أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - المقاومة... ظل الحرب الأهلية الفلسطينية...















المزيد.....

المقاومة... ظل الحرب الأهلية الفلسطينية...


يونس العموري

الحوار المتمدن-العدد: 1958 - 2007 / 6 / 26 - 09:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


اما وقد سكتت الى حد ما لغة بنادق المليشيا المتقاتلة والمتصارعة على ما يسمى بوهم السلطة الفلسطنينية، اعتقد اننا بتنا نعيش اليوم حالة فضائحية من نوع جديد، ومن الطراز الأول، وبكل ما تحمل الكلمة من معنى، حيث سياسات الردح والذم والقدح التي اصبحت جزء من المشهد الفضائي المفتوح على الغراب...
وحالة الفضيحة هذه انما تعكس حالة الإنهيار العام التي تعيشه القضية الفلسطينية على مختلف مستوياتها وعلى كافة جبهاتها وأصعدها. حيث انهيار منظومة المفاهيم الاخلاقية حتى بحدودها الدنيا، بل ان المشروع الوطني الفلسطيني ذاته بات منهارا ولا ملامح له بالظرف الراهن، حتى أن ادوات وراوفع المشروع الوطني قد اصبحت في مهب الريح بعد ان فقدت تلك الروافع والأدوات مصداقيتها الفعلية والحقيقية على الأرض، فالمقاومة قد صارت متلهية بالصدام الداخلي والصراع الدموي واصبحت المقاومة عبء ثقيلا على الجماهير التي يفترض انها داعمة ومساندة لحركة الفعل المقاوم على الأرض على اعتبار ان هذه المقاومة اليوم قد فقدت بوصلتها وفقدت توجهاتها، وافقدت نفسها حاضنتها والمتمثلة بالجماهير الحاضنة والحامية لمشروع المقاومة وهذا على الأقل ما تم انتاجه حتى الأن جراء الصراع الدموي الفلسطيني الداخلي ( الحرب الأهلية) حيث ان المقاومة لا تقبل القسمة على اثنين بمعنى انها لا يمكن ان تقبل تقسيم الجماهير الى من يؤيدها وذاك من يقف ضدها وفي المشهد الفلسطيني اليوم نرى انقساما حاد المعالم حول ماهية المقاومة وادواتها وحتى لفعلها، الأمر الذي يعني فيما يعني ان تلك الجماهير لم تعد معنية بمشروع المقاومة بروافعها واداوتها واطرها الحالية حيث يتراءى بالمشهد الشعبي ان هذه المقاومة وحسب الرأي الجماهيري الشعبي او حسب المزاج العام انها لم تعد ممثلة فعلية وحقيقية لحالة المقاومة ولحالة استيعاب الجماهير لها. مما يعني ان الإنهيار الوطني التي خلفتها (الحرب الأهلية المحدودة الجغرافيا) حتى الأن قد افقد المقاومة حالة الإجماع التي كانت تحظى به. وعليه فهناك ثمة انهيار بقيم ومفاهيم المقاومة نتج وينتج عنها رفع الغطاء الشعبي عنها. وهذا اخطر ما يمكن ان تواجه مشاريع المقاومات الشعبية والوطنية. وبالتالي تصبج تلك المقاومة حالة معزولة جماهيريا وان كانت تحظى بتأييد شعبي ما، مع العلم ان التأييد الشعبي للمقاومة لابد من ان يحظى بحالة اجماعية كاملة وشاملة لضمان استمراريتها... الأمر المفقود بالظرف الراهن جراء جر و زج تلك المقاومة بالصراعات الداخلية على وهم السلطة والدخول في السجالات التي من الممكن ان تبدأ من نقطة ما ولا يمكنها ان تنتهي عند اي انجاز معين.. اعتقد ان الخطأ الإستراتيجي الذي وقع فيه سلاح المقاومة هو انحرافه نحو الداخل وتوجيهه نحو الشريك في الوطن بصرف النطر عن ماهية هذا الشريك او توصيفه من هذا الإتجاه اوذاك.
كان من المفترض ان تبتبعد المقاومة بكافة اذرئعها وتشكيلاتها عن كل اشكال السجالات السياسية الداخلية وعدم تدنيس طهارة سلاح المقاومة في فعل الإقتتال الداخلي بصرف النظر كما اسلفنا عن مسببات وحيثيات هذا الإقتتال...
وحتى يكون الحديث ذات معنى، وحتى نكون واضحين في محاولة للوقوف على اعتاب حقائق الأشياء، وحتى لا نمعن في التفسيرات واعادة الكلام والحديث لتوصيف اللحظة الراهنة فلسطينيا، لابد من محاولة فهم مجريات الفعل على الأرض لرسم خطوط الطريق، واستيضاح معالم المرحلة من خلال الغوص في تفسير ماهية الظرف السياسي الراهن.. وحتى نقول ما يجب ان يقال بعيدا عن الرغبة في سماع ما يراد من كلام... فثمة من يتعامل مع قضايا الواقع الفلسطيني وكأنه الحاكم بأمره وكأن فلسطين قد اضحت محررة وتحظى بالسيادة والإستقلال وبالتالي يصبح السجال الداخلي وبلغة البنادق امرا مشروعا مع العلم ان لغة التخاطب الفعلي ما بين الفرقاء في الوطن لا يمكن ان يستكين في ظل لغة البنادق التي من المفترض ان لا يتم تدنيس مهماتها وهو الأمر الذي وقع واصبح حقيقة مرئية وفعلية على الأرض.... والسؤال المطروح اليوم هل ثمة مقاومة وطنية فعلية على الأرض تأخذ بعين الإعتبار مهمات المرحلة وحقيقة الفعل المطلوب في ظل الإنقسام الجماهيري الشعبي على المقاومة وفعل المقاومة وبعد ان اصبحت هذه المقاومة وبكل تشكيلاتها مفتقدة للحد الأدنى من المتطلبات الفعلية التي تحددها طبيعة الصراع وتناقضاته الرئيسية والأساسية بالظرف الراهن...؟؟ وهل بالإمكان الإبقاء على معادلة الصراع التي حكمت المنطقة خلال العقود المنصرمة بعد ان صارت الحرب الأهلية الفلسطينية جزء من المشهد السياسي العام في المنطقة..؟؟
اعتقد ان الكثير من التساؤلات باتت طارحة لنفسها وبقوة حول ماهية المقاومة الفلسطينية واستراتجياتها.. والكلام الذي كان محرما اصبح اليوم من ضرورات المرحلة .. وتحديد استراتجية الفعل المقاوم ذاته قد صار اولوية من اولويات تحديد منطلقات الصراع من جديد واعادة صياغة مفاهيم العمل الوطني ككل والاتفاق على طبائع العمل المقاوم. بل لابد من العمل طويلا حتى تتم اعادة الثقة ما بين الجماهير والمقاومة ذاتها على قاعدة اعادة احترام هذه الجماهير وتعدديتها السياسية والاجتماعية واحترام الأخر بصرف النظر عن طبيعة هذا الأخر لطالما انه في الإطار الوطتني العام...
اعتقد ان الكثير من التشويهات قد طالت الحركة الوطنية الفلسطينية وهذا اخطر ما يمكن ان يواجه حركة الفعل السياسي الوطني بالظرف الراهن الذي اصبح مكشوفا ضائعا تائها ما بين ضياع المقاومة ذاتها في صراعات الداخل وما بين افتقاد الخطاب الفلسطيني السياسي للحالة الإجماعية التي يفترض ان تنبثق عن المؤسسة الفلسطينية التي صارات فاقدة لشرعيتها ولعناوينها ومشكوك بالتالي بادائها على اعتبار ان تلك المؤسسات على الأقل تواجه حالة لا اجماعية من قبل الشعب على شرعية تمثيلها له... فما بين مؤسسات منظمة التحرير ومؤسسات السلطة يدور السجال اليوم والكل يدعي انه الشرعية ويملك قانونية اصدار القرارات والمراسيم... وبالمقابل فالمقاومة قد ضاعت وكما قولنا بمتاهات ودهاليز السجالات الداخلية واقحمت نفسها بمعارك ليس لها بالأساس....
ولا شك ان المشهد الفصائلي اليوم التي تتكون منه الحركة الوطنية الفلسطينية مشهدا مشوها وهزيل الأداء. فحركة حماس كانت، عبر سنوات نضالها وعبر دماء مجاهديها في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، قد نجحت في ضخ زخم جديد في حركة التحرر الوطني الفلسطيني، ثم نجحت في تقديم نفسها كحركة تلتزم الديموقراطية (أي الإرادة الشعبية) حين وافقت على خوض انتخابات المجلس التشريعي وحققت فيها فوزاً باهراً بتزكية شعبية واسعة...
وكان يمكن تفسير التأييد الشعبي لحماس على أنه «إنذار» من الفلسطينيين لتنبيه قيادة فتح إلى أخطاء سلطتها التي غرقت في الفساد وأضافت إليها خطيئة الانحراف السياسي الذي تفاقم بعد رحيل الزعيم ياسر عرفات، فقارب في حالات كثيرة حدود الخيانة لتاريخها ودماء مجاهديها وأماني شعبها التي تواضعت في ظل الواقع العربي البائس بانحرافه المشين، إلى حد التسليم باتفاق أوسلو الذي لا يحقق حتى الحد الأدنى من الأدنى من الطموحات المشروعة للشعب الفلسطيني في سلطة وطنية فوق أرضه، فكيف بحلم الدولة والاستقلال؟!.. فضلاً عن أن هذا الاتفاق البائس لم ينفذ، فعلاً، واكتفت إسرائيل بأن تقبل منه ما يلائمها ثم تركت الباقي يموت بالإهمال!
الا ان هذه الحركة قد ضاعت هي الأخرى في اتون التصارع الداخلي ما بين التطرف الأيدلوجي والإعتدال الفكري وما بين ضرورات المرحلة وتحديد اولويات الفعل السياسي على الأرض وانضباط حركة مناصريها ومحازبيها وعدم الضياع بلغة التكفير والتخوين وهو الأمر الذي لا يستوى والحركة النضالية ذاتها... وضرورة الوعي بأن حماس لا يمكنها ان تخحكم الكل الفلسطيني بروؤية وايدلوجية حماس فقط... لابد من الوعي بأن فلسطين لا تحكم بالنظرة الشمولية احادية الإستقطاب او ثنائية التوجه...فقط لا غير ....
وما كان للمشهد الفلسطيني ان يكتمل بالصورة الراهنة الا من خلال العمل على اضعاف اداء الحركة الوطنية ككل وذلك عبر الكثير من الأساليب والوسائل لعل اهمها العمل على تدجين وتهجين الممانعات في الشمهد الفلسطيني وقد تحقق هذا الهدف الى حد كبير.... وبذات الوقت اغراق الساحة الداخلية بعوامل التوتر والتفجير للظرف السياسي، وابعاد الكل المؤثر بصناعة الموقف الوطني الصحيح عن دائرة التأثير بدهاليز صناعة القرار الوطني الفلسطيني.... والأهم برأيي هو اعداد العدة ميدانيا لقوى المقاومة او تلك التي من المفترض انها تمثل الفعل المقاوم على الأرض (مع الكثير من الملاحظات حول طبيعة وشكل اداء الفعل المقاوم الفلسطيني) لتدخل في اتون الحرب الأهلية. فكثير من المقدمات السياسية وتلك اللوجستية قد اتخذت في لحظات محددة شكل التحريض على الحرب الأهلية... وهاهي النتائج ماثلة وواضحة للعيان... حول ماهية المقاومة ومشهديتها الراهنة ... وماهية الظرف السياسي الحالي التمزقي التناحري المتواصل على اكثر من جبهة ومستوى وصعيد....



#يونس_العموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في وجع الذبح والقتل ومشهد الهروب...
- دعوة الى حركة فتح ....
- معادلة عرس الدم الفلسطيني
- الحرب الأهلية الفلسطينية قد اصبحت حقيقة....
- ما بين دعوات اولمرت للسلام مع سوريا وتسخين الجبهة الحربية... ...
- أبعاد الدعوة لتشكيل بلدية القدس الفلسطينية....
- سياسة الفوضى الخلاقة تضرب من جديد في لبنان
- قراءة سياسية اقليمية لخبايا وخفايا المواجهات الدامية في مخيم ...
- هل نملك جرأة تسمية الأشياء بمسمياتها...؟
- وثيقة اختبارت التنفيذ الأمريكية والأمن الأقليمي المفقود
- لماذا لا يعترفون بنصر حزب الله..؟؟
- في وقائع اطروحة الدكتور عزمي بشاره وفبركة الملفات الأمنية...
- اولمرت والكلام السياسي وازماته الداخلية....
- صراع المفاهيم وحرب المدركات والواقعيون العرب الجدد....
- في تصريحات بولتون ودلالاتها
- قراءة في الدبلوماسية الاسرائيلية هذه الأيام ....
- رأي في موقف الجبهة الشعبية اتجاه حكومة الوحدة الوطنية...
- ألمشهد السياسي الفلسطيني في زمن البلطجة


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - المقاومة... ظل الحرب الأهلية الفلسطينية...