قصص قصيرة جدا ً........المجموعة التاسعة

رشيد كرمه

الحوار المتمدن-العدد: 1959 - 2007 / 6 / 27 - 06:14
المحور: الادب والفن
    

--- 1 ---
تنظيم
لم يكونو جنرالات كبار , كما لم يكونو ضباطا ًولكنهم كونوا كادرا مهنيا ًجباراً , مما حدا بالمؤسسة العسكرية الإستغناء عن مستشارين وخبراء أجانب , إستهوى أحدهم الكتاب و القراءة والمطالعة أثناء الفراغ, مختارا ً ( مجلة الثقافة * )مصدرا ً لزاده الثقافي وسرعان ما كَبُرت وتوسعت دائرة القراء مع ملاحظة إختفاء أعداد المجلة , بوغت اربعة منهم يوما ًفي أمر ٍعسكري صارم وكُبِلت أياديهم وحشروهم في سيارة قادتهم إلى مقر الإستخبارات العسكرية , حيث فوجئ الجميع بأعداد المجلة على منضدة المحقق الذي شرع يسأل عن إسم التنظيم الجديد وقيادته وبرنامجه وعدد أعضاءه ونواياه ودور الحزب الشيوعي العراقي في تأسيسه ,وووووووووووووووووووووووووووووووووووو.
الهوامــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــش
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* مجلة الثقافة : مجلة ثقافية مستقلة كان يشرف عليها الراحل الدكتور صلاح خالص وزوجته في السبعينات من القرن العشرين ولقد ورد إسمها كمجلة للمستقلين في المؤتمر القطري الثامن لحزب البعث الذي أصبح فيما بعد قانونا للعراق .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
--- 2 ---
دموع
إجتمعوا بحكم ظروف الخدمة العسكرية في منطقة ( نفط خانة *) وكان لكل منهم راديو ترانسستر صغير , وكانوا يتغامزون ويتلامزون كلما أختلوا لبعضهم , في المساء ومع بدء غروب الشمس وإستلام الأررزاق الجافة وقفوا وجها الى وجه يقرأون الفاتحة ودمـــــوع حزن حائرة على فاجعة رحيل ( ابو كَاطع** ) ؟؟؟؟؟
الهوامــــــــــــــش
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*نفط خانة : تتبع إداريا لمدينة خانقين وتقع على الحدود العراقية الأيرانية
** ابو كَاطع : شمران الياسري1926-1981 أديب وكاتب وصحفي ومناضل شيوعي عراقي فذ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
--- 3 ---
دعاء
حفظ ( عبد السادة ) عن ظهر قلب رباعية الفقيد ابو كَاطع , وكان مسرورا عندما يأخذ بتلابيب الحديث عن الزناد , وبلابوش دنيا , وغنم الشيوخ , وفلوس حميد وكان قد إعتاد الترحم كثيرا على الموتى وخصوصا الصالحين منهم , وقف مرة للصلاة فـــي إيران يقرء بصوت عالٍ وواضح ومسموع : ( لـــن أزرع شجرة معمرة فـــي أرض الغربة كي يسمن غلالها , واغفو ناسيا ًأو متناسيا ًأهلي .... .. لــن أزرع اليأس في حقول الغربة .. اللهم لا تبارك في زرع ٍ و لا ضرع من إدخر جهداً في فضح الفاشية البدوية .. التي تذبح أهلنا وجيراننا.. نقسم بالله والوطـــــن وبالديمقراطية ..ان سنأخذ هذا النظام المجرم بجريرته حتى لو كان متعلقا ً بأستار الكعبة .....حي على الهجوم ...لاتردد ....لا خيار * )
الهوامــــــش
ــــــــــــــــــــــــ
* مابين القوسين التعويذة الأخيرة للراحل شمران الياسري قبل وفاته .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
--- 4 ---
صداقة
جَمعتهُ الخدمـة العسكرية في صداقات متعددة . وكان مصدر ثقة ٍ, محبوبا ً, متواضعا ً, ساعيا ًللخير ِ ويمتلك ُخزينا ُ مــــن الحكايات النادرات عن الود والإخلاص والتضحية ونخوة وأخلاق السلف,في زمن بات الأمر معكوسا فـــي كـل شئ , في ليلة ٍمظلمة ٍ قارسةُُ البردِ, وحيث خلد الجميع الى النوم صَحبهُ خـِلسة ًصديقه ُالذي إستلم لتوه مسؤولية التوجيه السياسي , واطلعه ُبنظرة خائفة مرتجفة عن كومـــة تقارير ضده , ووضع أمـــامه كتاباً سرياً للغاية وخاصا ً.. قرء فـــيه وبعنوان بـــارز إسمه متصدرا ( قائمة بأسماء المعادين للحزب والثورة ) 1.......شيوعي. 2....شيوعي.3....شيوعي.4....ش
يرجى تشديد الرقابة عليهم وإعلامنا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
--- 5 ---
نقد
حَملَ همومه واوراقه الرسمية الى ريف العمارة عندما تم تعينه مُعلماً , وهناك باشرَ الإتصال بالفلاحين وتثقيفهم وتعليمهم معنى الظلم والأقطاع والعدالة , وكان الجميع يتلاقفون ما يقوله لـَهُم , وكان ( راهي ) من اشد المتحمسين لفكرة النقد كــونها
كلمة بسيطة تفضي الى اشياء كونية وتدخل في كافة مجالات الحياة , وفــي إجتماع ضم لفيف من الفلاحين تأخرالمعلم بعض الوقت , وعند مجيئه وقـبل ان يعتذر رفع ( راهـي ) يده مطبقا ًسبابته على إصبع الأبهام بإتجاه الأستاذ مغمضا ً عينه اليمنى قائلا ً له : ( وَنـِقدَك ) بلهجة ريف العراق ماطاً الكلمة من دالها دلالة المتيقن .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
25 حزيران 2007 السويد رشيد كَرمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

#رشيد_كرمه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات