|
مؤسساتنا وثقافة مواقع الانترنت: الجامعات نموذجا
حميد الهاشمي
مختص بعلم الاجتماع
(Hamied Hashimi)
الحوار المتمدن-العدد: 1965 - 2007 / 7 / 3 - 12:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الشائع في الوقت الحالي إنك إن أردت الإطلاع على مؤسسة ما أو شخصية سياسية أو علمية أو معرفة مفهوم أو مصطلح معين، فما عليك إلا كتابة اسمه على أحد محركات البحث الالكترونية، وخاصة المحرك الشهير غوغل / كوكل (google)، فيعطيك النتائج وفقا لما هو موجود على الشبكة حيث أي معلومة نشرت على الشبكة. وكلما كانت زيارات هذه المادة أو المواد المنشورة كبيرة ورائجة سهل الوصول إليها وظهرت أسرع من غيرها. وقد كنت ولازلت بين فترة وأخرى أكتب أسماء الجامعات العراقية عامة، وتلك التي تهمني مثل جامعة بغداد، التي تخرجت فيها، وجامعات عراقية أخرى بحثا عن أساتذة وزملاء لي أو من باب الإطلاع على أخبار ونشاطات جامعاتنا ومقارنة مناهجها ومدى مواكبتها وغير ذلك. لقد وجدت أن بعض الجامعات قامت بعمل مواقع الكترونية لها. ولكن معظم هذه المواقع بقيت جامدة على معلوماتها الأولى ولم يتم تحديثها. وبالتدريج انقرض معظم هذه المواقع، حيث تمر السنة الأولى ولم يتم تجديد حجز مساحة الموقع والاستضافة. فإلى جانب الوضع الأمني السيئ الذي يهدد الطلبة والأساتذة، ومعاناة طلبة الجامعات جراء كون أغلب المباني سيئة والفضاءات غير صحية، داخل الجامعة والطرق المؤدية لها، هناك معاناة انقطاع الكهرباء وغياب أجهزة التكييف وغيرها من معوقات العمل والتقدم، إلى جانب ذلك نجد المكتبات الفقيرة وشبه البدائية، رغم وجود بعض أجهزة الكومبيوتر التي لا تؤدي الأغراض المرجوة والمطلوبة، فضلا عن عدم وجود مكتبات الكترونية تخدم طلبة الجامعات التي يمنح بعضها شهادات الماجستير والدكتوراه في بعض التخصصات، وتلعب دورا مهما في المجتمع. حيث تقدم الاستشارات وتنجز بعض الابتكارات والاختراعات رغم ظروفها الصعبة. ونقص خدمة الانترنت، تعدى إلى التوقف عن دفع مبلغ موقع الجامعة الالكتروني لعدة أشهر، كما حصل لجامعة القادسية مثلا، التي تأخرت بدفع ثمن الموقع إلى الشركة الأردنية المالكة للسيرفر (server) لعدة أشهر، مما أدى إلى خسارتها لموقعها تماما. ومثلها حصل لموقع جامعة كركوك وجامعة بغداد التي يفترض أن تكون واجهة البلد العلمية الأبرز باعتبارها أول جامعة عراقية وما تمتلكه من كوادر وأموال. ولكننا يجب أن نستثني جامعات كردستان العراق الثلاث الرئيسية (صلاح الدين والسليمانية ودهوك)، فإنها قد سبقت الجامعات العراقية منذ انفصلت عن سلطة النظام السابق في تسعينات القرن الماضي. فقد واكبت هذا الجانب الهام من التطور وعملت على تحديث مواقعها باستمرار. والسؤال الملح هنا، هو، هل أن إدارة الجامعة لا تعلم بأن للموقع الالكتروني مساحة تحجز على الشبكة الدولية ويتوجب عليها دفع مبلغ سنوي ثمنا له؟ أم أنها لا تمتلك المال الذي لا يتجاوز في الغالب المائة دولار للمساحة، وحتى إدارة الموقع من قبل جهة تقنية مختصة؟ لان الموقع لا يتطلب تحديثا مستمرا. مع العلم أن هناك وحدة انترنت في الجامعة، وقسم علوم الكومبيوتر (الحاسبات) في كلية العلوم التابعة للجامعة، ويفترض بهاتين الجهتين على الأقل أن تكونا جديرتين بالوعي بأهمية ثقافة الانترنت والتعامل بها واستغلالها، ناهيك عن تصميم موقع الجامعة على شبكة الانترنت وإدارته. والغريب في الأمر أن جامعة مهمة ومختصة مثل "الجامعة التكنولوجية" في بغداد، ليس لها موقع الكتروني إطلاقا لا سابقا ولا حاليا. وكذلك جامعات أخرى مهمة مثل الجامعة المستنصرية وجامعة النهرين وجامعة الأنبار وجامعة تكريت، إضافة إلى معظم الجامعات والكليات الأهلية التي يفترض أن يكون الموقع الالكتروني فرصة عظيمة للترويج لها باعتبارها جامعات ذات تمويل خاص وتحتاج الدعاية الإعلامية أكثر من غيرها. أين وزارة التعليم العالي العراقية من هذا الأمر؟ وهي التي لا ترد حتى على آراء ومقترحات من يراسلها. حيث لنا تجربة شخصية في الاتصال بموقع الوزارة ومخاطبتهم وتنبيههم فيما يخص هذا الموضوع ومن اجل تطوير موقع الوزارة نفسها، فلم نلق آذانا صاغية للأسف؟؟ الوزارة مثلا، لم تعر أهمية لإدراج المواقع الالكترونية لجامعاتها، ولم تنبهها إلى ذلك، ولم تدرج المواقع الالكترونية لجامعات عديدة عملت على إنشاء مواقع لها مثل جامعة ذي قار وجامعة واسط وبعض الكليات الأهلية.
إن للمواقع الالكترونية فوائد جمة لا نستطيع حصرها هنا، في وقت أصبح الإعلام الالكتروني أكثر أهمية من الإعلام المطبوع في العالم. لعل أبرزها خاصة بالنسبة للجامعة أنه يمثل: • واجهة ومنبر إعلامي لها تنشر عليه أخبارها وبياناتها وتكشف هويتها من خلاله. • وسيلة اتصال بين الجامعة ومنتسبيها من خلال إيصال رسائل الإدارة لهم. • يوسع شهرة الجامعة ويدعم سعيها في كسب المزيد من الاعتراف بشهاداتها عالميا. • يخدم خريجيها في الحصول على فرص العمل بعد التخرج، لان موقع الجامعة سيكون قاعدة بيانات موثوقة. • التواصل معها من خلال الرغبة في عقد الاتفاقات الثنائية ودعوتها للمؤتمرات والندوات العلمية والتبادل الثقافي والعلمي. • تنشيط وتحفيز كوادرها على البحث العلمي والتواصل مع العالم الآخر. • توفير أرشيف من المعلومات والبحوث والأخبار التي تخص الجامعة خاصة. • توفير دليل للإرشاد عن الجامعة وتخصصاتها وموقعها الواقعي والافتراضي. • إمكانية الاستفادة من الموقع في جني مردود مادي للجامعة، من خلال تخصيص مساحة للإعلانات مدفوعة الثمن. هذا غيض من فيض مما يكشف قيمة الموقع الالكتروني بالنسبة لمؤسسة هامة مثل الجامعة. نرجو أن ينتبه السادة المسؤولون في أي مؤسسة عراقية سواء حكومية أو أهلية كانت. ففي العالم الصناعي المتقدم الآن والعالم النامي الطامح تتوفر مواقع الكترونية حتى للمدارس بكل مراحلها وللعديد من الأشخاص مهما تباينت أهميتهم. إنني أتساءل باستغراب الآن، كيف بجامعة مثل جامعة القادسية تعقد اتفاقات مع جامعات عالمية مثل جامعة شيكاغو في الولايات المتحدة الأميركية وغيرها على أعلى المستويات ولا تمتلك موقعا الكترونيا لها على شبكة الانترنت يعرف بها على الأقل؟؟؟!!! في حين يتوقع أن يكون الانترنت في المستقبل القريب حتى سبيلا للسؤال عن شريك المستقبل وكشف ملفاته بدلا من التقليد الذي جرت عليه أجيالنا السابقة والحالية، إلى السؤال عن الفتاة التي يريد خطبتها لمعرفة ملفها (Profile) وملف عائلتها. وكذا سؤال أهل الفتاة عن الشاب وسيرته وسمعته وسمعة عائلته. وذلك يتم بمجرد كتابة اسم الشخص الكامل، لتتعرف على ما متاح عنه.
فما بالك بالمؤسسات العلمية مثل الجامعات التي أصبح الموقع الالكتروني معيارا مهما لتقييمها.
د. حميد الهاشمي أكاديمي مقيم في هولندا www.al-hashimi.blog.com
#حميد_الهاشمي (هاشتاغ)
Hamied_Hashimi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جريدة الزوراء أم جورنال عراق: نحو تصحيح كتابة تاريخ الصحافة
...
-
المثقف العراقي وموقعه من المأزق الراهن لبلده
-
المرأة والظلم الاجتماعي في مجتمعاتنا
-
المجاهدون وأخلاقيات الحرامية
-
الآثار والهوية الاجتماعية -1
-
حول استهداف العلماء والتعليم في العراق: العراق يمرض ولا يموت
-
حين يكون النسب العشائري معيارا للمواطنة
-
خطة أمنية لكل مواطن
-
الآخرون وتسخين المشهد العراقي
-
العراق: مشاهدات وانطباعات مغترب زائر
-
أنا أتكلم لغتك فلماذا لا تتكلم لغتي ؟ مدخل لحوار الأثنيات في
...
-
أسوء احتجاج سمعته في حياتي: المثقف ينبغي أن يكون فاعلا لا من
...
-
الغرابة في غلق مكتب قناة العربية في العراق
-
الأنتلجنسيا العراقية والدور الوطني المطلوب
-
المجتمع الانتقالي :نحو توصيف سوسيولوجي للحال العراقي اليوم
-
هل الزرقاوي في الاعظمية؟؟؟
-
كاد أياد علاوي أن يكون رجل المرحلة
-
صدام حسين وعقدة الزعيم عبد الكريم قاسم
-
المشهد العراقي: حرب أهلية أم توتر طائفي؟
-
لا يكفيهم قتلا ... ألا يكفينا صبرا؟؟
المزيد.....
-
بيونسيه حققت فوزاً تاريخياً.. أبرز لحظات حفل جوائز غرامي 202
...
-
إطلالات خطفت الأنظار في حفل جوائز غرامي 2025
-
ماسك: ترامب وافق على إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية
...
-
ألق نظرة على الصور الفائزة بجائزة مصور السفر لعام 2024
-
بيسكوف: روسيا ستواصل الحوار مع السلطات السورية بشأن جميع الق
...
-
الشرع يؤدي مناسك العمرة في مكة المكرمة (صور)
-
لبنان.. -اللقاء الديمقراطي- يدعو لتسهيل مهمة رئيس الحكومة ال
...
-
إنقاذ الحديد الجريح
-
مذيعة سورية تجهش بالبكاء وتناشد الشرع الكشف عن مصير أخيها (ف
...
-
كيف يمكن استخدام اليوغا كعلاج نفسي لتحسين صحتك العقلية؟
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|