توقيتات

عمران العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1960 - 2007 / 6 / 28 - 06:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يجري الحديث دائما داخل الادارة الامريكية وفي اروقة الكونغرس الامريكي عن توقيتات يمكن ان تكون شبه نهائية لغرض تلمس تحسن في الوضع الامني في العراق سواء كان ذلك التوقيت ممنوحا للحكومة العراقية او للادارة الامريكية نفسها ، والتقرير الذي سيقدم خلال شهر ايلول القادم يقع ضمن سياق هذه التوقيتات والذي من خلاله يمكن ان تقدم الادارة الامريكية الدلائل المقنعة للامريكيين بأنها حققت ما هو مطلوب منها وبحدوده الدنيا من خططها الجديدة على الارض العراقية وبالتالي تخرج نفسها من الدائرة التي حاول الديمقراطيون ان يضعوها فيها ، فهل حققت السياسة الامريكية الجديدة وزيادة عدد الجنود الامريكيين على الارض العراقية ماتريده خلال الفترة المنصرمة ؟ وهل سيكون التقرير مقنعا ؟ على الارض يبدو ان القوات الامريكية ومعها العراقية لم تحقق لغاية هذه اللحظة ما هو مطلوب فعلا وبقيت مناطق كثيرة من العراق وبما فيها العاصمة تشهد العنف اليومي وما التقرير الامريكي الذي يقول ان المناطق المسيطر عليها في بغداد لاتشكل سوى 40 بالمئة ، سوى واحد من تقارير كثيرة تتحدث عن ذلك الوضع الامني غير المستقر . الامريكان في اللحظات الحرجة يلقون بكرتهم داخل مرمى الحكومة العراقية وهو اسلوب لم يعد مقنعا لانها تمتلك مفاتيح كثيرة للابواب العراقية المغلقة وعليها تحمل مسؤوليتها كاملة مع الحكومة ، هناك فرصة قد تبدو ضعيفة الى حد ما ليكون تقرير ايلول بالشكل الذي يرضي الامريكان من سياسيين وغير سياسيين ألا وهي تحسين الوضع الامني في محافظة ديالى والتي خرجت بشكل شبه نهائي عن السيطرة ، ونعتقد ان الحملة الاخيرة في ديالى والتي تقوم بها قوات مشتركة عراقية وامريكية تقع ضمن هذا السياق ويمكن ان نطلق عليها( حملة الفرصة الاخيرة ) من اجل ان يتضمن تقرير ايلول شيئا يبدد حرج الادارة الامريكية .
وبالرغم من ان الوقت قصيرفي القياسا الزمنية الا أنه يمكن ان تحصل نتائج ملموسة على الارض في ديالى والتي سيفتح تحسن الوضع الامني فيها بابا نحو تحسن الوضع في العاصمة ، لان جغرافية المنطقة تؤكد ان هنالك تناغما بين تمركز الارهابيين في ديالى القريبة من العاصمة وتردي الاوضاع فيها ( اي العاصمة بغداد) .
ولغرض استباق عدم حصول نتائج ايجابية مطلقة فقد ذكرت التقارير والاحاديث ان تقرير ايلول لن يعتبر ولا يعتبر نهائيا لمقياس تحسن الوضع الامني ولذلك من الممكن ان نشهد توقيتات اخرى سيتم تحديدها لاحقا لتكون مقياسا لتحسن الوضع الامني في العراق ،وبالقدر الذي لايشكل تكرار التوقيتات سوى الحرج السياسي للادارة الامريكية فان الامر ليس كذلك بالنسبة للعراقيين لان أتساع هذه الدوائر يعني اتساع دائرة حركة الارهاب واتساع زمنها ومعها اتساع دائرة الدم العراقي المراق على الارض وهو مالا نتمناه .

#عمران_العبيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات