أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -رغبة بوش- و-فرصة اولمرت-!














المزيد.....

-رغبة بوش- و-فرصة اولمرت-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1956 - 2007 / 6 / 24 - 11:52
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم نسمع الرئيس بوش يقول إنَّه يرغب في أن يرى "دولة فلسطين (الديمقراطية المسالمة التي تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل)"، التي وعد بقيامها، تقوم قبل مغادرته البيت الأبيض بعد نحو سنة ونصف السنة، وإنْ كان كل الذين يشاطرونه هذه الرغبة لا يختلفون معه في أنَّ من الأهمية بمكان تمييز "الرغبة" من "الالتزام (أو التعهُّد، أو الوعد)"، فإذا كان "وعده" بحلٍّ نهائي يقوم على فكرة "الدولتين (دولة إسرائيل ودولة فلسطين)" قد انتهى، في الرابع عشر من حزيران الجاري، وعلى يديه قبل يدي "حماس"، إلى ما يشبه "دولتين فلسطينيتين" قبل قيام "دولة فلسطين" فهل نصدِّق أنَّ "رغبته" هذه ستنتهي إلى ما هو أفضل؟!

نحن لم نسمعه؛ ولكن اولمرت أبلغ إلينا أنَّ بوش أعرب له عن هذه الرغبة، التي نرغب في أن يسأله صحافي ما عن صدقها. اولمرت، الذي بدا سعيدا بعد إعراب بوش له عن هذه الرغبة، أعرب لنا عن اعتقاده بأنَّه منذ أربعين سنة خلت لم تتهيأ فرصة (للسلام) كمثل الفرصة المهيَّأة الآن، "على الرغم من كل الصعاب". ولا شكَّ في أنَّ أهمية قوله تكمن في كونه لم يتحدَّث من قبل قط عن "تهيَّؤ فرصة (للسلام)"، فالتحدُّث في أمر كهذا ظلَّ عربيا خالصا، وكان فيه من التمنِّي أكثر كثيرا ممَّا فيه من الموضوعية في الاعتقاد والتوقُّع.

إنْ صدَّقْناهما، وهما صنف من قادة الدول لا يُصدِّقه إلا كل من له عين لا تبصر وأُذن لا تسمع، فهذا إنَّما يدعونا إلى أن نفهم الهزيمة التي ألْحقتها "حماس" بالشعب الفلسطيني وقضيته القومية على أنَّها الضارة التي تحوَّلت، أو هي قَيْد التحوُّل، إلى نافعة، ولا بدَّ لنا، بالتالي، من أن نكُفَّ عن كره هذا الشيء الذي سيَثْبُت عمَّا قريب أنَّه كان خيرا لنا.

انتظارنا لن يطول، فَمِن شرم الشيخ، حيث تُعْقَد غدا القمَّة الرباعية، سيأتينا "الخبر اليقين"، إنْ لم يكن كله فبعضه، أو أوَّله، على الأقل. وأحسب أنَّ "القمَّة الرباعية"، مع أنَّ كلمة "الرباعية (في اللجان)" صارت تشبه، في معناها، "السعي في تربيع الدائرة"، تصلح لقيام الأطراف العربية الثلاثة بمحاولة إقناع اولمرت بأن يقف موقفا "أكثر إيجابية" من "مبادرة السلام العربية"، التي لم نعرف بعد على وجه اليقين كم من "التفعيل" تحقَّق لها إسرائيليا على وجه الخصوص، فما عرفناه على وجه اليقين هو أنَّها قد "فُعِّلت" فلسطينيا إذ فعلت "حماس" ما فعلته يوم الرابع عشر من حزيران الجاري.

ولو كان اولمرت يبحث عن "فرصة حقيقية" لـ "سلام حقيقي" لقال بعد "قمَّة الرياض"، وليس بعد هذا الذي حدث في قطاع غزة، إنَّ فرصة حقيقية للسلام لم تتهيَّأ منذ أربعين سنة قد تهيَّأت الآن؛ ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يفهم السلام، وفرصته بالتالي، إلا على أنَّه الحل الذي يمكن أن يصنعه "تطوُّر فلسطيني (وعربي بالتالي)" كمثل "التطوُّر" الذي صنعته "حماس" في قطاع غزة، والذي أسْمَتْهُ "التحرير الثاني"، الذي أمْعَن في مسخ "التحرير الأوَّل".

إنَّ اولمرت يَفْتَرِض أنَّ لدى الفلسطينيين الآن "سلطتين"، تحتاج كلتاهما إلى البقاء، الذي لا يُبقي من الحقوق القومية للشعب الفلسطيني، ومن قضيته القومية، إلا ما يصلح أساسا للحل الإسرائيلي النهائي. وانطلاقا من هذا الافتراض يسعى اولمرت في صوغ وتعيين الشروط الإسرائيلية لبقاء "السلطتين"، فالسلطة التي اغتصبتها "حماس" في قطاع غزة تبقى ما بقيت "الهدنة طويلة الأمد"، ولو كانت هدنة غير مُعْلَنة، وغير مُتَّفَق عليها علانيةً.. وما بقيت حكومة هنية لا تملك من السلطة الحكومية إلا سلطة الأمن الداخلي المدني، ولا اعتراض لديها على المزاوجة بين أوجه "الحصار" المراد استمراره والحلول الدولية للمشكلات الإنسانية لأهل القطاع.

أمَّا في الضفة الغربية فإنَّ "الإيجابية" في "المثال" هنا لن تَظْهَر وتزداد (في الاقتصاد والأمن والاستقرار والشرعية..) إلا بوصفها "نتيجة" لـ "مرونة تفاوضية فلسطينية" لم تَعْهَدها إسرائيل منذ أربعين سنة.

وقد يكتب التاريخ أنَّ إسرائيل اصطادت في الرابع عشر من حزيران 2007 عصفورين بحجر واحد: نهاية المقاومة العسكرية، وانهيار ما بقي من قوَّة تفاوضية لدى الفلسطينيين.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحدِّي -الضفة- وتحدِّي -القطاع-!
- بعضٌ من ملامح المستقبل القريب
- هذا -النصر- اللعين!
- ثنائية -الإيمان- و-الإلحاد-.. نشوءاً وتطوُّراً
- -التقسيم الثاني- لفلسطين!
- -حماس- خانت شعبها!
- حرب إسرائيلية بسلاح فلسطيني وأيدٍ فلسطينية!
- مناورات على مقربة من -ديمونا-!
- حل مشكلة -حق العودة- يبدأ من هنا!
- -النكسة-.. معنىً ومبنىً!
- -لُغْز- العبسي!
- أي -عفريت- سيَخْرج من قمقم -البارد-؟!
- هل هذا ما يقترحه بوش على طهران؟!
- هل هذا هو -الهدف الكامن-؟!
- -عين الرمانة- إذ انتقلت شمالا!
- -مبادَرة إسرائيلية- أم فخٌّ ل -المبادَرة العربية-؟!
- -ثقافة التميُّز-.. عندنا!
- أهو عام القضاء على القضية الفلسطينية؟!
- غزة.. ملثَّمون في حصان طروادة!
- -العودة-.. حقَّاً وحقائق!


المزيد.....




- ترحيب فاتر بالملك تشارلز في أستراليا بأول جولة خارجية له منذ ...
- استخبارات كوريا الجنوبية: بيونغ يانغ ترسل 1500 جندي لمساعدة ...
- جواد العلي يعود إلى مسارح السعودية بعد غياب طويل.. افتتح حفل ...
- روسيا تسلم أوكرانيا جثث أكثر من 500 جندي من قوات كييف
- الحوثيون يتوعدون إسرائيل -بتصعيد عسكري مؤلم- ثأرا للسنوار
- صافرات الإنذار تدوي في عكا وخليج حيفا
- مصر ترفع أسعار البنزين للمرة الثالثة.. فهل ستواصل الأسعار ال ...
- ما قصة التوغل الجيش الإسرائيلي في سوريا؟
- يحيى السنوار.. ما قصة المسدس الذي وجده الإسرائيليون بحوزته و ...
- -ماذا بعد مقتل عدوّ إسرائيل اللدود، يحيى السنوار؟- جيروزاليم ...


المزيد.....

- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -رغبة بوش- و-فرصة اولمرت-!