أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سهير قاسم - الوطن الجريح سيحاسبكم














المزيد.....

الوطن الجريح سيحاسبكم


سهير قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1963 - 2007 / 7 / 1 - 10:07
المحور: القضية الفلسطينية
    


صدمة أفاق عليها الفلسطينيون، جراح تختلف عن كل الجراح، يصيح الوطن، يتأوه الشريف، وتبكي الأم، أين قضيتنا الآن؟ نقف خجولين تائهين، بالأمس كنا نخاطب العالم بكل فخر، نقول هذه أرضنا، تلك قضيتنا، زرعت فينا قبل أن نحيا، تعلمنا أن فلسطين لنا جميعاً، أسرة واحدة نقف في وجه الظلم والاحتلال. وما نراه الآن أن الأب يظهر مثخناً بجراحه أمام أطفاله، فربما قتله جيرانه أو أبناء عمومته أو حتى إخوته، إنها بالفعل الكارثة. وسط أجواء مريرة لا تعبّر إلا عن قهر وعناء واستغراب مما يجري من مستجدات على واقع قضية تميزت على مر التاريخ، تنهض مجموعة فلسطينية لتصدر قراراً برحيل القضية الهوية، أو غيابها، وسط أجواء طرب تبثّ التهنئة بالدماء المراقة، وهم على قناعة واعتقاد ربما بأن الحلم الفلسطيني قد تحقق، وصلوا إلى المساجد فرحين بالنصر، ربما يعتبرون أنهم شكلوا قاعدة متينة لهم على أرواح الشهداء والجرحى، أو ربما بنوا جسراً مع القدس، يباركون ويهنئون بعضهم بعضاً؛ كي يعبروا لشعوب الأرض عن إنجازاتهم الفعلية التي حققوها من بعيد ومن قريب. فهل تلك ثقافة فلسطينية ووطنية جديدة آن لنا أن نتعلمها!!!
وأتساءل عمن خولهم بأن يكونوا القضاة والجلادين للشعب الذي منحهم الثقة وفرح بفوزهم كي يدافعوا عن حقوقه، مع أنهم قدموا ببرنامج غامض ومصير مجهول، لماذا لم يعطوا الأمان والثقة للشعب، ولم يصرحوا بأنهم سيقتلون الحلم الفلسطيني آنذاك أولا قبل البدء في قتل اليهود، ألم يكونوا ممن عارضوا المشروع الوطني في ولادته الأولى.
إن ما يحدث هو استخفاف بالعقول، إصدار قرار ظالم بإعدام الشعب ورموزه، إن كانت تلك مؤامرة عليهم فليعتذروا، وإن لم تكن فمصيرهم الزوال عن التاريخ. إن الحفاظ على الثوابت الفلسطينية لا تكون أبداً إلا بالحفاظ على المواطن والشعب الذين هم من صنعوا الثوابت وحافظوا عليها. ذلك الشعب الذي يأنّ الآن وهو من قدّم التضحيات والشهداء والجرحى على مر التاريخ.
عاهدوا الشعب ألا يتخلوا عن الثوابت الفلسطينية، وبالفعل قالوا وفعلوا نظرياً وعلى أرض الواقع رأينا شيئاً آخر، داسوا الثوابت الفلسطينية، وها هم يصلون بنا إلى قمة الحلم ونهايته والإنجاز فوجدناهم يقبّلون الأرض في المقرات والمؤسسات الوطنية وسط الضحايا من أبناء هذا الشعب. إلى هذه المرحلة وصل بنا المخطط، تسليم وتكريس لواقع دولتين على الأرض، تحت مسمى جديد هو التحرير الثاني.
إن الحيرة والدهشة لتنتابنا مما يجري على أرض الواقع، فهل بالفعل هذه الأيدي فلسطينية.الغريب العجيب أن نرى الفلسطيني يقتل الفلسطيني، وليس ذلك فحسب بل يفخر بذلك، وكأن القدس قد عادت إلينا، وتهلل الإذاعات بالنصر، فلا أعلم هل يفرح المسلم بقتل المسلم حتى وإن كان عدواً!!! فما باله إن كان وطنياً وشريفاً وماذا إن كان طفلاً، عجيب الأمر أن يصدر ممن يدّعون أنهم من أبناء هذا الشعب!
إن القهر يحلّ بالمواطن الفلسطيني على هذا الوطن بغض النظر عن انتمائه، فالمسألة خرجت من الطابع الحزبي، ومن إطارها العفوي، إلى أطر أخرى ومخططات أكبر منهم حتى، ولا أعرف لماذا يعجزون عن مواجهة أنفسهم إن كانت النوايا صادقة لأن المصير دمار على الجميع ودفن للقضية، ولن أفترض حسن النوايا لأننا الآن عرفنا ترجمة فعلية لمقولة "إما أن أكون أنا أو لا يكون أحد غيري".
لا أعرف كيف سنتحدث عن قضايانا وهمومنا، في ظل غباب للشفافية ولذوي القرار وغيرهم. توجهنا للعالم مسبّقاً بالحديث عن قضيتنا وشرعيتنا ومعاناتنا من الظلم والقهر الإسرائيلي، كيف نواجههم بعد الآن وماذا يحملون في أيديهم، هل يحملون صوراً لمن داسوا صور الرئيس، أم من داسوا الجندي المجهول، أم بات عليهم أن يحملوا الأشلاء، دون شك نعلم أن أساس المخطط هو إسرائيلي ولكن ذلك لا يعني أبداً أن ينفذ بأيدينا، تعودنا على المؤامرات، لكن أن تقتل اليد الفلسطينية الفلسطينية، أن يأمر قادتنا وذوي القرار بقتل الأبرياء بحجج لا مضمون لها، مبررات لا يصدقها حتى الطفل الصغير، فهل يحق لأحد أن ينفذ حكم الإعدام على الشعب الذي هو ضحية للاحتلال.



#سهير_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سرقتم منا القضية
- الموظفون لا يستطيعون تسديد التزاماتهم والجهات الرسمية لا تكت ...
- صرخة المرأة العاملة
- واقع التعليم بين الماضي والمستقبل؟؟؟
- طفولة معذبة
- إبعاد جهاد وموت الأم
- مأساة منى
- تراشق الاتهامات ... بعيدا عن الموضوعية
- المعاقون في المجتمع الفلسطيني؟؟؟
- المسؤولية
- هل أنقذت القمة العربية أطفال غزة من الغرق؟
- فلسطينيو العراق أتطهير عرقي ام ماذا
- الساحة العربية مباحة


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سهير قاسم - الوطن الجريح سيحاسبكم