|
يجب إدانة وشجب إعدام الرياضيين من قبل حكومة المليشيات!
سيوان محمد
الحوار المتمدن-العدد: 1955 - 2007 / 6 / 23 - 07:03
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
إعدام الرياضيين من قبل المليشيات يأتي على ما تبقى من أفق الحركة الرياضية في العراق ويجهضها بعد أن مزقت تلك المليشيا أحشاء العراق في ظل حكومتها الحالية وقادتها البرلمانيين. وقد بات إعدام الرياضيين وشنقهم واختطافهم مسلسلاً شبه يومي نسمع عنه باستمرار. والسؤال هو أي صراع خبيث هذا ومن أجل ماذا؟ إنها الرياضة يا جرذان التاريخ، لماذا هذا الحقد على أمننا وحياتنا وهوايتنا وكل ما نتمناه ونتطلع إليه مستقبلاً. إن المليشيات الآن تشنق أي وميض أمل يبرق من خلال المبدعين. كل شيء يقتل رمياً بالرصاص.. فنانون ..صحفيون..تشكيليون..ممثلون وآخر الأمر يأتي على الرياضيين الذين هم في بعد كبير عن السياسة ولا يشغلهم على الأغلب إلا الساحات وحلبات السباق وكل طموحهم وأملهم هو الإنجازات الرياضية التي يعملون ليل نهار وبجهد فردي لتحقيقها في مجتمع معدوم الأمن والعمل وخدماته الأساسية كالماء والكهرباء بحيث صارت لقمة العيش وزراً كبير في ظل الغلاء الفاحش والفاقة. الرياضة شيء خاص جداً بالإنسان وترتبط بروحه وفطرته وليس بأية جهة سياسية وقبلية ومعتقد وطائفة. فقد وجدت منذ وجود الإنسان عبر التاريخ. والآن تأتي حكومة المالكي لكي تشنق الرياضيين وتقتلهم وتعذبهم في القرن الوحد والعشرين. فقد تم اختطاف الملاكم حسين هادي حميد لاعب نادي الزوراء وعضو المنتخب العراقي وهو في طريقه الى النادي وقتل شنقاً بعد ثلاثة أيام من اختطافه، أما حسين عبد الله لاعب نادي الزوراء أيضاً والمنتخب العراقي في خماسي الكرة فقد وجد مقتولاً بالرصاص من قبل المليشيات. أية وحشية هذه؟! أي دين وأية مقدسات معتقدات؟! أية سياسة وأية حكومة؟! إنهم يحولون العراق الى وحل والى مستنقع للجرذان العمياء التي تقضم كل شيء وتمزق كل شيء وليس من أجل جوعها. فالملاكم ولاعب الكرة واليد ولاعب كرة اليد ولاعب كرة القدم والمدرب الفلاني ما هو العبء الذي يشكلونه على ثكنات مليشياتهم اللامباركة المنبوذة وقادتها وأفرادها؟ وأي ثقل يشكلونه على متاجراتهم المختلفة بحياة الملايين من الأبرياء؟ولماذا ينتهون هذه النهاية التي لا تليق حتى بالحيوان وليس الإنسان العادي. لقد ترك الرياضيون كل شيء لهم وحملوا حقائبهم وثيابهم الرثة واتجهوا الى ساحات اللعب المهجورة القديمة وقاعات الرياضة المتداعية لمزاولة ما قد يغني روحهم عن ما يعانون ولتغذية النفس وبعد الحرمان من الكثير من الأشياء التي حرموا منها كرياضيين في هذا العصر الذي نعلم جميعاً أية مكانة للرياضة فيه في أذهان الناس الآن. وقد أخذت العصابات القمعية كل ما وقع أمام أعينها وأغلقت الباب على نفسها في المنطقة الخضراء (الصفراء) كمصاصة للدماء، فأي عبءٍ شكله الرياضيون عليها..لاشيء ..لا شيء سوى أنهم يصارعون بعرقهم ونضالهم كرياضيين من أجل إرجاع سبل الحياة المدنية بما أمكنهم عبر منجزاتهم وربط المسيرة الرياضية في العراق بمسيرة الرياضة في العالم بعد قطعت الحروب أوصال العراق وتركت سنوات الحصار وسياسات الأنظمة الرجعية المتعاقبة أثرها عليه. ما كان يريدوه الرياضيون هو أن يظهروا للعالم أن المجتمع العراقي وأننا مثلهم أناس طبيعيون متمدنون نحب الرياضة ولنا تاريخ في البطولات وإنجازات رياضية في مختلف أنواع الرياضات وليس من حق أية جهة أو أحد الافتخار بتلك المنجزات قبل الرياضيين أنفسهم ومحبي الرياضة. ما تسعى إليه المليشيات وحكومتها والعصابات الطائفية في العراق الآن هي جرنا الى مستنقع الحقد والتخلف والظلام ناهيك عن الجرائم النكراء. فمنذ احتلال أمريكا للعراق كان هرب أغلبية الرياضيين خارج العراق يتواصل باستمرار أسوة بغيرهم من أبناء المجتمع العراقي ووصلت الأمور بهم حد توقيع عقود احتراف مع الأندية الرياضية تكون برخص التراب قياساً بغيرهم من الرياضيين الموجودين اليوم في الساحة حيث ليس أمامهم أي خيار في محاولة النفاذ بجلدهم وملابسهم الرياضية والهرب من البلاد التي تزرع وتحصد ديمقراطية أمريكا في آن واحد مع قطيع المتحالفين. المثير في الأمر أيضاً هو صمت الاتحادات الرياضية العربية منها والقريبة من الأحداث بشكل مباشر والعالمية أيضاً الذي أضاف جرحاً على الجرح أن صح القول. فالأغلبية الساحقة من الرياضيين تعرضت للابتزاز والقتل والتشريد لعدم التبعية لذلك المذهب أو المرجع أو القبيلة أو الطائفة ..والخ. فالاتحادات العربية والعراقية الموالية ليست إلا فقاعات صابون نراها تنفجر فوق الإبل فقط في المناسبات التي تجري بشكل دوري حسب تصوراتها الإقليمية والسياسية وتبقى عديمة اللون والطعم وذات رائحة كريهة. يجب إدانة الجرائم ضد الرياضيين العراقيين وشجبها من قبل كل إنسان محب للرياضة ومحب للحضارة والمدنية ويشعر بوجوده كإنسان في هذا العالم، كل حسب طريقته، ويجب فضح ما يتعرض له الرياضيون في العراق والضغط على الاتحادات الرياضية من خلال رسائل التنديد والاعتراض لفتح ملفات تحقيق بالجرائم القبيحة الآنفة الذكر من شنق وقتل بالرصاص واختطاف وتعذيب وتحميل حكومة المالكي الحالية ومن سبقها مسؤولية الجرائم ومعاقبة المجرمين. يجب أن تبعد المليشيات والعصابات الطائفية حرابها السوداء عن رقاب الرياضيين.
#سيوان_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العنف المنزلي في أوروبا ورقة بين الرياح
-
فوق ضفاف النهر..حزام يابس!
-
كنت أرتب أيام الجميلة
-
في ذكرى أحداث الحادي عشر من أيلول بضعة كلمات حول السلام في ا
...
-
أنا لا أسرق إلا عينيك -ثلاث قصائد
-
مجلس النواب أم مجلس القتال؟!
-
لرنفع أصواتنا ونحشد قوانا دفاعاًَ عن اللاجئين!
-
الحرية
-
ثلاث قصائد
-
قصيدتان
-
قصائد
-
ليس للفراغِ محطة!
-
حتى الصباح
-
ملاكم اليوم
-
في زمن الحرب!
المزيد.....
-
الملكة رانيا تهنئ الأمير هاشم بعيد ميلاده العشرين
-
انتشال 30 جثة حتى الآن لضحايا كارثة مطار ريغان في واشنطن
-
الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف في كورسك
-
فوائد -مكملات الحمل- في تقليل مضاعفات الولادة
-
ماذا نعرف عن وحدة الظل في كتائب القسام المسؤولة عن تأمين الر
...
-
-مخاوف من سيطرة دينية على الحكم في سوريا- - جيروزاليم بوست
-
سانا: الرئيس أحمد الشرع سيلقي خطابا موجها للشعب السوري مساء
...
-
شاهد: فرحة أسرة الأسيرة أغام بيرغر بعد أن أفرجت عنها حماس
-
انهيار صخري في أعماق كاليفورنيا يكشف أسرار تكوّن القارات
-
سر -طبيب الموت- ولغز -عاصمة التوائم-!
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|