|
نسأل حماس: مع من الحوار؟
عماد صلاح الدين
الحوار المتمدن-العدد: 1964 - 2007 / 7 / 2 - 10:11
المحور:
القضية الفلسطينية
ها نحن نقترب من سنتين على حوارات حركة المقاومة الإسلامية حماس مع التيار المسيطر على حركة فتح ،والذي يتزعمه محمد دحلان والرئيس محمود عباس ، كانت بداية تلك الحوارات قد انطلقت منذ مارس ( آذار) عام 2005 ، فيما سميت حينها بحوارات القاهرة ، وكانت خطوة حماس بالقبول في الانخراط في تلك الحوارات من باب المشاركة فيها وتوسيعها فصائليا ووطنيا في قيادة المشروع الوطني الفلسطيني في سياق حده الأدنى من اجل الوصول إلى بر الأمان المنشود وطنيا في إقامة الدولة المستقلة الكاملة السيادة ، وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين تحقيقا واستجابة لحقهم الطبيعي والتاريخي في العودة، واستنادا إلى ما جاءت به الشرعية الدولية وفي مقدمها القرار الأشهر المتعلق بحق العودة رقم 194 لسنة 1948 .
وعلى هذا الأساس ، وتقديرا للمصلحة الوطنية الفلسطينية ، جرى الاتفاق على جملة من المحاور الرئيسية المهمة ، وهي إجراء الانتخابات العامة والشاملة ، و على ضرورة إعادة بناء منظمة التحرير وإصلاحها وتفعيلها ، واخير وليس آخرا الاتفاق بشأن تهدئة يلتزم بها الجميع . طبق من تلك المحاور الثلاثة محوران فقط وهما الانتخابات والتهدئة ، أما المحور المتعلق بمنظمة التحرير فلم يطبق ولم ينفذ منه شيء بسبب المماطلة وعدم الجدية من القيادة التي تسيطر على فتح وعلى المنظمة نفسها ، دعك من الحديث عن منظمة التحرير وعن التهدئة التي التزمت بها حماس أكثر من غيرها ،بل أكثر من الفصيل الذي يتزعمه الرئيس عباس ، وبشهادته هو ومن يتفاوض معهم ، كل ذلك من اجل إفساح الفرصة لتيار التفاوض لكي يجرب مرة وثانية وربما عاشرة حظه العاثر. لنتحدث عن الانتخابات ونتائجها وما لحقها من أحداث ووقائع ، فحماس التي فازت فوزا كاسحا في الانتخابات التي أجريت في (يناير) كانون ثاني 2006 ، تعرضت للحصار والمحاربة والمقاطعة السياسية والمالية الحكومة العاشرة التي شكلتها لوحدها ، بعد أن رفضت الجهات الداخلية وعلى رأسها التيار المسيطر على حركة فتح المشاركة في حكومة وحدة وطنية ، لأسباب واهية إما تماهيا مع مؤامرة إفشال وإسقاط الحكومة العاشرة التي تبدت فصولها نهائيا أي "تلك المؤامرة" منذ ما قبل أحداث غزة بفترة ليست بالقصيرة ، أو رفض المشاركة من فصائل أخرى كالجبهة الشعبية مرده الاستجابة لضغوط هنا وهناك تحت مظلة التذرع بضرورة الاعتراف بمنظمة التحرير الذي أكل الموت وشرب عليها ردحا من الزمن .
برغم حالة التماهي ، لا بل الانخراط كأدوات من قبل التيار المسيطر على حركة فتح بيد أمريكا وإسرائيل وأطراف عربية من اجل إفشال تجربة حماس في السلطة وفي العملية السياسية ، فالكل يعرف عن "خطة البقاء في الخفاء" من اجل إسقاط حكومة حماس وبالتالي العمل على إقصائها عن المشهد السياسي لإعادة الأوضاع إلى سابق عهدها ،من اجل تمرير مشروع الدولة المؤقتة " خارطة الطريق " باسم الشرعية الجديدة التي يقبلها الأمريكان والصهاينة ، بعد أن فشلت سياسة المراهنة الحمقاء على فوز حماس المحدود في الانتخابات ، لتكون عملية التمرير للتسوية المنوه إليها سالفا ، باسم الشرعية الديمقراطية الفلسطينية العريضة ، إلا أن حماس وقيادتها والحكومة العاشرة ما سئمت الحوار من بغية التوصل إلى اتفاق شراكة فلسطيني فلسطيني ، يحقق الحد الأدنى من الطموح الفلسطيني ، لكن ما الذي جرى ؟؟
الذي جرى هو ما إن لا يتبقى للتيار المسيطر على حركة فتح من حجة وذريعة من اجل الاستمرار في النهج الأمريكي والإسرائيلي والعربي المتواطئ من اجل إقصاء حماس عن المشهد ، بالتوصل أخيرا إلى اتفاق ، إلا وخلقوا الذرائع والحجج وافتعلوا الضغوط والأزمات السياسية والأمنية ، حتى يتخلصوا من ذلك الاتفاق ، فلقد خرجوا على حماس بوثيقة الأسرى ، والتي لا تمثل الحد الأدنى من الحقوق الوطنية بصيغتها الأولية ، وما أن تم تعديلها وصولا بها إلى مسمى وثيقة الوفاق الوطني ، حتى تنصل الربع الاوسلوي منها ، بعد أن كادوا يقدسونها ويعبدونها " حينما طالبوا بالاستفتاء عليها" ، واذكر أن الرئيس عباس قال عن وثيقة الوفاق الوطني أنها لا تصلح كمشروع سياسي ووطني لان المجتمع الدولي لا يقبل بها ، والمجتمع الدولي هنا بالطبع أمريكا وإسرائيل ،وبعدها قاد التيار الأمني في السلطة بتواطؤ وسكوت رموزهم السياسية جملة من الاضطرابات الأمنية شملت القتل والخطف والتعذيب كل ذلك في سياق مشروع إفشال حماس وتجربتها ، ووصل الأمر حتى إلى الضفة الغربية بتصفية بعض من كوادر حماس ، هذا عدا عن الحديث عن حملات التشويه الإعلامي والسياسي ضد حماس والحكومة ، ومع ذلك أرادت حماس تجنب الصراع الداخلي الذي يستنزف الطاقات والجهود الوطنية ، حتى تم التوصل إلى اتفاق مكة والذي توج بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية ، لكن بعد اتفاق مكة ، أخذت صورة الأمور تتضح أكثر وأكثر بان هناك تيار في حركة فتح لا يريد شراكة سياسية من اجل مشروع وطني حقيقي ولا ما يحزنون ، فالتيار الذي وضع العراقيل في وجه الحكومة العاشرة وبالتحديد في الملف الأمني ، والذي اضطر وزير الداخلية سعيد صيام إلى تشكيل القوة التنفيذية ، بعدما لم تتعاون معه الأجهزة الرسمية بسبب سياسات مسؤوليها ، هو نفسه الذي أدى استقالة وزير الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية الأستاذ هاني القواسمي ، حينما وجد نفسه وزيرا بلا صلاحيات . بعد اتفاق مكة أخذت الخطة العسكرية والأمنية التي قادها منسق الاتصال في الأراضي المحتلة الجنرال الأمريكي "كيث دايتون" تتبلور وتتكشف شيئا فشيئا ، فصفقات السلاح والعتاد والذخيرة بكميات كبيرة أخذت تأخذ طريقها إلى قادة الأجهزة الأمنية عبر الأردن ومصر بتمويل أمريكي ، والتدريب لعناصر موالية للرئيس ودحلان جرى ابتعاثها للتدريب في مصر ودول عربية أخرى استعداد لساعة الصفر مع حماس ، حتى إن وزراء في حكومة الوحدة من حركة فتح ، كانوا يطلبون بأنفسهم من الدبلوماسيين الأوروبيين بعدم رفع الحصار إلى أن يتم حسم الأمور عسكريا مع حماس في شهر يوليو ( تموز ) 2007، ولهذا عجلت حماس بمواجهة هذا التيار الذي افتعل الأحداث الأخيرة كمقدمة للانقضاض النهائي على حماس ، العديد من التقارير ومن بينها لصحيفة ألمانية تدعى " نوي فيليت " والتي أشارت إلى تخصيص الكونجرس الأمريكي 59 مليون يورو لدعم تدريب حرس الرئيس في دول الجوار: مصر والأردن ، ومما جاء في هذا التقرير المنسوب لخبيرة التخطيط السياسي الاسرائيية (د. هيجاياو مجاردن) ، بان محمد دحلان مكلف من المخابرات المركزية الأمريكية بتنفيذ مهام محددة تتعلق بملاحقة وتصفية كل العناصر المقاومة من داخل حماس وخارجها. وأما من يريد أن يتأكد أكثر حول صحة ما نذهب إليه من أن مخططا أمريكيا وإسرائيليا وبتواطؤ بعض الأنظمة العربية كان يجري الإعداد لتنفيذه بشأن إقصاء حماس بالقوة عن المشهد السياسي الفلسطيني الرسمي ، فليراجع ما قاله نائب الأمين العام للشرق الأوسط "دي الفارو ساتو" في وثيقة سرية في معرض تسبيبه لاستقالته ، بان السياسيات الأمريكية والإسرائيلية والعربية هي من كانت وراء استقالته ، وبالتحديد تلك المتعلقة بدعم طرف على حساب طرف آخر في الساحة الفلسطينية ، ولقد سمع هذا المبعوث ما قاله المندوب الأمريكي في اجتماع الرباعية حول "عشق" هذا الأخير للعنف الذي يحصل في الأراضي المحتلة ، لأنه يعني أن هناك أطرافا تعمل ضد حماس .
بعد هذه الحقائق والتي تلتها من حقائق أخرى تجلت بعد سيطرة حماس على الأوضاع امنيا في قطاع غزة ، وهذه الحقائق التي ثبت من خلالها أن أجهزة أمنية بعينها كالوقائي والمخابرات ومنتدى الرئيس كانت وكرا للمخدرات والعمالة والإسقاط والابتزاز وللمؤامرة ضد المقاومة وحتى مصالح دول عربية كمصر وغيرها وما تم الكشف فيها عن وجود مقابر جماعية وأشلاء متحللة لجثث جرى تعذيبها فيها كما هو الحال مع الأمن الوقائي ،ومستقر ومستودع آمن لممارسة فن التعذيب ضد عناصر وكوادر حماس في المنتدى تحت إشراف المدهون والجديان وشلايل ، وبعد انكشاف أن الرئيس عباس كان يرعى هؤلاء ويوفر لهم الغطاء ، ولعل الصورة التي تجمعهم والرئيس كبير دليل على ذلك ، بعد كل ما سبق من حقائق موثقة من الكنز الاستخباري الذي حصلت عليه حماس في الأحداث الأخيرة، فمع من تتحاور حماس ، مع الرئيس ودحلان وعريقات واحمد عبد الرحمن وياسر عبد ربه أم مع المشهرواي وأبو شباك ، أم مع من يا ترى ؟؟؟؟ هل من الممكن أن تتحاور حماس مع رئيس خرق القانون ولم يبق منه شيئا ابتداء حينما سلب الحكومة العاشرة صلاحياتها من داخلية وإعلام وإذاعة وتلفزيون وحتى الحج والعمرة ، وجعل ما يسمى حكومة الطوارئ وسيلة وغطاء لحرق المؤسسات بالمئات بالضفة الغربية ، عدا عن اختطاف المئات من كوادر حركة حماس وتعذيبهم ، هل تتحاور حماس مع الرئيس الذي تبين انه بالفعل يقبل بالدولة الممسوخة الكانتونية ، أم مع الرئيس الذي يعلن عن عزل حماس ومحاصرتها وضرب المقاومة وحل اذرعها في الضفة التي ما تزال تحت الاحتلال ، مع من تتحاور حماس حقا ؟ مع سلام فياض الذي بدت أكاديميته ومهنيته المحترفة بالتعاون مع الاحتلال ، والذي تبجح بأنه لا يقيم وزنا لانتقاد الشعب الفلسطيني حول تعاونه المكثف مع الاحتلال ومن قرفه من المقاومة ومن حق الشعوب في الدفاع عن نفسها . يا سادتي مع من تتحاور حماس؟ ،مع " الجزم " التي أراد الراحل أبو عمار أن يجوز بها الوحل الصهيوني ، أم مع تيار دايتون العميل الذي انضم السيد هاني الحسن في التأكيد على وجوده وتآمره في تصريحاته الأخيرة للجزيرة، للمرة المليون مع من تتحاور حماس ؟؟؟
إن كان ثمة حوار ، فالحوار فقط يكون مع الشرفاء من حركة فتح وهم الذين يمثلون القواعد الكبيرة والعريضة للحركة ، الحوار يكون مع الذي يختط المقاومة نهجا لتحصيل الحقوق وصون الثوابت.مأساة أن نعيد عجلة التقدم إلى الوراء بالحوار مع ثلة لم تجلب للشعب الفلسطيني سوى العار والشنار، لابد أن تمضي الأمور في الاتجاه الصحيح بإعادة القضية إلى مجراها الطبيعي في سياق المعادلة التاريخية الطبيعية بان الشعب الذي يرزح تحت الاحتلال ليس أمامه من سبيل سوى المقاومة والصمود ، لابد أن تمضي العجلة من اجل التخلص من قيود أسلو السياسية والمالية والأمنية ، ليس مطلوبا من حماس ومن فتح والجهاد والشعبية أن تقوم مقام الاحتلال في مهمته بتدبير الأموال والرواتب للموظفين، وفي التكلف بنفقات ومتطلبات الفلسطينيين الخدمية والإدارية ، هي مهمة الاحتلال حتى يزول. تلكم الأدوات الأمريكية والإسرائيلية من أزلام كوندي وأولمرت ودايتون وجاكوب ولاس المندوب السامي الجديد سيكون مصيرها العزل الأكيد، على الأقل، في اقرب جولة بين الحق والباطل على مستوى المنطقة ، عندما تحقق قوى المقاومة والممانعة تقدما ملحوظا في انحسار وإذلال المشروع الصهيو- أمريكي . سيتأكد للجماهير العربية والإسلامية بان أمريكا وإسرائيل ليستا قدرا علينا والى الأبد ، ولعل انتصار المقاومة الإسلامية في حرب تموز الفائتة على دولة الكيان الصهيوني اكبر عبرة ودليل.
#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما الجرم الذي قارفته حماس يا عباس؟؟
-
حين تشخصن الحركات التحررية ...ماالذي يحدث؟؟
-
مدى احتمالية تحقق السلام مع حق العودة
-
أحداث نهر البارد كيف نقرأها ....وما الحل؟؟
-
ما كان ينبغي لحماس ان تدخل السلطة
-
عبثية وحماقة -التهدئة- مع الاحتلال
-
امريكا اذ تحضر للحرب على ايران
-
مدى احتمالية تحقق السلام دون حق العودة
-
حق العودة وامكانية تحقيقه وتنفيذه
-
لاخيار امام فتح الا الشراكة مع حماس
-
سيكولوجية حق العودة
-
إنهيار السلطة الفلسطينية حقيقة علمية تاريخية!!
-
السلطة الفلسطينية والانظمة العربية واسرائيل الى زوال!!
-
القضية الفلسطينية بين مطرقة الاحتلال وسندان المتنفعين!!
-
حماس ما بين التكتيك والاستراتيج
-
من يشجع من على السلام؟؟
-
المهم جدا .....موقف سياسي فلسطيني موحد!
-
وإذ اشفق عليك ياطيرمن لباس السوء!!
-
الهامش المرسوم للتحرك الرسمي العربي
-
المطلوبون اذ يتحصنون بجهاز الاستخبارات في رام الله!!!
المزيد.....
-
كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
-
فيديو مروع يظهر هجوم كلب شرس على آخر أمام مالكه في الشارع
-
لبنان.. عشرات القتلى بالغارات الإسرائيلية بينهم 20 قتيلا وسط
...
-
عاصفة ثلجية تعطل الحياة في بنسلفانيا.. مدارس مغلقة وحركة الم
...
-
مقتل مسلح وإصابة ثلاثة من الشرطة في هجوم قرب السفارة الإسرائ
...
-
اتفقت مع قاتل مأجور.. نائبة الرئيس الفلبيني تهدد علنا باغتيا
...
-
العثور على جثة الحاخام المفقود في الإمارات وتل أبيب تعتبر ال
...
-
سكوت ريتر: بايدن قادر على إشعال حرب نووية قبل تولي ترامب منص
...
-
شقيقة الملك تشارلز تحرج زوجته كاميلا وتمنعها من كسر البروتوك
...
-
خبير عسكري روسي: واشنطن أبلغت فرنسا وبريطانيا مباشرة بإطلاق
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|