أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ميشال فارشافسكي - غزة: معتدى عليها. لا فئران في المصيدة !















المزيد.....

غزة: معتدى عليها. لا فئران في المصيدة !


ميشال فارشافسكي

الحوار المتمدن-العدد: 1962 - 2007 / 6 / 30 - 07:49
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


إن حلم ارييل شارون القديم يتحقق: فلسطينيون يقتلون فلسطينيين، بينما إسرائيل تعد الضحايا بشعور رضا كبير. إن دموع قادة إسرائيل دموع تماسيح، وحدادهم المزعوم على الأحداث المأساوية بغزة محض نفاق.

كانت النزاعات الدامية مرتقبة، كما أن مسؤولية إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية جلية. تبدو مسؤولية إسرائيل في تحاليل صحفيين إسرائيليين عديدين غير مباشرة: " إن 1.4 مليون شخص محبوسين في بقعة بصغر قطاع غزة، دونما أي إمكانية لحياة اقتصادية منتظمة، وبلا أي إمكانية هروب، محكوم عليهم حتما بالاقتتال، مثل فئران وقعت في مصيدة".

ليست هذه الاستعارة الحيوانية عنصرية بامتياز وحسب، إنها قائمة أيضا على غلطة كبيرة. هذا لأن موقف إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية في الأطوار الراهنة لا يقتصر على تشجيع شروط نزاع فلسطيني داخلي. فخلال أشهر عديدة، شجعت وزارة الخارجية الأمريكية قيادة حركة فتح لشن هجوم عسكري ضد حركة حماس، وقبل أسبوعين، أعطت إسرائيل ترخيصها الخاص لدخول كمية كبيرة من السلاح لميليشيا حركة فتح الموجودة بغزة. فمن المعتدي؟

اعتقد انه من الضروري الإشارة فورا إلى ما يتعين أن يكون جليا: سحقت حركة حماس حركة فتح في الانتخابات الأخيرة، بعد عملية انتخابية اعتبرها المجتمع الدولي دون تردد، بما فيه واشنطن، "الأكثر ديمقراطية في تاريخ الشرق الأوسط". عملية ديمقراطية غير قابلة لأي جدال ودعم شعبي كثيف، قليلة هي الأنظمة التي بوسعها الاعتزاز بهكذا شرعية. ورغم هذا النصر الساطع، قبلت حركة حماس تقاسم السلطة مع حركة فتح في حكومة وحدة وطنية، برعاية المملكة السعودية ومصر، وقبول ايجابي من المجتمع الدولي عدا واشنطن وتل أبيب. وقد اعترفت الأجندة السياسية للحكومة الجديدة عمليا بدولة إسرائيل، وتبنت إستراتيجية التفاوض القائمة على آليات اوسلو

. لكن البرنامج الحكومي المعتدل لحركة حماس واجه خصمين قويين: قسم من موظفي حركة فتح لم يكن بعد مهيئا للتخلي عن احتكاره السياسي، ومن جانب آخر حكومتا المحافظين الجدد بإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، اللتان تشنان حربا مقدسة ضد الإسلام السياسي. ومثل محمد دحلان، القائد السابق " لقوات الأمن الوقائية"، والمستشار الحالي لمحمود عباس في الأمن القومي، الخصمين: فهو من جهة المنفذ المادي لخطط واشنطن، وممثل لذلك النوع من موظفي حركة فتح الفاسدين والمستعدين للقيام بأي شيء للحفاظ على مكاسبهم.

منذ فوز حركة حماس الانتخابي، قامت ميلشيات دحلان باستفزاز الحكومة بشكل متواصل، بالهجوم على ميلشيات حركة حماس، وبرفض تفويض الحكومة التحكم بقوات الشرطة. ورغم هجمات دحلان، حاولت حركة حماس بكل الوسائل بلوغ مساومة مع هذا الأخير، مطالبة مناضليها بالامتناع عن أي تدابير ثأرية. لكن عندما تجلى بوضوح أن دحلان لا يسعى إلى مساومة، بل يحاول بالأحرى تحييد حركة حماس، لم يبق للمنظمة الإسلامية من بديل غير الدفاع والهجوم المضاد. و تندرج الخطة الإسرائيلية –الأمريكية في إستراتيجية إجمالية تروم فرض حكومات وفية لمصالحها الخاصة، بتعارض مع السكان المحليين. تمثل الجزائر نموذجا لهذا النوع من الإستراتيجية، لكنها أيضا نموذج لفشلها وكلفتها البشرية الباهظة: كان الفوز الأكيد لجبهة الإنقاذ الإسلامي على جبهة التحرير الوطني، التي بات ُمفسَدة وفاقدة للاعتبار، متبوعا بانقلاب، ساندته فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، اللتين مهدتا طريق حرب أهلية دامت أكثر من عشر سنوات، وأدت إلى قتل أكثر من مائة ألف مدني.

بعد أخذ العبرة من المأساة الجزائرية، قررت حركة حماس ألا تترك لخطط دحلان أن تتيح له الاستيلاء على السلطة بالقوة. وبالاستناد إلى إجماع قسم مهم من السكان، هزم مناضلو حماس حركة فتح في يومين، رغم ما كان لدى هؤلاء من أسلحة منحتها إسرائيل. وحتى بعد انتصارها الساحق على حركة فتح، أعادت قيادة حركة حماس تأكيد عزمها على الإبقاء على حكومة الوحدة الوطنية، وعدم رغبتها استغلال المحاولة الانقلابية لفتح ذريعة لاستئصال هذه المنظمة أو إقصائها من الحكومة. وبالعكس قرر قادة فتح وقف كل علاقة مع حركة حماس وتشكيل حكومة جديدة في الضفة الغربية دون حضور الإسلاميين.

كما يتحقق حلم آخر قديم لدى شارون: فصل الضفة الغربية كليا عن غزة، مع اعتبار هذه الأخيرة " حمستان"، بلا مخرج، كيان إرهابي لا يوجد به مدنيون بل إرهابيون فقط يتوجب حصارهم، وتجويعهم. و وعدت واشنطن، التي تتبنى بلا تحفظ هذه الإستراتيجية، بدعم لا محدود لعباس وبانتوستانه الجديد بالضفة الغربية، لدرجة أن أولمرت قرر منحه جزءا من الأموال الفلسطينية التي بقيت بأيدي حكومة إسرائيل. لكن أحد أهداف الإدارتين الإسرائيلية والأمريكية لم يتحقق، إذ لا تسود الفوضى في غزة . بالعكس :" لم يسبق للمدينة ان شهدت هذا الهدوء منذ أمد بعيد. وأنا أفضل الوضع الراهن على سابقه. بإمكاني أخيرا الخروج من بيتي" حسب تصريح ضابط من قوات الأمن الفلسطيني لجريدة هآريتز يوم 19 يونيو.

قد يعني استئصال عصابات حركة فتح بغزة نهاية مرحلة طويلة من الفوضى، وإتاحة عودة نمط حياة أكثر استقرارا. تؤكد الأحداث الأخيرة أن حركة حماس قادرة على فرض تحكمها. وليست خطابات إسرائيل بصدد الحرب الأهلية الفلسطينية غير تمنيات. فقد جرت المواجهة المسلحة بين الميلشيات المسلحة دون غيرها، وان سقط ، مع الأسف، ضحايا من المدنيين، فهم مما يسميه الجيش الأمريكي " خسائر جانبية" . و لا شك أن السكان منقسمون سياسيا بالضفة كما بالقطاع، ليكنهم ليسوا في نزاع، بالأقل لحد الساعة.

منذ لحظة اعتبار غزة مخاطبا معاديا، واعتبار سكانها متجمعين حول حركة حماس، ستكون هدفا لعدوان شرس من إسرائيل: توغلات عسكرية ممكنة، وعمليات قصف وحصار غذائي. لذا فان أولويتنا، في إسرائيل وبباقي العالم، ان نقدم كل تضامننا مع غزة وسكانها.

ميشال فارشافسكي
جريدة المانفستو. عدد يوم 21 يونيو 2007

http://www.ilmanifesto.it/Quotidiano-archivio/21_Giugno-2007/art64.html Traduit de l’italien par Marie-Ange Patrizio

تعريب عن النص الفرنسي : جريدة المناضل-ة



#ميشال_فارشافسكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين: سياسة فرق تسُد الاستعمارية
- الهَمَج الجُدُد
- مبادرة اسرائيلية 100%: القصف الاسرائيلي اليومي لغزة هو سبب ا ...
- لبنان: حرب اسرائيل الاستباقية الدائمة وحدود الأحادية
- فلسطين بعد فوز حركة حماس


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ميشال فارشافسكي - غزة: معتدى عليها. لا فئران في المصيدة !