعا ساهم في زيادة "جشعه" للترامي على أراضي الحبوس؟ + في نظري حالة الماجيدي ليست استثناءا بل هي القاعدة العامة لأناس في محيط السلطة، طبعا نحن ندين مثل هذه الممارسات من أي شخص كانت، لكن لا يجب أن تكون الشجرة التي تخفي الغابة لأن المشكل الحقيقي يكمن في النظام الذي انبنى خلال أكثر من أربعين سنة أي منذ أيام الحسن الثاني على أساس المحسوبية واستغلال النفوذ، والأساسي بالنسبة لهذا النظام هو أن يبتعد الناس عن السياسة حتى وإن كانوا مرتشين فلن يتعرضوا لأي مشكل، لكن إذا حاولوا ممارسة السياسة بمعناها النبيل فسيتعرضون آنذاك للتهميش والقمع والسجون ما إلى ذلك. فالماجيدي إذن حالة من ضمن حالات كثيرة جدا، لكن المثير في هذه الحالة أن من اقترفها كاتب خاص للملك لكنها ليست معزولة أو استثناء.
- ألا تستوجب هذه التجاوزات واستغلال المواقع المساءلة والمحاسبة لاسيما أنه لا يمكن إنجازها إلا بتعاون من طرف جهة ما؟
+ نحن دائما ننادي بعدم الإفلات من العقاب، لا في المشاكل الاقتصادية أو الاجتماعية، وكون السلطة ترفض محاكمة من ارتكب مثل هذه الجرائم يبدو وكأنها تشجعهم على ارتكاب مثل تلك الجرائم، وبشكل عام نجد أن الأشخاص الذين يتمتعون بنفوذ سياسي هم الذين استفادوا بشكل كبير من أخذ رشاوي واستغلال النفوذ.
- كان محمد زيان الأمين العام للحزب الليبرالي الوحيد الذي خرج من سرب الأحزاب وقال اللهم إن هذا منكر، وطالب بإلغاء الصفقة، ما موقفكم أنتم من تفويت أراضي الحبوس بتارودانت إلى شخصية من المحيط المالي في غياب مناقصة عمومية؟
+ نحن في بياننا الأخير أشرنا إلى هذا الأمر وإلى مسائل أخرى لأنه ليس الماجيدي وحده من ارتكب مثل هذه الجرائم، وفيما يتعلق بتصريح زيان، فزيان ليس هو العنصر الذي يمكن أن نقول فيه إنه خارج عن هذا المحيط، وقد سبق له أن كان وزيرا، وسبق أن قيل إنه كانت لديه حافلات فيها شبهة، فزيان ليس "أبيضا" بمعنى نظيفا، لهذا فتفييماته وخرجاته ربما تكون في إطار تصفية حسابات بين الأجنحة داخل السلطة، ولكن هذا لا يبرئ كل القوى بما فيها القوى التقدمية لأنها يجب أن تفضح كل حالة على حدة وفي نفس الوقت يجب أن تربطها بطبيعة النظام الذي يسمح بمثل هذه الحالات من استغلال النفوذ لأنه يرفض أن يكون هناك عقاب لمن يتجاوز القانون، سواء فيما يخص القضايا السياسية أو الاقتصادية. إدريس ولد القابلة – أسبوعية المشعل
#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)
Driss_Ould_El_Kabla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هكذا ننتج المعارضين الجذريين عندنا
-
-أفريكوم- وسيلة لمحاربة -الإرهاب- وتأمين الموارد النفطية لأم
...
-
البصري يسلم أسراره لابنه لحمايته
-
حوار مع الباحث محمد الحنفي
-
هل القاعدة أضحت تهدد الملك محمد السادس؟
-
دركي مغربي يعلن اكتشاف أكبر حقل للبترول في العالم بالمغرب
-
مغاربة سبتة ومليلية يطالبون بتحرير المدينتين السليبتين
-
مؤشر -الرغبة في مغادرة- المنطقة.. يتنامى!
-
المغرب: لا أعرفه
-
النظام الملكي في المغرب صمام أمان لا بديل عنه
-
في أي مغرب نعيش؟
-
الثقافات، اللغات والمعتقدات هوّيات مغربية في تحول
-
نكسة حزيران 1967
-
ملوك الدعارة
-
مات بنزكري.. فكلنا -إدريس بنزكري- الإنسان
-
مغرب حق وقانون ومؤسسات حقيقية أم مجرد وهم؟
-
-اختطاف- ومحاصرة إدريس البصري
-
الحكم الذاتي وخطر الانزلاق
-
غضب الملك يجب أن يندرج ضمن ثقافة المحاسبة والمساءلة والعقاب
-
مسؤولون فجروا غضب الملك محمد السادس
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|