|
انفختت الطبلة وتفرق العشاق
سلطان الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 1955 - 2007 / 6 / 23 - 07:00
المحور:
كتابات ساخرة
في نهاية الحفلة ، أو اللمة ، أو العراضة . يُقال : ( انفختت الطبلة وتفرق العشاق ) . ويبدو أن هذا هو حال جبهة الخلاص اليوم ، بعد أن تفرق العشاق ، والخلان ، وانسحبوا الواحد بعد الآخر ، وفيما يبدو أن من بقي هم المعترين ، والذين يخافون على رزقهم ورزق أولادهم ، فيما لو فكروا بالانسحاب من هذه العراضة .وهؤلاء ، نُحمل النظام السوري سبب وجودهم في الخارج . ما بُني على باطل ، مصيره الحتمي الانهيار ، وكما انهار حزب الاصلاح من أول نسمة هواء ، هكذا نرى نحن في المعارضة السورية الموجودة في الداخل ، مصير الجبهة الخلاصية . مالذي حدث ، حتى بدأت كل هذه الانسحابات ، وبأسباب صدقناها جميعاً ، رغم أن قناعتنا الأكيدة ، هي أنهم هم أنفسهم لم يصدقوها . بدأ كل هذا ، عندما شعر بوش أن عليه أن يُنهي حياته السياسية ، ولو بنصر ، أو شبه نصر ، وحتى في لعبة طرنيب سورية . وهو يعرف معرفة أكيدة ، أن لقبه المستقبلي ، سيكون أفشل رئيس مر على الولايات المتحدة الأمريكية ، والرئيس المؤمن ، الذي ذبح شعبه وهجر بني جلدته ، وأقصد المسيحيين ، والذين يُصلي معهم في نفس الكتاب . اذًاً بوش ( باع هؤلاء بيعة واحدة ) يحتاج الى سوريا ، وسوريا لها حساباتها الخاصة ، وتريد حماية نظامها وأمنها ، كما تريد أن تقول : أعدائي يجب ان لا يكونوا أصدقاء حميمين لأمريكا . ويجب ألا تقويهم ، وتحميهم أمريكا . في حوار مع سيدة معارضة للبعث ، للعظم ، اختلفنا ، على موقف واحد ، قلت لها وأنا أيضاً ، أمقت ما فعله البعث في سوريا ، ولكن مثلي مثل كل الشعب السوري ، نأمل الكثير من رئيسنا ، وأنتم لا تريدون أن تفهموا الحقيقة . ومن غير المعقول أن يُفكر الشعب السوري ، ولو مجرد التفكير ، باستبدال رئيسه ، بحثالة من المعارضة ، البعض منها طفا فجأة على سطح الماء كما تطفو -------- . والآخر سرق ونهب ودمر وذبح ، ويُريد من الشعب أن يغفر معه . طبعا السيدة لم تقتنع ، أو انها اقتنعت ، ولم ترد أن تتنازل ، رغم موقفها الوطني والصريح من كل أشلاء المعارضة ، ومعاناتها منهم ، وبما أنني وعدتها أن يبقى حديثنا سرا ، الا أنني فقط ، سأذكر نهاية رسالتها .آخر فقرة كتبتها لي كانت : ((تحية طيبة لك والى الجميع وهنيئا لك حب بشار (انا امزح) .)) الرئيس محبوب من شعبه ، ومعارضة الخارج مكروهة من الشعب السوري ، وكل رموزها ، تحمل من المخازي ما تنوء عن حمله أكبر دابة . لا ريب في أنه ما من أحد ينتهك المبادئ الأخلاقية الوطنية ويشعر أنه (خائن) لأن الشيئ الوحيد الذي يركض وراءه ، بكل تأكيد ، هو السعي وراء شهوة السلطة ورغبة الانتقام . وإن يكن بطريقة مضلة الى حد مثير . إن واحدة من أهم المشكلات التي تعاني منها الأخلاقية الوطنية هي أنه ليس لهذه الحالة في المستوى الوطني . قواعد محددة على نحو واضح ، وثابتة ، وتوافقية ، فكل شخص يفسر المسألة وفقا لمصالحه الشخصية لا الوطنية . مما أدى للأسف الى تسمية الخائن مناضل والمرتزق معارض . في ملاحظة هامة اليوم ، ومن متابعة كافة مقالات المعارضة الوطنية ، ومقالات المعارضة الخدامية البيانونية ، نجد أن هناك اصطفاف كبير حول الخط الوطني السوري ، وتصميم كبير على حماية الوطن السوري ، من كل أذى وخراب . مقالات المعارضة الوطنية ، تستنكر أيضا كل مظاهر القمع والاستبداد وقسوة القبضة الأمنية ، ولكنها أبدا ترفض أن تذهب سوريا في طريق الديمقراطية العراقية . بينما كتاب أو الذين يكتبون بالقطعة ، ويقبضون ثمن ما يكتبون ، نراهم أشبه بأم الصبي ، التي تريد أن تقطعه الى قسمين مقابل أن تأخذ حصتها ، ولو بطرق الدم . ومن أجل كل ذلك فرط العقد ، ولن يمضي وقت طويل ، حتى نرى أبو جمال وأبو أنس ، يُمسكون بأيدي بعضهم ، ويُنشدون معا أغنية السيدة فيروز (وينن ؟) . كل من انسحب وابتعد ، لا بد أنه ، لاحظ ، كم الاستثمارت الكبيرة ، الذي يتدفق على سوريا ، بالأمس ، تم بيع عدة دنمات من الأراضي وبمبالغ خيالية الى شركة اماراتية في الساحل السوري ، لإقامة مشاريع سياحية في سوريا . ولا بد أنهم سمعوا أيضاً بمذابح المسيحيين في العراق وتهجيرهم . ولا بد أنهم سمعوا ، كيف تم شتم الغادري والبصق عليه في اسرائيل . ولا بد أنهم سمعوا بألقاب الخيانة تُطلق على كل من يُريد الأذى لسوريا . ولا بد أنهم سمعوا بالمستقبل الكبير الذي ينتظر سوريا . ولا بد أنهم سمعوا أن التغيير قادم ، وأن البعث لن يبقى حجر عثرة للوطن . ولا بد انهم سمعوا ، ببعثيين شرفاء ، وأمن حضاري ، وسياسة انفتاحية .
وأيضا وأيضا نرفض أن يبقى الوضع في سوريا هكذا ، نريد حرية أكثر ، نريد اطلاق المعتقلين ، نريد قانون الأحزاب الجديد ، نريد الغاء المادة الثامنة من الدستور . دور المعارضة الوطنية ورجالاتها وسيداتها اليوم في الداخل والخارج ، هو فتح صفحة جديدة مع النظام ، والطلب منه أن يتوقف عن التصعيد ، وأن يلتفت أكثر الى متطلبات الشعب السوري ، ومساعدته على العيش الكريم ، دور المعارضة أن تقول للنظام : ان المشروع الأمريكي يركض ، مشروع الشرق الأوسط . على المعارضة اليوم أن تلفت نظر النظام ، الى ما يحدث في العراق وأنه لأول مرة في التاريخ العربي الحديث ، تجري هذه المذابح بين الشيعة والسنة ، وأنه في لبنان لأول مرة يتم هذا الانقسام وهو مذهبي أيضا ، وكذلك الحرب في قلسطين ، المشروع الأمريكي يركض ، ونحن نقف ننتظر الخاتمة . أشار أمس زميل صحفي موجود في رومانيا ، الى أنهم رفضوا نشر مقال له ، يتحدث فيه بموضوعية عن مذابح الأخوان المسلمين في حماه . ضحكت عتدما قرأت معاناة زميلي الصحفي ، ويبدو أنه للمرة الأولى ، يختبر ديمقراطية هؤلاء ،. انهم يا صديقي قمعيون متعصبون مستبدون ، ليس للرأي الاخر مكان بينهم ، يعيبون على السلطة اغلاقها مواقعهم المشبوهة ، وهم يُغلقون مواقعهم على كل الكتاب الوطنيين ، يرفضون سماع الرأي الآخر ، ويُطالبون بحرية الرأي . ليتهم يقتدون بموقع الحوار المتمدن ، وبديمقراطيته ، واحترامه الرأي وارأي الآخر ، وبعضهم يكتب فيه ، ويستمتع بالحرية التي يقدمها هذا الموقع لكل الأطراف . بعد انسحاب أحدهم ، كتبت مقالة ، أشرح فيها خطورة انسحابه على الكرة الأرضية كلها ، وطبعا ، هناك فيتو عل كل ما أكتب ، في مواقعهم ، وليت الأمر يتوقف على ذلك ، انما يمتد الى سيل من الشتائم ، من مرتزقتهم والمتعيشين على فتاتهم .فقد وصلني سيل من حضارتهم ، بيد بعض من حثالتهم ، أقنعني أكثر بديمقراطيتهم وعلمانيتهم وحضارتهم .
#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انسحاب معارض شرس والنظام يترنح في سوريا
-
واحبيبي نبيل واحبيبي صفاء
-
لاهوت التحرير الأفريقي 4 في اطار التحليل الماركسي
-
لاهوت التحرير--3--لاهوت التحرير في أفريقيا
-
لاهوت التحرير 2- الألم الذي يعانيه الانسان الأسود
-
قراءة في فكر ديزموند توتو -1--لاهوت التحرير---لاهوت السود
-
طبول المنافقين تغطي على همس المتآمرين
-
برسم بعض الكتاب السوريين؛ مع الود
-
رسالة الى النظام السوري عبر موقع الحوار المتمدن
-
من بسيئ الى المعارضة السورية اليوم ؟؟؟
-
المغرر بهم والضالين آمين !!
-
قراءة في فكر هانس كينغ34 مقاييس وانحرافت في الاديان
-
قراءة في فكر هانس كينغ3ديانات للسلام وللحرب
-
قراءة في فكر هانس كينغ2 معضلة الدين في الأخلاق!
-
قراءة في فكر هانس كينغ2 الديانات تناقضات قواسم أخلاقيات
-
قراءة في فكر هانس كينغ 1-أخلاق بلا دين؟
-
انخفاض في نسبة الشعور القومي
-
اليكم كيف كان الوضع ؟
-
ملحق فتاوى الارضاع ع ع
-
حرام يا لبنان
المزيد.....
-
وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص
...
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|