أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبدعلي حسين الخليفة - سوف وملهي الرعيان














المزيد.....

سوف وملهي الرعيان


عبدعلي حسين الخليفة

الحوار المتمدن-العدد: 1967 - 2007 / 7 / 5 - 04:15
المحور: كتابات ساخرة
    


دعوني (اتمنطق) واسمحوا لي ان اتفلسف في الوقت شبه الضائع . واخول نفسي صلاحية التحرش بـ (سوف) المصون .. هذا الحرف الجميل الذي عرفه جهابذة حرف استقبال , وتلاقفته الالسن والقراطيس والاقلام (فسوفته) استخداما وحشرا وتكرارا . حتى صار الكثير مما يوضع فيه من مواضع ايقونات متناثرة لجمع الخيالات الماكرة .
المرحوم (سيبويه ) عرفه وبكامل حسن النية حرف تنفيس وهو بمنزلة السين في سيفعل ..وتلاقفناه نحن رؤساء ومرؤوسين خاصة وعامة عسكر و(باش بزغ) مدنيين فاقحمناه في كل شيء حتى خارج شرنقته المستقبلية وخانته النحوية وعلى ما يبدو ان هذا المستطاب المستسهل , حصن نفسه وضحك على ذقون الجميع منتهجا وبحنكة خبير , اذعانا ظاهريا وبغواية باطنية اغرت الكثيرين , فتوغلوا في عالمه اللين غير عابئين بمصائر من اسرفوا في تشغيل سوف حتى اودى بهم بين متوف وقتيل وشهيد .. فليس بعيدا في تاريخ العرب القريب ما آلت اليه الطروحات القومية اللاهثة التي اتخمها جمال عبدالناصر بـ(سوف) حد الغثيان فاستشاط هبشا وقذعا بكل من لم يهرول نحو الوحدة العربية ولو على بساط سوف غير المؤتمن او بـ(العفرتة) فما الذي جرى ؟ تشرذم مستحكم وانسحاب الى داخل البيوت بدل قذف اسرائيل في البحر ...
وذاك المرحوم فيصل الثاني (عَلَكَ) بسوف ممنيا اهل العراق بالخير الوفير وكان اخر خطاب له متخما بها , فكان ان (عمَت عليه وعلى حلف بغداد) في 14-تموز-1985 ...المغفور له عبدالكريم قاسم اخذته الطموحات الوطنية الكبيرة وحبه لشعبه الى الغوص في عالم سوف فاكثر من التخطيط والسعي المرير حالما بوطن منيع مرفه في ظرف تكالبت فيه قوى الشر في خضم عاتٍ لاسقاط الثورة , وهو ما حدث فعلا ولم يستطع الزعيم غير تقديم حياته قربانا لغد شعبه . اما القائد (الضرورة) فاستلمها (قنطرات ) حتى (خوَن) الديك وعبث بذمته لجعله يصيح عند المساء مستبقا الفجر بـ (سوف ووسوف وهلم جرا ) وحملنا وزر خيانته هذه الذمة حروبا وحصارا وقتلا وتشريدا وشعارات وطموحات مريضة , فنارها (سوف ) .. ولم يسعفنا من (سوفته ) غير الارتطامة الهائلة التي اخرجتنا من احلام اليقظة واخرجته هو من حفرته .
اما في حياتنا العامة فان معظم دسائسنا وتعقيدات مواقفنا الاجتماعية والعائلية والوظيفية وزاد وزواد العرافات معزوة جميعا الى (سوف واخواتها ) فيا اعزائي المُنتَخَبين المتوجهين محمولين على اكف وظهور نوايا الناخبين , محفوفين بدعاء من اختاروكم الى جمعية وطنية جل مهمتها تقنين واقعنا وصياغة مستقبل اجيالنا القادمة , احذروا سوف فانها لا زالت بقوتها غير متعبة وفي جعبتها الكثير وحين عرفها سيبويه (بكلمة تنفيس) اضاف الى التعريف (انك تقول سوفته ) اذا قلته مرة بعد مرة سوف افعل وفي تاريخ هذا المخلوق المحدود المظهر عمق متراكم لا يخلو من تحقق على ارض الواقع لكنه ايضا محمل بتواريخ لتناثر الاحلام وجغرافيات لبحور السراب . وسجايا (ملهي الرعيان ) (لا يطير بعيد ولا يمسك باليد) ثم ان للتعريف بقية .. من يعيش على الاماني يقتات سوف .



#عبدعلي_حسين_الخليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخوة عباس المستعجل
- السكن والمساكين
- واخيرا وصل حميدان للميدان
- الافلاس والتمني
- الراتب المخذول
- مدن الارق
- الثالثة الغاثة
- المتقاعدون والمعارك الخاسرة


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبدعلي حسين الخليفة - سوف وملهي الرعيان