أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - باسم الخندقجي - حبة اكامول !!














المزيد.....

حبة اكامول !!


باسم الخندقجي

الحوار المتمدن-العدد: 1967 - 2007 / 7 / 5 - 04:23
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


يقولون عنه في العالم الخارجي بطل مغوار .. أسد رابض .. لا ينحني ولا ينكسر .. ومنهم من يقول عنه مجرم وإرهابي وقاتل ..
هو بطل بكل ما تعنيه الكلمة من وطنية ومروءة وشجاعة .. ولكنه ليس إرهابيا .. بلهو إنسان بكل ما تعنيه الكلمة من إنسانية .. فهي نفس الوقت يعتقد هذا العالم الخارجي أن الأسير الفلسطيني كائن صخري ... بمعنى انهم نسوا أو تجاهلوا انه يمتلك بعض المعاني التي يندر وجودها في عالم يحترف تهميش الإنسانية ...
كما أن لديه أيضا كافة الصفات البيولوجية والنفسية والسيكولوجية والميتافيزيفية والآدمية وكل ما يمت لإنسانية بصلة ...
فهو يمرض !.. هل يمرض الأسير الفلسطيني ؟!
نعم ، يمرض ...
وكم تتألق المأساة بؤسا عندما يرافق المرض المزمن الأسير في سجنه .. وكم تتألق اكثر عندما لا يحتوي هذا السجن المظلم العلاج المناسب ...
فهو في النهاية سجن !!
فالرعاية الطبية – وقد تكون هذه العبارة مجازاً – داخله خجولة للغاية لدرجة أنها عندما تتولى رعاية الأسير لا تهمس بسوى حبة الاكامول ..
إذ أن الأسير الفلسطيني عندما يتعرض لتوعك صحي يطلب الذهاب إلى العيادة الموجودة في السجن لكي يأخذ العلاج المناسب لمرضه أو وعكته ...
والعيادة في بعض السجون تشبه بالفعل العيادات والنقاط الصحية الموجودة في العالم الخارجي .. إذ أن لها لون ابيض وأدوات طبية وجو صحي وممرض وطبيب .. فعملية استئصال الإنسانية يجب أن تأخذ منحا أنيقا ومتطرفا لدرجة أن التوعك الصحي يمكن معالجته بحبة الاكامول الأسطورية التي يعتبر علاجها نفسيا اكثر من أن يكون جسديا ..
ولكن الإنسانية ذاتها تصاب بتوعك صحي عندما يقسو القدر قليلا على هذا الأسير بمرض مزمن ... كمرض القلب أو السكر أو الضغط الدموي .. إذ أن هذه الأمراض لا علاج جذري لها في الداخل و الخارج ولكن الرعاية الصحية والعلاجية تختلف ما بين داخل وخارج .. والسجن يفي ببعض الرعاية من خلال منح الأسير مهدئاً ما ..
ولكنه – مرة أخرى – في النهاية سجن حتى النخاع ...حتى حبة الاكامول التي تصرخ . لا أريد المشاركة في هذه الجريمة من جهة أخرى ولكي لا نظلم دولة السجون يرسل بعض الأسرى المصابين بأمراض مزمنة أو الذين هم بحاجة لعمليات جراحية للعلاج – كما يقول السجان – في سجن آخر يطلق عليه صانعه اسم المستشفى ..
فهم يهتمون جدا بالأمور والتفاصيل الشكلية التي تظهرهم أمام العالم إنسانيين ومتحضرين .. ويتعجب الأسير من حنكتهم في إدارة عملية إنتاج بذور الحقد بشكل أنيق ابيض .. إذ انهم بالفعل يعالجونه في بعض الأحيان من خلال العمليات الجراحية لدرجة أن الأسير الإنسان الفلسطيني يقع في لبس وتناقض رهيب :
يسرقون عمره .. ويمنحونه المهدئات التي لا تفي بعلاجه ولكنها تخفف من حدة آلام المرض .. ويقتلون إنسانيته ويجرون العمليات الجراحية الناجحة التي تكفل استمرار يته في واقع المعاناة والظلم ..
إذن ...
يبقى البطل في النهاية إنسان
ولكن السجن لا يمكنه أن يكون سوى سجنا ً ....



#باسم_الخندقجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يرقص المطر
- على هدير البوسطة
- شكرا على مؤبداتكم
- قصة إيمان - غزة
- الأرض المُختلة (1) و الهزيمة
- اعتراف داكن
- امرأة من رصاص
- جراح بالغة الغربة
- ايها الموت لاتمت
- استشهاد زيتونة
- شكرا على مؤبداتكم
- على هدير البوسطة
- معاناة الأسير الفلسطيني
- عودة جدلية إلى المقدس
- مسودات عاشق وطن


المزيد.....




- بين فرح وصدمة.. شاهد ما قاله فلسطينيون وإسرائيليون عن مذكرات ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بحرب الإبادة في غزة ولبن ...
- 2024 يشهد أكبر خسارة في تاريخ الإغاثة الإنسانية: 281 قتيلا و ...
- خبراء: الجنائية الدولية لديها مذكرة اعتقال سرية لشخصيات إسرا ...
- القيادي في حماس خليل الحية: لماذا يجب علينا إعادة الأسرى في ...
- شاهد.. حصيلة قتلى موظفي الإغاثة بعام 2024 وأغلبهم بغزة
- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بالعدوان على غزة ولبنان ...


المزيد.....

- ١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران / جعفر الشمري
- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - باسم الخندقجي - حبة اكامول !!