أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عبد السلام أديب - نقطة نظام الانقلاب التكنولوجي















المزيد.....

نقطة نظام الانقلاب التكنولوجي


عبد السلام أديب

الحوار المتمدن-العدد: 600 - 2003 / 9 / 23 - 03:47
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    



من سمات العولمة الليبرالية  ظاهرة التفوق العسكري والتكنولوجي  للمنظومة الرأسمالية. ومعلوم أن هذا  التفوق يحدث انعكاسات عميقة  تعمل على  تكييف مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لخدمة شروط التراكم الرأسمالي لدول المركز.  ويعمل التفوق التكنولوجي على احداث  انقلاب جذري في كل المفاهيم والتصورات والأنساق المعروفة لحد الآن. ويدين هذا الانقلاب التكنولوجي الحديث للتكنولوجيات العسكرية التي تسارعت بخطى متلاحقة ومذهلة سواء في مجال المعلومات أو الاتصال أو ابتكار تكنولوجيات جديدة، وهو ما أصطلح عليه بالموجة الثالثة.
وقد أتاح التفوق التكنولوجي للمنظومة الاقتصادية الرأسمالية دخول هذه الأخيرة في دورة اقتصادية طويلة جديدة تمنح للاقتصاد الرأسمالي  إمكانيات جديدة لتحقيق التراكم الرأسمالي. علما بأن الدورة الاقتصادية الأولى قامت على الآلات البخارية والدورة الثانية على الصناعات الكهربائية والطاقة الذرية.
وتتركز الثورة التكنولوجية الحالية على ثلاث محاور أساسية تتمثل في المعلوماتية والتكنولوجيا الحيوية وإحلال المواد، وتتفرع تطبيقاتها الى مجالات كثيرة التنوع، مثل الفضاء والتسليح والإلكترونيات الدقيقة، والطاقات المتجددة، والهندسة الوراثية، وتخليق مواد جديدة، وعمليات الاتصال البشري ... الخ. وتعتمد هذه الثورة التكنولوجية المتسارعة على المعرفة العملية في أكثر صورها تجريدا، وكذا ارتباط التكنولوجيات بعضها ببعض، وقابليتها  للتطبيق على نطاق صغير، وانتقالها  بسرعة من مجال الى آخر.
وقد أحدثت هذه الثورة تأثيرات هائلة على أنماط الانتاج والاستثمار والاستهلاك، بل وعلى العلاقات  الإنسانية والقيم البشرية، والعلاقات الدولية. كما أحدثت تأثيرا ملموسا على كيفية تقسيم العمل الدولي ودوال الانتاج. ونتيجة لذلك أصبحت المعرفة تحل محل المال من حيث القدرة على تحريك الاقتصاد كما أصبحت طاقة متجددة. ولهذا يميل عدد كبير من الباحثين الى معالجة المعرفة باعتبارها  أحد عناصر الانتاج (بالاضافة الى الطبيعة والعمل والتنظيم ورأس المال). كما أصبحت تعامل على أنها أحد أهم مكونات رأس المال البشري الذي ينظر اليه الآن على أنه العنصر الخالق للابتكارات والتجديد. فكيف لبلد نام مثل المغرب مثلا أن يساير هذا الركب المعرفي وثلثي سكانه تقريبا يعانون من آفة الأمية.
ومن المخاطر المترتبة عن الانقلاب التكنولوجي الحالي على البلاد النامية ما ينتج عن هذه الثورة من استحداث مواد جديدة حلت، وستحل، مكان العديد من المواد الخام الأولية التي كانت وما تزال مجموعة هذه البلدان تعتمد عليها. فهناك كم هائل من المواد الجديدة بدأت في الظهور مؤخرا (وتمة احتمال كبير ليتزايد ظهورها في المستقبل) وستهدد بقوة مستقبل اقتصاديات البلاد النامية، الى الحد الذي يدفع الى  الاعتقاد بأن البلاد المتقدمة سوف تستغني تماما في أجل قريب عن البلاد النامية باعتبارها مصدرا اساسيا للمواد الخام. والحقيقة أن ثورة احلال المواد التي تسارعت خطاها مؤخرا قد تمت تحت تأثير عدة عوامل، منها خطر استنزاف بعض المواد الخام الطبيعية، واحتياجات التسلح وغزو الفضاء، وحماية البيئة وترشيد استخدام الطاقة.
وتتجلى  أهم المجالات التي تبدو فيها الآن ثورة احلال المواد، والتي ستؤدي الى انقلاب حقيقي في  موازين ومقاييس الندرة (أو الوفرة) النسبية للمورد الاقتصادي في ثلاث أمور هامة كما يلي:
من أهم مجالات احلال الموارد التي من شأنها احداث انقلاب حقيقي في موازين ومقاييس الندرة أو الوفرة النسبية هناك ما يلي:
1 -  المواد الجديدة التي تظهر كبديل للمعادن الفلزية (من السيليكون ومخلفات البتروكيماويات والآكاسيد) وهناك توقعات تؤكد على أن حجم احلال المعادن الفلزية الأساسية يمكن أن يصل الى  40  % ؛
2 -  المواد فائقة التوصيل الكهربائي والتي سيكون لها تأثير شديد في ترشيد استخدام الطاقة؛
3 -  ظهور مصادر بديلة للنفط (الاندماج النووي على البارد، والطاقة النووية والشمسية) وهي مصادر تتميز بتجددها وبأنها غير ملوثة للبيئة.
من نتائج هذا الانقلاب أن تفقد الدول النامية قريبا المزايا النسبية  الوحيدة التي تتوفر عليها في انتاج المواد الخام وكذا بعض المنتجات الصناعية التي تعتمد على تقنيات تقليدية كالنسيج والصناعات الغذائية مثلا، مما سيزيد من معانات شعوبها من آفة الفقر والبطالة.
ويلعب التقدم التكنولوجي في مجال الاتصالات والمعلومات، عبر أجهزة الكومبيوتر والفضائيات وشبكة الانترنيت، دورا بالغ الخطورة في اندماج وتكامل الاسواق المالية. حيث تم التغلب على الحواجز المكانية والزمانية بين الأسواق الوطنية المختلفة، كما أدى الى انخفاظ كلفة الاتصالات السلكية واللاسلكية وعمليات المحاسبة مما كان له أثر كبير في زيادة سرعة حركة رؤوس الأموال من سوق لآخر، وزيادة نسبة الارتباط والتداخل بين مختلف الأسواق فيما  يشبه خيوط العنكبوت.
فيمكن عبر شبكة وتكنولوجيا الاتصال والمعلومات الحديثة معرفة حركة الأسعار في عشرات الأسواق المالية والمقارنة بينها واتخاذ القرارات المناسبة لعمليات البيع والشراء وانجاز المعاملات في لمح البصر. كما تطورت برامج الكومبيوتر التي تساعد في احتساب ما تنطوي عليه المعاملات من مخاطر، وما تنطوي عليه من أرباح وخسائر. كما كان لظهور وتطور هذه البرامج وتعميم استخدامها اثر بالغ ايضا في التوصل الى تقديرات سريعة ومتواصلة للقيمة النقدية للمبتكرات المالية، رغم ما تنطوي عليه من تعقيدات. كما كان لذلك تأثير هام للغاية في تسهيل الوصول الى الأسواق المختلفة. كما أدت هذه التكنولوجيا العالية الى أن تصبح  الأموال تدخل وتخرج بالمليارات عبر الحدود الوطنية خلسة، ودون أن تتمكن السلطات النقدية والمالية من مراقبتها أو معرفة اتجاهاتها أو الحد منها أو التأثير فيها.
كيف يمكن إذن التغلب على هذا الواقع الجديد الذي خلقه الانقلاب التكنولوجي، ونحن لازلنا في صراع مرير لتأمين القوت اليومي ومكافحة آثار الأمية والفقر والجفاف؟
ليس هناك غير الاشتراكية بمفهومها الماركسي.



#عبد_السلام_أديب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحولات الاقتصادية والسياسية للطبقات الاجتماعية في المغرب ( ...
- التحولات الاقتصادية والسياسية للطبقات الاجتماعية في المغرب ( ...
- أزمة المالية العامة في المغرب
- خوصصة المرافق العمومية أداة تنمية أم أداة نهب للمواطنين
- التجارة الخارجية في زمن العولمة الليبرالية
- البعد المالي في إتفاقية الشراكة المبرمة بين المغرب والاتحاد ...
- مــــأزق البطالــــــة
- التحولات الاقتصادية والسياسية للطبقات الاجتماعية في المغرب - ...
- الاستعمار الأمريكي واستراتيجية المقاومة
- خلفيات الحرب الإمبريالية الأمريكية على العراق
- الاستثمارات الأجنبية الخاصة عامل تنمية أم استعمار جديد؟
- الشراكة الأورومتوسطية بين واقع الهيمنة وأحلام التنمية
- المديونية الخارجية والعولمة
- مقاومة العولمة الليبرالية
- فخ المؤسسات المالية الدولية
- أبعاد التنمية المستدامة


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عبد السلام أديب - نقطة نظام الانقلاب التكنولوجي