(الجزء الثالث)
[ نصّ مفتوح ]
...... ...... ..... ....
يا بلسم عمري
لا أتحمّلُ وداعَكِ الأبدي
يا ضوع الربيعِ
زوريني في أعماقِ الحلمِ
هدهديني يا جميلتي
مثلَ طفلٍ فقَدَ أبهجَ ألعاب العمرِ
زوريني كلّما تنسابُ دمعتي
دلّليني يا زهرة حلمي
امسحي عن جبيني أوجاعَ الفراقِ
تعالي يا أنشودتي الأبدية
عانقي لهفتي التائهة
فوقَ أمواجِ البحارِ
كم من الأوجاع
حتّى تشقَّقَت
خواصر الجبال!
أيَّتها الشهقة المنقوشة
فوقَ وجنةِ الروح
كيفَ سأعيشُ شهقتي
وأنتِ غافية بين أحضانِ الليل؟
أيعقلُ يا (ليال) أن يعانقَكِ الليل
عناقاً أبدياً
وأنا هنا وحيدٌ في غربتي
لا يعانقني سوى
وهج عينيكِ؟!
صوتُكِ لا يفارق شهيقي
صوتُكِ يرنُّ في قلبي
مبلسماً جراحي
مبدِّدَاً ضجرَ الصباحِ
قاسيةٌ أنتِ يا غربتي
ومسربلة بملوحةِ الدموع يا روحي
تشمخُ أحزاني فوقَ خواصرِ الجبال
تنحني مثلَ السنابلِ
آهٍ ..
كيفَ سأعيشُ خشونةَ المساءات
بعدَ فراقِ دفء الليالي؟!
يُتمتمُ نعيم فيما يحرّكُ بيادقَ الشطرنجِ
متوقِّدُ الذهنِ في حصاراتِ الوزيرِ
وخلخلة أجنحةِ الملوكِ
فتعبُر (ليال) معابرَ الحنينِ
تداعبُ شعرَهُ
تزورُهُ
رغمَ أوجاعِ البحارِ
تزورُهُ على إمتدادِ النهارِ
ثمَّ تغفو في أعماقِ الحلمِ
لا تتركه عرضة لأوجاعِ الشوقِ
ولا تتركُهُ مستسلماً للضجرِ القابعِ
فوقَ لجينِ الهلاكِ
هلاكُ تحليقات جموحِ الذهنِ
اشتعالُ هلالاتِ الخيالِ
انبثقتْ شهقةٌ مسربلة بينبوعِ النّورِ
من موشورِ حنايا الحلمِ!
فيسبحُ نعيم في فضاءاتِ القلاعِ
ثمّ يفرشُ شوقَهُ بين هلالاتِ القلمِ
.... ...... ..... ...... ... يُتْبَع!
ستوكهولم: آب 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
لا يجوز ترجمة هذا النصّ إلى لغاتٍ أخرى إلا بإتّفاق خطّي مع الكاتب.